بسمي المهيمن على الأسماء ذكر من لدنّا لمن أقبل إلى...

حضرت بهاءالله

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (135)

بسمي المهيمن على الأسماء

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا لِمَنْ أَقْبَلَ إِلى الْعَرْشِ وَتَوَجَّهَ إِلى اللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، لِيُقَرِّبَهُ النِّداءُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَيَجْذُبَهُ الذِّكْرُ وَالْبَيانُ كَرَّةً بَعْدَ كَرَّةٍ عَلى شَأْنٍ يَقُوْمُ بَيْنَ الإِمْكانِ بِاسْمِ رَبِّهِ الرَّحْمنِ وَيَدْعُ الأُمَمَ إِلى الاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ بِهِ ارْتَعَدَتْ فَرائِصُ الْعالَمِ وَنادى الْمُنادِ الْمُلْكُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنِ اسْتَمِعْ نِداءَ هذا الْمَظْلُوْمِ مِنْ هذا السِّجْنِ الَّذِيْ تَنْطِقُ ذَرّاتُ تُرابِهِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْغَرِيْبُ الْفَرِيْدُ، قَدْ حَضَرَ لَدى الْعَرْشِ فِيْ هذا الْحِيْنِ مَنْ أَقْبَلَ إِلى اللهِ الْمَلِكِ الْحَقِّ الْمُبِيْنِ، وَفازَ بِلِقاءِ اللهِ وَشَرِبَ رَحِيْقَ الْوِصالِ مِنْ أَيادِيْ عَطاءِ رَبِّهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، طُوْبى لَكَ بِما حَضَرْتَ وَرَأَيْتَ وَسَمِعْتَ ما نَطَقَ بِهِ لِسانُ الْعَظَمَةِ إِذْ ظَهَرَ مَشْرِقُ الْوَحْيِ بِسُلْطانٍ عَظِيْمٍ، قَدْ دَخَلْتَ بِإِذْنٍ مِنْ لَدُنّا وَرَجَعْتَ بِأَمْرِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، أَنِ اطْمَئِنَّ بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ ثُمَّ اذْكُرْ رَبَّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْبَيانِ لِئَلاّ يَضْطَرِبَ بِهِ مَلأُ الإِمْكانِ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ، طُوْبى لَكَ بِما نَصَرْتَ أَمْرَ رَبِّكَ وَأَظْهَرْتَ ما يَنْبَغِيْ لَكَ فِيْ أَيّامِ اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، لا تَحْزَنْ مِنْ شَيْءٍ تَوَكَّلْ عَلى الَّذِيْ بِحَرَكَةِ إِصْبَعِهِ تَحَرَّكَتِ الْمُمْكِناتُ وَبِإِشارَةٍ مِنْ عِنْدِهِ سَجَدَ كُلُّ الْوُجُوْدِ للهِ الْمَلِكِ الْعَدْلِ الْحَكِيْمِ، إِنّا قَدْ ذَكَرْناكَ فِيْ أَلْواحٍ شَتّى فَضْلاً مِنْ لَدُنّا عَلَيْكَ وَنَذْكُرُكَ بِالْحَقِّ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْقَوِيُّ الأَمِيْنُ، إِنَّا نَراكَ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ قائِمًا لَدى الْبابِ وَناطِقًا بِذِكْرِي الْجَمِيْلِ، قُلِ اللّهُمَّ يا مَحْبُوْبَ الْعالَمِيْنَ وَمَقْصُوْدَ الْعارِفِيْنَ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِيْ بِهِ سَخَّرْتَ الْعالَمِيْنَ بِأَنْ تَجْعَلَنِيْ مِنَ الَّذِيْنَ نَصَرُوا أَمْرَكَ وَاسْتَقامُوا عَلى حُبِّكَ عَلى شَأْنٍ ما مَنَعَتْهُمْ سَطْوَةُ الْمُلُوْكِ وَلا شُئُوْناتُ الْمَمْلُوْكِ، قَدْ نَطَقُوا بِاسْمِكَ وَنادُوا بِذِكْرِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ وَفِيْ قَبْضَتِكَ مَلَكُوْتُ الإِنْشاءِ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُتَعالِي الْعَزِيْزُ الْعَلِيْمُ، قَدْ غَفَرَ اللهُ أَباكَ وَأُمَّكَ وَذَوِيْ قَرابَتِكَ وَأَلْبَسَهُمْ أَثْوابَ عِنايَتِهِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ أَنِ افْرَحْ بِذلِكَ وَقُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا إِلهَ الْعالَمِيْنَ.

المصادر
المحتوى