بسمي المهيمن على ما كان وما يكون ينادي القلم الأعلى...

حضرت بهاءالله

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (126)

بسمي المهيمن على ما كان وما يكون

يُنادِي الْقَلَمُ الأَعْلى مَنْ فِي الإِنْشاءِ وَيُبَشِّرُهُمْ بِما يُقَرِّبُهُمْ إِلى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، مِنَ النّاسِ مَنِ انْبَسَطَ إِذا سَمِعَ وَمِنْهُمْ مَنِ انْقَبَضَ مِنْ نارِ الْحَسَدِ وَالْبَغْضاءِ كَذلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدى اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَرادَ أَنْ يَمْنَعَ الْبَحْرَ عَنْ أَمْواجِهِ وَالشَّمْسَ عَنْ إِشْراقِها قُلْ مُتْ بِغَيْظِكَ يا أَيُّها الْمُلْحِدُ الْمَرْدُوْدُ، تَاللهِ إِنَّكَ لا تَقْتَدِرُ بِذلِكَ وَلا أَمْثالُكَ وَلا الَّذِيْنَ يَحْكُمُوْنَ عَلى النّاسِ إِنَّهُ لَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما يَشاءُ لا يَمْنَعُهُ مَنْعُ كُلِّ فاسِقٍ مَقْهُوْرٍ، سَتَفْنى الدُّنْيا وَما فِيْها إِنَّها بُنِيَتْ لِلْفَناءِ طُوْبى لِقَوْمٍ يَفْقَهُوْنَ طُوْبى لِمَنْ نَبَذَها خالِصًا لِوَجْهِ اللهِ وَأَقْبَلَ إِلى أُفُقِ الْوَحْيِ هذا الْمَقامِ الَّذِيْ يَطُوْفُنَّهُ عِبادٌ مُخْلِصُوْنَ، إِنَّا وَجَدْنا عَرْفَ إِيْمانِكَ زَيَّنّاكَ بِطِرازِ الذِّكْرِ الأَوَّلِ فِيْ هذا اللَّوْحِ الْمَسْطُورِ، إِنَّا نَذْكُرُ الَّذِيْنَ تَوَجَّهُوا إِلى الْوَجْهِ وَأَقْبَلُوا إِلى اللهِ مالِكِ الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، لا تَحْزَنْ مِنَ الدُّنْيا وَشُؤُناتِها فَوَّضْ أَمْرَكَ إِلى اللهِ ثُمَّ اذْكُرْهُ بَيْنَ الْعِبادِ لَعَلَّ يَتَنَبَّهُنَّ وَيَتَوَجَّهُنَّ إِلى الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ، كَذلِكَ تَضَوَّعَ عَرْفُ ما ظَهَرَ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلى فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا طُوْبى لِمَنْ وَجَدَ وَقالَ لَكَ الْحَمْدُ يا مالِكَ الْوُجُوْدِ.

المصادر
المحتوى