لوح يوسف ۱

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

لوح يوسف - ۱ (عربى) – حضرة بهاءالله

﴿ الأعظم الأبهى ﴾

قد أشرقت من أفق الأمر شمس رقم عليها من القلم الأعلى الملك للّه المقتدر العزيز المختار * قد خسف قمر العلوم إذ أتى القيّوم راكبا على السّحاب طوبى لك بما وجدت عرف التّقديس من هذا القميص الّذى به فاحت نفحات الوحي في الإمكان * أن اشرب الكوثر الطّهور باسم مالك الظّهور ثمّ سلسبيل البيان باسمه الرّحمن كذلك أمرت من لدن ربّك العزيز الوهّاب * دع المشركين بأهوائهم إنّهم يخوضون كما خاض آبائهم من قبل ثمّ خذ ما أرسلناه إليك لعمري به أضائت الآفاق * ليس اليوم يوم الوقوف كن طائرا في هواء الانقطاع باسم ربّك مالك الإبداع كذلك يأمرك قلم الأمر من لدى اللّه العزيز المنّان *

قل يا معشر العلماء دعوا العلوم قد أتى المعلوم برايات الآيات أن أخرقوا الحجاب الأكبر باسم مالك القدر ثمّ أَقْبِلُوا بقلوبكم إلى المنظر الأطهر المقام الّذي فيه ينطق لسان الوحي بسلطان القدرة والإقتدار * قل أن أخرقوا الأحجاب هذا ربّ الأرباب قد أتى بملكوت العظمة والإجلال * من النّاس من تمسّك بالطّاغوت معرضا عن الملكوت قل ويل لك يا أيّها المشرك المرتاب * إنّا أظهرنا الأمر على شأن ذلّت له الرّقاب * كم من عالم منعته سبحات الأوهام وكم من صبيّ خرق باسمي الأحجاب * كم من عاقل أعرض عن الجبروت وكم من غافل أقبل إلى أن دخل ملكوت ربّه العزيز المتعال * قل الفضل بيد اللّه إنّه لهو الحاكم على ما أراد قل أن اشربوا خمر الحيوان من بيان ربّكم الرّحمن لا ما يحتجب به العقول اتّقوا اللّه يا أولي الألباب * إذا شربتم رحيق البقاء بهذا الاسم المشرق من أفق القضاء وتنعّمتم باللّحوم الّتي نزلت من السّماء قولوا لك الحمد يا من بيدك ملكوت الأسماء نشهد أنّك أنت المقتدر على ما تشاء لا إله إلّا أنت العزيز الجبّار *

يا يوسف نوّر القلوب بذكر المحبوب والوجوه بهذا الاسم الّذي به أخذت الزّلازل كلّ القبائل وناحت به الأصنام * طوبى للسانك بما تحرّك لذكر ربّك ولقلبك بما أقبل إلى مطلع الأنوار * إنّا نسمع ذكرك في هذا الذّكر الأعظم إنّ ربّك لهو العزيز العلّام * كذلك ألقيناك ونزّلنا لك الآيات لتأخذك نفحات البيان في هذا اليوم الّذي فيه غنّت الورقاء ونعق الغراب * لا تحزن بما تسمع من القوم سوف يفتخرون باسمك ولكنّ اليوم في غفلة وضلال والبهاء عليك وعلى من يسمع ندائك في أمر ربّك العزيز الغفّار *

أن يا قلم القدم ذكّر الأمم باسمي الأعظم ليجذبهم البيان إلى اللّه ربّهم الرّحمن ثمّ اذكر طه الّذي أقبل إلى الوجه وما منعته الأوهام عن سبيل اللّه مالك الرّقاب وأخذه سكر خمر الحبّ على شأنٍ إذا سمع النّداء من شطر ربّه الأبهى قال بلى يا ربّ الأرباب * طوبى لعين رأت ولقلب أقبل ولوجه توجّه إلى مطلع الإلهام لا تحزنوا من الّذين ظلموا سوف نأخذهم كما أخذنا قبلهم الأحزاب * بظلمهم رفعنا الأمر وانتشر ذكر اسم ربّك في البلاد بمنعهم ظهر الإقبال وبظلمهم طلع نيّر العدل تفكّروا لتعرفوا يا أولي الألباب * كذلك قضي الأمر في اللّوح من لدن ربّك منزل الآيات سوف يرفع اللّه أعلام سلطنته في كلّ مدينة وتنهدم آثار الّذين كفروا بيوم المآب أن استغن باللّه في كلّ الأحوال ثمّ اذكره في الغدوّ والآصال * ذكّر النّاس بالحكمة والبيان لئلّا يحدث ما يضطرب به الضّعفآء كذلك يأمرك مالك الأسماء إنّه لهو العزيز الوهّاب *

