هو الله الأعظم الأبهى أن يا قلم الأعلى أن اكتب على الورقة...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (122)

هو الله الأعظم الأبهى

أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اكْتُبْ عَلى الْوَرَقَةِ الْبَيْضاءِ ما تُنادِيْكَ بِهِ سِدْرَةُ الْمُنْتَهى عَلى الْبُقْعَةِ الْحَمْراءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَزِيْزُ الْكَرِيْمُ، لَوْ يَتَوَجَّهُ كُلُّ الْوُجُوْدِ مِنَ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ إِلى الْمَعْبُوْدِ لَيَسْمَعُنَّ ما سَمِعَ الْكَلِيْمُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ زُيِّنَ مَنْ أَقْبَلَ بِطِرازِ الْوَجْهِ وَالَّذِيْ أَعْرَضَ إِنَّهُ مِنَ الأَخْسَرِيْنَ هذا يَوْمٌ فِيْهِ تَبَسَّمَ ثَغْرُ الْوُجُوْدِ بِما أَتى الْمَوْعُوْدُ وَلكِنَّ الْمَقْصُوْدَ فِيْ حُزْنٍ مُبِيْنٍ، هذا يَوْمٌ فِيْهِ صُلِيَتِ الْقُلُوْبُ بِنارِ وَجْهِ الْمَحْبُوْبِ وَاحْتُقِرَتْ لَئالِئُ الْبُحُوْرِ إِذْ تَكَلَّمَ مَطْلِعُ الظُّهُوْرِ بَيْنَ عِبادِهِ الْمُقَرَّبِيْنَ، إِنَّ الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْيَوْمِ أُوْلئِكَ مِنْ أَهْلِ الْبَهاءِ فِيْ لَوْحِ الْبَقاءِ وَالَّذِيْنَ مُنِعُوا هُمْ فِيْ ضَلالٍ عَظِيْمٍ، يَنْبَغِيْ لِكُلِّ نَفْسٍ أَنْ تَقُوْمَ عَلى نُصْرَةِ الْمَظْلُوْمِ وَلِكُلِّ لِسانٍ أَنْ يَنْطِقَ بِهذا الذِّكْرِ الْبَدِيْعِ، إِنَّ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الأَوْهامَ فِيْ أَيّامِ رَبِّهِمُ الْعَلاّمِ أُوْلئِكَ مِنْ خِيْرَةِ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، لَنْ يَسْبِقَهُمْ أَحَدٌ فِيْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ مِنَ الْمُخْلِصِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَ أَحِبّائَهُ عَلى إِظْهارِ أَمْرِهِ وَيُنْطِقَهُمْ بِثَنائِهِ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ، يا أَهْلَ الْبَهاءِ أَنِ اسْتَمِعُوا النِّداءَ مِنْ شَطْرِ الْكِبْرياءِ مَرَّةً أُخْرى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْمُقْتَدِرُ الْعالِمُ الْمُحِيْطُ، إِيّاكُمْ أَنْ تَمْنَعَكُمْ سُبُحاتُ الْمُشْرِكِيْنَ عَنْ مَطْلِعِ آياتِ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، دَعُوا ما سِواهُ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِهِ الْمَتِيْنِ، إِنَّهُ يَرى مَنْ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَيَسْمَعُ مَنْ ناداهُ إِنَّهُ مَعَ عِبادِهِ الْمُحْسِنِيْنَ، فِيْ قَبْضَتِهِ زِمامُ الْعُلُوْمِ وَفِيْ يَمِيْنِهِ مَلَكُوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يُفَصِّلُ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْغافِلِيْنَ، لَوْ تَتَوَجَّهُوْنَ إِلى الأُفُقِ الأَعْلى لَتَرَوْنَ آياتِنا الْكُبْرى وَتَسْمَعُوْنَ هذا النِّداءَ الَّذِي ارْتَفَعَ بِالْحَقِّ فِيْ هذا الْمَقامِ الرَّفِيْعِ، قَدْ نَزَّلْنا كُلَّ أَمْرٍ فِي الْكِتابِ طُوْبى لِلْعارِفِيْنَ، قَدْ فَصَّلْنا كُلَّشَيْءٍ فِي الأَلْواحِ طُوْبى لِلْمُوْقِنِيْنَ، إِنَّكَ أَنْتَ يا عَبْدُ أَنِ اشْكُرْ بِما تَوَجَّهَ إِلَيْكَ وَجْهُ الْمَحْبُوْبِ وَنَطَقَ بِذِكْرِكَ لِسانُ اللهِ الْعَزِيْزِ الْجَمِيْلِ، هذا فَضْلٌ لا يُعادِلُهُ شَيْءٌ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيْرٍ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلى أَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ اسْتَقَرُّوا عَلى الْفُلْكِ الْحَمْراءِ بِهذا الاسْمِ الْمُهَيْمِنِ عَلى الْعالَمِيْنَ.

المصادر
المحتوى