لوح الاستقامة

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

لوح الاستقامة – حضرت بهاءالله، لئالئ الحكمة، جلد١، الصفحات ١١٣ - ١١٤

﴿ هو المقدّس الأبهى ﴾

نُوْصِيْكُمْ يَا عِبَادَ الرَّحْمَنِ بِالأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ وَالْوَفاءِ وَبِتَقْوَى اللهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، مَنْ تَمَسَّكَ بِتَقْوَى اللهِ إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْمَقَامِ الرَّفِيْعِ، قَرَّتْ عُيُوْنُكُمْ يَا أَهْلَ الْبَهاءِ بِمَا رَأَتْ أُفُقِيَ الأَعْلَى وَطُوْبَى لِآذَانِكُمْ بِمَا تَشَرَّفَتْ بِإِصْغَاءِ آيَاتِ اللهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، أَنِ اعْرِفُوا قَدْرَ هَذَا الْمَقَامِ الأَعْلَى لَعَمْرِيْ لَا تُعَادِلُهُ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِيْنَ، إِنَّكُمْ تَحْتَ لِحَاظِ عِنَايَةِ اللهِ يَسْمَعُ مَا تَتَكَلَّمُوْنَ فِيْ حُبِّهِ وَيَرَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ فِيْ أَمْرِهِ الْمُبْرَمِ الْحَكِيْمِ، إِنَّهُ يَذْكُرُكُمْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِهِ الأَعْظَمِ بِمَا تَثْبُتُ أَسْمَائُكُمْ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، قُلْ تَاللهِ تُبَشِّرُكُمْ كُلُّ الأَشْيَاءِ فِيْ كُلِّ الأَحْوَالِ إِنْ أَنْتُمْ مِنَ الْعَارِفِينَ، عَلَيْكُمْ بِالاسْتِقَامَةِ ثُمَّ عَلَيْكُمْ بِالاسْتِقَامَةِ لِئَلاَّ تَزَلَّ أَقْدَامُكُمْ عَنْ صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ، قُلْ هَذَا أَعْظَمُ وَصِيَّتِيْ وَأَكْبَرُ أَمَانَتِيْ لَكُمْ وَبَيْنَكُمْ أَنِ احْفَظُوْهَا ثُمَّ اجْعَلُوْهَا أَمَامَ عُيُوْنِكُمْ وَاللهُ عَلَى مَا أَقُوْلُ وَكِيْلٌ، إِنَّا وَصَّيْنَا أَحِبَّائِي الَّذِيْنَ طَارُوا فِيْ هَوَائِيْ وَشَرِبُوا رَحِيقَ بَيَانِيْ بِالاسْتِقامَةِ الْكُبْرَى فِيْ لَوْحِيْ وَوَرَقَتِيْ وَزُبُرِيْ وَصُحُفِيْ وَكُتُبِيْ يَشْهَدُ بِذَلِكَ قَلَمِيْ وَمِدَادِيْ وَإِصْبَعِيْ وَيَدِيْ وَعَضُدِيْ وَأُذُنِيْ وَبَصَرِيْ وَشَعَرَاتِيْ وَجَوَارِحِيْ وَلِسَانِيْ النَّاطِقُ الأَمِينُ، قَدْ كَرَّرْنَا هَذَا الذِّكْرَ الأَكْبَرَ إِلَى أَنْ خَاطَبَنِيْ قَلَمِيْ الأَعْلَى إِذْ كَانَ مُتَحَرِّكًا بَيْنَ أَصابِعِيْ، يا أَيُّهَا الْمَسْجُوْنُ الْمَظْلُوْمُ وَالْمُهَيْمِنُ عَلَى مَا هُوَ الْمَكْنُوْنُ وَالْمَعْلُوْمُ أَرَى أَنَّ بَحْرَ إِرَادَتِكَ مُتَوَجِّهٌ إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ الَّتِيْ جَعَلْتَهَا أُسَّ كَلِمَاتِكَ الْعُلْيَا فِيْ مَقَامِ الذِّكْرِ فِيْ مَلَكُوْتِ الإِنْشَاءِ، فَوَعِزَّتِكَ يَا مَالِكَ الْقِدَمِ أَرَى نَفْسِيْ مُتَحَيِّرَةً فِيْ ذَلِكَ وَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ، أَسْئَلُكَ بِأَنْ تَكْشِفَ عَنْ وَجْهِ إِدْرَاكِي الْغِطَاءَ وَتُعَرِّفَنِيْ مَقْصُوْدَكَ يَا مَقْصُوْدَ الْعَالَمِيْنَ، هَلْ يُمْكِنُ بَعْدَ إِشْراقِ شَمْسِ وَصِيَّتِكَ مِنْ أُفُقِ أَكْبَرِ أَلْوَاحِكَ أَنْ تَزَلَّ قَدَمُ أَحَدٍ عَنْ صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيْمِ، قُلْنَا يَا قَلَمِي الأَعْلَى يَنْبَغِيْ لَكَ أَنْ تَشْتَغِلَ بِمَا أُمِرْتَ مِنْ لَدَى اللهِ الْعَلِيِّ العَظِيَمِ، لا تَسْئَلْ عَمَّا يَذُوْبُ بِهِ قَلْبُكَ وَقُلُوْبُ أَهْلِ الْفِرْدَوْسِ الَّذِينَ طَافُوا حَوْلَ أَمْرِي الْبَدِيعِ، لَا يَنْبَغِيْ لَكَ بِأَنْ تَطَّلِعَ عَلَى مَا سَتَرْنَاهُ عَنْكَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ السَّتَّارُ الْعَلِيمُ، تَوَجَّهْ بِوَجْهِكَ الأَنْوَرِ إِلَى الْمَنْظَرِ الأَكْبَرِ وَقُلْ يَا إِلَهِيْ الرَّحْمَنَ زَيِّنْ سَمَاءَ الْبَيانِ بِأَنْجُمِ الاسْتِقَامَةِ وَالأَمَانَةِ وَالصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى مَا تَشاءُ لَا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْمُدَبِّرُ الْكَرِيمُ.

المصادر
المحتوى
المرفقات
Tablet audio
OV