ذِكْرُ كَلِمَةٍ مِنْ لَدى الْغُلامِ إِلى الَّذِيْ آمَنَ بِاللهِ الْعَزِيْزِ الْوَهّابِ، لِيَأْخُذَها بِقُوَّةٍ مِنْ لَدُنّا وَيَضَعَ ما عِنْدَ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِرَبِّ الأَرْبابِ، قُلْ أَنِ افْتَحُوا الأَبْصارَ يا أُوْلِي الأَحْبارِ لِمُشاهَدَةِ الْجَمالِ وَإِنَّهُ أَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ الْجَلالِ وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْهِ إِلاّ كُلُّ مُشْرِكٍ مُرْتابٍ، إِنَّ الَّذِيْ ما فازَ بِهِ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِ الْبَصَرِ كَذلِكَ حَكَمَ مُنْزِلُ الْكِتابِ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّا خَلَقْنا الْبَصَرَ لِعِرْفانِ هذا الْجَمالِ وَالَّذِيْ ما عَرَفَهُ إِنَّهُ عَمِيٌّ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ أُوْلُوا الأَلْبابِ، إِنْ كانَ بَصَرُكُمْ ضَعِيْفًا أَنِ اسْتَبْصِرُوا مِنْ عَيْنِيْ وَبِها فَانْظُرُوْنِيْ يا أُوْلِي الأَنْظارِ، إِيّاكُمْ أَنْ تَجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ مَحْرُوْمًا عَنْ هذا الْفَضْلِ الَّذِيْ رُزِقْتُمْ بِهِ مِنْ دُوْنِ سُؤالٍ وَجَوابٍ، قُلْ يا قَوْمِ إِنَّ هذا لَهُوَ الَّذِيْ ماتَ فِيْ حَسْرَتِهِ قُرُوْنُ الأُوْلى وَأَنْتُمْ لَمّا وَجَدْتُمُوْهُ مِنْ غَيْرِ تَعَبٍ غَفَلْتُمْ فَسَوْفَ تَنُوْحُوْنَ وَتَبْكُوْنَ يا أَصْحابَ الْحِجابِ، قُوْمُوا يا قَوْمِ ثُمَّ افْتَحُوا الْخِطابَ تِلْقاءَ الْبابِ بِخُضُوْعٍ وَإِنابٍ، وَالَّذِيْ ما فازَ بِذِكْرِ هذا الذِّكْرِ الأَعْظَمِ إِنَّهُ كَلِيْلٌ وَلَوْ يَتَكَلَّمُ بِلُغَةِ الْعالَمِيْنَ وَيَشْهَدُ بِذلِكَ مَنْ عِنْدَهُ فَصْلُ الْخِطابِ، إِنَّكَ لا تَحْزَنْ مِنْ شَقاوَةِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا فِيْ هذا الظُّهُوْرِ إِنَّهُمْ هُمُ الَّذِيْنَ كَفَرُوا بِاللهِ فِيْ كُلِّ الأَعْصارِ، قُلْ أَيْ رَبِّ فَاحْفَظْنِيْ بِسُلْطانِكَ وَاقْتِدارِكَ ثُمَّ اكْتُبْنِيْ مَعَ عِبادِكَ الأَخْيارِ، أَيْ رَبِّ فَاجْعَلْنِيْ عَلى ما أَنْتَ تُحِبُّ وَتَرْضى وَلا تَدَعْنِيْ بالْهَوى وَإِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ الْمُخْتارُ، وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى مَنْ آمَنَ بِاللهِ الَّذِيْ إِلَيْهِ يَرْجعُ حُكْمُ الْمَبْدَءِ وَالْمَآبِ.