كتاب أنزله مالك الملكوت لمن آمن بالله الفرد الخبير قد حضر إسمك لدى المظلوم، ذكرك بما لا يعادله شيء من الأشياء ولا يمنعه من في السّموات والأرضين يا محمّد اذكر إذ أتى محمّد رسول الله أعرض عنه العباد واعترض عليه كلّ غافل مريب قد ظهر وأظهر ما كان مكنونا في العلم وأنزل من سماء العطاء آيات لا تقوم معها جنود الأوّلين والآخرين قل يا قوم إتّقوا الله ولا تتّبعوا الذّين أنكروا حجّة الله وبرهانه وارتكبوا ما ناح به كلّ عالم بصير وكلّ عارف خبير نسئل الله تبارك وتعالى أن يحفظك ويؤيّدك بجنود الغيب والشّهادة إنّه هو المقتدر على ما يشاء بقوله العزيز البديع إيّاك أن تحزنك مقالات الذّين كفروا بيوم الدّين إذا فزت بلوحي وسمعت ندآئي قل إلهي إلهي لك الحمد بما نوّرت قلبي بنور معرفتك وأنزلت لي ما لا تنقطع آثاره بدوام أسمائك الحسنى وصفاتك العليا إنّك أنت الفضّال الكريم البهاء اللامع من هذا الأفق والنّور السّاطع من هذا المقام الكريم عليك وعلى الذّين ما نقضوا عهدي وما أنكروا حجّتي الّتي أحاطت الوجود من الأوّلين والآخرين إتّقوا الله يا ملأ الأرض ولا تظنّوا في ما أذكرناه في اللّوح باسم الرَّام الّذي يشربون منه النّاس ويذهب به عقولهم ويغيّر فطرتهم ويبدّل نورهم ويكدّر صفائهم بل نريد من هذا الرَّام رَام الّذي يزداد به حبّ الله وحبّ أصفيائه وحبّ أوليائه ويحدث في الصّدور نار الله وحبّه ثمّ عزّه وكبريائه فإنّه من رَام الّذي لو يشرب أحد قطرة منه ليجذبه إلى ساحة القدس والقرب ويبلغه إلى لقاء الله الملك العزيز الجميل وإنّه لَرَام الّذي به يمحو عن صدور العاشقين إشارات التّحديد ويثبث آيات التّوحيد والتّجريد ويدخلهم في سرادق المعشوق بين يديّ الله الملك المهيمن الغفور الكريم وإنّا أردنا من هذا الرَّام كوثر الله وفيضه وسلسبيل الله وتسنيمه وخمر الله وعنايته كما نزل من هذا الفرقان إن أنتم من العارفين قال وقوله الحقّ: ﴿خَمْرٍ لِذَّةٍ لِلْشَّارِبِيْنَ﴾ وما أراد من هذا الخمر إلّا ما أذكرناه لكم يا ملأ الموقنين إيّاكم أن تبدّلوا خمر الله بخمر أنفسكم لأنّها يخامر العقل ويقلّب الوجه عن وجه الله العزيز البديع المنيع وأنتم لا تتقرّبوا بها لأنّها حُرِّمَت عليكم من لدى الله العليّ العظيم