يا مُحَمَّدُ قَبْلَ علِيٍّ يَذْكُرُكَ الْمَظْلُومُ فِيْ يَوْمٍ فِيْهِ نَعَبَ الْغُرابُ وَارْتَفَعَ نُباحُ الْكِلابِ وَأَرادُوا أَنْ يَسْفِكُوا دِماءَ الَّذِيْنَ أَجابُوا إِذِ ارْتَفَعَ النِّداءُ وَسَمِعُوا إِذْ ظَهَرَ حَفِيْفُ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى وَشاهَدُوا إِذْ أَشْرَقَ النُّوْرُ مِنَ الأُفُقِ الأَعْلى وَتَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ بَعْدَ فَناءِ الأَشْياءِ كَذلِكَ تَرَنَّمَ لَكَ قَلَمِي الأَعْلى أَنِ اسْتَمِعْ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ ذَكَرْتَنِيْ فِيْ سِجْنِكَ الْعَظِيْمِ، كُنْ قائِمًا عَلى خِدْمَةِ مَوْلاكَ وَناطِقًا بِثَنائِهِ الْجَمِيْلِ، إِيّاكَ أَنْ تُخَوِّفَكَ سَطْوَةُ الْجَبابِرَةِ أَوْ تَمْنَعَكَ شُبُهاتُ الْفَراعِنَةِ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ مِنْ دُوْنِ بَيِّنَةٍ مِنَ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، يُسْرِعُوْنَ إِلى الْمَساجِدِ بِاسْمِيْ وَيُفْتُوْنَ عَلى نَفْسِيْ إِنْ هذا إِلاّ أَمْرٌ عَجِيْبٌ، قُلْ يا مَعْشَرَ الْعُلَماءِ كَمْ مِنْ عالِمٍ أَرادَ أَنْ يُطْفِىءَ نُوْرَ اللهِ بِظُنُوْنِهِ وَكَمْ مِنْ حاكِمٍ قامَ عَلى الإِعْراضِ بِجُنُوْدِهِ وَلكِنَّ اللهَ أَطْرَدَهُمْ بِقُدْرَتِهِ وَأَظْهَرَ ما أَرادَ رَغْمًا لأَنْفِهِمْ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الَّذِيْ لا تُعْجِزُهُ كَثْرَةُ الْعِبادِ وَلا تَمْنَعُهُ ضَوْضاءُ الْبِلادِ إِنَّهُ لَهُوَ الْفَرْدُ الْواحِدُ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، كَذلِكَ ماجَ بَحْرُ الْبَيانِ إِذْ أَحاطَتْنا الأَحْزانُ مِنَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِالرَّحْمنِ فِيْهذا الْيَوْمِ الْمُقَدَّسِ الْمُنِيْرِ، طُوْبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْوَجْهِ وَوَيْلٌ لِكُلِّ مُعْرِضٍ بَعِيْدٍ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ مَلَكُوْتِ عِنايَتِيْ عَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِذِكْرِيْ وَطارُوا فِيْ هَواءِ حُبِّيْ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِي الْمَتِيْنِ.