كتاب العهد (كتاب عهدي)

حضرة بهاء الله
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

كتاب العهد (كتاب عهدي) (معرّب) – مجموعه اى از الواح جمال اقدس ابهى، چاپ آلمان، الصفحات ١٩٧ - ٢٠١

﴿ كتاب العهد ﴾

(معرّب عن الفارسية)

إِنَّهُ وَإِنْ كَانَ الأُفُقُ الأَعْلَى خَالٍ مِنْ زُخْرُفِ الدُّنْيَا، وَلَكِنَّنَا تَرَكْنَا فِي خَزَائِنِ التَّوَكُّلِ وَالتَّفْوِيضِ مِيرَاثَاً مَرْغُوبَاً لاَ عِدْلَ لَهُ لِلْوَارِثِينَ. إِنَّنَا لَمْ نَتْرُكْ كَنْزَاً وَلَمْ نَزِدْ فِي الْمَشَقَّةِ وَالْعَنَاءِ. إِنَّ لَفِي الثَّرْوَةِ وَأَيْمُ اللهِ خَوْفَاً مَسْتُورَاً وَخَطَرَاً مَكْنُونَاً. انْظُرُوا ثُمَّ اذْكُرُوا مَا أَنْزَلَهُ الرَّحْمَنُ فِي الْفُرْقَانِ ﴿وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ﴾. لَيْسَ لِثَرْوَةِ الْعَالَمِ وَفَاءٌ وَكُلُّ مَا يُدْرِكُهُ الْفَنَاءُ وَقَابِلٌ لِلتَّغْيِيرِ مَا كَانَ مُسْتَحَقَّاً لِلاعْتِنآءِ بِهِ وَلَنْ يَكُونَ إِلاَّ عَلَى قَدْرٍ مَعْلُومٍ. كَانَ مَقْصُودُ هَذَا الْمَظْلُومِ مِنْ تَحَمُّلِ الشَّدَائِدِ وَالْبَلاَيَا وَإِنْزَالِ الآيَاتِ وَإِظْهَارِ الْبَيِّنَاتِ إِخْمَادَ نَارِ الضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ. عَسَى أَنْ تَتَنَوَّرَ آفَاقُ أَفْئِدَةِ أَهْلِ الْعَالَمِ بِنُورِ الاتِّفَاقِ وَتَفُوزَ بِالرَّاحَةِ الْحَقِيقِيَّةِ. وَمِنْ أُفُقِ اللَّوْحِ الإِلَهِيِّ يَلُوحُ وَيُشْرِقُ نَيِّرُ هَذَا الْبَيَانِ، وَعَلَى الْكُلِّ أَنْ يَكُونُوا نَاظِرِينَ إِلَيْهِ.

يَا أَهْلَ الْعَالَمِ أُوصِيكُمْ بِمَا يُؤَدِّي إِلَى ارْتِفَاعِ مَقَامَاتِكُمْ. تَمَسَّكُوا بِتَقْوَى اللهِ، وَتَشَبَّثُوا بِذَيْلِ الْمَعْرُوفِ. أَلْحَقُّ أَقُولُ إِنَّ اللِّسَانَ قَدْ خُلِقَ لِذِكْرِ الْخَيْرِ فَلاَ تُدَنِّسُوهُ بِالْقَوْلِ السَّيِّئِ. عَفَا اللهُ عَمَّا سَلَفَ. وَيَجِبُ عَلَى الْجَمِيعِ بَعْدَ الآنِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِمَا يَنْبَغِي، وَأَنْ يَجْتَنِبُوا اللَّعْنَ وَالطَّعْنَ وَمَا يَتَكَدَّرُ بِهِ الإِنْسَانُ فَإِنَّ مَقَامَ الإِنْسَانِ لَعَظِيمٌ وَمُنْذُ مُدَّةٍ ظَهَرَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا مِنْ مَخْزَنِ الْقَلَمِ الأَبْهَى. إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ يَوْمٌ عَظِيمٌ وَمُبَارَكٌ وَكُلُّ مَا كَانَ مسْتُورَاً فِي الإِنْسَانِ فَإِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ وَسَيْظَهَرُ مِنْ بَعْدُ. إِنَّ مَقَامَ الإِنْسَانِ عَظِيمٌ إِذَا تَمَسَّكَ بِالْحَقِّ وَالصِّدْقِ وَثَبَتَ عَلَى الأَمْرِ وَرَسَخَ. إِنَّ الإِنْسَانَ الْحَقِيقِيَّ مَشْهُودٌ بِمَثَابَةِ السَّمَاءِ لَدَى الرَّحْمَنِ فَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ سَمْعُهُ وَبَصَرُهُ وَالنُّجُومُ أَخْلاَقُهُ الْمُنِيرَةُ الْفَاضِلَةُ وَمَقَامُهُ أَعْلَى الْمَقَامِ وَآثَارُهُ مُرَبِّيَةٌ لِعَالَمِ الإِمْكَانِ. كُلُّ مُقْبِلٍ وَجَدَ فِي هَذَا الْيَوْمِ عَرْفَ الْقَمِيصِ وَتَوَجَّهَ بِقَلْبٍ طَاهِرٍ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى مَذْكُورٌ مِنْ أَهْلِ الْبَهآءِ فِي الصَّحِيفَةِ الْحَمْرآءِ. خُذْ قَدَحَ عِنَايَتِي بِاسْمِي ثُمَّ اشْرَبْ مِنْهُ بِذِكْرِي الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ.

يَا أَهْلَ الْعَالَمِ إِنَّ دِينَ اللهِ وُجِدَ مِنْ أَجْلِ الْمَحَبَّةِ وَالاتِّحَادِ فَلاَ تَجْعَلُوهُ سَبَبَ الْعَدَاوَةِ وَالاخْتِلاَفِ. فَقَدْ ثَبَتَ لَدَى أَصْحَابِ الْبَصَرِ وَأَهْلِ الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ نُزُولُ كُلِّ مَا هُوَ سَبَبُ حِفْظِ الْعِبَادِ وَعِلَّةُ رَاحَتِهِمْ وَاسْتِقْرَارِهِمْ مِنَ الْقَلَمِ الأَعْلَى. وَلَكِنَّ جُهَلاَءَ الأَرْضِ بِمَا أَنَّهُمْ رَبِيبُو النَّفْسِ وَالْهَوَسِ فَهُمْ غَافِلُونَ عَنْ حِكَمِ الْحَكِيمِ الْحَقِيقِيِّ الْبَالِغَةِ، وَنَاطِقُونَ وَعَامِلُونَ بِالظُّنُونِ وَالأَوْهَامِ.

يَا أَوْلِيَاءَ اللهِ وَأُمَنَاءَهِ إِنَّ الْمُلُوكَ مَظَاهِرُ قُدْرَةِ الْحَقِّ وَمَطَالِعُ عِزِّهِ وَثَرْوَتِهِ فَادْعُوا اللهَ بِحَقِّهِمْ. فَحُكُومَةُ الأَرْضِ قَدْ مُنَّ بِهَا عَلَيْهِمْ كَمَا اخْتَصَّ الْقُلُوبَ بِنَفْسِهِ. قَدْ نَهَى اللهُ عَنِ النِّزَاعِ وَالْجِدَالِ نَهْيَاً عَظِيمَاً فِي الْكِتَابِ هَذَا أَمْرُ اللهِ فِي هَذَا الظُّهُورِ الأَعْظَمِ وَعَصَمَهُ مِنْ حُكْمِ الْمَحْوِ وَزَيَّنَهُ بِطِرَازِ الإِثْبَاتِ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ. إِنَّ مَظَاهِرَ الْحُكْمِ وَمَطَالِعَ الأَمْرِ الْمُزَيَّنِينَ بِطِرَازِ الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ يَلْزَمُ عَلَى الْكُلِّ إِعَانَةُ مِثْلِ تِلْكَ النُّفُوسِ طُوبَى لِلأُمَرآءِ وَالْعُلَمآءِ فِي الْبَهَاءِ أُولَئِكَ أُمَنَائِي بَيْنَ عِبَادِي، وَمَشَارِقُ أَحْكَامِي بَيْنَ خَلْقِي. عَلَيْهِمْ بَهَائِي وَرَحْمَتِي وَفَضْلِي الَّذِي أَحَاطَ الْوُجُودَ قَدْ نُزِّلَ فِي الْكِتَابِ الأَقْدَسِ فِي هَذَا الْمَقَامِ مَا تَلْمَعُ مِنْ آفَاقِ كَلِمَاتِهِ أَنْوَارُ الْعَطَايَا الإِلَهِيَّةِ سَاطِعَةً وَمُشْرِقَةً.

يَا أَغْصَانِي إِنَّ فِي الْوُجُودِ قُوَّةً عَظِيمَةً مَكْنُونَةٌ وَقُدْرَةً كَامِلَةً مَسْتُورَةٌ فَكُونُوا مُتَّجِهِينَ وَنَاظِرِينَ إِلَيْهَا وَلِلاتِّحَادِ مَعَهَا لاَ إِلَى الاخْتِلاَفَاتِ الظَّاهِرَةِ مِنْهَا. إِنَّ وَصِيَّةَ اللهِ هِيَ:

أَنْ يَتَوَجَّهَ عُمُومُ الأَغْصَانِ وَالأَفْنَانِ وَالْمُنْتَسِبِينَ إِلَى الْغُصْنِ الأَعْظَمِ. انْظُرُوا إِلَى مَا أَنْزَلْنَاهُ فِي كِتَابِي الأَقْدَسِ: "إِذَا غِيضَ بَحْرُ الْوِصَالِ، وَقُضِيَ كِتَابُ الْمَبْدَأِ فِي الْمَآلِ، تَوَجَّهُوا إِلَى مَنْ أَرَادَهُ اللهُ الَّذِي انْشَعَبَ مِنْ هَذَا الأَصْلِ الْقَدِيمِ." وَقَدْ كَانَ الْمَقْصُودُ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ الْمُبَارَكَةِ الْغُصْنُ الأَعْظَمُ كَذَلِكَ أَظْهَرْنَا الأَمْرَ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنَا وَأَنَا الْفَضَّالُ الْكَرِيمُ. قَدْ قَدَّرَ اللهُ مَقَامَ الْغُصْنِ الأَكْبَرِ بَعْدَ مَقَامِهِ إِنَّهُ هُوَ الآمِرُ الْحَكِيمُ. قَدِ اصْطَفَيْنَا الأَكْبَرَ بَعْدَ الأَعْظَمِ أَمْرَاً مِنْ لَدُنْ عَلِيمٍ خَبِيرٍ. مَحَبَّةُ الأَغْصَانِ وَاجِبَةٌ عَلَى الْكُلِّ، وَلَكِنْ مَا قَدَّرَ اللهُ لَهُمْ حَقَّاً فِي أَمْوَالِ النَّاسِ.

يَا أَغْصَانِي وَأَفْنَانِي وَذَوِي قَرَابَتِي: نُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ وَبِمَعْرُوفٍ وَبِمَا يَنْبَغِي وَبِمَا تَرْتَفِعُ بِهِ مَقَامَاتُكُمْ. الْحَقُّ أَقُولُ إِنَّ التَّقْوَى هِيَ الْقَائِدُ الأَعْظَمُ لِنُصْرَةِ أَمْرِ اللهِ وَالأَخْلاَقَ وَالأَعْمَالَ الطَّيِّبَةَ الطَّاهِرَةَ الْمَرْضِيَّةَ كَانَتْ وَلاَ تَزَالُ كَالْجُنُودِ اللاَّئِقَةِ لِهَذَا الْقَائِدِ. قُلْ يَا عِبَادِي لاَ تَجْعَلُوا أَسْبَابَ النَّظْمِ سَبَبَ الاضْطِرَابِ وَالارْتِبَاكِ وَعِلَّةَ الاتِّحَادِ لاَ تَجْعَلُوهَا عِلَّةَ الاخْتِلاَفِ. الأَمَلُ أَنْ يَتَّجِهَ أَهْلُ الْبَهآءِ إِلَى الْكَلِمَةِ الْمُبَارَكَةِ ﴿قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ﴾. وَهَذِهِ الْكَلِمَةُ الْعُلْيَا بِمَثَابَةِ الْمَاءِ لإِطْفآءِ نَارِ الضَّغِينَةِ وَالْبَغْضَاءِ الْمَكْنُونَةِ الْمَخْزُونَةِ فِي الْقُلُوبِ وَالصُّدُورِ وَإِنَّ الأَحْزَابَ الْمُخْتَلِفَةَ لَتَفُوزُ بِنُورِ الاتِّحَادِ الْحَقِيقِيِّ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ. إِنَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَيَهْدِي السَّبِيلَ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ الْعَزِيزُ الْجَمِيلُ. احْتِرَامُ الأَغْصَانِ وَرِعَايَتُهُمْ وَاجِبٌ عَلَى الْجَمِيعِ لإِعْزَازِ الأَمْرِ وَارْتِفَاعِ الْكَلِمَةِ. وَقَدْ ذُكِرَ فِي هَذَا الْحُكْمِ وَسُطِّرَ فِي كُتُبِ اللهِ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ طُوبَى لِمَنْ فَازَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ لَدُنْ آمِرٍ قَدِيمٍ. وَكَذَلِكَ احْتِرَامُ الْحَرَمِ وَآلِ اللهِ وَالأَفْنَانِ وَالْمُنْتَسِبِينَ وَنُوصِيكُمْ بِخِدْمَةِ الأُمَمِ وَإِصْلاَحِ الْعَالَمِ. قَدْ نُزِّلَ مِنْ مَلَكُوتِ بَيَانِ مَقْصُودِ الْعَالَمِينَ مَا هُوَ سَبَبُ حَيَاةِ الْعَالَمِ وَنَجَاةِ الأُمَمِ. فَأَصْغُوا إِلَى نَصَائِحِ الْقَلَمِ الأَعْلَى بِالأُذُنِ الْحَقِيقِيَّةِ. إِنَّهَا خَيْرٌ لَكُمْ عَمَّا عَلَى الأَرْضِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كِتَابِيَ الْعَزِيزُ الْبَدِيعُ.

BH 00003Bahá’u’lláhPersian
Kitab-i-'Ahd
Book of the Covenant
920 words

اگر افق اعلی از زخرف دنیا خالیست ولکن در خزائن توکل و تفویض از برای وراث

# Name Source Translations
#1 Kitáb-i-‘Ahd (Book of Covenant) Source Persian Translations Arabic
# Name Source Translations
#1 كتاب العهد (كتاب عهدي) Source Persian Translations English
# Name Source Translations Resources
#1 كتاب عهدى Source Persian Translations English Arabic Resources
المصادر
OV