هَذَا لَوْح الأَحْبَاب قَدْ نُزِّلَ مِنْ لَدَى اللهِ العَزِيْز الوَهَّاب
هَذَا كِتَابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّذِيْ إِذَا سَمِعَ النِّدَاء مِنْ شَطْرِ رَبِّهِ الأَبْهَى قَالَ بَلَى يَا إِلَهَ مَنْ فِيْ الأَرَضِيْنَ والسَّمَوَاتِ لتجذبه آيات ربّه مرّة أُخرى وتقرّبه إلى مقام يسمع نداء الأشياء في ذكر اللّه موجد الأسماء ويبشّر الأُمم بذكر ربّه مالك القدم في السّرّ والإِجْهار. ذكر العباد بذكر ربّك مالك المعاد.
قل يا قوم قد أتى اليوم والملك للّه المقتدر العزيز الجبّار. ليس اليوم يوم القعود قوموا بقيام تقومنّ به الممكنات هذا ينبغي لمن أقبل بقلبه إلى قبلة الآفاق كم من قائم إنّه من القاعدين عند ربّك وكم من ذي حيوة إنّه من الأموات. إنّ الّذي شرب رحيق الحيوان من أيادي فضل ربّه الرّحمن إنّه كان قائما وربّك العزيز الوهّاب. هذا قيام لا يتبعه القعود لو يكون ثابتا في أمر اللّه مالك الرّقاب لعمري لا يأخذه النّوم ولو ينام ولكنّ القوم في غفلة وحجاب.
إذا وقر نطق لسان سرّه قد أتى الوهّاب في ظلل السّحاب وإذا قام أشار بإصبع اليقين إلى شطر المعبود وقال هذا مطلع آيات ربّكم العزيز النّوّار. كم من ناطق إنّه صامت وكم من صامت إنّه ممّن نطق بالحقّ كذلك شهد الرّحمن إنّه لهو العزيز العلّام. من نطق بهذا الذّكر الأعظم إنّه لهو النّاطق بين الأُمم والّذي أنكره إنّه ناعق ولو يكون من أفصح الفصحاء كذلك قضي الأمر من لدن ربّك مالك الأسماء والصّفات.
إيّاك أن يمنعك البلآء عن ذكر ربّك فاطر الأرض والسّماء أن اتّبع موليك في كلّ شأن كذلك أمرت في الزّبر والألواح إنّه إذا ورد السّجن أراد أن يبلّغ الملوك رسالات ربّه ليعلم الكلّ أنّ البلآء ما منع الإسم الأعظم إذ أتى من سماء الأمر بقدرة وسلطان. قد نزّلنا لكلّ واحد لوحا يلوح بين السّموات والأرض طوبى لمن فاز به وقرء وقال القدرة للّه المقتدر العزيز القهّار.
أن استعن باللّه في كلّ الأحوال سوف يرون الموحّدون أعلام الظّهور في كلّ الأشطار طوبى لك يا إسمنا الأصدق بما وفيت ميثاق اللّه وعهده في يوم فيه أضائت الوجوه من أنوار وجه ربّك وقرّت أبصار الّذين أقبلوا إلى اللّه بخضوع وأناب.
سخّر مدائن القلوب بهذا الذّكر الأعظم وكن مناديا بين الأمم بهذا الإسم الّذي به أخذت الزّلازل كلّ القبائل ونادت الصّخرة بأعلى الصّيحة قد أتى المختار بسلطان العظمة والإقتدار. لعمري لو يتوجّه أحد بقلبه إلى قبلة الوجود ليجد رائحة التّقديس من هذا القميص الّذي به فاحت نفحات الرّحمن في الدّيار. كم من عالم احتجب اليوم وكم من جاهل سَرُع إلى أن دخل ملكوت ربّه الغنيّ المتعال. كم من ذي حكمة منعته الأوهام وكم من صبيّ كسّر الأصنام بسلطان ربّه المقتدر العزيز العلّام. طوبى لمن أخذته نفحات الآيات على شأن خرق الأحجاب قام وقال يا قوم قد أتى القيّوم أن انظروا يا أولي الأبصار.
