سورة الخطاب

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

سورة الخطاب – حضرة بهاءالله – مجموعه صد جلدى، شماره ٨٣، صفحه ١٥٤ - ١٥٩

﴿ هُوَ العَزِيزُ فِي أُفُقِ الأَبْهَى بِاسْمِهِ العَلِيِّ الأَبْهَى ﴾

ذكر الله على هيئة النّار في هيكل النّور من سدرة الإنسان بإذن الرّحمن قد كان في قطب الجنان بالحقّ مشهودا وينطق بالحقّ بأنّه لا إله إلّا هو وأنّ هذا الجمال لجمال الأمر في الملأ الأعلى وسرّ البطون في غيب العما وطلعة الظّهور في ملكوت البَداء وهيكل القِدم في مداين البقا واسم الأعظم في مِصر السّنا وجمال المشهود على هيكل قدس محبوبا

أن يا ملأ البيان خافوا عن السُّبحان ولا تحتجبوا عن الّذي أتى على ظلل القدس بسلطان كان على الحقّ مبينا ويمشي عن يمينه ملكوت الله ثمّ عن يساره جبروت الأسما وفي أمامه جنود عزّ قويا أن اتّبعوا يا قوم أمر الله وحكمه ولا تتّبعوا الشّيطان أن اتّبعوا جمال الرّحمن في تلك الأيّام وخافوا عن الله الّذي خلقكم بأمر من عنده ولا تكوننّ في الأرض جبّارا أثيما

أن يا أحمد أن استمع ما يوحى إليك عن شطر القدم على بقعة المباركة الأزليّة الأبديّة الّتي فيها استوى جمال الرّحمن على عرش عزّ عظيما لتجذبك نغمات الرّحمن إلى عرش الرّضوان وينقطعك عن الأكوان ويطهّرك عن دنس الأرض وإنّ هذا من فضل الله عليك إن تكون بذلك خبيرا أن استقم على أمر مولاك ثمّ أخرق حجبات الوهم بقدرة من عندنا وسلطان من لدنّا ولا تخف من أحد ولو يحاربك كلّ من على الأرض جميعا قل اليوم لن ينفع أحدا شيء ولو يقوم بعبادة أهل السّموات والأرض إلّا بعد حبّي وبرهاني قيامي وما يجري من قلم عزّ عليما دع كلّ الإشارات عن ورائك وضع كلّ الدّلالات تحت قدمك وتوجّه بوجه المنير إلى ساحة قدس أمينا وإنّك أنت دخلت بقعة الفردوس وكنت جالسا في مقابلة العرش حين غفلتك عنه لأنّا كنّا ساترا وجهنا في تلك الأيّام خلف سبعين ألف حجاب فلمّا تمّت الميقات أظهرنا الوجه بسلطان كان على الحقّ عظيما

فهنيئا لك يا عبد بما فزت بلقاء الله وسمعت نغماته الأحلى بسمعك الأصفى وتجلّى عليك جمال القدم عن يمين العرش بأنوار قدس بديعا تالله الحقّ نظرة منك إلى وجه الله ربّك لكان خيرا لك عن كنوز السّموات والأرض ويشهد بذلك لسان الله عن خلف خباء القدس إن أنت بذلك عليما طهّر أُذناك لتسمع نغماته الأحلى مرّة أُخرى لأنّه كان بالمحسنين قريبا قدّس هيكلك عن حجبات البشر ثمّ عرّج إلى منظر الأكبر مقرّ الّذي فيه تستضيء الأنوار وجعله الله مقدّسا عن أَنْظُرِ العالمين جميعا إلّا من دخل في ظلّ رحمته واستقرّ على عرش حبّه وكذلك قضي الأمر من لدن عزيز حكيما إذا يخاطب لسان الرّحمن عن جهة الرّضوان عباد الّذين هم آمنوا بالبيان لعلّ يقومنّ عن النّوم ويرجعنّ عمّا فرّطوا في أمر الله ويتوبنّ إليه وإنّه كان توّابا رحيما ويقول

أن يا ملأ البيان أَمَ وصيّناكم في كلّ الألواح بأن لا تتمسّكوا في حين الظّهور بشيء عمّا خلق في الأرض والسّما فَلِمَ أعرضتم عن جمالي الأبهى في قميص ظهوري الأُخرى إذا تبيّنوا يا ملأ الغفلا لنعلم ما منعكم عن هذا الفضل الّذي كان عن أفق القدس مشروقا وأَمَا أنذرناكم با لا تتّبعوا هويكم حين الّذي تنشقّ فيه سموات الأمر ويأتي ربّكم الرّحمن على ظلل من الغمام فلمّا أتى يومئذ بالحقّ فَلِمَ أعرضتم عن لقائه وكفرتم بآياته وكنتم على شفا حفرة من النّار موقوفا ومنكم من احتجب باسم من أسمائنا وكفر بالّذي آمن به وكان على أعقابه منقلبا ومنكم من تمسّك بحبل هويه وأعرض عن جمال الّذي إليه منقلبه ومثويه وكذلك شهدنا من الرّفيق الأعلى وكان نفس الحقّ على ما أقول شهيدا ؟؟؟؟؟

أن يا ملأ البيان تالله الحقّ إن آمنتم بنفسي تالله قد ظهر بالحقّ وإن كنتم موقنا بآياتي فو جمالي هذه آياتي قد نزّلت بالفضل من جبروت اسم عليّا خافوا عن الله ولا تدحضوا الحقّ بما عندكم ولا تتّبعوا هويكم لأنّ كلّ الأمور ينتهي بآيات الله وإنّها لنزّلت على أحسن النّغمات من سماء قدس بهيّا أن اغتنموا قدر تلك الأيّام ولا تجادلوا بحجّتي ثمّ برهاني ثمّ عظمتي وكبريائي ولا تحاربوا بنفسي وإنّ ذلك خطأ كان في أمر الألواح عظيما أن اسرعوا إلى شاطئ الفضل بقلوبكم ولا تحتجبوا أنفسكم بحجبات الأوهام ثمّ كسّروا الأصنام بقدرة من لدنّا ولا تخافوا من كلّ جبّار شقيّا إيّاكم أن لا تحرموا أنفسكم عن حرم الله ولا تبطلوا أعمالكم بهمزات الشّيطان ثم اعتصموا بحبل الله في تلك الأيّام الّتي أخذ السّكر كلّ من في السّموات والأرض إلّا من أتى الله بقلب منيرا كذلك نطق لسان الرّحمن في قطب الرّضوان إِذًا قاموا يا ملأ البيان وتداركوا ما فات عنكم وكونوا على صراط العدل مستقيما ولا تجادلوا بآيات الله بعد إنزالها ولا تحاربوا مع نفسه ثمّ انصروه بما استطاع به أنفسكم وإن هذا خير لكم ولأنفسكم وإنّه قد كان عن العالمين غنيّا تالله قد ظهر البرهان عن أفق السّبحان وأشرقت شمس الإيقان عن منظر قدس بديعا اتّقوا الله ولا تعقّبوا أنفسكم وهويكم أن اتّبعوا ملّة الله في أمره ولا تجاوزوا عمّا أمرتم به في الكتاب وكذلك قضي الأمر من لدن مقتدر قديرا قل قد ظهر الأمر على شأن ما بَقِيَ لأحد مجال الإعراض إلّا بأن يكفر برسل الله وسفرائه وبكتب الله وصحايف مجده وكذلك كان الأمر في ألواح القضا من قلم البها بالحقّ مرقوما إنّ الّذينهم توقّفوا في هذا الأمر أقل من أن يحصي تالله الحقّ قد حبطت أعمالهم كلّها إلّا بأن يتوبوا إلى الله ويرجعوا إليه وإنّه لغفّار بعباده وإنّه كان على الحقّ رحيما يغفر من يشاء و؟؟؟؟ من يشاء ولا يعزب عن علمه من شيء وإنّه كان على كلّ شيء محيطا

