أن يا عليّ فاشهد بأنّي ظهور الله في جبروت البقاء وبطونه في غيب العماء وجمال القِدم في ملكوت البهاء وساذج الرّوح في قمص الأعلى وكلّ خلقوا بأمري ويطوفنّ في حولي وكلّ بأمري لمن العاملين وكلٌّ سجدوا لوجهي وتمسّكوا بذيل عنايتي ولو لن يستشعروا بذلك في أنفسهم في هذا الهيكل البديع قل إنّ هذه لنقطة الّتي منها فصّلت كلمات الله وظهرت صحايف قدس تجريد وألواح عزّ حفيظ قل إنّه لكلمة الله الّتي منها ظهرت النّقاط وإليها أعادت ثمّ بها تحدث في الحين قل إنّ منها ظهر البرهان في كلّ الأعصار وتمّت كلمة الله وحجّته على العالمين قل إنّه لو يظهر بحرف ليكون أبدع عن كلّ ما ذكر في المُلك في أزل الآزال وعن كلّ ما جرى من القلم على ألواح عزّ مبين قل تالله إنّها لأحلى عن كلّ ما تكلّمت بها ألسن القدس وتنطّقت بها أهل ملأ الأعلى وتفوّهت بها خلف سُرادق العِصمة أهل لجج المسبّحين قل تالله بنغمة منها تغرّدت الورقاء على الأفنان ولاح برهان الرّحمن بسلطان عظيم
قل يا ملأ المغلّين قد جائكم عذاب الله وقهره إذًا موتوا من نار الّتي أحدثها الله في نفوسكم ثمّ اجعلوا أصابع الإعراض في آذانكم ثمّ ارجعوا إلى أسفل النّار في قعر الجحيم قل إنّها لصاعقة الله قد ظهرت من غمام القدرة ومعها شهاب مبين ليمنع الشّياطين عن استماع هذه الأسرار الّتي كانت تحت حجاب القدرة ويبعّدهم عن التقرّب إلى الله العزيز الحميد
قل تالله ليس لأحد مفرّ في هذا اليوم إلّا بأن يؤمن بهذا البرهان اللّايح الكريم وهذه الحجّة الكافي الأتمّ البديع المنيع أو يكفر بحجج الله من قبل وآياته ورسله وصفوته إن أنتم من العارفين قل لن يقبل الله اليوم من أحد شيئا ولو يسجده في أبد الآبدين أو يذكره بكلّ ما نزل من سماء العزّ في زمن المرسلين إلّا بأن يدخل في هذا السُّرادق الّذي ارتفع بالحقّ ودخل في ظلّه أهل ملأ العالّين ومن لن يدخل في ظلّ هذا الوجه فقد خرج عن ظلّ الله ولن يستثن عن هذا الحكم أحد من العالمين قل إنّا كنّا بينكم في سنين من الدّهر وأسترنا وجهنا عن كلّ بصر بصير لئلّا يعرفنا من أحد من أهل الأرض وكان الله على ذلك شهيد وعليم فلمّا عادوا المشركون أرفعنا بُرقع السّتر عن وجه الجمال وأظهرناه كالشّمس في قطب الزّوال فتبارك الله موجد الخلايق أجمعين
قل قد جائت الفتنة من شطر الله المقتدر المتعالي العظيم وقد ظهر الميزان بالعدل وبه يوزن كلّ الأعمال إن أنتم من الشّاهدين قل يا ملأ الأرض إن تريدوا أن تسمعوا نغمات الله فاسمعوا هذه النّغمات البديع المليح وإن تريدوا أن تشهدوا جمال الله فاشهدوا هذا الجمال العزيز المنير قل تالله لن يقدر اليوم أحد أن يسمع نداء الله إلّا بأن يطهّر أذناه من كلّ ما سمع من النّاس ويحرق الحجبات بأسرها ويدع الدّنيا ومن عليها في ظلّه إذا يقدر أن يقرب بسدرة العزّ ويسمع نداء الله عن نار المشتعلة من هذا الشجر المرتفع المنيع
أن يا عليّ قل تالله إنّ الرّوح قد رجع بالحقّ في هذا الجمال الأزلي الأبدي السّرمدي الصّمدي الأحدي القدمي ويدعوكم إلى الله العليّ وبما نزّل في البيان من لدن سلطان عزّ عظيم ويبشّركم برضوان الله ويهديكم إلى شاطئ قدس كريم فاستبقوا يا قوم بهداية الله ولقائه ولا تفعلوا به كما فعلتم برسل الله من قبل اتّقوا الله يا قوم ولا تكوننّ من المفسدين ويا قوم لا تمنعوا غمام الله عن فيضه ولا نسمة الله عن هبوبها ولا جماله عن هذا الطّراز المنير