الأعظم الأقدم الأكرم قد ماج بحر الفضل بما هاجت...

حضرت بهاءاللهحضرت بهاءالله

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (132)

الأعظم الأقدم الأكرم

قَدْ ماجَ بَحْرُ الْفَضْلِ بِما هاجَتْ أَرْياحُ مَشِيَّةِ رَبِّكُمُ الْحَمِيْدِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَعْرَضَ عَنْهُ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَلِيْمُ الْخَبِيْرُ، لا يَنْفَعُهُ إِقْبالُ الْمُقْبِلِيْنَ وَلا يَضُرُّهُ إِعْراضُ الْمُعْرِضِيْنَ إِنَّما يَدْعُ النّاسَ لِوَجْهِهِ الْمُشْرِقِ الْعَزِيْزِ الْمُنِيْرِ، إِنَّ الَّذِيْ فازَ فِيْ أَيّامِ اللهِ إِنَّهُ مِنْ جَوْهَرِ الْخَلْقِ لَدى الْحَقِّ وَالَّذِيْ تَوَقَّفَ إِنَّه مِنَ الْمَيِّتِيْنَ، أَنِ افْرَحُوا يا أَهْلَ الْبَهاءِ بِظُهُوْرِ رَبِّكُمْ مالِكِ الأَسْماءِ ثُمَّ اسْتَقِيْمُوا عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ لا تَزَلُّكُمْ شُبُهاتُ الْمُرِيْبِيْنَ، كُوْنُوا راياتِ الاسْتِقامَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَأَدِلاّءَ الإِيْقانِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ هذا يَنْبَغِيْ لَكُمْ لَوْ أَنْتُمْ مِنَ الْعارِفِيْنَ، إِيّاكُمْ أَنْ تَأْخُذَكُمُ الأَحْزانُ هذا رَبُّكُمُ الرَّحْمنُ أَنِ افْرَحُوا بِطُلُوْعِ النَّيِّرِ الأَعْظَمِ مِنْ هذا الأُفُقِ الْمُبِيْنِ، لا تَحْسَبُنَّ الَّذِيْنَ غَفَلُوا الْيَوْمَ أَحْياءَ وَهُمْ أَمْواتٌ فِيْ كِتابِ رَبِّكُمُ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، أَنِ اجْتَمِعُوا عَلى الأَمْرِ ثُمَّ انْصُرُوا الرَّحْمنَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ هذا يَنْبَغِيْ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهذا الْحَبْلِ الْمَتِيْنِ، كَذلِكَ تَحَرَّكَتْ أَفْلاكُ الْبَيانِ مِنْ أَرْياحِ مَشِيَّةِ رَبِّكُمُ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزِ الْعَظِيْمِ.

المصادر
المحتوى