أن يا أهل السّموات والأرض فاعلموا بِأَنَّا جعلنا كلّ الأشياء كَنَائِزَ قدرتي ثمّ اخْتَصَصْنَا منها الّذي جعلناه طراز وجهي وَلَهُ أَسْمَاءٌ لَا يُحْصَى وَصِفَاتٌ لَا تُعَدَّى وفي ظهوره على هيئة الثّعبان لآياتٌ للمتفرّسين. قل إنها لثعبان القضاء بها يَحْمِي الله كنوزه ويحفظها من أيدي السّارقين وَأَنْظُر الخائنين، قل إنّها ولو تُحَرَّكُ على كنز الأنوار من وجه ربّك المختار ولكن في نفسها سترت كُنُوزٌ مَا اطَّلَعَ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا اللهُ المَلِكُ العَالِمُ الحَكِيمُ وَمَنْ شَاءَ وَأَرَادَ وَإِنَّهُ لَذُو فَضْلٍ عَلَى العِبَادِ يُعَلِّمُ مَن يشاء ما يغنيه عن دونه فتبارك الله أكرم الأكرمينَ. فَيَا حَبَّذَا لمن فاز بعرفانها وبلغ ذروة الفضل من لدن حكيم خبير. كَذَلِكَ نُلْقِي عَلَى العِبَادِ مَا سُتِرَ عَنْهُم لَعَلَّ يفقه نَفْسٌ ويظهرُ فِي الإِبْدَاعِ مَا يَتَحَيَّرُ عنه عُقُولُ العُقَلَاءِ وَأَفْئِدَةُ الحُكَمَاءِ وَأَنْفُسُ الخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ.