بسمه الباقي الدائم العليم الحكيم قد تغرّد الورقاء على أفنان...

حضرت بهاءالله
النسخة العربية الأصلية

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (125)

بسمه الباقي الدّائم العليم الحكيم

قَدْ تُغَرِّدُ الْوَرقاءُ عَلى أَفْنانِ دَوْحَةِ الْبَقاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنا الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، قَدْ نادَتِ الذَّرّاتُ فِيْ مَلَكُوْتِ الإِنْشاءِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى الْعالَمِيْنَ، قَدْ أَخَذَ جَذْبُ الآياتِ كُلَّ الأَشْياءِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ مِنَ الْهائِمِيْنَ، قَدْ نَبَذُوا الْقَيُّوْمَ وَأَخَذُوا الْمَوْهُوْمَ بِما اتَّبَعُوا هَمَزاتِ الشَّياطِيْنِ الَّذِيْنَ يَصُدُّوْنَ النّاسَ عَنِ الْبَحْرِ الأَعْظَمِ وَيَحْسَبُوْنَ أَنَّهُمْ مِنَ الْمُهْتَدِيْنَ، قُلْ تَاللهِ قَدْ أَعْرَضْتُمْ عَنِ الْهُدى وَأَقْبَلْتُمْ إِلى الْهَوى هذا ما شَهِدَ بِهِ مالِكُ الأَسْماءِ إِذِ اسْتَقَرَّ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، قُلْ يا أَهْلَ الْغُرُوْرِ كَسِّرُوا أَصْنامَ أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ تَوَجَّهُوا إِلى الأُفُقِ الأَعْلى مَقامِ الَّذِيْ مِنْهُ ظَهَرَ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، اتَّقُوا اللهَ وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها أَجِيْبُوا مَنْ يَدْعُوْكُمْ إِلى الْفَرْدِ الْخَبِيْرِ، إِنَّهُ قَبِلَ الْبَلاءَ لِنَجاتِكُمْ وَأَنْتُمْ أَعْرَضْتُمْ عَنْهُ ما لَكُمْ يا مَلأَ الْغافِلِيْنَ، إِنَّكَ يا عَبْدُ قُمْ عَلى أَمْرِ مَوْلَيكَ ثُمَّ انْصُرْهُ بِذِكْرٍ بَدِيْعٍ، إِنَّهُ ما أَرادَ مِنْ أَحَدٍ شَيْئًا إِنَّما يَدْعُوْ لِوَجْهِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، طُوْبى لَكَ بِما فُزْتَ بِآياتِ اللهِ وَنُزِّلَ لَكَ هذا اللَّوْحُ الْمَنِيعُ، أَنِ احْفَظْهُ ثُمَّ اقْرَأْهُ فِي اللَّيالِيْ وَالأَيّامِ إِنَّهُ خَيْرٌ لَكَ عَمّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ.

المصادر
المحتوى