هذا كِتابٌ مِنْ لَدى الْحَقِّ إِلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا وَآمَنُوا بِاللهِ الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، هذِهِ سَنَةٌ فِيْها فَدى الْحَسَنُ نَفْسَهُ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، وَمِنْ بَعْدِهِ الْحُسَيْنُ الَّذِيْ فازَ بِالشَّهادَةِ الْكُبْرى لَعَمْرُ اللهِ ناحَتِ الأَشْيآءُ عَلَيْهِما وَعَلى مَنْ سَبَقَهُما وَلكِنَّ الْقَوْمَ فِيْ فَرَحٍ مُبِيْنٍ، قَدْ أَنْكَرُوا حَقَّ اللهِ وَأَصْفِيائِهِ بِما اتَّبَعُوا كُلَّ جاهِلٍ أَعْرَضَ عَنِ اللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، مَنْ يَتَفَكَّرْ فِيْما وَرَدَ عَلى آلِ الرَّسُوْلِ لَيَنُوْحُ نَوْحَ الثَّكْلى أَوْ كَمَنْ فَقَدَ أَباهُ وَأُمَّهُ وَابْنَهُ يَشْهَدُ بِذلِكَ هذا الْكِتابُ النّاطِقُ الْبَصِيْرُ، هَنِيْئًا لَكَ بِما شَرِبْتَ رَحِيْقَ الْبَقآءِ مِنْ يَدِ رَبِّكَ الأَبْهى إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْخَلْقِ الَّذِيْنَ مَنَعَهُمُ الْهَوى عَنِ الأُفُقِ الأَعْلى وَكانُوا فِيْ أَيّامِ الرِّبْحِ مِنَ الْخاسِرِيْنَ.