إِلَهِيْ إِلَهِيْ لَا تَبْعَدْ عَنِّيْ لِأَنَّ الشَّدَائِدَ بِكُلِّهَا أَحَاطَتْنِيْ، إِلَهِيْ إِلَهِيْ لَا تَدَعْنِيْ بِنَفْسِيْ لِأَنَّ المَكَارِهَ بِأَسْرِهَا أَخَذَتْنِيْ، وَمِنْ زُلَالِ ثَدْيِ عِنَايَتِكَ فَأَشْرِبْنِيْ لِأَنَّ الأَعْطَاشَ بِأَتَمِّهَا أَحْرَقَتْنِيْ، وَفِي ظِلِّ جَنَاحَي رَحْمَتِكَ فَأَظْلِلْنِيْ لِأَنَّ الأَعْدَاءَ بِأَجْمَعِهَا أَرَادَتْنِيْ، وَعِنْدَ عَرْشِ العَظَمَةِ تِلْقَاءَ تَظَهُّرِ آيَاتِ عِزِّكَ فَاحْفَظْنِيْ لِأَنَّ الذِّلَّةَ بِأَكْمَلِهَا مَسَّتْنِيْ، وَمِنْ أَثْمَارِ شَجَرَةِ أَزَلِيَّتِكَ فَأَطْعِمْنِيْ لِأَنَّ الضَّعْفَ بِأَلْطَفِهَا قَرُبَتْنِيْ، وَمِنْ كُؤُوْسِ السُّرُوْرِ مِنْ أَيَادِيْ رَأْفَتِكَ فَارْزِقْنِيْ لِأَنَّ الهُمُوْمَ بِأَعْظَمِهَا أَخَذَتْنِيْ، وَمِنْ سَنَادِسِ سُلْطَانِ رُبُوْبِيَّتِكَ فَاخْلَعْنِيْ لِأَنَّ الافْتِقَارَ بِجَوْهَرِهَا عَرَّتْنِيْ وَعِنْدَ تَغَنِّيْ وَرْقَاءِ صَمَدِيَّتِكَ فَأَرْقِدْنِيْ لِأَنَّ البَلَايَا بِأَكْبَرِهَا وَرَدَتْنِيْ، وَفِي عَرْشِ الأَحَدِيَّةِ عِنْدَ تَشَعْشُعِ طَلْعَةِ الجَمَالِ فَأَسْكِنِّيْ لِأَنَّ الاضْطِرَابَ بِأَقْوَمِهَا أَهْلَكَتْنِيْ، وَفِيْ أَبْحُرِ الغُفْرِيَّةِ تِلْقَاءَ تَهَيُّجِ حُوْتِ الجَلَالِ فَأَغْمِسْنِيْ لِأَنَّ الخَطَايَا بَأَطْوَدِهَا أَمَاتَتْنِيْ.