يا أيّها النّاظر إلى المنظر الأكبر اسمع نداء جمال القدم من شطر سجنه الأعظم بأنّه لا إله إلّا هو العزيز الحكيم قد كنت تحت نظر ربّك الرّحمن في كلّ الأحيان إنّه وليّ من أقبل إليه وإنّه لمولى العالمين إيّاك أن يحزنك ما ورد علينا و عليك تمسّك بحبل رحمة ربّك وتشبّث بهذا الذّيل المنير ذكّر النّاس بالحكمة والبيان إيّاك أن يخوّفك ظلم الّذين كفروا باللّه العليّ العظيم حدّث النّاس بما عرفت ورأيت إذ كنت حول العرش كذلك يأمرك ربّك الحميد إنّا كنّا معك واطّلعنا بما ورد عليك في سبيل اللّه وسمعنا ما تكلّمت به في حبّه ورضاه إنّ أجرك عليه إنّه موفي أجور المخلصين طوبى لك بما وفيت بميثاقي وأعرضت عن الّذين كفروا باللّه أَلَا إنّك من الفائزين لا تحزن من الشّدائد إنّه يأتيك بملكوت الرّخاء إنّه لهو المقتدر القدير والبهآء عليك وعلى الّذين وضعوا ما عندهم وأخذوا ما أمروا به من لدن عليمٍ خبير
أن يا مُحَمَّدُ إِذا خَرَجْتَ مِنْ سَاحَةِ العَرْشِ اقْصِدْ زِيارَةَ البَيْتِ مِنْ قِبَلِ رَبِّكَ وَإِذا حَضَرْتَ تِلْقَاءَ الْبابِ قِفْ وَقُلْ: يا بَيْتَ اللهِ أَيْنَ شَمْسُ العَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ الَّتي كانَتْ مُشْرِقَةً مِنْ أُفُقِكَ وَأَيْنَ مَطْلَعُ عِنَايَةِ رَبِّكَ الْمُخْتارِ الَّذِي كَانَ مُسْتَوِيًا عَلَيْكَ. مَا لي يا عَرْشَ اللهِ أَرَى تَغَيَّرَ حَالُكَ واضْطَرَبَتْ أَرْكانُكَ وَغُلِّقَ بابُكَ على وَجْهِ مَنْ أَرَادَكَ وَما لي أَرَاكَ الخَرَابَ. أَسَمِعْتَ مَحْبُوبَ العالَميْنَ تَحْتَ سُيُوفِ الأَحْزابِ؟ طُوبى لَكَ وَلِوَفَائِكَ بِما اقْتَدَيْتَ بِمَوْلاكَ فِي أَحْزانِهِ وَبلاياهُ أَشْهَدُ أَنَّكَ المَنْظَرُ الأَكْبَرُ وَالمَقَرُّ الأَطْهَرُ وَمِنْكَ مَرَّتْ نَسَمَةُ السُّبْحانِ عَلَى مَنْ فِي الأَكْوانِ وَفَرِحَتْ قُلُوْبُ المُخْلِصيْنَ فِي غُرُفاتِ الجِنانِ وَاليَوْمُ يَنُوْحُ بِما وَرَدَ عَلَيْكَ المَلأُ الأَعْلى وَسُكَّانُ مَدائِنِ الأَسْماءِ. إِنَّكَ لَمْ تَزَلْ كُنْتَ مَظْهَرَ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ وَمَسْرَحَ لَحَظاتِ مالِكِ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ قَدْ وَرَدَ عَلَيْكَ ما وَرَدَ عَلَى التَّابُوْتِ الَّذيْ كانَتْ فِيْهِ السَّكِيْنَةُ. طُوبى لِمَنْ يَعْرِفُ لَحْنَ القَوْلِ فِيْما أَرَادَ مَالِكُ البَرِيَّةِ وَطُوبى لِلَّذيْنَ يَسْتَنْشِقُونَ مِنْكَ نَفَحاتِ الرَّحْمنِ وَيعْرِفُونَ قَدْرَكَ وَيَحْفَظُونَ حُرْمَتَكَ وَيُراعُوْنَ شَأْنَكَ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَفْتَحَ بَصَرَ الَّذيْنَ غَفَلُوْا عَنْكَ وَما عَرَفُوا قَدْرَكَ لِعِرْفانِكَ وَعِرْفانِ مَنْ رَفَعَكَ بِالحَقِّ إِنَّهُمْ قَوْمُ عَمُوْنَ وَاليَوْمُ لا يَعْرِفُوْنَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ العَزيْزُ الغَفُوْرُ أَشْهَدُ بِكَ امْتَحَنَ اللهُ عِبادَهُ طُوبى لِمَنْ أَقْبَلَ إِلَيْكَ وَيَزُوْرُكَ وَوَيْلٌ لِلَّذِيْنَ أَنْكَرُوْا حَقَّكَ وَأَعْرَضُوْا عَنْكَ وَضَيَّعُوْا قَدْرَكَ وَهَتَكُوْا حُرْمَتَكَ يا بَيْتَ اللهِ إِنْ هَتَكَ المُشْرِكُوْنَ سِتْرَ حُرْمَتِكَ لا تَحْزَنْ قَدْ زَيَّنَكَ بِطِرازِ ذِكْرِهِ بَيْنَ الأرْضِ وَالسَّماءِ وَإِنَّهُ لا يَهْتَكُ أَبَدًا إِنَّكَ تَكُوْنُ مَنْظَرَ رَبِّكَ فِي كُلِّ الأَحْيانِ وَيَسْمَعُ نِداءَ مَنْ يَزُوْرُكَ وَيَطُوْفُ حَوْلَكَ وَيَدْعُوْهُ بِكَ إِنَّهُ هُوَ الغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ. يا إِلهيْ أَسْأَلُكَ بِهذا البَيْت الَّذيْ تَغَيَّرَ في فِرَاقِكَ وَيَنُوْحُ لِهَجْرِكَ وَما وَرَدَ عَلَيْكَ في أَيَّامِكَ أَنْ تَغْفِرَ لي وَلأَبَوَيَّ وَذَويْ قَرابَتي وَالمُؤْمِنِيْنَ مِنْ إِخْوانِيْ. ثُمَّ اقْضِ لي حَوَائِجِيْ كُلَّها بِجُوْدِكَ يا سُلْطانَ الأَسْماءِ. إِنَّكَ أَنْتَ أَكْرَمُ الأَكْرمِيْنَ وَمَوْلى العَالَمِيْنَ.