بسم الباقي الدائم ذكر من لدنّا إلى الذي أقبل إلى المسجون...

حضرت بهاءالله

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (136)

بسم الباقي الدّائم

ذِكْرٌ مِنْ لَدُنّا إِلى الَّذِيْ أَقْبَلَ إِلى الْمَسْجُوْنِ وَكانَ مِنَ الْمُهْتَدِيْنَ، قُلْ هذا لَبِرُّ اللهِ الَّذِيْ نَطَقَ بِهِ الرُّوْحُ وَإِنَّ هذا لَنامُوْسُ الأَكْبَرُ وَإِنَّ هذا لاسْمُهُ الْمَكْنُوْنُ قَدْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ بِمَلَكُوْتِ اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، لَوْلاهُ لَمْ يَثْبُتْ ما نَطَقَتْ بِهِ صَحائِفُ اللهِ بِهِ ظَهَرَ ما هُوَ الْمَسْتُوْرُ وَلاحَ جَمالُ الْقِدَمِ بَيْنَ الأُمَمِ وَلكِنَّ النّاسَ فِيْ حِجابٍ عَظِيْمٍ، هذا لأُفُقُ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شُمُوْسُ الأَسْماءِ وَالرَّبِيْعُ الَّذِيْ بِهِ زُيِّنَتْ حَدائِقُ قُلُوْبِ الْعارِفِيْنَ، وَهذا لَفَجْرُ الْهِدايَةِ بَيْنَ الْبَرِيَّةِ وَسِراجُ الأَحَدِيَّةِ لِمَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، بِنِدائِهِ نادَتِ الأَشْياءُ وَبِحُزْنِهِ ناحَ أَهْلُ مَلإِ الأَعْلى وَصاحَ الرُّوْحُ الأَمِيْنُ، إِنَّ هذا لَكِتابُ الَّذِيْ لا رَيْبَ فِيْهِ وَنُوْرُ اللهِ لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ وَشِهابُ نارِهِ لِلشَّياطِيْنِ، وَهذا لَبُرْهانُ اللهِ لِمَنْ فِي الإِمْكانِ وَحُجَّتُهُ الْباقِيَةُ لِمَنْ فِي الْعالَمِيْنَ، بِهِ فاحَتْ نَفْحَةُ الرَّحْمنِ فِي الأَكْوانِ وَنادَتِ الذَّرّاتُ الْقُدْرَةُ للهِ الْمُقْتَدِرِ الْعَلِيِّ الْقَدِيْرِ، بِهِ خُرِقَتِ الأَحْجابُ وَظَهَرَ ما سُطِرَ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، لَوْ نُفَصِّلُ آياتِ الظُّهُوْرِ لَتَنْفَدُ الْبُحُوْرُ وَعَزْمِي الثّابِتِ الْقَدِيْمِ، إِنَّ الَّذِيْنَ غَفَلُوا الْيَوْمَ سَوْفَ يَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ فِيْ خُسْرانٍ مُبِيْنٍ، طُوْبى لِلَيْثٍ ظَهَرَ مِنْ غَيْضَةِ الْقُدْرَةِ لِنُصْرَةِ أَمْرِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، قُمْ عَلى الأَمْرِ مُنْقَطِعًا عَنِ الإِشاراتِ الَّتِيْ بِها مُنِعَ الْعِبادُ عَنِ التَّوَجُّهِ إِلى اللهِ الْعَلِيْمِ الْخَبِيْرِ، إِذا انْتَشَرَتْ أَوْراقُ النِّفاقِ فِي الآفاقِ دَعْها عَنْ وَراكَ مُقْبِلاً إِلى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَمِيْدِ، أَنِ اسْتَقِمْ عَلى شَأْنٍ بِكَ تَسْتَقِرُّ قُلُوْبُ الَّذِيْنَ تَوَقَّفُوا وَتَطْمَئِنُّ أَفْئِدَةُ الْمُرِيْبِيْنَ، قَدْ بَلَغَ الأَمْرُ إِلى مَقامٍ سَطا عَلَيْنا أَضْعَفُ الْعِبادِ وَبَغى عَلَيْنا مَنْ كانَ أَرْذَلَ النّاسِ كَذلِكَ وَرَدَ عَلَيْنا مِنْ هؤُلاءِ الْغافِلِيْنَ، لا يَجْرِي الْقَلَمُ عَلى قَصَصِ الْغُلامِ لَعَمْرِيْ إِنَّهُ فِيْ بَلاءٍ عَظِيْمٍ، كُلَّما يُرِيْدُ أَنْ يُظْهِرَ ما وَرَدَ عَلَيْهِ مِنَ الأَشْرارِ يَمْنَعُهُ اسْمُهُ السَّتّارُ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ كُنْ كَما كانَ مَوْلَيكَ عَلى شَأْنٍ لا يَمْنَعُكَ الْبَلاءُ عَنْ ذِكْرِ رَبِّكَ مالِكِ الأَسْماءِ وَلا يَضْطَرِبُكَ إِعْراضُ الْمُعْرِضِيْن، أَنِ اسْتَعِنْ بِاللهِ إِنَّهُ يَكْفِيْ شَرَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَإِنَّهُ هُوَ خَيْرُ النّاصِرِيْنَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُوَفِّقَكَ عَلى ذِكْرِهِ وَيُؤَيِّدَكَ عَلى نُصْرَةِ أَمْرِهِ وَيَجْعَلَكَ مِنَ الَّذِيْنَ نَبَذُوا ما سِواهُ وَتَمَسَّكُوا بِحَبْلِهِ الْمَتِيْنِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى الَّذِيْنَ فازُوا بِأَنْوارِ الْهُدى فِيْ هذا الْفَجْرِ الْبَدِيْعِ.

المصادر
المحتوى