هذا كِتابٌ مِنْ لَدُنّا إِلى مَنْ سَرُعَ بِقَلْبِهِ إِلى شَطْرِ الْفِرْدَوْسِ إِذِ ارْتَفَعَ النِّداءُ عَنْ يَمِيْنِ بُقْعَةِ النَّوْراءِ تَوَجَّهَ إِلَيْهِ وَقالَ لَبَّيْكَ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ، لَعَمْرِيْ لَوْ نَرْشَحُ مِنْ بَحْرِ جَذْبِ كَلِمَةِ رَبِّكَ عَلى الْجِبالِ لَتَرْقُصُنَّ فِيْ حُبِّ مَوْلاكَ وَلَوْ عَلى الْكائِناتِ لَتَرَيهُنَّ طائِراتٍ فِي الْهَواءِ كَذلِكَ يَذْكُرُكَ قَلَمُ الأَمْرِ مِنْ لَدُنْ عَلِيْمٍ خَبِيْرٍ، قَدْ وَجَدْنا شَوْقَكَ وَاشْتِياقَكَ نَزَّلْنا لَكَ هذا اللَّوْحَ الَّذِيْ جَعَلَهُ اللهُ مَطْلِعَ آياتِهِ بَيْنَ عِبادِهِ وَناشِرَ أَمْرِهِ بَيْنَ الْخَلائِقِ أَجْمَعِيْنَ، إِذا فُزْتَ بِهِ أَنِ اقْرَئْهُ بِلَحْنِ الْفِطْرَةِ كَذلِكَ يَأْمُرُكَ مالِكُ الْبَرِيَّةِ إِنَّهُ يُقَرِّبُكَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيْمِ، لا تَنْظُرْ إِلى الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ ما لا أَذِنَ اللهُ لَهُمْ أَنِ انْظُرْ إِلى الشَّطْرِ الأَنْوَرِ وَالْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ قُلْ أَقْبَلْتُ إِلَيْكَ يا مَنْ بِيَدِكَ مَلَكُوْتُ السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، قُلْ إِنّا أَظْهَرْنا الْبُرْهانَ عَلى شَأْنٍ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَهُ أَهْلُ الإِمْكانِ إِلاّ الَّذِيْ خَرَجَ مِنْ حَدِّ الإِنْصافِ وَكانَ مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ، قُلِ الْحُجَّةُ قَدْ سَجَدَتْ لِوَجْهِ رَبِّها وَالدَّلِيْلُ يَطُوْفُ حَوْلَ الْجَلِيْلِ وَالنَّبِيْلُ يُنادِيْ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ قَدْ أَتى الْمَحْبُوْبُ بِسُلْطانِ الأَسْماءِ هذا لَهُوَ الَّذِيْ بِاسْمِهِ زَيَّنّا الْبَيانَ وَبِذِكْرِهِ طُرِّزَ كُتُبُ الرَّحْمنِ أَنْ أَقْبِلُوا إِلَيْهِ يا مَلأَ الأَرْضِ بِقَلْبٍ مُنِيْرٍ، طُوْبى لَكَ بِما ما مَنَعَكَ شَيْءٌ عَنِ اللهِ رَبِّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيْعِ، وَضَعْتَ ما عِنْدَ الْقَوْمِ وَأَخَذْتَ ما أَتاكَ الْيَوْمَ مِنْ لَدُنْ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ مالِكِ يَوْمِ الدِّيْنِ، أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.