قَدْ قَدَّرْنَاهَا فِي جَبَرُوتِ البَقَاءِ وَأَنْزَلْنَاهَا عَلَى العِبَادِ لِيَكُونُ لَهُم سِرَاجًا مُضِيئًا
فسبحان الّذي قدّر مقادير كلّ شيء في ألواح عزّ محفوظ وخلق كلّ شيء على شأن لو يصفنّ أنفسهم عن غبرة الوهم والهوى ليصعدنّ إلى مقاعد القصوى وينطقنّ بما نطق روح القدس عند سدرة المنتهى بأنّه لا إله إلّا هو وإنّ ذات كلمتين في هذين الإسمين لقيّوم الأسماء في جبروت البقاء وكذلك أحاطت رحمة الأيّام كلّ الأنام ولكنّ النّاس هم لا يشعرون ولقد تجلّى اللّه في هذا اللّوح باسمه القدير على كلّ الممكنات ليستقدرنّ به كلّ الموجودات عمّا خلق بين الأرضين والسّموات لئلّا يحرم أحد عن سلطان قدرته وهذا ما نزل حينئذ من لدن مهيمن قيّوم
أن يا شمس إسمي القدير فاستشرق على الكائنات ببدايع قدرة ربّك ليشهدنّ كلّ الأشياء في أنفسهم قدرة اللّه المقتدر العزيز المحبوب ومن يجعل محروما عن تجلّي هذا الإسم لن يوفّق على الإقرار بقدرة ربّه العزيز المختار ولو يعترف لم يكن على التّحقيق لأنّ ما فقد عنه كيف يدركه فسبحانه عمّا يعرفون إذا يا قوم فاجعلوا قلوبكم مرآتا لهذا الشّمس لينطبع فيها أنوارها وتجلّيها وكذلك يأمركم ربّكم إن أنتم تعرفون ومن انطبع فيه تجلّي هذا الإسم ليجعله اللّه قادرا على كلّ شيء بحيث لو يقول لكلّ شيء فانقلب كلّهم ينقلبون ولو يريد أن يغلب على الممكنات بإرادة من عنده ليقدر من قدرة ربّه وإنّ هذا لفضل مشهود ومن هذا اللّوح هبّت روائح القدرة على كلّ ذي قدرة ويهبّ كيف يشاء بأمر من عنده إن أنتم تعقلون وإنّ مثل هذا الإسم في هذا اللّوح كمثل معين الماء يجري في أنهار شتّى كذلك من هذا الإسم يجري مياه القدرة في أنهار الموجودات ويأخذ من يشاء على قدر مقدور
أن يا ذلك الإسم إنّا خلقناك بأمر من عندنا وأرفعنا ذكرك في ملكوت الأسماء وزيّنّاك بقميص البقاء لتشكر ربّك وتكون من الّذينهم يشكرون إيّاك أن لا يغرّنّك شيء ولا تحتجب عن ذكر اسم ربّك ولا تكن من الّذين إذا شهدوا أنفسهم في علوّ وارتفاع غفلوا عن ذكر ربّهم ثمّ استكبروا على اللّه الّذي خلقهم بإرادة من عنده وكذلك كانوا أن يفعلون
أن يا مسمّيات هذا الإسم ومظاهره أن استمعوا نداء ربّكم الرّحمن في هذا الرّضوان ولا تلتفتوا إلى ما قدّر في الأكوان ولا تكوننّ من الّذينهم لا يفقهون إيّاكم أن لا يغرّنّكم الأسماء عن ذكر بارئكم وإذا استشرق عليكم شمس ذكر ربّكم خرّوا بوجوهكم سجّدا للّه المقتدر المهيمن القيّوم إيّاكم أن لا يمنعكم شيء عن الخضوع بين يدي اللّه ولا تكونوا بمثل الّذي أرفعنا أمره بين العباد ثمّ اشتهرنا ذكره في البلاد فلمّا شهد نفسه على عزّ وارتفاع إذا استكبر على الّذي خلقه وسوّاه وبلغ إلى مقام الّذي اعترض تلقاء الوجه وفرّط في جنب اللّه وكان من الّذين إذا استشرقت عليهم شمس الجمال عن أفق الإستجلال استكبروا وكانوا من الّذينهم يستكبرون
أن يا اسمي إنّا جعلناك مظهر هذا الإسم لتدع كلّ الممكنات عن ورائك وتكسّر أصنام الوهم من كلّ شيء وتدخل الكلّ في ظلّ ربّك العزيز المحبوب وتنصر ربّك في كلّ شأن بما استطعت ليرفع أعلام النّصر على مقاعد قدس مرفوع
قل يا ملأ البيان إنّكم ان لا تنصروا الغلام فسوف ينصره اللّه كما نصر بالحقّ إذ كان في السّجن ونصره بجنود لن تروها وأنزل معه ما يحفظه عن أعادي نفسه إنّه ما من إله إلّا هو له الخلق والأمر وكلّ عنده في لوح محفوظ
أن يا اسمي أن استقم على الأمر ثمّ ذكّر النّاس بما ألهمك الرّوح وإن وجدت مقبلا فاقبل إليه وإن وجدت معرضا فاعرض ولا تخف فتوكّل على اللّه ربّك وإنّه يحرسك عن الّذينهم كفروا واشرکوا وكانوا من الّذينهم إذا يتلي عليهم آيات الرّحمن إذا هم في أنفسهم يلعبون قدّس نفسك عن كلّ ما يمنعك عن صراط الله الّذي له ما في السّموات وما في الأرض وإنّ هذا خير لك عمّا كنز في ملكوت الأمر والخلق ولكنّ النّاس أكثرهم لا يفقهون
أن ارتقب يوم الّذي يأتي الله بسلطان من الأمر وفي حوله ملئكة الرّوح إذا تجد النّاس صرعى ويأخذ الإضطراب سكّان السّموات والأرض وينقلبنّ كلّ الأسماء ويخرّنّ على تراب محدود إلّا من ينقطع إلى الله ويدخل في ظلّ ربّه العليّ المتعالي العزيز المحمود كذلك ألهمناك من بدايع وحي ربّك لتستقرّ في نفسك وتكون من الّذينهم مستقرّون والبهاء عليك وعلى من اتّخذ في ظلّ ربّه مقاما محمود والحمد لله العزيز المقتدر المتعالي المحبوب