أن يا اسمي اسمع نداء الله عن مطلع كلّ اللّسان بأنّي أنا الله ربّك وربّ كلّ شيء ربّ العالمين ثمّ استمع لما يوحى إليك عن شطر البيان نفسي الرّحمن الرّحيم بأنّه لا إله إلّا أنا العزيز الحكيم قم ثمّ أنذر العباد بما فرّطوا في جنب الله ثمّ بشّرهم برضوان الله العليّ المقتدر العظيم قل يا قوم أتعجّبون بأن جائكم جمال الأولى مرّة أخرى في هذا القميص المشرق المنير قل إنّ في هذا الظّهور لآيات للعارفين وبيّنات للمقرّبين وإشارات للمتفرّسين أن يا اسمي ولّ وجهك شطر الحرم تالله إنّ هذا لحرم الله فيكم وحلّ القدس بينكم ومشعر الأمر بين السّموات والأرضين دع الإسم عن ورائك ثمّ الرّسم تحت قدمك ثمّ الملك على أهله لأنّ ربّك أحبّ أن يشهدك عريّا عن كلّ الأثواب ليزيّنك بطراز أمره بين العالمين ثمّ اعلم بأن نصب بيننا وبين العباد سلّم وله ثلاثة درجات الأولى يذكر بالدّنيا وزخرفها والثّانية تذكر بالآخرة وما قدّر فيها والثّالثة تذكر بالأسماء وملكوتها ومن حاز عن هذه المقامات يصل إلى مليك الأسماء والصّفات أقرب من حين إيّاكم يا أهل البهاء لا تعطّلوا أنفسكم على هذه المواقف ثمّ مرّوا عنها كمرّ السّحاب وكذلك ينبغي لعبادنا المقرّبين والّذي يمرّ عنها ويكون ثابتا في حبّي لو يرفع رأسه إلى الفوق ليشهد ملكوتي ويسمع نغماتي ويكون من الفائزين
قل يا ملأ البيان لا تحرموا أنفسكم عن فضل تلك الأيّام فاغتنموها ثمّ ارتقبوا أمري المشرق العزيز البديع قل خلّصوا أنفسكم يا قوم ثمّ طهّروها عن التّوجّه إلى غيري وبذكري يطهّر كلّ شيء إن أنتم من العارفين قل اليوم لو يخلّصنّ كلّ الأشياء عن حجبات النّفس والهوى ليلبس الله كلّها قميص يفعل ما يشاء في ملكوت الإنشاء ليظهر آية سلطانه في كلّ شيء فتعالى من هذا السّلطان المقتدر المهيمن العزيز القدير أن أقرأ يا عبد ما وصل إليك من آثار الله بربوات المقرّبين لتستجذب بها نفسك وتستجذب من نغماتك أفئدة الخلائق أجمعين ومن يقرأ آيات الله من بيته وحدة لينشر نفحاتها ملائكة النّاشرات إلى كلّ الجهات وينقلب بها كلّ نفس سليم ولو لن يستشعر في نفسه ولكن يظهر عليه هذا الفضل في يوم من الأيّام كذلك قدّر خفيّات الأمر من لدن مقتدر حكيم
أن يا خليل تالله إذًا يتحرّك القلم على اللّوح ولكن يبكي ويصيح في نفسه ويضجّ معه السّراج بين يدي العرش بما ورد على جمال القِدم من الّذينهم بعثوا بإرادة من عنده وكان الله على ذلك لشهيد وعليم ومن يطهّر أُذنه من نعيق المشركين ويتوجّه إلى الأشياء ليسمع ضجيجها ثمّ صريخها فيما مسّتنا الضّرّاء من عبادنا المشركين كذلك ألقيناك ذكرا من مصائبا لتطّلع بما ورد على نفسي وتكون فيما ورد عليك لمن الصّابرين أن انصر ربّك في كلّ شأن وكن من النّاصرين ثمّ ذكّر النّاس بما نطق الرّوح في هذا اللّوح الدّرّيّ المبين
قل يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تحاربوا مع أحد أن اصبروا في كلّ الأمور وتوكّلوا على الله وكونوا من المتوكّلين أن انصروا ربّكم الرّحمن بسيوف الحكمة والبيان وإنّ هذا شأن الإنسان ومن دون ذلك لا ينبغي لله الملك السّبحان ولكنّ النّاس غفلوا عن ذلك وكانوا من الغافلين أن افتحوا يا قوم مصاريع القلوب بمفاتيح الذّكر من هذا الذّكر الحكيم ما أراد الله من الأرض وما عليها إلّا قلوب عباده وجعلها عرشا لظهور تجلّياته إذًا قدّسوها عن دونها ليرتسم عليها ما خلقت لها وإنّ هذا لفضل عظيم قل يا قوم زيّنوا لسانكم بالصّدق ونفوسكم بالأمانة إيّاكم يا قوم لا تخانوا في شيء وكونوا أمناء الله بين بريّته وكونوا من المحسنين إنّ الّذين يرتكبون البغي والفحشاء أولئك ضلّ سعيهم وكانوا من الخاسرين أن اجهدوا يا قوم بأن يكون عيونكم ناظرة إلى شطر رحمة الله وقلوبكم متذكّرا ببدايع ذكره ونفوسكم مطمئنّة بمواهبه وفضله وأرجلكم ماشية على سبل رضائه وهذا وصيّتي عليكم إن أنتم من العاملين ومن لن تهب منه روايح الأمر وأثر مولاه إنّه لن يذكر عند الله الملك العالم الخبير قل اليوم لن ينسب أحد بالله ومظهر نفسه إلّا بأن يكون علم الهداية بين العباد بحيث يظهر من أفعاله ما يهتدي به المريدين ويشهد من وجهه نضرة الرّحمن ويسمع من قلبه ولسانه ذكر الله العليّ العالم العليم كذلك علّمكم قويّ الأمر في هذا اللّيل الّذي تغنّ فيه حمامة الأمر بآيات حزين
ثمّ اعلم يا أيّها الموقن بالله بأنّ ربّك اختارك لحبّه وَمَنَّ عليك في كثير من المواضع ونجّاك عن الغفلة وأيّدك لعرفان نفسه وفضّلك على كثير من بريّته وجعلك من العارفين وعلِم ما ورد عليك في سبيله وما حملته من الشّدايد في حبّه ورضائه وإنّ عنده علم السّموات والأرض ولن يغادر عن لوح القضاء ذرّة من أعمال الخلايق أجمعين فهنيئا لك بما صبرت في أيّام الله وفزت بها وكنت من المدركين إذًا فاسع في نفسك لتكون ثابتا على الأمر بحيث لا يزلّك ألسن العالمين ثمّ قم على ثناء مولاك وبلّغ رسالاته إلى الّذينهم آمنوا بالله وآياته ثمّ أثبتهم على الأمر وكن من الثّابتين