كِتابٌ نُزِّلَ بِالْحَقِّ مِنْ لَدى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ إِنَّهُ ما مِنْ إِلهٍ إِلاّ هُوَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَكُلٌّ إِلَيْهِ راجِعُوْنَ، قَدْ شَهِدَتِ الأَشْياءُ لِمالِكِ الأَسْماءِ وَلا يَعْقِلُهُ إِلاّ الْعاقِلُوْنَ، قَدْ نادَتِ السِّدْرَةُ بِأَعْلى الصَّيْحَةِ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ، قَدْ شَهِدَتِ الْبِحارُ لِمَطْلِعِ الأَنْوارِ وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَفْقَهُوْنَ، طُوْبى لِقَلْبٍ طارَ وَلِلِسانٍ نَطَقَ وَلِعَيْنٍ رأَتْ مَنْظَرَ اللهِ الْعَزِيْزِ الْمَحْبُوْبِ، قَدْ خَلَقَ الْخَلْقَ لِهذا الْيَوْمِ يَشْهَدُ بِذلِكَ كُتُبُ اللهِ كُلُّها وَلكِنَّ الْقَوْمَ لا يَشْعُرُوْنَ، قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ النُّوْرِ مُسْرِعِيْنَ إِلى النّارِ أَلا إِنَّهُمْ قَوْمٌ مُنْكِرُوْنَ، لَيْسَ لَهُمْ نَصِيْبٌ مِنْ هذا الْبَحْرِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ قَدْ قُدِّرَ لأَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ نَبَذُوا الْوَرى مُقْبِلِيْنَ إِلى الْمَقْصُوْدِ، أُوْلئِكَ لا تَمْنَعُهُمْ إِشاراتُ الْقَوْمِ وَلا تَحْجُبُهُمْ حُجُباتُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْوَدُوْدِ، إِنَّكَ أَنْتَ فَاشْكُرِ اللهَ بِما فُزْتَ بِهذا اللَّوْحِ إِذْ نَطَقَ الذِّكْرُ الأَعْظَمُ فِيْ هذا الْمَقامِ الْمَحْمُوْدِ.