إذًا فانصفوا في أنفسكم يا ملأ البيان إن لن تؤمنوا بهذه الآيات فبأيّ شيء آمنتم من قبل إن أنتم من المنصفين هل ترضون في أنفسكم بأن تفعلوا بمثل ما فعلوا أمم الفرقان فوا حسرة عليكم يا ملأ الغافلين أنسيتم حين الّذي جائكم سلطان الرّسل باسم عليّ بالحقّ ومعه بيضاء منير وكتاب مبين ولوح عظيم إذًا قاموا عليه المشركون بإعراض الّذي لن يقاس بشيء عمّا خلق بين السّموات والأرضين وفعلوا به ما لا أقدر على ذكره ولن يقدر أن يسمعه أذن الموحّدين كذلك نلقي عليك عمّا قضي من قبل لعلّ النّاس يستشعرون في أنفسهم ولن يفعلوا بعبده أزيد عمّا فعلوا ويكوننّ من الرّاجعين إلى الله الّذي إليه منقلبهم ومثويهم في يوم الّذي فيه تحشر الخلايق أجمعين
أن يا فارس الجلال ذكّر للعباد ما أشهدناك في سفرك حين الّذي سافرت عن مشرق العماء إلى مطلع البقاء في رفارف الأعلى وكنت بحبل القدس في هواء الرّوح متحرّكا قل إنّا سافرنا إلى أن بلغنا وراء جبل المسك في بقعة السّنا شهدنا قوما من المقدّسين حول هذه البقعة على اسم من الأسماء موقوفا وكانوا أن يقدّسوا الله عمّا ظهر في عوالم الأسماء والصّفات وعن كلّ ما يعرفه أعلى حقايق الممكنات مجموعا إذًا قمنا بمقابلة عيونهم ومكثنا بينهم وتجليّنا عليهم بطراز الله وكذلك كان الأمر في وادي العزّ بالحقّ مقضيّا وكنّا في تلك الحالة في المدّة الّتي لن يحدّ بالقلم بما سبقت رحمتنا بالفضل على العالمين جميعا لعلّهم يلتفتون بالّذي كانوا أن يقدّسوه في أيّامهم ويعرفون بارئهم ومولاهم بعد الّذي كانوا أن يدعوه في كلّ زمن قديما فلمّا وجدناهم متمسّكا بحبل الأسماء وغافلا عن سلطان المسمّى سترنا الوجه عنهم وعرجنا عن بينهم وأمضينا عنهم إلى أن وردنا في فاران القدس وراء جبل الياقوت في بقعة قدس محبوبا إذًا وجدنا قوما كانوا أن يعبدوا الله بقيامهم وقعودهم وركوعهم وسجودهم وتوجّهنا إليهم بجمال قدس مشهودا لعلّ يعرفون مولاهم القديم ويشرّفون بلقائه ويدخلون في ظّل كان الوجه فيه كالشّمس عن أفق العزّ مشروقا فلمّا وجدناهم متمسّكا بحبل العادات وغافلا عن سلطان الممكنات الّذي بحرف منه شرّعت شرايع الأمر في أنهار الحكم إذًا تركناهم في هواهم وعرجنا إلى مقاصد قدس مستورا وسيّرنا في هواء القرب إلى أن وصلنا إلى منتهى المقام في الإمكان وادي عزّ مبروكا وجدنا قوما من الموحّدين وكانوا أن يوحّدوا الله في السّرّ والجهر ويشهدوا صنع الله في آفاق الممكنات وأنفسهم وكذلك كان الأمر بالحقّ مشهودا كأنّهم بلغوا في التّوحيد إلى غاية القصوى مقام الّذي لن يطير فوق أجنحة أولي النّهى إلّا أن يشاء الله ربّك وربّي وربّ العالمين جميعا وكأنّهم ما شهدوا من شيء إلّا وقد شهدوا الله عليه مستويا وقيّوما واستقرّوا على أعراش المشاهدة والمكاشفة وأكراس عزّ تفريد وكانوا في ذلك المقام إلى أن جائهم الإمتحان والإفتتان بما قدّر في الألواح وكان من قلم القضاء على لوح الأمر مرقوما إذًا [هبنا] عليهم بأنفاس الرّحمن وأرسلنا عليهم رايحة القميص من هذا الغلام لعلّ يجدون هذه النّفحات الّتي كانت عن رضوان الله مرسولا ووجدناهم في صقع الغفلة عن هذه المرسلات الّتي بنفحة منها تقلّبت الموجودات إلى ساحة قرب محمودا وبعد ذلك وردنا بنفسه الحقّ بينهم بجمال قدس محبوبا لعلّ بوارق الوجه تذكّرهم وتهديهم إلى الّذي كانوا أن يوحّدوه في أيّامهم وتدخلهم في لجّة الوصال مقام الّذي كانت أعين المقرّبين عن فراقه مدموعا ومكثنا فوق رؤسهم شهورا غير معدودا وسنينا غير محدودا وما وجدناهم في أقلّ من الذّرّة على شعور
