سورة الأمر

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

سورة الأمر – حضرة بهاءالله – المجموع الأول من رسائل الشيخ البابي

﴿ هو الممتنع السّلطان الفردالغالب المقتدرالقدير ﴾

سبحان الّذي خلق الخلق بأمره وأبدع خلق كلّ شيء أقرب من أن يُحصى إن أنتم تعلمون وسيخلق كيف يشاء بقدرته ولن يقدر أحدا أن يمنعه عن إرادته وهو الحيّ المهيمن القيّوم وأنزل كلّ شيء في الكتاب واتقن خلق كلّ شيء بمقدار لعلّ النّاس بآياته يوقنون وسينزل أمر كلّ شيء في الكتاب إن أنتم تشعرون لا ينقطع آياته ولا ينفد برهانه ولا يغرب حجّته ولا يبيد سلطانه وإنّه لهو القويّ العالم العزيز المحبوب

هو الّذي أنزل الكتاب وفيه فصّل كلّ ما أنتم لا تعلمون وسيفصّل بالحقّ وينزل الأمر كيف يشاء إن أنتم تعرفون وعلّم كلّ شيء مقادير العلم على ما هم عليه إن أنتم تعلمون سيعلّم من بدايع العلم على عباده وإنّه لسان الرّؤف قُل هو الّذي أضاء لكم سراج القدس ليستضيؤا به في ظلمات أنفسكم ولعلّكم لا تظلمون وسيضيء سراج الرّوح في مصباح الأمر إن أنتم تشهدون

هو الّذي أوقد نار الأمر في بقعة البقاء وادي قدس مبروك وسيوقد بفضله في فاران البدع لعلّ أنتم بهدى الله تهتدون وأشرق عليكم شمس الحكمة والبيان إن أنتم ببصر الله تنظرون وسيشرق إذا شاء وأراد لا إله إلّا هو المهيمن القدّوس لن يقدر أحد أن يمنعه عن سلطانه يحكم كيف يشاء بأمره إن أنتم تؤمنون ويتمّ أمره بقدرته ولو يعترض عليه كلّ من في السّموات وإنّ هذا لحقّ معلوم ويمدّ عباده بأسباب السّموات والأرض إلى أن يثبت أمره ويعلو سلطنته ويظهر اقتداره ذلك كلّ كتب على نفسه في ألواح عزّ محفوظ

قل مثل قدرة الله كمثل البحر هل ينقص بأخذ الأقداح قل ما لكم كيف تحكمون قل مثل علم الله كمثل الأرياح هل تقطع بهبوب ما لكم يا ملأ الغفلاء كيف تظنّون قل أنّ أمره مقدّس عن الأمثال كما انّ ذاته مقدّس عن كلّ ما أنتم تعقلون ولكن يذكر بالأمثال لعرفانكم أمر الله ولعلّ أنتم تجدون روايح القدس عن الرّضوان وعن شطر قدس مكنون ولعلّ تستقرّ بذلك نفوسكم ولا تضطربون ولا تنكرون فضل الله ولا تنسون عهده ولا تكوننّ من الّذينهم بهدى الله يهتدون ولعلّ يميّزون بين الحقّ والباطل ثمّ إلى الله ترجعون

قل إنّ الّذين ينكرون فضل الله فسوف يأتيهم جزائهم وأنتم إذًا تشهدون أن لا تنكروا آيات الله إذا نزّلت عليكم ولا تنقلبوا على أدباركم ولا تكوننّ من الّذينهم كانوا على أعقابهم مُنقلبون وإنّ أثر الله يستضيء كالشّمس بين الكواكب لو أنتم تشعرون ولن يشتبه على أحد برهان الله وأمره إلّا الّذين يشتبهون على أنفسهم وكانوا بنعمة الله أن يكفرون

قل يا قوم فارحموا على أنفسكم ولا تفرّطوا في جنب الله ثمّ بآياته لا تجحدون سيفنى المُلك وما أنتم اشتغلتم به بذواتكم ثمّ إلى الله ربّكم تحشرون فانظروا إلى أُمم القبل ثمّ في أمرهم تتفكّرون هل بقي في الأرض إعراضهم أو إنكارهم وكلّ ما كانوا أن يفعلون أو يقولون ما جائهم من رسل الله إلّا وقد اعترضوا عليهم إلى أن حبسوهم وقتلوهم كما أنتم تعلمون ومع ذلك أرفع الله أمرهم وأثبت برهانهم وقطع دابر الّذينهم اعترضوا على الله وكانوا بآيات الله أن يجحدون فسوف تجدون هؤلاء الّذينهم استكبروا على الله بمثل أُمم القبل ويأخذهم الله بكفرهم ويرجعهم إلى مقرّهم في نار أنفسهم وكانوا فيها بدوام الله هم معذّبون

قل يا قوم خافوا عن الله ولا تتّبعوا هوائكم فاتّبعوا أمر الله المهيمن القيّوم ولا تتجاوزوا عمّا فصّل في الكتاب ولا تتعدّوا عن حدوده ثمّ عن ذكره لا تغفلون إيّاكم أن لا تنسوا أحكام الله وعن كلّ ما أُمرتم به في الكتاب وهذا خير لكم إن أنتم تعلمون ولا تتّكلوا على أموالكم وأولادكم وتتوكّلوا على الله العزيز المحبوب فاتّبعوا حكم الله في أنفسكم ثمّ إلى وجهه تتوجّهون كذلك نُلقي عليكم من آيات الأمر ونعلّمكم سُبل القدس لعلّ أنتم تفقهون قُل إنّكم إِن لن تعملوا بما قضي بالحقّ من لدن حكيم قيّوم فسوف يخلق الله خلقا أُخرى كلّ بأمره يعملون ثمّ بين يديه يسجدون قل إنّه لغنيّ عن كلّ من في السّموات والأرض وعن كلّ ما أنتم تعلمون أو تعرفون

قُل هذا سُبل الحقّ قد أظهرناها بالحقّ إن أنتم تريدون أن تسلكون إذًا فاسلكوا فيها بإذن الله ولا توقّفوا أقلّ من آنٍ إن تؤمنون ولا تتّبعوا الّذينهم ظلموا على أنفسهم وأظلموا العباد وكانوا من الّذينهم كانوا في أرض القدس أن يفسدون يقولون إنّا آمنّا بعَلِيٍّ من قبل ثمّ بآياته حينئذٍ يجحدون ويظنّون بأنّهم آمنوا بالله في مظاهر القبل ثمّ بسلطانه اليوم يكفرون كذلك يظهر الله أعمال الّذين كان في صدورهم غلّ من الأمر ولو كانوا بأنفسهم يسرّون كذلك يبطل الباطل بأعماله ويثبت الحقّ بكلماته إن أنتم تعرفون قُل إنّا ما نريد إلّا بما أراد الله لنا وهذا مرادي في الآخرة والأولى ويشهد بذلك ملائكة الّتي هنّ في حول العرش يطوفون وما شئنا إلّا ما شاء الله لنا ونفرح بذلك في كلّ حين إن أنتم تعلمون قُل قد قضت علينا أيّام لن يعرف أحد كيف مضت إلّا الله المقتدر العزيز المحبوب ويقضي علينا أيّام في هذه الأيّام ولن يدري أحد كيف سمضي إلّا الله الفرد السّلطان المقتدر القيّوم وإنّا كُنّا شاكرًا بكلّ ما ورد علينا وراضيا بما قضي لنا ونصبر في بلاياه وما نشكو في شيء إلّا به ونتّبع في كلّ الأمور أصفيائه الّذينهم في البلاء كانوا أن يصبرون ونصبر كما صبروا عباد مكرمون الّذينهم كانوا من قبل وبعثهم الله بالحقّ على كلّ مَن في السّموات والأرض ودعوا النّاس إلى ان قُتلوا في سبيل الله العزيز المحبوب وكلّما زدنا في الذّكرى زاودا النّاس في شوقتهم وما أجابوا داعي الله بينهم وكانوا بلقاء الله أن يكفرون كذلك نذكر لكم من سنن الله الّتي قضت على عباده لتعلموا بما ورد على أصفيائه في هذا الزّمان لعلّ أنتم في أنفسكم تتفكّرون

لا تجحدوا آيات الله في إيّامكم ولا تتّبعوا الشّيطان في أنفسكم ثمّ اهتدوا بأنوار الله المَلك العزيز القدّوس هو الّذي نزّل البيان بالحقّ وإنّا به مؤمنون قد أبدع خلق السّموات والأرض بأمره واتقن خلق كلّ شيء وهذا ما قدّر من قلم الصّنع على ألواح قدس محفوظ وما مِن إله إلّا هو له الخلق والأمر وكلّ إليه يرجعون وقدّر مقادير كلّ شيء وأنتم في الكتاب تشهدون وفتح فيه أبواب الرّضوان وفي كلّ باب خلق يعيشون وغرس في كلّ رضوان أشجار عزّ مرفوع ثمّ أثمرت كلّها بأثمار القدس والأبرار فيها يتنعّمون وحدّد في كلّ واحد منها قصور من لؤلؤ عزّ مكنون وفي كلّ قصور حوريات كأنّهنّ خُلقن من نور الله العزيز المتعالي المحبوب وكُلّهنّ يذكرن الله بارئهنّ بألحان جذب مرفوع ويتلذذّون من نغماتهنّ أهل سرادق الخُلد ثمّ بألحانهنّ هم يجتذبون وجرت في كلّ رضوان سبعة أنهار لعلّ أنتم منها تشربون ومنها خمر البقاء يجري عن يمين الرّضوان كأنّها ياقوت قدس مسيول ومنها لبن السّناء الّذي لن يتغيّر لونه بدوام المُلك إن أنتم توقنون ومنها عسل مصفّى الّذي لن يتغيّر طعمه ولن يرزق منه إلّا الّذينهم توكّلوا على الله المهيمن القيّوم ومنها ماء غير آسِن الّذي يجد الإنسان منه كلّ اللذّات وهذا ما قدّر فيه من فضل الله العزيز المقتدر القدّوس ومنها نهر يجري على اسم الحبيب وأهل الجنّة في كلّ حين عن الله ربّهم يسئلون بأن يسقون بشربة منه وهذا ما يطلبون من الله في كلّ عشيّ وبكور ومنها يجري نهرٌ على هيئة التّثليث في كلمة التّربيع ويذكر الله في سيلانه إن أنتم تفقهون ويجتمعون في حوله أهل الفردوس ليسمعوا ما يذكر من ذكر الله الغالب القُدّور ومَن يشرب قطرة منه ليصل إلى ما أراده ويبلغ إلى مقام الّذي لن يصل إليه أحد إلّا ما شاء الله وأراد وكذلك نلقي عليكم بدايع صنع الله لعلّ أنتم إليه تسرعون ومنها خمر الّذي جعله لونه مقدّسا عن كلّ لون ومنزّها عنكلّ طعم لأنّه خلق من ساذج فطرة الله إن أنتم تعلمون وفيه قدّر ما لا يجري على البيان وصفه وما لا يتمّ بالقلم أمره إن أنتم بذلك توقنون ومَن شرب منه شربة يظهر عليه سرّ ما كان وما يكون ويعرف كلّ شيء في أماكنه ويطّلع بكنوز الحكمة ويطيّر بجناحين الياقوت في عوالم قرب محبوب

يا ملأ البيان لا تتّبعوا هويكم ولا تجعلوا أنفسكم محروما عن هذه النّفحات الّتي تهب عن شطر البقا يمين الفردوس وتوجّهوا بقلوبكم إلى هذا الشطر المقدّس المحبوب لا تتّخذوا إلهكم هويكم ولا تكوننّ من الّذينهم كانوا على أصنام أنفسهم لعاكفون كسّروا الأصنام باسم الله وهذا من اسمه الأعظم لو أنتم بالمنظر الأكبر تنظرون قل قد هبّت نسايم الجود ورفعت غمام الفضل المتعالي العزيز المرفوع إذًا ينادي منادي البقاء كلّ من في السّموات والأرض ويبشّر كلّ شيء بلقاء الله إن أنتم تسمعون

أن يا سموات القدس زيّن نفسك بكواكب العزّة ثمّ ارتفع كيف تشاء بما فزت بهذه الأيّام الّتي ما فاز بها المقرّبون إلّا الّذين سبقتهم الحُسنى وأحاطتهم نفحات قرب محزون

أن يا غمام الأمر فامطر من لئالي القدس كيف تشاء ولا تلتفت إلى أحد ليأخذ فضلك كلّ شيء بما استو ى عليك جمال الله المهيمن القيّوم

أن يا أرض الفردوس فابسطي في نفسكِ ثمّ بشّري في ذاتكِ بما مشى عليكِ قدم الرّوح وهذا لفضل مشهود ثمّ أظهري أسرار الّتي كنزت فيكِ وهذا من يوم يحشر فيه عباد مقرّبون لأنّ لدون هؤلاء ليس نصيب من هذا الحشر الّذي يظهر فيه كلمات الله بأتمّها وهذه من كلماته لو أنتم تقرؤن وهذا من حشر الرّوح يحشر فيه أرواح القدسيّة ودونهم لن يستطيعوا على قدر أنملة أن يقربون هذا مقام الّذي لن يحرّك فيه البراق ولن يصعد فيه رفرف الخلد إن أنتم تعلمون

أن يا حدايق الأرض زيّنوا أنفسكم بأوراد قدس محبوب ثمّ اظهروا كلّ ما كنز فيكم من لطايف القدس وروايح عزّ ملطوف

أن يا أشجار الأرض ارتفعوا بإذن الله ثمّ أظهروا من أثمار القدس فيما قدّر فيكم من أمر الله المقدّس المتعالي القيّوم بما هبّت عليكم أرياح البقا عن هذا الشّطر الّذي فيه يظهر كلّ أمر محبوب

أن يا طيور الفردوس غنّوا وتغنّوا على أحسن النّغمات ثمّ طيروا في هذا الفضاء بما خلقناكم باسم من الأسماء لتنجذب من هذه النّغمات أفئدة الّذينهم انقطعوا عن كلّ الجهات وتوجّهوا إلى مقام قرب محمود كلّ ذلك من فضل الّذي أحاط كلّ مَن في السموات والأرض ويستبشر به أهل ملأ الأعلى ومن ورائهم أهل سرادق الخلد وأنتم يا ملأ الأرض حينئذٍ فاستبشرون

وإنّك أنت يا شطر العراق أنت فَابْكِ بقلبك ثمّ بعينكَ بما خرج عنك جمال الله ثمّ استقرّ في مقرّ السّجن خلف قُلل من جبال صخر مرفوع فانزع عن هيكلك قميص السّرور بما انقطعت نسايم العزّ عن هذا اللؤلؤ المكنون تالله تبكي عليك عيون البقاء ثمّ استدّمت أكباد أهل الفردوس بما ورَد علينا من هياكل ظلم مبغوض أن يا هذا الشّطر كيف تستقرّ في مقامك بعد الّذي تشهد مقام الله على حزن مشهود أتشهد مدينة الله بعد الّذي خرجت عنها جواهر الأمر وكانوا في أرض البعد خلف القاف لمسجون

أن يا مدينة كيف تستقرّين على مقامكِ وتحملين أجساد الّذينهم كفروا وأشركوا بعد الّذي خرج عنكِ هيكل الله مع أصحاب معدود إذًا تكاد السّموات أن تتفطرن وتنشقّ أرض القدس بما جرت مدامع الغلام على هذا الخدّ الّذي ما توجّه إلّا إلى الله العزيز المهيمن القيّوم وتبكي ببكائه ذرّات الممكنات وتضجّ طلعات الله في غرفات حمر ياقوت إذًا اسمع ضجيج أهل السّموات إن أنتم تسمعون إذا بقينا في مقام انقطعت عن ذيلنا أيدي الممكنات ولن يرفع إلينا ضجيج أحد ولا صريخ الّذينهم بلقاء الله لا يوقنون ولكن نصبر في كلّ شأن وما صبرى إلّا بالله وإنّ عليه فليتوكّلنّ المنقطعون

قل يا ملأ البيان إنّا لا نريد منكم شيئاء إلّا الإنصاف فانصفوا في كلّ أمر ولا تجادلوا في آيات الله بعد الّذي نزّلت بالحقّ ولا تكوننّ من الّذينهم إلى جمال القدس لا ينظرون ويغمضون عيناهم عن الحقّ ويتّبعون أهوائهم ويستكبرون على الله وهم لا يشعرون وإذا نزّلت عليهم آيات الله يصرّون مستكبرا ثمّ على أعقابهم ينكصون ويعترضون على الله في كلّ حين وهم لا يفقهون قل أما خلقكم الله بما نفخ من القلم أرواح القِدم وهذا من قلم الله إن أنتم في أنفسكم تنصفون

يا قوم فارحموا على أنفسكم ولا تفتروا على الله كما أفتريتم من قبل ولا تتّخذوا اللّهو لأنفسكم وليًّا من غير الله ثمّ بآياته في محضركم لا تلعبون ولا تقاسوا نفس الله من أنفسكم ولا آيات الله بكلماتكم إن أنتم بعين الله في أمره تتفرّسون ولا تقولوا في أمر الله ما لا يليق بشأنكم ولا تتجاوزوا عن حدّكم وهذا خير النصح إن أنتم في أنفسكم تنصفون صفّوا أنفسكم وأرواحكم ولا تحملوا أثقال الأرض على أجسادكم وقلوبكم لعلّ تقدرون أن تطيرنّ في هواء القرب ثمّ في فضاء القدس أنتم تدخلون إيّاكم ان لا تنظروا إلى الدّنيا ثمّ الّذين تجدون منهم أرياح النّفاق لعلّ تقع عيونكم إلى صرف الجمال ثمّ في خيام العزّ تدخلون قل إنّ الله أحصى بينكم عباد الذين يقرّون بفضل الله ويقرؤن كلمات البيان ويأمرون النّاس بالعدل وهم في كلّ حين بآيات الله ينطقون ومَن أُولي بصر العلم من الله يشهد قلوبهم بغير ما ينطق به لسانهم ويجد منهم روايح الغل والنّفاق وهذا ما نزل حينئذٍمن قلم الله العزيز المحبوب ولكن سترنا في الكتاب أسمائهم لعلّ في أنفسهم يتنبّهون وأنتم يا ملأ البيان لا تقربوا إليهم ولا تقبلوا عنهم أقوالهم إن تريدون أن تسمعوا حكم الله في أنفسكم ثمّ إليه ترجعون قُل إن الشّيطان أراد أن يضلّ أحد من عباد الله ظهر على صورته وعمل بمثل ما يعمله ويذكر كلّما يذكره من ذكر الله العلي العالي المتعالي المهيمن القيّوم وكان في تلك الحالة إلى أن اشتغل قلبه وألهمه عمّا أراد إذًا فرّ عنه وبرء منه وكذلك نمثّل لكم من كلّ مثل لئلّا تضلّون إيّاكم أن لا تنسوا فضل الله عليكم وحين الّذي كان بينكم ويُلقى عليكم في كلّ يوم من جواهر العِلم والحكمة ويستشرق على قلوبكم وأرواحكم من أنوار عزّ مكنون ولا تنسوا حين الّذي يمشي بينكم طلعة الله ويستنير من جماله قلوب الّذينهم كانوا إلى جماله يتوجّهون فاذكروا في كلّ آنِكم أيّام الّتي تطير بينكم عندليب البقا وتغنّ عليكم من نغمات القدس وأنتم كنتم في كلّ حين وزمان تسمعون أتشتغلون بأنفسكم وتَدَعون ذكر الله عن ورائكم وهذا لغبن في أنفسكم إن أنتم تعرفون أتشتغلون بالخريف في أيّامكم وتنسون ربيع الله بينكم فما لكم كيف لا تتنبّهون تالله ما بقي من نصح إلّا وقد فصّلناه لكم بالحقّ بلسان قدس محبوب لتستنصحوا بنصح الله ولا تنقضوا ما عهدتم به في ذرّ العماء في محضر الّذي اجتمعوا فيه المقرّبون وما من إله إلّا هو له الأمر والحقّ وكلّ إليه يقلبون ولهُ يسبّح مَن في السّموات والأرض وكلّ إليه يرجعون هو الّذي قدّر لكلّ نفس مقادير الأمر وكلّ ذلك في الكتاب إن أنتم تعقلون.

المصادر
المحتوى
OV