ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ أَرادَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، لِتَجْذُبَهُ نَفَحاتُ الذِّكْرِ إِلى مَقامِ الاسْتِقامَةِ وَالإِيْقانِ وَيُبْلِغَهُ إِلى مَقَرٍّ كانَ بِأَنْوارِ الْعَرْشِ مُضِيْئًا، قَدْ عَرَفْنا إِقْبالَكَ إِلى اللهِ وَعِرْفانَكَ هذا الْمَعْرُوْفَ الَّذِيْ كانَ أَكْثَرُ الْخَلْقِ عَنْهُ مَحْجُوْبًا، وَنَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ لِتَجِدَ مِنْهُ عَرْفَ الرُّوْحِ وَتَكُوْنَ عَلى الأَمْرِ مُسْتَقِيْمًا، كَمْ مِنْ عَبْدٍ ناحَ فِي الْفِراقِ وَإِذا فاحَ عَرْفُ الْوِصالِ أَعْرَضَ وَكانَ عَنِ الْحَقِّ مَحْرُوْمًا، طُوْبى لَكَ بِما تَوَجَّهْتَ إِلى الْوَجْهِ وَشَرِبْتَ رَحِيْقَ الْعِرْفانِ فِيْ أَيّامٍ كانَتْ فِيْ الأَلْواحِ مَسْطُوْرًا، أَنِ اذْكُرْ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لَعَلَّ يَنْتَبِهُنَّ الَّذِيْنَ رَقَدُوا عَلى فِراشِ الْغَفْلَةِ وَالأَوْهامِ كَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مَقْضِيًّا، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعلى الَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلى أَمْرٍ كانَ عَنْ أَعْيُنِ الْمُنْكِرِيْنَ مَسْتُوْرًا.