طوبى لك بما كنت مذكورا في كلّ الأحيان عند ربّك الرّحمن ونزّل لك في كلّ سنة ما قرّت به العيون وطارت به الأرواح قد سمع اللّه ما سئلت وأردت لا يعزب عن علمه من شيء يقدر لمن يشاء ما يشاء إنّه لهو العزيز الغفّار. توكّل عليه في كلّ الأمور ينبغي أن يكون مرادك ما أراده اللّه لأنّك أنت الإسم الأوّل في الكتاب قد قضينا لك ولذرّيتك ما يثبت به ذكركم في الإبداع إنّا قدّرنا لك ما لا أدركته اليوم لعمري لو تعرف تخرّ على التّراب وتقول لك الحمد يا من أحاط فضلك الكائنات ويأخذك الشّوق على شأن يأخذ عنك زمام الإصطبار ونفسي المهيمنة على الممكنات أن استقم على شأن لو يجتمع عليك المشركون بأسياف البغضاء تنادي بينهم بوجهة بيضاء وطلعة حمراء.
يا قوم اتّقوا اليوم قد ظهر موجد الأشياء بإسمه الأبهى وإذا ينادي من شطر السّجن ويدع الكلّ إلى اللّه مسخّر الأرياح أن يا قلم الأعلى أن اذكر من أقبل إلى اللّه مالك الأسماء ليقرء آيات ربّه ويكون من الفائزين. أن اذكر من سمّى بِعَلِيٍّ قبل أَصْغَر الّذي توجّه إلى المنظر الاكبر في يوم أتى مالك القدر بسلطان مبين. قد نزّلنا إليك من قبل لوحا به طارت أفئدة العشّاق تلك مرّة أخرى فضلا من لدن عزيز عليم. سبحان الّذي ينطق في كلّ الأحيان بين ملأ الإمكان ويدعوهم إلى صراط المستقيم إنّ الّذين أعرضوا أولئك ليس من شأن ألا إنّهم من الغافلين.
قل يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن أن اتّبعوا الّذي سجدت لوجهه الآيات وخضعت له أعناق المتكبّرين. إيّاكم أن تدعوا ما لا قدّر لكم من لدن ربّكم العزيز الحميد ونفسه الحقّ قد انتهى الأمر وظهر ما وعدتم به في صحف اللّه ربّكم وربّ العالمين. إنّه قد أتى بالحقّ وقرّ به بصر العالم طوبى لمن أقبل إليه بقلب منير. لا تفسدوا في الأرض إنّا زيّنّاها بالعدل بهذا الفضل الّذي ظهر من أفق عناية ربّكم العليم الخبير. كونوا أنصارا لأمر اللّه إيّاكم أن تتجاوزوا عمّا حدّد في كتاب اللّه كذلك أمرنا العباد في لوح كان مختوما بخاتم ربّكم المقتدر القدير. قد اخترنا البلايا لإصلاح العالم واتّحاد من فيه إيّاكم أن تتكلّموا بما يختلف به الأمر كذلك ينصحكم ربّكم الغفور الرّحيم. زيّنوا أنفسكم بطراز العبوديّة للّه الحقّ لتحيط الجهات الأنوار الّتي أشرقت من أفق هذه السّماء الّتي ارتفعت بهذا الإسم العظيم. بالعبوديّة يظهر قدر البريّة بها تتوجّه الوجوه إلى مطلع آيات ربّكم العزيز الكريم. كم من عباد إذا رأوا أنّ الأمر علا ادعوا ما ضاع به ما أراد موليهم القدير. إذا هبّت روائح الافتتان انقلبوا وإذا مرّت نسائم الاطمينان اعترضوا على اللّه مالك يوم الدّين. كذلك قصصنا لك لتذكر الّذين ينحتون في كلّ يوم صَنَمًا ويعتكفون عليه ألا إنّهم في ضلال بعيد. قم لنصرة أمر ربّك بالذّكر والبيان كذلك أمر الرّحمن في الألواح إنّه لهو الحاكم على ما يريد. إيّاك ان يحزنك ظلم الّذين ظلموا أو يمنعك سطوة المشركين. سوف يأخذهم اللّه بقدرة من عنده كما أخذ من قبلهم الأحزاب إنّ ربّك لشديد العقاب ويبقى الملك لنفسه المهيمنة على العالمين.
قل يا قوم هذا يوم الإصغاء أن استمعوا النّداء من السّدرة الحمراء على البقعة النّوراء إنّه لا إله إلّا أنا الواحد الفرد العزيز الجميل. دعوا الورى عن ورائكم ثمّ أقبلوا بقلوبكم إلى مطلع الإلهام هذا خير لكم عمّا خلق في السّموات والأرضين. قل ليس لأحد أن يمتحن اللّه في هذا الظّهور بل اللّه يمتحن من يشاء اتّقوا اللّه ولا تتّبعوا كلّ مشرك مريب. أن اختاروا ما اختاره اللّه بفضله ولا تعلّقوا إيمانكم بأهوائكم بل بما ظهر ولاح من أفق الفضل كذلك أمرتم في البيان من لدى الرّحمن إن أنتم من العارفين. قل أَمَا يكفيكم ما ظهر في هذا الظّهور تاللّه إنّ القدرة أحاطت والسّلطنة ظهرت والآيات لاحت والبيّنات أشرقت طوبى لمن أقبل وأخذته نسمة اللّه في هذا اليوم المشرق المنير. من النّاس من أراد من اللّه ما لا كتب له وإذا رأى انقلب وكان من الصّاغرين ومنهم من حضر تلقاء الوجه وتجلّى عليه الرّحمن بأنوار الجمال خضع وسجد وقال لك الحمد يا إله العالمين ومن النّاس إذا سمع النّداء من شطر القضاء أقبل إلى اللّه مالك الأسماء كذلك فصّلنا لك الأمر فضلا من لدنّا أن اشكر وكن من الذّاكرين. ثمّ اعلم إنّا لمّا أردنا التّبليغ خلقنا البديع بكلمة من عندنا ثمّ نفخنا فيه روحا من لدنّا إذا تمّ خلقه سَرُع كجبل النّار بكتاب ربّك المختار إلى المقرّ الّذي قدّر في لوح حفيظ وفيه أظهرنا الاقتدار على شأن اضطربت أركان الفجّار ونزّلنا فيه من كلّ شأن ما تطير به أفئدة العارفين. إن فزت به أن اقرء وتفكّر فيما نزل فيه لتطلع بقدرة ربّك بعد الّذي سجن في أخرب الدّيار ويكون جالسا تحت سيوف الظّالمين. إذا قرئت قل سبحانك يا إلهي إنّ مشيّتك أحاطت الكائنات وقدرتك غلبت الممكنات لا تخوّفك سطوة الّذين أعرضوا عنك تفعل ما تشاء بسلطانك وتحكم ما تريد بقولك ليس لأحد مفرّ إلّا إليك ولا مقرّ إلّا في ظلّ رحمتك لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم. أن يا قلم الأعلى صرّف الآيات مرّة أخرى لينجذب بها أهل الإنشاء إنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلّا هو المهيمن القيّوم. ثمّ اسق الكاظم خمر الآيات لتجذبه إلى ملكوت الأسماء والصّفات وتقرّبه إلى مقام لا يرى فيه إلّا اللّه العزيز الودود. أن انقطع في حبّي عن سوائي لترى ملكوتي وإقتداري كذلك أمرت من لدى اللّه العزيز المحبوب. إيّاك أن تحزنك شئونات البشر وتمنعك عن المنظر الأكبر دع ما عندهم وتوكّل على اللّه ربّ ما كان وما يكون. إن أخذك سكر خمر العرفان قم بإسمي الرّحمن بين الإمكان ثمّ ادع النّاس بالحكمة والبيان إلى مقام محمود. قل يا قوم اتّقوا اللّه قد أتى اليوم وظهر ما ذكر في الألواح إيّاكم أن تتّبعوا كلّ مشرك مردود. تنادي الأشياء بين الأرض والسّماء قد خرقت الأحجاب وأتى الموعود إيّاكم أن يمنعكم الهوى عن الهدى ضعوا الموهوم قد أتى المعلوم بسلطان مشهود.
