هذا كتاب من لدنّا إلى من فاز بأنوار الوجه في هذا الفجر الّذي كان من أفق الأمر مشهودا لتأخذه نفحات البيان الّتي تَمُرُّ من شطر الرّحمن ويدع الأُمم باسمي الأعظم الّذي به أخذت الزّلازل كلّ القبائل كذلك قضي الحكم في لوح كان بإصبع الأمر مرقومًا. أنت ممّن وفيت ميثاق الله وعهده وكنت لدى العرش مذكورًا. قد زيّنّاك بطراز ذكري بين عبادي وألبسناك قميص إسمي فضلاً من عندي إنّ ربّك لهو المقتدر على ما يشاء إنّه كان على كلّ شيء قديرًا. قل اتّقوا الرّحمن يا ملأ البيان إنّه لمطلع الوحي ومبدء الإلهام وإليه تُرجعُ أسماء الله الحسنى كلّها إيّاكم أن تُحَرِّفُوهَا عَنْ مَوْضِعِهَا خافوا الله ولا تتّبعوا الّذين كانوا عن الحقّ محرومًا. قل الموحّد من تمسّك بهذا الإسم الّذي جعله الله سلطان الأسماء والّذي غفل عنه إنّه كان في الحجاب مستورًا. من النّاس من اتّخذ لله شريكا ومنهم من أنكره أولئك لا يجدون لأنفسهم نصيرًا ومن المشركين من قال الآيات مُتَشَابِهَاتٌ كما قيل من قبل أنّها مُفْتَرَيَاتٌ قل ما خرج من فمك أَكْبَرٌ أَوْ مِنْ أَفْوَاهِ آبَائِكِ كذلك سَوَّلَتْ له نفسه الخبيثة وكان من أفق القرب بعيدًا.
وأذكر الأَعْرَج إذ كان في العِراق أرسلنا إليه الألواح ودعوناه إلى الله العزيز المختار. إنّه أعرض عن الرّحمن بعد الّذي أَنْزَلْنَا عليه الآيات وَأَظْهَرْنَا له البَيِّنَات على شأنٍ أشرقت من أفقها شمس الحُجَّة والبرهان. فلمّا تمّت حُجَّة ربّه عليه وعدناه بالعذاب وأخذناه بسلطان من لدنّا ثمّ تركناه آيةً لأولي الألباب. إنّه ادّعى في نفسه أعظم عمّا ادّعى أوّل من كفر بالله ووعد النّاس بظهوره في هذه السّنة غافلاً عمّا قُدِّرَ له من لدى المقتدر القهّار.
إن رأيت الهاء قل له يا هاء الهاوية أنت تفرح وينوح نقطة الأولى من فعلك يا أيّها المشرك المرتاب إنّا أمهلناك لحكمةٍ من لدنّا إنّ ربّك لهو العزيز العلّام إتّقِ الله ولا تقل ما يلعنك به الذّرّات وعن ورائها الرّكن والمقام أَيَنْبَغِي الإرتياب بعد الّذي ترى شمس إسمي الوهّاب مشرقة من أفق الإيقان دع الهوى وتمسّك بالهدى إنّه من أفق البلاء يدع النّاس إلى العزيز المنّان كذلك ألقيناك ونزّلنا لك ما تفرح به القلوب وتقرّ به الأبصار.