أن يا عبد إذا وصل إليك لوح البقا قم عن مقامك ثمّ استقبله بخضوع حسن ثمّ خذه بأيديك وضعه على رأسك وقل يا إلهي أشهد حينئذ في موقفي هذا بأنّك أنت الله لا إله إلّا أنت وأنّ نقطة الأُولى لظهورك وبروزك وسلطنتك وكبريائك وبه أشرقت شمس مواهبك على العالمين جميعا وأشهد أنّ الّذي ظهر بالحقّ باسمك الأبهى عن أُفق الأعلى إنّه لبهائك في ملكوت الأسماء وضيائك في أرض الإنشاء وعزّك وسلطانك وقدرتك لمن في ملكوت الأمر والخلق وبه تمّت نعمتك وظهر برهانك ولاح وجهك ونصبت رايات أمرك على اتلال عزّ منيعا ثمّ اقرء ما نزّل في اللّوح ثمّ تفكّر فيه وبما نزّل على النّبييّن والمرسلين لتكون في أمر ربّك بصيرا وإذا وجدت رايحة القدس عن لوح الله وأثره إذا غسّل نفسك في ماء الطّهور عمّا جرى من يمين هذا الكافور هذا السّلسبيل الّذي جعل الله معينه قلم أمره وأظهر منه ما يطهّر به أفئدة كلّ عارف عليما ثمّ انقطع عن كلّ من في السّموات والأرض وكن مناديا بين العباد بهذا اللّوح الّذي ظهر وأشرق عن أفق إصبع عزّ قديما وكن صائحا في البلاد ومبشّرا للّذينهم آمنوا بآيات الله وبرهانه ومنذرا للّذينهم كفروا بهذا الفضل الّذي كان عن سحاب الأمر منزولا ثمّ اشتعل في نفسك بنار الّتي اشتعلناها في رضوان تلك الكلمات لتشتعل بها الّذينهم كانوا من برودة الأوهام مخمودا قل يا قوم فانصفوا في أنفسكم أن تحتجبوا عن هذا الوجه بأيّ وجه تتوجّهون وأن تمنعوا ذواتكم عن حرم القدس فبأيّ حرم تقصدون اليوم إِذًا تبيّنوا يا ملأ البيان لا فونفسي الرّحمن لم يكن عندكم من مأمن وكان الله على ذلك عليما أتؤمنون ببعض الكتب وتكفرون بمعدنها ومنبعها ومنزلها فوا حسرتا عليكم بما أعرضتم عن جمال القدم وأقبلتم إلى هياكل ظلم موهوما كذلك ألهمناك بالحقّ وأرسلنا إليك ما تقرّ به عيناك وتكون مستبشرا في نفسك ومتذكّرا بذكر الله في كلّ أصيل وبكورا إيّاك أن لا تصبر في نفسك أقل من آنٍ ثمّ استقم على أمر مولاك وكن على صراط ربّك على الحقّ مستقيما قل تالله الحقّ قد ظهر ما لا ظهر في الإبداع وبه رفعت سحاب الفضل وأثمرت سدرة الجود وغرّدت الورقاء وصحّ ديك العرش وقامت الأرواح واهتزّ كلّ عظم رميما أنتم يا ملأ البيان دعوا ما يمنعكم عن التّقرّب إلى الله ثمّ توجّهوا إلى هذا الفضل الّذي كان على العالمين محيطا

أن يا إسمنا الأحمد إنّا أعطيناك في هذا اللّوح قوّة من لدنّا ثمّ آثرا من عندنا ليؤثّر قولك في العباد إن تكون منقطعا عن كلّ من في السّموات والأرض ومتوجّها إلى شاطىء قدس مبروكا قم باستقامة الكبرى ثمّ اسْقِ النّاس من هذا السلسبيل الّذي أعطيناك في كأوس تلك الكلمات ليجذبهم إلى سماء عزّ مرفوعا وإن وجدت نفسك مستطيعا خذ القلم بأمر من لدنّا ثم اكتب ما ألقى الرّوح على فؤادك في إثبات هذا الأمر تالله الحقّ إِذًا يؤيّدك روح الأعظم من لدنّا وكذلك كان الأمر مقضيا ولا تمنع نفسك عن هذا الفضل أن اتّبع أمر الله وحكمه لتكون من البالغين في أُمِّ الكتاب من قلم الأمر مسطورا والرّوح والعزّ والبهاء عليك وعلى الّذينهم اتّبعوا أمر ربّك وكانوا على مقعد القدس بإذن الله من أهل دوغ آباد قد نزّل لإسم الله الّذي سُمِّي بمحمّد ومسّته البلايا موقوفا في سبيل رّبه وكان من الموقنين من قلم الله في الألواح مسطورا

المصادر
المحتوى
المرفقات
Tablet audio
OV