يا أحبّائي أن اتّحدوا في أمر اللّه على شأن لا تمرّ بينكم أرياح الاختلاف هذا ما أمرتم به في الألواح وهذا خير لكم إن أنتم تعلمون. قوموا على نصرة أمر اللّه على شأن لا يخوّفكم جنود الأرض كلّها كذلك قضي الأمر في لوح محفوظ. كم من قائم منع عن الإقبال وكم من قاعد سرع إلى أن بلغ طوبى لقوم يفقهون. كم من ذي بصر منع بالأحجاب وكم من عميّ رأى وقال لك الحمد يا إله الغيب والشّهود. إنّ الّذين أقبلوا يصلّينّ عليهم أهل الفردوس سوف يرون أنفسهم في أعلى المقام إنّ ربّك لهو الحقّ علّام الغيوب.
قل يا قوم إنّه لآية الكبرى بينكم وجمال اللّه العليّ الأعلى فيكم لو أنتم تشعرون. إنّه لقهر اللّه على الّذين أعرضوا ونفحة الرّحمن للّذينهم مقبلون. قل إلى من تفرّون هل تظنّون لأنفسكم من مفرّ لا وجماله الأنور إن أنتم تفقهون. قل لن يغنيكم اليوم شيء لو تتمسّكون بأسباب السّموات والأرض إلّا بأن تتوجّهوا إلى مشرق الفضل بهذا الإسم المهيمن على كلّ شاهد ومشهود. طوبى لراقد انتبه من نداء اللّه ولغافل أقبل إلى الوجه ويل لكلّ عاقل محجوب. أن يا قلم القدم ذكّر الأمم ثمّ الّذي فاز بهذا النّور المشرق من أفق مشيّة ربّه العزيز الوهّاب.
أن يا مهديّ أن استمع النّداء من شطر الكبريا من هذه السّدرة الأحديّة المرتفعة على البقعة النّوراء باسم ربّك الأبهى إنّه لا إله إلّا هو المقتدر المختار. أن اتّبع أمر اللّه عمّا نزل في الكتاب ثمّ أقبل بقلبك إلى الوجه معرضا عن كلّ مشرك مرتاب. قل يا قوم أن ابشروا في تلك الأيّام الّتي فيها أتى الرّحمن في ظلل البرهان وأشرقت شمس الوجه من غير سحاب وحجاب. طوبى لمن طار في هواء رحمة الرّحمن ولقلب توجّه إليه بخضوع وأناب. أن انقطع عمّا يهوى به هويك وتمسّك بالعروة الوثقى هذا خير لك عن ملكوت ملك السّموات والأرض ولا يعقل ذلك إلّا أولو الاألباب. كذلك أجرينا خمر المعاني والبيان في أنهار الحكمة والتّبيان إنّ ربّك لهو العزيز الغفّار. إيّاك أن تمنعك الأحجاب عن ذكر ربّك العزيز الوهّاب أن اذكر ربّك بهذا الذّكر الأعظم بنار وانجذاب إنّ الّذين غفلوا اليوم كفروا باللّه ربّ الأرباب.
قل يا معشر العلماء دعوا قلم الهوى تاللّه قد تحرّك القلم الأعلى بإذن ربّكم العليّ الأبهى ثمّ استمعوا ما ينادي به لسان العظمة والكبرياء بين الأرض والسّماء ثمّ ضعوا العلوم قد أتى المعلوم بإسمه القيّوم بقدرة وسلطان هل ينفعكم ما عندكم لا وفاتح الأبواب. أين الّذين كانوا قبلكم تفكّروا يا أولي الأبصار طوبى لِعَالِم خرق الحجاب الأكبر مقبلا إلى المنظر الأطهر إنّه من أعلى الخلق لدى الحقّ المتعال. سوف تفنى الدّنيا وما تفتخرون به ويبقى العزّة والإقتدار للّذين أقبلوا إلى هذا الوجه الّذي خضعت له الأعناق. طوبى لبصير ما منعته الأحجاب ولخبير كسّر صنم الوهم بإسم ربّه المقتدر القهّار. قل يا ملأ الأرض موتوا بغيظكم سوف ترتفع أعلام الأمر في كلّ مدينة وتستضيء منها الدّيار كذلك ألقيناك ما تنجذب به القلوب لتشكر ربّك في الغدوّ والآصال.
