لوح البقاء – حضرة بهاءالله – آثار قلم اعلى، جلد ۱، ١٥٣ بديع، الصفحات ۲۱۳ – ٢١٤

﴿ بسم اللّه الأقدس الأبهى ﴾

هذا لوح البقاء من لدى البهاء إلى الّذي فاز بعرفان اللّه وشرب كوثر الحيوان من كأس كلمات ربّه الرّحمن وأقبل بقلبه إلى المنظر الأكبر المقام الّذي فيه أضاء وجه اللّه العليم الحكيم * أن استمع ندائي من شطر البلاء إنّه لا إله إلّا هو الّذي ظهر بالحقّ إنّه لا يمنعه القضاء عن ذكر مالك الأسماء ولا تحجبه عمّا أراد سبحات الّذينهم كفروا باللّه العليّ العظيم *

فاعلم يا عبد قد حضر بين يدينا كتابك وأخذناه بيد العناية وارتدت إليه لحظات ربّك العزيز الحميد واطّلعنا بما فيه وقدّرنا لك في اللّوح مقاما لو تراه لتسجد وتقول أن الحمد للّه ربّ العالمين وكتبنا لك أجر من فاز بلقاء اللّه ونقضي ما أردناه لك إنّ ربّك لمقتدر قدير *

أن اشكر ربّك بما نزّل لك من سماء الفضل هذا اللّوح الدّرّيّ المنير * أن اطمئن بفضل ربّك في كلّ الأحوال وقم على نصرته بين السّموات والأرضين * إيّاك أن يمنعك نعاق الّذين كفروا باللّه أو يحجبك أحجاب الّذين أعرضوا عن الوجه بعد الّذي أشرق عن أُفق مشيّة ربّك الرّحمن بسلطان مبين * إنّه يؤيّد من قام على أمره ودعا النّاس إليه فيا طوبى لمن انقطع عمّا سويه وأقبل بقلبه إلى ما أمر به من لدن عزيز عليم *

ثمّ اعلم بأنّا ألقينا على الّذي ظلم كلمة من عندنا إنّه أعرض عنها سوف نجعله عبرة للعالمين * بعثنا أحدا من عبادنا وألبسناه قميص الإنقطاع وزيّنّاه بطراز القوّة والإطمينان وأرسلناه إليه بكتاب مبين وبلّغناه رسالات ربّه لعلّ يتذكّر ويخشى إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يشاء لا تمنعه سطوة الّذين ظلموا كذلك أخبرناك لتطّلع بما قضي من لدن ربّك العزيز الجميل *

ولقد أرسلنا من قَبْلُ إلى عبدنا الإمام لوحا تقرّ منه عيون المخلصين * فيا طوبى له ولك بما فزتما بما غفل عنه أكثر العباد الّذين ادّعوا الإيمان في أنفسهم فلمّا أتى الرّحمن بملكوت البيان كفروا به أَلَا لعنة اللّه على الّذين ظلموا وكانوا من المفسدين ليس اليوم يوم الاصطبار إنّه محبوب إلّا في ذكري العزيز البديع * ينبغي لكما بأن تقوما في كلّ الأحيان على ذكري ونصرة أمري على شأن لا تمنعكما سطوة الظّالمين *

ذكّر الّذينهم آمنوا من قبل ربّك ثمّ ألبسهم حرر التّكبير والبيان من لسان ربّهم الرّحمن إنّ هذا لفضل عظيم * إيّاك أن تتجاوز من الحكمة بها أمرنا العباد من لدن ربّك الغفور الرّحيم * سوف ينزل لك من سماء التّقدير ما قدّر من لدن ربّك العليم الخبير * إذا بلغك لوح ربّك خذه بيد التّسليم وقل الحمد لك يا إله العالمين *