قَدْ حَبَسُوْنا فِيْ حِصْنٍ بُنِيَ مِنَ الصَّخْرَةِ الصَّمّا وَجَعَلُوا سَحابَ الأَوْهامِ حاجِزًا بَيْنَنا وَبَيْنَ أَحِبَّآءِ اللهِ الْعَلِيِّ الأَعْلى، وَأَرادُوا أَنْ يَسْتُرُوا جَمالَ الشَّمْسِ بِغَمامِ النَّفْسِ وَالهَوى تَاللهِ يَضْحَكُ عَلَيْهِمْ كُلُّ الأَشْيا لأَنَّ رَبَّكَ لَمُقْتَدِرٌ عَلى ما يَشآءُ، لا يَمْنَعُهُ الْمُلُوْكُ عَمّا أَرادَ وَإِنَّهُمُ الْمَمْلُوْكُ فِيْ قَبْضَةِ مالِكِ يَوْمِ التَّنادِ، فَسَوْفَ يُظْهِرُ أَمْرَهُ بِسُلْطانٍ مُبِيْنٍ وَإِنَّهُ لَمُحْيِي الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لِمَنْ كانَ مُسْتَقِيْمًا عَلى الأَمْرِ وَتَمَسَّكَ بِعَهْدِ اللهِ وَنَبَذَ عَهْدَ ما سِواهُ عَنْ وَراهُ، إِنَّهُ لَبِالْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ فَسَوْفَ يَجِدُ نَفْسَهُ فِيْ أَعْلى الْمَقامِ، مَقامِ الَّذِيْ تَسْتَضِيْءُ فِيْهِ أَنْوارُ وَجْهِ الْغُلامِ إِنَّهُ مَقامٌ كَرِيْمٌ.