أن يا قلم الأعظم تحرّك على ذكر الحسين ليجذبه ذكر مالك القِدم إلى هذا المنظر الكريم. أن استمع ندا المظلوم من شطر إسمه القيّوم إنّي أنا الغريب الفريد. أن يا حسين قد بكى الحسين لفراقي وناح لبلائي بما ورد عَلَيَّ في سبيل اللّه ربّك وربّ العالمين أن اشكر اللّه بما فزت بهذه الأيّام الّتي فيها أشرقت شمس الجمال من أفق الاجلال على شأن ما منعتها سحاب أهل الضّلال ولا سبحات الجلال طوبى للفائزين. طوبى لقويّ أخذ الكتاب بقدرة ربّه مالك الرّقاب ونبذ الّذين كفروا باللّه الواحد العزيز الحكيم. ينبغي لكلّ نفس أن يجاهد في أمر موليه لا بما يهوى به هويه كذلك قضي الأمر لأهل البهاء في لوح ختم بإصبع ربّك المقتدر القدير. إيّاك أن تمنعك الأحزان عن ذكر ربّك الرّحمن كن ذاكرا بإسمي بين ملأ الإمكان.
قل يا قوم قد أتى السّبحان في ظلل السّحاب والأمر للّه الملك العزيز الجميل. إن رأيت الّذي أعرض قل ويل لك يا أيّها المشرك باللّه سوف تجد نفسك في خسران عظيم. هل ينبغي الإرتياب بعد الّذي أتت البيّنات لا ومنزل الآيات لو أنت من العارفين. قد سجدت كلّ حجّة لحجّتي ويطوف البرهان حول الرّحمن طوبى للنّاظرين قد تحرّكت الصّخرة من صيحة ربّك وتنادي الذّرّات من في الأرضين والسّموات بهذا الإسم الأعظم ولكنّ النّاس في حجبات أنفسهم راقدون. طوبى لمن توجّه وأقبل وسمع وقال لك الحمد بما أظهرت جمالك يا محبوب من في السّموات والأرضين.
أن انصروني يا أحبّائي بالأعمال الّتي بها تفوح نفحة التّقديس بين العالمين ثمّ سخّروا من على الأرض باسمي وسلطاني هذا ينبغي لمن تمسّك بهذا الذّيل المقدّس المنير. إن وجدت من ذي بصر أن انشر اللّوح بين يديه لتقرّ عينه ويكون من الفائزين والّذي شرب حبّ العِجل لعمري إنّه من الغابرين إلّا بأن يقوم بهذا الإسم ويكون صائحا بين العباد بهذا الذّكر الحكيم. قل هذا لهو الّذي زيّن بإسمه الألواح ونزل لذكره البيان إن أنتم من العارفين. إيّاكم أن ترتكبوا ما ينوح به روح البهاء في الملأ الأعلى وتتذرّف به عيون المقرّبين. دعوا الإشارات عن ورائكم ثمّ أقبلوا إلى قبلة الوجود بوجوه بيضاء هذا خير لكم عمّا عندكم لو أنتم من المتفرّسين لا ينفعنا إيمانكم ولا يضرّنا إعراضكم يشهد بذلك كلّ الأشياء وعن ورائها لسان اللّه العليم الحكيم. إنّا من أفق البلاء ندعو الكلّ إلى اللّه من أقبل فقد فاز ومن أنكر إنّه من الظّالمين. كذلك رشّحنا عليك من طمطام الفضل إِذَا فزت به قل لك الحمد يا مقصود العارفين.
