لوح الرسول

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

لوح الرسول – حضرة بهاءالله – آثار قلم اعلى، جلد ١، ١٥٣ بديع، الصفحات ١٧٠ - ١٧٢

﴿ الأقدس الأعلى ﴾

رسولي لا تحزن عمّا ورد عليك لعمري إنّك تحت جناح فضل ربّك العزيز الحميد * أشهد أنّك فزت بلقاء اللّه وأدركت ما أراد لك ربّك الغفور الكريم * إنّه كان معك إذ أخرجك الظّالمون من مدينة اللّه بذلك بكت عيون الملأ الأعلى وناحت سكّان سرادق العظمة والكبرياء كذلك شهد ربّك الأبهى إنّه بكلّ شيء عليم *

أن افرح بهذا الذّكر الأعظم من لدن مالك القِدم تاللّه ينبغي لك بأن تطير من الشّوق بما شهد اللّه لك في هذا اللّوح الّذي من أفقه لاحت شمس عناية ربّك العزيز المنيع * إنّك وفيت ميثاق اللّه وعهده وأقبلت إليه بقلب منير *

قد نزّل ذكرك في الألواح على شأن تقرّ به عيون الموحّدين * بُعدك نفس القرب وخروجك من المدينة عين الإقبال كذلك شهد فالق الأصباح في الألواح إنّه لهو الحاكم على ما يريد * قد رأينا ذهابك الإياب وخروجك الدّخول وغيبتك الحضور في محضر ربّك تعالى هذا الفضل الّذي قدّر لك من لدن مقتدر قدير * يمكن أن تزول السّماء بأمر ربّك ولكن لا تزول ما نزّل لك من قلم القِدَم *

قل لك الحمد يا إله العالمين إنّ السّرور والحزن اعتنقا بما ورد عليكم في سبيل اللّه طوبى للعارفين * قد أشرقت شمس السّرور بما تجلّى عليكم مالك الظُّهور بأنوار الفضل والجود وأمّا الحزن بما احترق به أكباد الأصفياء إذ ورد عليكم ما ورد من جنود الظّالمين * ستفنى الدّنيا وما يرونه الظّالمون لأنفسهم ويبقى ما قدّر لكم في لوحٍ مبين * كن طائرا في هواء الشّوق والإشتياق بما تجلّى عليك نيّر الآفاق بهذا اللّوح البديع *

يا رسول أن اقرء اللّوح به يلوح ما تفوح به رائحة الرّحمن في الإمكان الّتي تعطّر بها الرّوح الأمين * قل العزّة كلّها بيد اللّه يعطيها من يشاء من خلقه إنّه لهو المقتدر على ما أراد لا إله إلّا هو العزيز الحكيم * ذكّر أحبّائي من قِبلي ثمّ اختر لنفسك خدمة ربّك إنّه يويّدك بالحقّ إنّه مع عباده المخلصين *

قل سبحانك يا إلهي لك الحمد بما جرى إسمي من قلمك الأعلى وذكر ذكري مقرّ عرشك العظيم * أسئلك يا محبوب العالمين وإله من في السّموات والأرضين بأن تجعلني ثابتا على حبّك ومستقيما على أمرك وناظرا إلى شطرك وخادما لنفسك وطالعا بذكرك ومشرقا بإسمك بين العالمين * أشهد يا إلهي بأن لا يضيع عندك أجر من حمل الشّدائد في رضائك طوبى لنفس توكّلت عليك وأقبلت إليك ويل لمن جحد وأنكر وكان من المعتدين * أي ربّ أيّدني في كلّ الأحوال على خدمتك بين بريّتك * أشهد أنّ خدمتك لم تكن إلّا ارتفاع ذكرك والأعمال الّتي بها يظهر تقديس أمرك بين العالمين * أي ربّ أسئلك بإسمك الّذي به سخّرت من في السّموات والأرض وبه ارتفع ذكرك وثبت برهانك ولاحت بيّناتك ونزلت آياتك بأن تويّد أحبّائك على ما أردت لهم بجودك وإحسانك * ثمّ خلّصهم من نار النّفس والهوى وأدخلهم في ظلّ رحمتك الكبرى وقدّر لكلّ واحد منهم ما يجعله غنيّا بغنائك وقادرا بقدرتك ومهيمنا على الأعداء بسلطانك وقوّتك على شأن لا تخوّفه جنود الأرض ولا سطوة من عليها إنّك أنت المقتدر على ما تشاء تفعل ما تشاء بمشيّتك النّافذة وتحكم ما تريد بإرادتك المحيطة * لا يمنعك ضوضاء الغافلين عمّا أردته ولا يعجزك إقتدار الظّالمين عمّا قدّرته * أن ارحمنا يا إلهنا الرّحمن ندعوك ونذكرك بإسمك الغفور الرّحيم الحمد لك يا مقصود القاصدين وكعبة المشتاقين *

المصادر
المحتوى
OV