كِتابُ اللهِ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ جَبَرُوْتِ رَحْمَةِ رَبِّكُمُ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، إِنَّهُ لَمُنادِ اللهِ فِيْما سِواهُ وَآيَةُ رَحْمَتِهِ لِمَنْ فِي الْغَيْبِ وَالشُّهُوْدِ، إِنَّ الَّذِيْ أَخَذَ الْكِتابَ بِيَدِ الاقْتِدارِ يَتَباهى بِهِ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْرِفُوْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تَحْجُبَكُمْ حُجُباتُ الْبَشَرِ عَنِ الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ أَوْ تَضْطَرِبَكُمْ شُئُوْناتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، أَنِ ازْرَعُوا بِأَيادِي التَّوَكُّلِ وَالانْقِطاعِ ما يَنْبُتُ بِهِ نَباتُ الْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ فِي الأَفْئِدَةِ وَالْعُقُولِ، إِنَّهُ مَعَكُمْ وَيَرى ما أَنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ فِيْ سَبِيْلِهِ وَتَنْطِقُوْنَ بِذِكْرِهِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، قَدْ خَلَقْنا الْعِبادَ لِلْمَعادِ وَأَتى الْوَعْدُ وَهُمْ غافِلُوْنَ، ذَكِّرُوْهُمْ لَعَلَّ يَجِدُوْنَ هذا الْعَرْفَ الْمُقَدَّسَ الْعَزِيْزَ الْمَمْنُوْعَ، وَتُحَرِّكُهُمْ نَسَمَةُ اللهِ وَتُبْلِغُهُمْ إِلى مَقامِ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مُقَدَّسًا عَنِ الْحُدُوْدِ.