كِتابٌ أَنْزَلَهُ الرَّحْمنُ مِنْ مَلَكُوْتِ الْبَيانِ وَيَدْعُ الْعِبادَ إِلى أُفُقِهِ الأَعْلى وَالذِّرْوَةِ الْعُلْيا الْمَقامِ الَّذِيْ مِنْهُ ارْتَفَعَ النِّداءُ وَنُفِخَ فِي الصُّوْرِ وَتَكَلَّمَ مُكَلِّمُ الطُّوْرِ وَظَهَرَ ما كانَ مَسْطُوْرًا فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، يا عَبْدَ الْحُسَيْنِ إِنَّ الْمَظْلُوْمَ يَدْعُوْكَ إِلى صِراطِ اللهِ وَيَهْدِيْكَ إِلى مَقامٍ يَطُوْفُهُ الْمَلأُ الأَعْلى فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ، طُوْبى لِقَوِيٍّ نَبَذَ الأَوْهامَ وَتَشَبَّثَ بِذَيْلِ اللهِ مالِكِ الأَنامِ، إِنّا ذَكَرْناكَ وَالَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى أُفُقِ الأَمْرِ وَأَجابُوا رَبَّهُمُ الْعَزِيْزَ الْوَهّابَ، طُوْبى لِبَصِيْرٍ فازَ بِأَيّامِ اللهِ وَلِقاصِدٍ قَصَدَ بَيْتَ اللهِ الْحَرامَ، قُلْ تَاللهِ قَدْ أَتى الْوَعْدُ وَالْمَوْعُوْدُ يَدْعُوْكُمْ إِلى أَعْلى الْمَقامِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ شُئُوْناتُ الْوَرى عَنْ مالِكِ الْعَرْشِ وَالثَّرى ضَعُوا ما عِنْدَ الْقَوْمِ مُتَمَسِّكِيْنَ بِحَبْلِ اللهِ رَبِّ الأَرْبابِ، كَذلِكَ نَطَقَتْ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى فِيْ سِجْنِ عَكآءَ وَنادَتِ الذَّرّاتُ الْمُلْكُ للهِ مالِكِ الإِيْجادِ، الْبَهآءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ عِنايَتِيْ عَلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا بِوُجُوْهٍ نَوْراءَ وَعَمِلُوا بِما أُمِرُوا بِهِ فِي الْكِتابِ.