أن يا قلم الوحي ذكّر الصّبّاغ قل قد أتى يوم الصّبغ طوبى لمن تصبّغ بصبغ اللّه إنّه انقطاعه عمّا سويه. كذلك حكم القلم الأعلى من لدن ربّك العزيز الحكيم. صبّغ العباد بإسم مالك الإيجاد كذلك أمرت من لدن ربّك العزيز الحميد. قل يا قوم اتّقوا اللّه ولا تتّبعوا النّاسكين الّذين تمسّكوا بحبل الأسماء وكانوا أن يدعوها في كلّ صباح ومساء وإذا جاء موجدها في ظلل الأنوار كفروا إلى أن افتوا عليه بظلم مبين. بذلك حقّت عليهم كلمة العذاب سوف يرجعون إلى مثويهم فبئس مثوى المشركين. كم من ذي قِناع آمنت بمالك الإبداع وكم من ذوي عمائم كفروا باللّه مالك يوم الدين. كم من جاهل شرب كوثر العلم من أيادي الفضل وكم من عالِم ترك في هيماء الضّلال كذلك قدّر لكلّ نفس جزائها إنّ ربّك لهو المقتدر القدير.
قل يا قوم هذا ربّكم الرّحمن قد أتى بالحجّة والبرهان أن أقبلوا إليه ولا تتّبعوا كلّ معرض أثيم. هذا يوم فيه اسودّت وجوه الّذين أعرضوا عن الوجه وأنارت وجوه المقبلين.
قل يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن ولا تعترضوا على الّذي به لاحت أنوار العرفان في ملكوت الإمكان ونادى بإسمه الرّوح الأمين. من المشركين من قال إنّه أنكر الغيب قل صَهْ لسانك يا أيّها المشرك باللّه إنّ الغيب ينطق بهذا اللّسان الأبدع البديع تشهد الذّرّات إنّه لا إله إلّا هو والّذي ينطق إنّه مظهر ذاته ومطلع آياته ومشرق وحيه ومصدر أمره بين العالمين ومنهم من قال هل يأتي الرّحمن من قبل أن يكمل خلق البيان قل بظهوري يكمل كلّ شيء لو أنتم من العارفين بإسمي نزل البيان لعمري لو لا ظهوري ما كمل خلقه لو كان باقيا بدوام الملك والملكوت اتّقوا اللّه ولا تتّبعوا ظنون المنكرين. قل إنّي لسحاب الفضل لما زرع في البيان وكنّا له كنسائم الرّبيع. بظهوري ارتفعت سماء البيان وزيّنت بأنجم مشرقات وكلمات لآئحات يشهد بذلك كلّ الوجود من الغيب والشّهود إلّا من ترى في وجهه قترة الجحيم طوبى لوجه أنار من هذا النّور ولقلب انجذب من آيات ربّه العليم الحكيم. قد خلقت الأفئدة لعرفاني والألسن لثنائي والعيون لجمالي إنّه قد أشرق من أفق السّجن على شأن ما منعته سبحات أفئدة الظّالمين. طوبى لك بما تحرّك على ذكرك القلم الأعلى من لدن ربّك الأبهى لعمري إنّ هذا لفضل عظيم.
أن يا قلم الأعظم أن اذكر عبدك الحسين الّذي آمن بمالك الأمم ليتوجّه بقلبه إلى المنظر الأكبر أن يا حسين قد نزّلنا إليك ألواحا شتّى تلك مرّة أخرى لتشكر ربّك مالك القدر.
قل يا معشر البشر بأيّ جهة تفرّون ليس لكم اليوم من مفرّ إلّا بأن تضعوا ما عندكم وتتمسّكوا بحبل اللّه المقدّس الأنور إنّه لآية الكبرى بينكم وحجّته لمن في السّموات والأرض وإنّه لسرّ مستتر به يعذب اللّه الّذين كفروا وأنكروا إنّ قهره أدهى وأَمَرّ قل إلى من تهرعون يا أهل الضّلال. أن أسرعوا إليه بقلوبكم إنّ إِلَيَّ المستقر.ّ قد أشرقت أنوار الوجه من أفق الأمر طوبى لمن نظر وَيْلٌ لِمَنْ عَبَسَ وبَسَرَ. قل هذا لهو الّذي أخذ اللّه عهده في ذَرِّ البيان قبل عهد نفسه يشهد بذلك ما نزل في الألواح والزّبر.
