لوح الكرمل

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

لوح الكرمل – حضرة بهاءالله – مجموعه اى از الواح جمال اقدس ابهى، طبعة آلمانيا، الصفحات ١ - ٢

حبّذا هذا اليوم الّذي فيه تضوّعت نفحات الرّحمن في الإمكان حبّذا هذا اليوم المبارك الّذي لا تعادله القرون والأعصار حبّذا هذا اليوم إذ توجّه وجه القدم إلى مقامه إِذًا نادت الأشيآء وعن ورائها الملأ الأعلى يا كرمل أنزلي بما أقبل إليك وجه الله مالك ملكوت الأسمآء وفاطر السّمآء إِذًا أخذها اهتزاز السّرور ونادت بأعلى النّداء نفسي لإقبالك الفداء ولعنايتك الفداء ولتوجّهك الفداء قد أهلكني يا مطلع الحيوة فراقك وأحرقني هجرك لك الحمد بما اسمعتني ندائك وشرّفتني بقدومك وأحييتني من نفحات أيّامك وصرير قلمك الّذي جعلته صورا بين عبادك فلمّا جاء أمرك المبرم نفخت فيه إِذًا قامت القيمة الكبرى وظهرت الأسرار المكنونة في خزائن مالك الأشيآء فلمّا بلغ ندائها إلى ذاك المقام الأعلى قلنا يا كرمل احمدي ربّكِ قد كنتِ محترقة بنار الفراق إِذًا ماج بحر الوصال أمام وجهكِ بذلك قرّت عينكِ وعين الوجود وابتسم ثغر الغيب والشّهود طوبى لكِ بما جعلكِ اللّه في هذا اليوم مقرّ عرشه ومطلع آياته ومشرق بيّناته طوبى لعبد طاف حولكِ وذكر ظهوركِ وبروزكِ وما فزتِ به من فضل اللّه ربّك خذي كأس البقاء باسم ربّكِ الأبهى ثمّ اشكريه بما بدّل حزنكِ بالسّرور وهمّكِ بالفرح الأكبر رحمة من عنده إنّه يحبّ المقام الّذي استقر فيه عرشه وتشرّف بقدومه وفاز بلقآئه وفيه ارتفع ندائه وصعدت زفراته يا كرمل بشّري صهيون قولي أتى المكنون بسلطان غلب العالم وبنور ساطع به أشرقت الأرض ومن عليها إيّاكِ أن تكوني متوقّفة في مقامك أسرعي ثمّ طوفي مدينة اللّه الّتي نزلت من السّمآء وكعبة اللّه الّتي كانت مطاف المقرّبين والمخلصين والملائكة العالين وأحبّ أن أبشّر كلّ بقعة من بقاع الأرض وكلّ مدينة من مدائنها بهذا الظّهور الّذي به انجذب فؤاد الطّور ونادت السّدرة المُلك والملكوت للّه ربّ الأرباب هذا يوم فيه بشّر البحر والبَرّ وأخبر بما يظهر من بعد من عنايات اللّه المكنونة المستورة عن العقول والأبصار سوف تجري سفينة اللّه عليكِ ويظهر أهل البهآء الّذين ذكرهم في كتاب الأسمآء تبارك مولى الورى الّذي بذكره انجذبت الذّرّات ونطق لسان العظمة بما كان مكنونا في علمه ومخزونا في كنز قدرته إنّه هو المهيمن على من في الأرض والسّماء باسمه المقتدر العزيز المنيع.

المصادر
OV