سورة الهجر

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

سورة الهجر – حضرة بهاءالله – آثار قلم اعلى، جلد ٢، ١٥٩ بديع، الصفحات ٤٠٥ - ٤٠٧

هذا سورة الهجر نزّلناها بالحقّ ليظهر بها مظلوميّتي بين الأرضين والسّموات

﴿ هو ‌الباقي ‌باسمي ‌في ‌ملكوت ‌الأعلى ﴾

فسبحانك الّذي خرق حجبات الممكنات بسلطانه و‌خلق السّموات بأمره وأنزل من مكفهرّات القدس أمطار الأنس وأرسل من غمام الأنوار آيات الّتي اقشعرّت عنها جلود المشركين قل إنّ في تنزيل الآيات و‌استواء الغلام على عرش الأسماء و‌الصّفات لبيّنات للموحّدين قل يا قوم هذا جمال القدم قد وقف بين السّموات و‌الارض يبكي و‌يصح وأنتم يا ملأ الأرض إن لن تنصروه لا تقتلوه بأسياف الكفر و‌لا تسفكوا ما يستر عنه جمال الأمر خافوا عن اللّه و‌لا تكوننّ من المفسدين قل إنّه يريد أن يخرج عن بينكم وحده و‌لم يكن معه أحد إلّا نفسه كذلك كان من أوّل الّذي لا أوّل له إلى آخر الّذي لن يحصيه كلّ من في السّموات والأرضين قل إنّ كينونة القدم يريد أن يخرج عن بين أعدائه وأحبّائه و‌بذلك يسرنّ المشركون و‌تقطّع أكباد الّذينهم استعرجوا إلى مواقع القدس هذا المقام الّذي فيه ليستضيئ منظر اللّه المقدّس العزيز المنيع قل إنّه و‌لو يخرج وحده و‌لكن يكون معه جنود العزّ ثمّ أهل جبروت البقاء وملكوت العماء ثمّ الّذين هم استجاروا خلف خباء القرب مقرّ هذا الإسم المتبارك الّذي منه انفطرت سماء الإعراض وانشقت أرض الكفر ثمّ ارتفعت غمام الفضل إن أنتم من الشّاهدين قل إنّ معينه زفراته وناصره عبراته و‌طعامي قطعات كبدي و‌شرابي رشحات دمي و‌أنيسي أناملي و‌مصاحبي قلمي وظهري التّوكّل على اللّه ربّي وربّ كلّ شيء و‌ربّ العرش العظيم و‌حزبي لحناتي و‌معاشري نغماتي و‌مرآتي جمالي إن أنتم من العارفين و‌بذلك تغظغظت قلوب الإمكان وتغظغظت أركان العرش و‌بكى تاهور القدس من مدامع حمر منير قل يا قوم خافوا عن اللّه و‌لا تتعرّضوا بجمالي و‌لا تكوننّ من الخاسرين قل إنّا اكتفينا بنفسنا الحقّ عن كلّ من في السّموات و‌الأرض و‌يشهد بذلك قيامي في ملكوت الملك بين الملوك و‌السّلاطين كذلك نزّلنا الأمر وصرّفنا الآيات لعلّ النّاس يستشعرون في أنفسهم و‌يكوننّ من المتذكّرين وإنّك أنت يا حسين اسمع نداء سمّيك الّذي أبتلي في الأرض بما اكتسبت أيدي الظّالمين بحيث وقع تحت سنان السّنان و‌سيف الإمكان من هؤلاء المغلّين و‌بذلك بكت عيون العظمة في سرادق اللّاهوت و‌عيون القدس في خيام الجبروت ثمّ أبصر الأنس في خباء الملكوت ثمّ عيون أهل السّموات والأرضين وإنّك أنت فاشكر اللّه بما سمّاك بهذا الإسم المبارك العزيز الكريم إيّاك أن لا تضطرب في شيء فاصبر ثمّ اصطبر فيما يرد عليك ليكون فعلك مطابقا باسمك و‌تكون من العاملين ثمّ اعلم بأنّ اللّه قبل عنك طاعتك وحينئذ بعثك بالحقّ بين يديه لتزور نفسه الأعلى في جماله الأخرى وتكون من الّذينهم فازوا بلقاء الرّحمن في عرش الرّضوان و‌كانوا من الفائزين إذا نشهد بأنّك زرت جمال القدم وأدركت لقائه و‌بذلك قدّر لك في الفردوس مقاما لا يدركه إلّا المقرّبين كذلك منّنا عليك مرّة أخرى لتشكر ربّك و‌تعرف قدر أخيك الّذي هاجر مع اللّه العزيز القدير الّذي اختصصناه بأمر من لدنّا فسوف تعرف إن تكون من الصّابرين

المصادر
المحتوى
المرفقات
Tablet audio
OV