فسبحان الّذي نزّل الآيات بالحقّ من جبروت عزّ عليّا وينطق بالحقّ في ملكوته الأعلى بلسانه الأبدع الأحلى لعلّ النّاس يتّخذن إلى جهة الرّوح تلقاء عرش ربّهم الرّحمن بالحقّ سبيلا
قل يا قوم اتّقوا الله ولا تتّبعوا أنفسكم أن ارتقبوا فضل الله وإنّ فضله كان عليكم محيطا وإن أستشرقت عليكم شمس الكلمات عن أفق مليك الأسماء والصّفات إذًا لا تستكبروا ثمّ اسجدوا لجمال ربّكم الّذي كان في جبروت البقا باسم البهاء وفي ملكوت الإنشاء بالعليّ مذكورا
أن يا قوم لا تكفروا بآيات الله بعد إنزالها ولا تتّخذوا الشّيطان لأنفسكم وليّا إيّاكم أن لا تضطربوا حين الّذي تضطرب فيه الأشياء وتنفطر فيه السّماء وتنشق أرض السّفلى وتندكّ الجبال وتتموّج البحار وتضع كلّ ذات حمل حملها ويأخذ السّكر سكّان السّموات والأرض وكذلك نزّل الأمر بالحقّ من قلم القدس وكان الله على ما أقول شهيدا ضعوا ما يحجبكم عن الله ثمّ اصعدوا بجناحين التّقديس إلى هذا السّماء الّتي قد ارتفعت بالحقّ وكانت على اسمي الأبهى بالسّرّ مرفوعا قل تالله قد هبّت نسايم الفضل عن مشرق العدل وبها حملت كلّ الأشياء إن أنتم بذلك خبيرا وسوف يضع الإمكان حمله إذًا تشهد المشركين يفرّون من اليمين والشّمال ولن يجدنّ لأنفسهم مقرّا أمينا وكذلك أنبئناك من نبأ الأمر لتطّلع بأسرار الّتي كانت خلف سرادق العزّ مقنوعا
قل يا قوم خذوا كأس الحمرا من أنامل البها ثمّ انقطعوا عن كلّ من في الأرض والسّما وإن استطعتم في أنفسكم فاركبوا باسمي الأعلى على الفلك الحمرا وسيروا على بحر الكبريا لتصلنّ إلى مقعد الّذي كان عن رمي المشركين محفوظا
أن اسمعوا يا قوم نداء الله من كلّ الجهات ولا تلتفتوا إلى الّذينهم كفروا بالّذي آمنوا به وكانوا عن سبل الحقّ بعيدا ومن المشركين من كان مجاهدا بأمواله ونفسه لإعلاء أمري فلمّا ظهر عليه جمالي إذًا كفر به وكان على عقبيه منقلبا وإنّك أنت يا عبد ولو ما حضر منك كتاب بين يدي العرش ولكن لمّا ذكر اسمك أنزلنا إليك ما تقرّ به عيناك وعيون الّذينهم آمنوا بالله وكانوا على صراط العزّ مستقيما أن استقم في نفسك لئلّا يزلّك شيء عن الصّراط ثمّ اشكر ربّك بما نزّل عليك لوح عزّ بديعا كذلك مننّا عليك من بدايع فضلنا وأرسلنا إليك ما تجد به روايح ربّك وتتّخذ في ظلّ عصمة ربّك مقاما كان على الحقّ أمينا ومن النّاس من أعرض على الله جهرة وإذا تتلى عليه آيات الله يسودّ وجهه وينقلب إلى الله مبغوضا ومنهم من قال بأنّها ما نزّلت على الفطرة قل تالله إنّ الفطرة قد خلقت بحرف منها ويشهد بذلك ما يجري من قلم قدس بديعا ومنهم من افترى على الله وقال إنّ هذا إلّا ساحر يسحر النّاس وبما خرج من فمه حبطت أعماله وأنكر النّبييّن والمرسلين وكان في دين الله بغيا
قل يا قوم خافوا عن الله ولا تقولوا ما قاله المشركون حين الّذي أشرقت شمس القدم عن مشرق الحجاز بسلطان مبينا وكذلك قالوا المشركون في زمن كلّ نبيّ إلى أن انتهت الأيّام إلى أيّام الله وأشرق جمال القدم عن أفق اسم عليّا وإنّك أنت يا عبد قدّس أُذن القدس عن كلمات المشركين ثمّ ادخل في غمرات هذا البحر بإذن ربّك الرّحمن لتجد لئالي حكمة ثمينا قل إنّا أخذنا قبضة من التّراب وعجنّاه بمياه الأمر من لدنّا ونفخنا فيه روحا من أمرنا ثمّ زيّناه بأسمائنا الحسنى في ملكوت الإنشا وأرفعناه إلى مقام الّذي اشتهر اسمه بين كلّ صغير وكبيرا فلمّا بلغ أشدّه واطمئن في نفسه إذا استكبر على نفس الله وسلطانه إلى أن حارب معه جهرة وكذلك كان حكم القضا على جمال ربّك العليّ الأعلى من اصبع الله مقضيّا
قل يا قوم اتّقوا الله ولا تفرّطوا في جنب الله تالله هذا من نبأ الّذي به قرّت عيون أهل ملأ البقا وكان خلف حجبات النّور بعصمة الله محفوظا فلمّا تمّت الميقات أشرق عن أفق القدس ببرهان الّذي كان على العالمين محيطا وأنتم إن تنكروا بهذا البرهان فبأيّ برهان يثبت إيمانكم لا فوالّذي أشرقت السّموات بنور وجهه إذًا لن تجدنّ لأنفسكم إلى الحقّ دليلا قل يا قوم إذا دخل عليكم رسول الله بأثره قوموا عن مقاعدكم وخذوه بأنامل التّسليم ثمّ استنشقوه إن وجدتم منه رايحة الله محبوبكم إذًا لا تنكروا كذلك نزّل الأمر من جبروت القدس تنزيلا من لدن عزيز قديرا
ويا قوم أن اتّبعوا ملّة الله ودينه ولا ترتكبوا ما نهيتم عنه في الكتاب اتّقوا الله وكونوا على الأمر مستقيما فسوف يدعون المشركون أحدا من هناك ويدخلون في قلبه بغض الله ومظهر نفسه ويرسلونه إلى الدّيار وإليكم ومعه ما يقلّب النّاس عن صراط عزّ منيرا فطوبى لمن لن يتحرّك من اهتزاز الشّرك ويكون مستقيما على أمر مولاه تالله إنّه لخير عند ربّك عن خلق بين السّموات والأرض جميعا ذلك من أنباء الغيب نوحيها إليك فضلا من لدنّا عليك وعلى كلّ موقن بصيرا والبهاء عليك وعلى الّذين آووا في ظلّ هذه السّدرة الّتي ارتفعت بالحقّ وكانت في قطب الرّضوان بيد الله على الفضل مغروسا