لوح عبد الباقي

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

لوح عبدالباقي – حضرة بهاءالله، پژوهشنامه سال٢- شماره ١ – الصفحات ١٢٠ - ١٢١

﴿ هو المغرِّدُ على غصن البقاء ﴾

كتاب ينادي في العالم ويدع الأُمم إلى الإسم الأعظم الّذي انجذبت به أفئدة الملأ الأعلى واضطربت قلوب الّذين كفروا بالله فاطر السّماء إنّك أنت يا أيُّها الحاضر لدى الوجه أقصص لأهل المدن والدّيار ما رأيت وسمعت إذ اتّخذت لنفسك في قباب العظمة مقاما كان باسم الله مرفوعا قل يا أهل الفرقان قد أتى الرّحمن بسلطان لا يقوم معه جنود السّموات والأرض يشهد بذلك أمّ الكتاب الّذي ينطق في المآب وينادي قد أتى الميقات ومنزل الآيات أتى من أُفق الإقتدار بأمر خضعت له أعناق الّذين اتّخذوا لأنفسهم في ظلّ الوهم مقاما كان في أزل الآزال بالعدل مردودا إيّاكم أن تمنعكم شئونات الظُّنُون عن اسمه القيّوم ضعوا الأوهام قد ظهر مالك الأنام بسلطان كان بالحقّ مشهودا إنّ النّار تنطق في السّدرة والنُّور سطع من هذا الأُفق الّذي كان باسم الله معروفا هذا يوم فيه فاز كوم الله باللّقاء وارتفع النِّداء من كلّ الأشياء قد تزيّن المقام بقدوم مالك الأنام طوبى لك يا بَرّ الشّام قد تنفّس فيك صبح الظّهور وبه تضوّع عرف الله في ما سواه طوبى لمن نبذ ما عند القوم واتّخذ لنفسه إليه سبيلا قد ارتفع في هذا الحين نداء الصّهيون ويبشّر الكرمل ببحر الوصال كذلك كان الأمر بالفضل مقضيًّا يا كرمل قد ذُقْتِ سمّ الفراق في القرون والأعصار إِذًا أتيك شهد الوصال بما توجّه وجه القِدم من هذا الشّطر الّذي كان في أُمِّ البيان من قلم الرّحمن مسطورا قد أخذ جذب البيان من في الإمكان طوبى لقويّ ما اضعفته سطوة كلّ ظالم ولا شوكة كلّ جابر إنّه من أهل البهاء الّذي كان في قيّوم الأسماء بلسان الله مذكورا هذا لوح نزّل بالحقّ وبشّر العالم بظهور مالك القدم طوبى لمقبل سمع وسرع إلى مقام كان بأنوار الوجه مضيئا كذلك نطق القلم الأعلى وظهر ما كان مستورا عن القوم إلّا من شاء الله إنّه كان على كلّ شيء قديرا

يا عبد الباقي، قد أقبلَ إليكَ في هذا الحين وجه الباقي ويذكرك بما يقرّبك إلى الله ربّ العالمين. نشهد أنّك فزت بلقاء اليوم وأقبلتَ إلى الله إذ أعرض عنه كلّ غافل بعيد ونشهد أنّك قصدت المقصد الأقصى والغاية القصوى وأيّدك الله بأسباب السّموات والأرض إلى أن وردت في شاطي بحر الكبريا وفزت بما كان مسطورا من قلم الوحي في كتب المرسلين أنت الّذي ما خوّفتك ضوضاء العباد وما منعتك سطوة الّذين كفروا بيوم الدّين قصدت وخرجت وسرعت إلى أن حَضَرْتَ في مقام فيه ارتفع نداء الله العزيز الحميد طوبى لعينك بما فازت ولأُذنك بما سمعت ما كان أمل المقرّبين إذا وردتَ أرض الطّاء قم أمام وجوه أيادي أمر الله وكبّر عليهم من قِبلي وبشّرهم بعنايتي وفضلي ورحمتي الّتي سبقت من في السّموات والأرضين إنّا ما ذكرنا أسمائهم حكمة من عندنا إنّ ربّك هو العليم الحكيم ثمّ اذكر أوليائي هناك الّذين نبذوا ما عند القوم وأخذوا ما أُمروا به في كتاب الله ربّ العرش العظيم قل هذا يوم النَّصر لو أنتم تعلمون وهذا يوم الذّكر والثّناء طوبى لمن نطق بما أُمِرَ به في لوحي المحتوم الّذي فيه نزّل أسرار ما كان وما يكون قل هذا يوم فيه استوى هيكل الظُّهور على عرش الطّور ولكنّ القوم أكثرهم لا يعرفون قل هذا يوم البيان لو أنتم تفقهون وهذا يوم الفرقان لو أنتم تنصفون وهذا يوم فيه سرت سفينة البيان على بحر العرفان بهذا الإسم المبارك العزيز الودود قل يل ملأ الأرض إيّاكم أن تمنعكم سبحات الجلال عن اسمي المهيمن القيّوم وإيّاكم أن تمنعكم الأسماء عن الله مالك هذا المقام المشهود انصروا ربّكم بالحكمة الّتي أُمرتم بها في ألواح الله المقتدر العزيز المحبوب ثمّ اذكر من قِبلي أهلك ومن معك ثمّ اقصص لهم ما سمعت من لسان الله مالك الغيب والشُّهود كذلك تضوّع عرف البيان إذ نطق اللّسان في هذا المقام المحمود البهاء من لدنّا عليك وعلى الّذين شربوا رحيق العرفان من كأس عناية الله مالك الملك والملكوت

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV