هَلْ حَمَلَتِ الأَرْضُ بِالَّذِيْ لا يَمْنَعُهُ النِّسْبَةُ عَنْ مالِكِ الْبَرِيَّةِ وَيَدَعُ عَنْ وَرائِهِ النِّسَبَ وَالإِشاراتِ حُبًّا للهِ مالِكِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ، طُوْبى لِمَنْ لا يَرى لِنَفْسِهِ عِزًّا إِلاّ بِعِزِّ اللهِ وَيَنْقَطِعُ عَمّا سِواهُ إِنَّهُ مِنْ أَعْلى الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ وَأَتَتِ الآياتُ، وَالَّذِيْ ما مَنَعَهُ حُبُّ ذَوِيْ قُرْباهُ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى مَوْلاهُ إِنَّهُ يَسْتَضِيْءُ وَجْهُهُ بَيْنَ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، يُؤَيِّدُهُ جُنُوْدُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ وَيَنْصُرُوْنَهُ مَلئِكَةُ الأَمْرِ بِما يُقَرِّبُهُ إِلى مَقَرِّ الَّذِيْ تُوْقَدُ وَتُضِيْءُ فِيْهِ أَنْوارُ الذَّاتِ، أَنِ اسْتَمِعْ لِما يُوْحى إِلَيْكَ عَنْ شَطْرِ السِّجْنِ وَما نُزِّلَ مِنْ قَلَمِ الأَمْرِ إِنَّهُ مِسْكٌ تَفُوْحُ عَنْهُ النَّفَحاتُ، إِذا حَضَرَ عِنْدَكَ لَوْحُ النّارِ دَعْهُ وَخُذْ ما أُوْتِيَ مِنْ لَدُنْ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، سُبْحانَكَ يا إِلهِيْ تَسْمَعُ ضَجِيْجِيْ فِيْ هذا السِّجْنِ وَتَعْلَمُ بِأَنِّيْ ما دَعَوْتُ الْعِبادَ إِلاّ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِكَ وَأَلْطافِكَ وَما أَمَرْتُهُمْ إِلاّ بِما أُمِرْتُ بِهِ فِيْ مَلَكُوْتِ تَقْدِيْرِكَ وَجَبَرُوْتِ قَضائِكَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الأَرْياحَ بِأَنْ تَحْفَظَ هذا الْعَبْدَ الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَتَمَسَّكَ بِذَيْلِ عَطائِكَ، أَيْ رَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ ما فِي الْقُلُوْبِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْحَقُّ عَلاّمُ الْغُيُوْبِ تَعْلَمُ خافِيَةَ الصُّدُوْرِ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ بِأَنْ تُوَفِّقَهُ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ عَنْ حُبِّكَ وَيَقُوْمُ عَلى نُصْرَتِكَ وَيَسْتَقِيْمُ عَلى أَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ لَمّا عَرَّفْتَهُ مَناهِجَ فَضْلِكَ وَهِدايَتِكَ لا تَحْرِمْهُ بِجُوْدِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، أَنْ يا عَبْدُ النّاظِرُ قُمْ عَلى نُصْرَةِ رَبِّكَ فِيْ تِلْكَ الأَيّامِ لِيُباهِيْ بِكَ أَهْلُ الْفِرْدَوْسِ كَذلِكَ يَأْمُرُكَ قَلَمُ الْفَضْلِ مِنْ لَدى اللهِ الْعَلِيْمِ الْحَكِيْمِ، وَالْحَمْدُ للهِ مَحْبُوْبِ الْعارِفِيْنَ وَمَقْصُوْدِ الْمُخْلِصِيْنَ.