قل هذا يوم فيه تجلّى الرّحمن على الإمكان طوبى لأهل النّظر إنّه قد ظهر على شأن لا يمنعه إعراض معرض ولا يحجبه حجبات الّذي بَغَى على اللّه وكفر. لعمري من يجد حلاوة ذكر ربّه الرّحمن ليطير بأجنحة الإيقان فوق الإمكان يشهد بذلك كلّ ذي علم وفِكْر. أن اشربوا سلسبيل الحكمة والبيان عمّا جرى من هذا القلم الّذي به ثبت حكم القدر إذا نزّلنا الآيات قالوا إنّها مفتريات وإذا أظهرنا ما تحيّرت عنه العقول والأرواح قالوا هذا سحر مستمر.ّ إيّاك أن تحزنك إشارات القوم دعها عن ورائك سوف تمرّ عليهم نفحات العذاب ويرونهم الموحّدون كاعْجاز نخل منقعر. أين قصور الّذينهم كفروا باللّه قد أرجعناهم إلى القبور إنّ ربّك لهو العزيز المقتدر إذا أشرق الوجه من أفق الفضل كسفت الشّمس وانشقّ القمر. إنّ الّذينهم أعرضوا عن اللّه إنّهم في عذاب وسَقَر والّذين أقبلوا يصلّينّ عليهم الملأ الأعلى وذكر أسمائهم في لوح مستطر. طوبى لقلم تحرّك على ذكري وظهر منه ما ثبت به أمري ويل لمن أنكر أمر اللّه إذ علا وظهر.
أن يا قلم الأعلى توجّه إلى عبدك عَلِيّ قبل رِضا ثمّ زيّنه بذكرك العزيز المنيع ليطير بأجنحة الشّوق في هذا الهواء الّذي جعله اللّه مقدّسا من ظنون المشركين. أن اتّبع ملّة اللّه وسننه هذا ما أمرت به في لوح مبين إنّا نجد منك رائحة الحبّ بما أظهرناك من الأرض الّتي فيها بعثنا محبوب العالمين. أن اشكر اللّه بهذا الفضل ثمّ اعرف مقام هذا المقام العظيم. إيّاك أن يمنعك شيء عن اللّه سبّح بحمد ربّك بين عباده الغافلين أن اذكره على شأن ينتبه به الّذين رقدوا هذا ينبغي لمن أقبل إلى قبلة العارفين. كم من عابد عبد اللّه في اللّيالي والأيّام وإذا أتى بالحقّ كفر بربّه العزيز الحكيم. كم من العباد يطوفون البلاد ويزورون البقاع الّتي فيها دفنت مظاهر أسمائي وإذا ظهر مطلع الأسماء وسلطانها كفروا وأعرضوا ألا إنّهم من الخاسرين. طوبى لمنقطع تغمّس في البحر الأعظم الّذي تموّج بهذا الإسم الّذي جعله اللّه سلطان الأسماء لمن في السّموات والأرضين. أن اشكر ربّك بما توجّه إليك وجه عناية ربّك العزيز الحميد كذلك نزّلنا الآيات وأرسلناها إليك لتقرء وتكون من الشّاكرين.
ثمّ اذكر نبيل قبل عَلِيٍّ الّذي آمن باللّه العزيز الفريد لتجذبه نفحات الوحي وتقدّسه عن الدّنيا وما فيها مقبلا إلى ملكوت ربّه العزيز الكريم بع كلّ شيء إلّا حبّي تاللّه لا يعادله كنوز من على الأرض ولا خزائن العالمين. أن احفظ لؤلؤ محبّة الرّحمن في قلبك بهذا الإسم العزيز المنيع ثمّ استره عن الّذين خانوا في أمر اللّه كذلك يأمرك هذا المظلوم الغريب. زيّن وجهك بالتّوجّه وقلبك بالإقبال ولسانك بثناء ربّك الجميل. لا تحزن من الّذين تجد منهم نفحات الإعراض ذَرْهم ليخوضوا ويلعبوا إنّهم يمشون وغضب اللّه عن ورائهم كذلك قضي الحكم في لوح حفيظ. أن اذكر ربّك على شأن تنجذب به الممكنات هذا ينبغي لمن أقبل إلى اللّه بقلب طاهر منير. طوبى لبصير عرف ولسميع سمع وللسان نطق بهذا الذّكر الحكيم. طوبى لغافل أقبل بقلبه إلى قبلة الآفاق ويل لعاقل منع عن هذا الفضل الّذي أحاط الخلائق أجمعين. ان استقم على حبّ موليك على شأن لا تمنعك حجبات الأوهام ولا ضوضاء الظّالمين. توكّل على اللّه في كلّ الأحوال وإذا فزت باللّوح قل لك الحمد يا محبوب أفئدة المخلصين.
