أَنْ يا قَلَمُ الأَعْلى أَنِ اذْكُرِ الَّذِيْنَ نَسَبْناهُمْ إِلى نَفْسِكَ الْعُلْيا ثُمَّ اذْكُرْهُمْ بِأَذْكارٍ بِها تَنْجَذِبُ الْحِيْتانُ فِي الْبِحارِ وَتَنْطِقُ الأَثْمارُ عَلى الأَشْجارِ وَالطُّيُوْرُ فِي الأَوْكارِ إِنَّكَ أَنْتَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيْمِ وَسَبَقَتْ رَحْمَتُكَ الْعالَمِيْنَ، يا بُشْرى لَكَ بِما نَطَقَ بِاسْمِكَ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَالإِجْلالِ فِيْ مَقامٍ ظاهِرُهُ سِجْنٌ وَباطِنُهُ رِضْوانٌ قَدْ غُرِسَتْ أَشْجارُهُ بِأَيادِي الْفَضْلِ وَظَهَرَتْ أَوْرادُهُ مِنْ نَسَمَةِ الْوَحْيِ وَسَكَرَ كُلُّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرابِهِ بِما ارْتَشَحَ عَلَيْهِ خَمْرُ الْحَيَوانِ مِنْ فَمِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَاهْتَزَّتْ حَصاتُهُ بِما مَرَّ عَلَيْها الْعَرْفُ الْمُتَضَوِّعُ مِنَ الشَّعْرِ الْمُعَلَّقِ الْمُتَحَرِّكِ عَلى ظَهْرِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ الرَّحِيْمِ، يا طُوْبى لَكَ لَوْ تَقْرَءُ هذا اللَّوْحَ عَلى لَحْنٍ نُزِّلَ مِنْ سَماءِ مَشِيَّةِ رَبِّكَ الْمُعْطِي الْعَزِيْزِ الْكَرِيْمِ، لَعَمْرِيْ لَوْ تَسْمَعُ أُذُنُ الْكائِناتِ ما يُغَرِّدُ لِسانُ الْعَظَمَةِ فِيْ هذِهِ الْوَرَقَةِ الْمُبارَكَةِ لَيَجْذُبُهُمْ إِلى مَلَكُوْتِ رَبِّهِمْ وَلكِنَّ النّاسَ أَكْثَرَهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ قَدْ مَنَعَتْهُمْ أَهْوائُهُمْ عَمّا جَرى عَنْ يَمِيْنِ الْعَرْشِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْمُدْحَضِيْنَ، أَنِ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما فُزْتَ بِبَيانِ اللهِ إِذِ اسْتَقَرَّ الرَّحْمنُ عَلى عَرْشِهِ الْعَظِيْمِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلى أَبِيْكَ وَعَلَيْكَ وَعَلى مَنْ مَعَكُمْ مِنَ الَّذِيْنَ تَشَبَّثُوا بِهذا الذَّيْلِ الْمُنِيْرِ.