كذلك أحصينا أعمالهم في هذا اللّوح الّذي كان على فخذ الله حينئذ منصوبا فلمّا سبقت رحمتنا العالمين ما تركناهم وحركّنا بعد أولى عن فوق رؤسهم وتوجّهنا إلى مقابلة عيونهم وصبرنا ومكثنا في ذلك المقام في مدة الّتي كانت عن تحديد العالمين مرفوعا لعلّ لا يحرموا عمّا خلقوا له وكانوا أن يوحّدوه في أيّامهم وفي سنين معدودا إذًا وجدناهم في سُكرٍ من الأمر وغفلة عن الّذي كانوا بحرف منه في عوالم الأسماء مخلوقا فلمّا وجدناهم في تلك الحالة بكينا عليهم وعلى وحدتي وغربتي ومضينا عنهم كمضي الصّبا عن رضوان قدس معمورا إلى أن وردنا في وادي النّبيل هذا المعين الّذي منه يجري السّلسبيل على هذا الإسم الّذي منه ظهرت ملكوت الأسماء وكان عن وصف العالمين منزوها ووجدنا قوما استقبلونا بوجوه عزّ درّيّا وبهياكل قدس أحديّا وكان بأيديهم أعلام النّصر وكان مكتوب عليها من قلم ياقوت حمريّا تالله هذه لأعلام نصر الله الّتي كانت بدوام الله في ظلّ هذا الإسم مرفوعا وأولئك كانوا أن يحبّ الله في سّرهم وجهرهم كأنّهم ما اطّلعوا بغير ذلك وما كان دونه عندهم مسموعا وكانوا أن يعبدوا الله في سرّ السّر على هذا السّرّ المجلل بالسّر على الرّمز الخفيّ مرموزا وكذلك أشهدناهم وأحطنا أمرهم الّذي كان في كلمات الله ممدوحا وكأنّ أعمالهم وأنفسهم صارت نفس أمر الله من دون فرق وفصل مفصولا وكانوا ان يذكروا الله في هذه الكلمة الأتّم الأكبر الأعلى الأبهى في هذا المقام الّذي كان عن الجهات مقطوعا إذًا ناد المناد فسوف يبعث الله من يدخل النّاس في ظلّ هذه الأعلام بسلطنة من عنده وقدرة من لدنه ليكون الفضل في هذا الفصل عن رضوان الكلمة على العالمين منزولا
كذلك نلقي عليك ما شهدناه في سفرنا هذا لتطّلع بذلك على الأسرار الّتي كانت في سرادق الأمر خلف حجاب النّور بالحكمة مستورا قل يا قوم اتّقوا الله ثمّ اعرفوا الّذي جائكم من قبل في قميصه الأخرى ثمّ اسمعوا نغماته من هذه النغمات الّتي كانت على لحن الله بين العالمين مرفوعا قل تالله إن لن تعرفوه في هذا الجمال ولن تسمعوا آياته في هذه الآيات لن يصدق عليكم عرفان نفسه في يوم الّذي جائكم بالحقّ ويأتيكم بما وعدتم في ألواح قدس محفوظا
قل ياقوم هذا غلام الله وعبده وخادمه وحجّته وسلطانه وجماله وعزّه وكبريائه وبرهانه ودليله وفضله على أهل السّموات والأرض وكذلك كان الأمر حينئذ من سماء الأمر على هذا اللّوح بالحقّ مسطورا فمن شاء فليسرع إلى محضر الله بقلبه أو برجله فمن شاء فليرجع إلى قهر كان من نار الكفر بأمر الله موقودا هل يقدر أحدا بأن يعترض بهذه الآيات ويدّعي الإيمان في نفسه لا فوالّذي نفسي بيده بل يكون مشركا بالله وآياته ورسله وصفوته وبذلك يشهد هذا اللّوح الّذي ينطق بالحقّ ومن ورائه لسان قدس مشهودا وإن يمسّك الذّلّ لإسمي فاصبر ولا تحزن وتوكّل على الله ربّك وإنّه يكفيك عن العالمين جميعا وإن رأيت اسم الله جواد فانشر كتابك بين يديه ليقرأه بقلبه ولسانه ثمّ ذكّره من لدنّا بذكر جميلا ثمّ ذكّر الّذي كان معه ليكون ذكر الله عليهما وعلى النّاس بالحقّ مسبوقا ثمّ ذكّر الّذينهم كانوا في أرضك من الّذينهم آمنوا بالله وكانوا على الحبّ مستقيما والرّوح والنّور والبهاء عليك وعلى من معك من كلّ صغير وكبيرا