أن يا قلم القدس أن اذكر التّاء قبل قاف وياء ليفرح بما ذكر من قلم الأبهى ويقول لك الحمد يا من بنورك أشرقت الأرضون والسّموات أن استمع النّداء من شاطي الوداد في البقعة النّوراء من سدرة الفؤاد إنّه لا إله الّا هو المقتدر الغفّار. أن افرح بما ذكرت من قلم الأمر الّذي به سخّرت الأرياح لا تحزن من شيء توكّل في كلّ الأمور على ربّك العزيز المختار إنّه قدّر لأحبّائه ما تعجز عن ذكره الأقلام.
يا أحبّاء الرّحمن أن استقيموا على الأمر على شأن لا تمنعكم سطوة الملوك ولا غضب المملوك هذا ينبغي لكلّ من أقبل إلى الوجه منقطعا عن الجهات بلّغوا العباد ما عرفتم من أمر ربّكم الرّحمن كذلك وصّيناكم في الزّبر والألواح. تمسّكوا في التّبليغ بحبل الحكمة والبيان كذلك يعلّمكم مالك الأديان. هل ترون لما ترونه من بقاء لا واسمي الحاكم على من في البلاد. تخلّقوا بأخلاقي لتتضوّع بها نفحات التّقديس في الأشطار. لا تحزن عمّا ورد عليك من البلاء إنّا كنّا معك إذ كنت بين أيدي الظّالمين إنّ ربّك لهو العزيز العلّام. لا يعزب عن علمه شيء عنده علم كلّ شيء في الكتاب قد قدّر لك بما حملت في سبيله ما تقرّ به الأبصار. كذلك ألقيناك من آيات ربّك لتشكر في العشيّ والإشراق.
أن يا قلم الإقتدار أن اذكر عبادك الأخيار الّذين ما ذكرت أسمائهم في اللّوح ليشكروا اللّه ربّهم في اللّيالي والأيّام. يا أحبّائي في هناك لعمري أنتم تحت لحاظ ربّكم ويتحرّك لسان العظمة على ذكركم يا ملأ الأصحاب. أنتم الّذين أقبلتم إلى الوجه في اليوم الّذي فيه شاخصت الأبصار وعرفتم موليكم إذ كان النّاس في غفلة وحجاب سوف يفتخرون من على الأرض بأسمائكم وينوحون على ما ورد عليكم من الّذين كفروا باللّه فالق الأصباح. لا تحزنوا من شيء توكّلوا عليه في كلّ الأمور إنّه مع عباده الّذين وفوا بالميثاق والبهاء عليكم يا أحبّاء اللّه من لدن ربّكم العزيز الوهّاب إن ترك أسمائكم في اللّوح قد ذكرناها في لوح جعله اللّه أمّ الألواح. أن افرحوا بما ذكر ذكركم لدى العرش إذ كان ربّ العرش بين أيدي الفجّار.
سبحانك يا إلهي تعلم بأنّي في السّجن أدعو أحبّائك إلى شطر مواهبك خالصا لوجهك وحين الّذي أحاطني المشركون من كلّ الجهات أذكرك يا مالك الأسماء والصّفات. أسئلك بأن توفّق عبادك على نصرة أمرك وإعلاء كلمتك ثمّ أيّدهم على ما يظهر به تقديس ذاتك بين بريّتك وتنزيه أوامرك بين خلقك أي ربّ أنر أبصار قلوبهم بنور معرفتك وزيّن هياكلهم بطراز أسمائك الحسنى في ملكوت الإنشاء إنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلّا أنت العزيز الحكيم.