هذا لوح الحقّ قد نزل من جبروت الأمر ومن يقرئه ويتفكّر فيه يبعثه الله في قطب الرّضوان بطراز الّذي يستشرق منه أنوار الرّحمن ويستضيء منها أهل ملأ العالين هو الحقّ قد كان عن أفق الحقّ على الحقّ بالحقّ مشهودا.
أن يا ملأ الحقّ قد ظهر الحقّ عن أفق الحقّ في هذا الحقّ الّذي طلع عن مطلع الحقّ وينطق بالحقّ ويذكركم على الحقّ إيّاكم أن لا تنسوا الحقّ حين الّذي أخذ عنكم عهد نفسه الحقّ ولا تكوننّ من الّذينهم أعرضوا عن الحقّ وكانوا من المعرضين قل تالله إنّ الحقّ حينئذ ينادي في أمامه ويجز الموجودات بأنّ هذا لهو الحقّ قد ظهر على الحقّ وإنّه لهو الحقّ الّذي به حققّ الحقّ من قبل ويحققّ الحقّ من بعد.
وأنتم يا ملأ الحقّ فانظروا الحقّ بما أشرقت من شمس جماله ثمّ اسمعوا نغمات الحقّ عمّا يخرج عن شفتائه ثمّ استشربوا من تسنيم الحقّ عمّا يعطيكم من كأس عنايته وكلوا من نعمة الحقّ عمّا نزلت من سماء عزّ سلطانه وغمام قدس إفضاله ثمّ استظلّوا في ظلّ شجرة الحقّ هذا الغلام الّذي لو يحرّك في نفسه ليتحرّك به ظهورات الحقّيّة وشموسات الأحديّة وإذا يسكن في نفسه ليستقرّ جمال الحقّ ثمّ هيكله على عرش قدس منيع.
وأنتم يا ملأ الحقّ لو تصفّون أبصاركم عن غبار الممكنات وما يحدث منها ممّا لا يليق بسلطان الأسماء والصّفات لتشهدوا بأنّ مظاهر الحقّ ومطالعه ومشارقه ومكامنه ليطوفنّ فيحول هذا الحقّ الّذي ظهر بالحقّ ثمّ استوى بالحقّ على العرش الّذي يسجد عند ظلّه كلّ من في السّموات ومن في الأرض ولو إنّهم لن يعرفون ذلك ولا يستشعرون في أنفسهم ويكوننّ من الغافلين عن هذا الحقّ الّذي لو يشقّ برقع الجلال عن وجه الجمال لينطق كلّ الأشياء ويؤيّدهم روح القدس بما أيّده نفس البهاء في عالم البقاء بأنّي أنا الحقّ لا إله إلّا هو وإنّا كلّ عند ظهور هذا الحقّ لتكوننّ من السّاجدين وإنّ هذا لهو الّذي يمشي عن أمامه مظاهر الحقّ وعن ورائه مطالع الأرباب وعن يمينه جواهر السّبحان وعن يساره هياكل الرّحمن وكلّهم ينطقنّ ويصيحنّ وينادينّ.
أن يا ملأ البيان تالله قد كذّبكم ألسن الرّحمن بما تدعون في أنفسكم الإيمان بالله المهيمن العزيز القدير لأنّكم أنتم أدّعيتم في أنفسكم بأنّكم آمنتم بالله ومظهر نفسه الّذي سمّي بعليّ قبل نبيل فلمّا جاء مرسله بسلطان من الأمر على غمام القدس في فردوس الأعلى إذا أنكرتموه وكذّبتموه إلى أن أفتيتم على قتله كما افتوا علماء الفرقان على عَلِيٍّ من قبل مظهر نفسه العليّ المتعالي المقتدر المهيمن القدير إذا لا تمرّون على شيء إلّا وقد يكذّبكم ويبرء منكم ويستعيذ بالله من لقائكم فوالله لو تنصفون في أنفسكم تشهدون بأنّ نفس الّذي يخرج منكم ليكذّبكم وسماء الّتي رفعت فوق رؤسكم ليبرء منكم وكلّما يمطر من السّحاب ينكر ما يخرج من ألسنكم لو أنتم السّامعين وبكم منعت غمام الرّحمة والفضل وبدّلت عيش أهل ملأ الأعلى ثمّ اصفرّ وجه الكبريا لأنّكم فعلتم ما لا فعل أحد من قبل وإنّا سترناه بفضل من لدنّا وأنا الفضّال المقتدر الحكيم وما أظهرنا بين العباد هذا رشح من ترشّحات بحور أعمالكم وإلّا لو انطق على الحقّ فيما فعلتم ليرجع أمر ما يكون إلى ما كان ويرجع الوجود إلى عدم البحت البات ويبدّل كلّما يشهد في الملك إلى التّراب وكذلك نزل الأمر من لدن عزيز وهّاب إن أنتم تكوننّ من المتنبّهين.