
أيّها البلابل الإلهيّة! أنطلقوا من أرض الذّلّ المُشْوِكة مسرعين إلى الرّوضة المعنويّة، ويا أيّها الأحبّآء التّرابيّون! اقصدوا المأوى الرّوحانيّ. زفّوا إلى الرّوح البُشرى بأنّ المحبوب قد لبس تاج الظّهور، وفتح أبواب حديقة القِدم. بشّروا العيون بأنّ وقت المشاهدة قد حان، وأبشروا الآذان بأنّ أوان الاستماع قد آن. أخبروا أحباب بستان الشوق بأنّ الحبيب قد حضر أمام الكلّ، وَأَطْلِعُوْا هَدَاهِد سبأ أنّ المعشوق قد أصدر إذنَ المثول بين يديه. يا عشّاق المحبوب! بدّلوا غمّ الفراق بسرور الوصال، وامزجوا سمّ الهجران بشهد اللّقآء.
مع أنّ العشّاق حتّى الآن كانوا يهرعون في طلب المعشوق، والمحبّين كانوا يجرون في أثر المحبوب، إلّا أنّه في هذه الأيّام قد عمّ الفضل السّبحانيّ من الغمام الرّحمانيّ بحيث صار المعشوق يطلب العشّاق، والمحبوب يبحث عن الأحباب. فليغتنموا هذا الفضل ولا يقلّلوا من شأن هذه النعمة. لا تتركوا النّعَم الباقية ولا تقنعوا بالأشياء الفانية. أزيحوا البُرْقَع عن عين القلب واخرقوا السِّتر عن بصر الفؤاد حتّى تشاهدوا جمال الحبيب من دون حجاب، وتروا من لم يُرَ وتسمع ما لم يُسمع.
أيّها البلابل الفانية! لقد أزهرت في الرّوضة الباقية وردةٌ بَدَا كلّ الورود تلقآءها كالشّوك، وجوهرُ الجمال إزآءَها بلا قدر. إذن صيحوا من نفوسكم، واستبشروا بقلوبكم، واشربوا بأرواحكم، واجهدوا بأجسادكم، عسى أن تَرِدُوا بستان الوِصَال وتتنسّموا من الوردة العديمة المثال، وتأخذوا نصيبًا من اللّقآء الأبديّ، ولا تغفلوا عن طِيب نسيم الصّبا المعنويّ هذا، ولا تضلّوا بلا نصيب من هذه الرّائحة القدسيّة الرّوحانيّة. إنّ هذا النُّصحَ يحطّم الأغلالَ ويهزّ سلسلة جنون العشق. إنّه يوصل القلوب إلى مليك القلوب ويُسلّم الأرواح إلى المعشوق، فتكسر القفص ومثل الطّير الرّوحيّ تقصد المأوى القدسيّ.
كم من ليالٍ مضت! وكم من أيّام ولّت! وكم من أوقات انقضت! وكم من ساعات انتهت! ولم يخرج فيها نَفَسٌ إلّا في الانشغال بالدّنيا الفانية. اسعوا حتّى لا يبطل ما تَبَقَّى من هذه الأنفاس المعدودة، تمرّ الأعمار كالبرق، وتستقرّ الجباه وتنزل في مرقد التّراب، فلاتَ حين مناص ولا ثمّة من مُدْخَر.
إنّ الشّمعة الباقية مشتعلة ومنيرة من دون فانوس، وقد أحرقت جميع الحجب الفانية. أيّتها الفَراشات! انطلقْنَ دون وجل، ورفرفْنَ حول النّار، ويا أيّها العشّاق المُتَيَّمَة قلوبهم وأرواحهم! تعالوا إلى المعشوق، وَهَرْوِلُوْا نحو المحبوب دون رقيب، فالزّهرةُ المستورة قد كشفت عن نفسها، وجاءت من دون ستر وحجاب، وهي ترفع ندآء الوصل لكلّ الأرواح المقدّسة. فيا طوبى لإقبال المقبلين. فهنيئًا للفائزين بأنوار حُسن بديع.
ای بلبلان الهی از خارستان ذلت بگلستان معنوی بشتابید و ای یاران ترابی قصد

| # | Name | Source | ||
|---|---|---|---|---|
| #1 | لوح العاشق والمعشوق | Source Persian |
| # | Name | Source | Translations | Resources | ||
|---|---|---|---|---|---|---|
| #1 | لوح عاشق ومعشوق | Source Persian | Translations Arabic | Resources |