سورة الظهور

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

سورة الظهور – حضرة بهاءالله – مجموعه صد جلدى، شماره ٨٣، الصفحات ١١٣ - ١١٥

﴿ هُوَ اللهُ البَهِي الأَبْهَى ﴾

تلك آيات الكتاب قد نزّلت على أحسن النّغمات وإنّها بنفسها ليكون حجّة على من في السّموات والأرض وإنّ بها قد خلقت ملكوت الأسماء والصّفات ولكلّ حرف منهما قدّر لسان ينطق بين الأرض والسّماء بأنّ هذا لهو المحبوب بين ملأ الأعلى والمقصود بين ملأ الإنشاء والمستور في كبد البها بأبدع الرّبواب ومن عرف ربّه وآمن به فقد فاز بعرفان اللّه ولقائه ومن كفر فقد رجع إلى أسفل الدّركات قل قد نصب صراط العدل ولن يمّر عليه إلّا الّذينهم صعدوا إلى مقّر القصوى والمشركون يومئذ في هاوية القهر ويضجنّ في أسفل الطّبقات قل قد شقّت سماء الأسماء بسحاب القضا وأشرقت عن أفقها شمس البقاء على هيئة البها وأضائت بشأن لا يمنعها الحجبات

يا قوم تاللّه الحقّ إن جمال الرّحمن عن قطب الرّضوان ينادي يا ملأ البيان بأبدع اللّحنات ويقول يا قوم أكفرتم بجمالي بعد الّذي بدّلت قميصي وجئتكم عن مخزن الغيب بأتمّ الكلمات ويا قوم كأنّي ما خرجت عن بينكم بل سافرت أيّاما ورجعت إليكم بجمالي الّذي يشهد بسلطانه كلّ الذّرّات وأنتم ما عرفتموني وكفرتم بأمري بعد الّذي به خلقتم وخلق كلّ الممكنات وبذلك ظهر بأنّكم في ظهورنا الأولى ما عرفتم جمالي وما عرفتموه هو ثوبي وردائي بين الأرضين والسّموات ولو عرفتم جمالي الأولى لعرفتموه في ظهوري الأُخرى حين الّذي أظهرت نفسي عن خلف السّبحات أن افتحوا أبصاركم ثمّ اعرفوا ربّكم الرّحمن بنفسه المنّان ودعوا الأسماء وملكوتها لأنّها قمايص أمرنا نبدّلها كيف نشاء ونحن الحاكم بالحقّ وننزّل من سماء الفضل بدايع الآيات

يا قوم خافوا عن اللّه ولا تبطلوا أعمالكم بما يأمركم أنفسكم وهويكم اتقّوا من يوم يضطرب فيه كلّ من في الأرضين والسّموات هل ينبغي لأحد أن يستنور بعد أشراق الشّمس من السّراج ولو كان منيرا في نفسه لا فوالّذي في قبضته كان زمام الموجودات أن اتّبعوا يا قوم مظهر نفس اللّه ثمّ انقطعوا عن الّذينهم كفروا باللّه وأنكروا آياته وكانوا ممّن اتّبع الشّهوات قل قد ظهر جمال القدم شمس ثمّ استوى على العرش ويطوفنّ في حوله سكّان جبروت البقا ثمّ حقايق الأزليّات قل قد قام كلّ الأسماء على فناء هذا الرّضوان ليهبّ عليهم عن شطر الرّوح رقايق النّسمات ويا قوم أتشكّون في اللّه مبدع السّموات والأرض وما بينهم أكفرتم بالّذي آمنتم به في يوم الّذي انفظرت فيه السّموات وانشقت الأرض وانقطع الرّضايع عن المرضعات

وإنّك أنت يا عبد تجنّب عن الّذينهم كفروا باللّه وسلطانه بعد الّذي نزلت عليهم حجج بالغات قم على الأمر بسلطان من لدنّا واستقامة من عندنا ولا تحف من الّذينهم بعدوا عن صراط الأمر وكانوا من أهل الوقوف لدى الحجبات دع الممكنات عن ورائك ثمّ اصعد بقوّة الإيمان إلى رضوان الرّحمن لتسمع ندآء السّبحان عن نار الموقدة في السّدرات كذالك علّمك الرّوح حين الّذي أحاطته ذياب الشّرك من كلّ الجهات

والبهاء عليك وعلى الّذين هم استقرّوا على الأمر وعلى اللّواتي آمنّ باللّه وكنّ من القانتات

المصادر
المحتوى
المرفقات
Tablet audio
OV