أن يا قعيد ليس اليوم يوم القعود لعمري إنّ الرّوح قام لخدمة ربّك إيّاك أن تكون من القاعدين * قم لخدمة مولاك بقيام يقومنّ به الممكنات هذا ينبغي لك ولمن تمسّك بهذا الحبل الّذي بحركته تحرّكت الكائنات كذلك قضي الأمر من مقتدر قدير * كن قائما على خدمة موليك في كلّ الأحيان على شأن لا يزلّك لمز اللّامّزين * إنّ الّذي أضاء من نور الوجه إنّه يكون قائما و ربّ العرش العظيم * لا يأخذه النّوم ولو ينام اليوم ولكنّ القوم في حجاب مبين * إنّه في القيام ولو تراه قاعدا إذا يرقد ينطق لسان سرّه قد أتى المقصود إذا يقوم يشير بإصبع اليقين إلى شطر المعبود ويقول هذا مطلع آيات ربّكم الرّحمن الرّحيم * كم من قائم إنّه ممّن قعد وكم من قاعد إنّه من القائمين * كم من ناطق إنّه صامت عند ربّك وكم من ذي حيوة إنّه من الميّتين * من نطق بذكري إنّه لهو النّاطق من أعرض عنه إنّه ناعق ولو يكون من المتكلّمين * طوبى لمن حيّ من هذا الرّحيق الحيوان وربّي الرّحمن إنّه من الفائزين * إذا فزت باللّوح أن اقرء وقل روحي لسجنك الفداء يا من بك طارت الأرواح وأنارت وجوه المقرّبين *

أن يا سعيد قد أسعدك اللّه على عرفانه وأيّدك إلى أن أقبلت إلى قبلة الوجود وآمنت باللّه ربّ الغيب والشّهود أن استمع ندائه مرّة أخرى من شطر اسمي الأبهى في البقعة البيضاء من السّدرة الحمراء إنّه لا إله إلّا أنا المهيمن القيّوم * طوبى لمن أخذه جذب الجبّار على شأن انقطع عمّا كان مقبلا إلى ربّه العزيز الودود * إذا أتى المختار اعترض الفجّار منهم من قال أين الصّراط قل إنّه نصب وربّ ما كان وما يكون * منهم قال هل السّاعة أتت بل قضت بهذا الاسم المهيمن على كلّ شاهد ومشهود ومنهم من قال أين الزّلازل قل قد أخذت القبائل وأنتم إلى النّار تهرعون ولا تشعرون * قل هذا صراط اللّه لمن في السّموات والأرض وميزانه لمن في ملكوت الأمر والخلق طوبى لقوم يعرفون قد غشّتهم غبرة الدّخان وهم قوم عمون * إنّ الّذين تمسّكوا بالأوهام إذ أشرقت شمس الإيقان من أفق الرّحمن أولئك صمّ عمي لعمري إنّهم لا ينصرون * أن اتّحدوا يا أحبّاء اللّه بذلك تضطرب أفئدة الّذين كفروا بيوم الموعود أن انصروا اللّه بالحكمة كذلك أمركم مالك البريّة إنّه لهو الحاكم على ما يشاء بقوله كن فيكون * طوبى لقويّ استقام على الأمر ولذاكر يذكّر النّاس بهذا الذّكر الّذي به أنارت الوجوه * قد أخذ النّاس سكر الهوى وهم اليوم ميّتون إلّا من شاء ربّك عنده علم كلّ شيء ولكن النّاس لا يفقهون *

يا قلم القدر أن اذكر الجعفر الّذي أقبل إلى المنظر الأكبر ليجذبه ذكر ربّك مالك البشر إلى مقام كان في أمّ البيان من قلم الرّحمن مسطورا * طوبى لك بما نبذت الهوى وأخذت ما أُمرت به من لدن ربّك الأبهى في يوم كان النّور من أفق الوجه مشهودا * لا يحزنكم كثرة الأعداء سوف يجعلهم اللّه هباء ولا تسمع ضوضآئهم إلّا كطنين الذّباب إنّه كان بكلّ شيء عليما * هل يقوم مع أمره من شيء أو يعجزه ظلم الّذين ظلموا لا ونفسي الحقّ سوف يرون الموحدون أعلام الأمر على أعلى الأعلام إنّ ربّك كان على شيء قديرا *

قل يا ملأ العشّاق اليوم يومكم بما طلع نيّر الآفاق أن أقبلوا إليه بقلب كان بأنوار العرش منيرا قد تزيّن رأس البهاء باكليل البلاء كذلك قضي الأمر في لوح كان بخاتم اللّه مختوما * إيّاك أن يمنعك البلاء عن ذكر ربّك مالك الأسماء * دع الكائنات عن ورائك إنّه يكفيك بالحقّ إنّه كان على كلّ شيء حكيما * لا تيأس من رَوْح اللّه ورحمته طوبى لمن انقطع واتّخذ إليه سبيلا * من المشركين من اعترض على اللّه واتّخذ الشّيطان لنفسه خليلا * قل اليوم لا ينفع أحدا شيء ولو يتمسّك بمن في السّموات والأرض إلّا بأن يتوب ويرجع إلى اللّه الّذي خلق كلّ شيء بأمر من عنده كذلك قضي الحكم في لوح كان بإصبع العزّ مرقوما هذا سراج الرّحمن لمن في الأكوان واسمه الأعظم بين الأُمم طوبى لمن أقبل إليه واستظلّ في ظلّ سرادق كان باسم اللّه مرفوعا * قل لا تشركوا باللّه هذه شمس التّوحيد قد أشرقت من أفق التّجريد بأنوار كانت على العالمين محيطا * إنّ الّذين اتّخذوا له شريكا أولئك في هيما الضّلال لا يجدون لأنفسهم معينا *

أن يا قلم الأمر أن اذكر عبدنا صالح في هذا الكتاب الكريم الّذي نزل من لدى اللّه العزيز الحكيم * إنّه ممّن أقبل إلى اللّه في يوم فيه اسودّت وجوه النّاسكين الّذين زاروا البيت وإذا جاء من حقّق بقوله البيت كفروا إلى أن أفتوا عليه أَلَا إنّهم من الصّاغرين * كم من عاقل منع عن الحقّ بما ارتكب من قبل وكم من غافل بلغ وقال لك الحمد يا إله العالمين * أن اذكر إذ أتى محمّد رسول اللّه أعرض عنه من كان رئيس القوم في العلم وآمن به من يرعى الغنم إنّ ربّك لهو العليم الخبير * كم من أَمَةٍ أقبلت وفازت وكم من رجل تراه من الغافلين * قل الأمر بيد اللّه يعطي من يشاء ما يشاء إنّه لهو الحاكم على ما يريد * إنّ الّذين أعرضوا اليوم سوف يَرَوْنَ أنفسهم في خسران مبين طوبى لقويّ خرق الأحجاب باسم ربّه العزيز الوهّاب وأقبل بقلبه إلى قِبلة من في السّموات والأرضين * هل الّذين أعرضوا على أَمْرٍ لا وربّ العرش العظيم قم باسمي وقل يا قوم قد أتى اليوم وظهر ما وعدتم به في صحائف اللّه العزيز الحميد * إنّه لظهور اللّه بينكم وحجّته لكم وبرهانه لمن على الأرض أجمعين دعوا الأوهام قد ظهر ربّكم العزيز العلّام هذا خير لكم عمّا عندكم يشهد بذلك كلّ عارف خبير * قد أخذ سكر الهوى سكّان ملكوت الإنشاء إلّا من انقطع عمّا عند النّاس وأقبل إلى وجه اللّه المشرق المنير * طوبى لك بما فزت بأيّام اللّه ووجدت عرف القميص أن اشكر وكن من الحامدين * كن ناظرا إلى الحكمة في الذّكر والبيان ثمّ استر ما نزّلناه لك لئلّا يحدث ما تضطرب به أفئدة المقبلين *

أن يا قلم البيان أن اذكر ابن اسمي السّلطان قل أن استمع ندآء الرّحمن من هذه السّدرة المرتفعة على قطب الإمكان إنّه لا إله إلّا أنا العزيز الفرد الخبير * قد خلقت الأفئدة لعرفاني والألسن لثنائي والأجساد لخدمتي والعيون لجمالي ها هو هذا الوجه المشرق المنير * قل هذا قلم إذا تحرّك تحرّكت الممكنات وإذا سكن استقرّت الأرواح في الأبدان تعالى هذا المتحرّك السّاكن العزيز البديع * أن احفظوا لئالئ حبّ المحبوب في أواعي القلوب بهذا الاسم الّذي به ناح الجبت ونادى الرّوح الأمين * يا محمّد أن استقم على أمر موليك على شأن لا يمنعك سطوة الملوك ولا إعراض المملوك هذا ينبغي لك ولمن تمسّك بهذا الاسم الّذي به قرّت عيون المقرّبين * هل ترى لما تريه من بقاء لا واسمي الحاكم على العالمين ستفنى الدّنيا وما فيها ويبقى الأمر للّه العزيز القدير هل يمنع ضوضاء البشر ما أراد ربّك مالك القدر لا وجماله الأنور إنّه يدعو الكلّ من هذا المنظر الأكبر إلى اللّه المقتدر المتعالي العليم الحكيم * قد أشرقت شمس البهاء من أفق البلاء على شأن ما منعتها سبحات المحتجبين * تمسّك بحبل رحمة ربّك وتشبّث بذيل القديم * أن اشكر اللّه بما ذكر ذكرك من قلم القدم ونزل اسمك في هذا اللّوح المقدس المبين * هل يعادل هذا الفضل خزائن الأرض لا ومطلع الوحي لو أنت من العارفين إنّ الرّضيع لا يعرف اللّؤلؤ من الحجر إذا صار بالغا يفقه ويكون من الشّاكرين طوبى لبالغ يعرف شأن اليوم وينقطع في حبّي عن المشركين*

المصادر
المحتوى
المرفقات
Tablet audio
OV