بسم الله الأقدس الأبهى يا أهل العبر أين ما عبر من أيامكم...

حضرت بهاءالله

من آثار حضرة بهاءالله – لئالئ الحكمة، المجلد 3، لوح رقم (138)

بسم الله الأقدس الأبهى

يا أَهْلَ الْعِبَرِ أَيْنَ ما عَبَرَ مِنْ أَيّامِكُمْ وَأَيْنَ ما غَبَرَ أَنِ اغْتَنِمُوا هذا الْيَوْمَ الَّذِيْ فِيْهِ أَضاءَ الْوَجْهُ أَمامَ الْبَصَرِ هَلْ يَبْقى الإِنْسانُ أَوْ ما تَراهُ فِي الإِمْكانِ وَرَبِّكَ الرَّحْمنِ كُلُّ مَنْ عَلَيْها فَانٍ وَالْمُلْكُ للهِ الْعَزِيْزِ الْمَنّانِ، أَيْنَ الْجَبابِرَةُ وَالْفَراعِنَةُ قَدْ أَرْجَعْناهُمْ إِلى الْهاوِيَةِ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيْدُ الْعِقابِ، هَلِ الْعاقِلُ يَتَمَسَّكُ بِما يَفْنى لا وَمُظْهِرِ الأَسْرارِ، كَمْ مِنْ عِبادٍ غَرَّتْهُمُ الدُّنْيا عَلى شَأْنٍ كَفَرُوا بِاللهِ وَاعْتَرَضُوا عَلى سُفَرائِهِ قَدْ أَمْهَلْناهُمْ أَيّامًا مَعْدُوْداتٍ حِكْمَةً مِنْ لَدُنّا إِلى أَنْ أَتى الْمِيْقاتُ إِذًا أَخَذْناهُمْ وَتَرَكْناهُمْ فِي النِّيْرانِ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَهْرَعُوْنَ إِلى الطّاغُوْتِ مُعْرِضًا عَنِ الْجَبَرُوْتِ أُوْلئِكَ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ لَدُنّا مِنْ واقٍ، قَدْ خَسِرَ الَّذِيْنَ بَدَّلُوا أَمْرَ اللهِ بِأَهْواءِ أَنْفُسِهِمْ وَأَنْكَرُوا حَقَّ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ أَتى بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، قُلْ يا قَوْمِ أَتَدْحَضُوْنَ الْحَقَّ بِما عِنْدَكُمْ فَانْطُرُوا فِي الَّذِيْنَ كانُوا قَبْلَكُمْ مِنَ الأَحْزابِ، قَدْ أَرْسَلْنا إِلَيْهِمْ رُسُلاً وَكَذَّبُوا بِأَمْرِنا إِذًا أَخَذْناهُمْ وَتَرَكْناهُمْ عِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصارِ، كَذلِكَ أَشْرَقْنا لَكَ مِنْ أُفُقِ الْبَيانِ شَمْسَ الذِّكْرِ وَالتِّبْيانِ لِتَفْرَحَ وَتَقُوْمَ عَلى ذِكْرِ رَبِّكَ بَيْنَ الْعِبادِ.

المصادر
المحتوى