لوح الإكسير ۱

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

من ألواح الاكسير – من آثار حضرة بهاءالله – مائده آسماني، جلد ۱، الصفحة ٢٤

هواللّه

وأمَا ما سئَلت من الحجر فاعلم بأنّه مطروح في كلّ مكان وفيه قدّرنا كنوزًا ما اطّلع بها إلّا من علّمناه علمًا من لدنّا إنّ ربّك لهو العليم الخبير إنّه واحد في نفسه ويظهر منه الكثرات طوبى لمن عرفه وشهد قدرة اللّه فيه ولا يمنعه عن هذا الصّراط المستقيم إنّه لكنز اللّه بين عباده ومخزن الأسرار بين خلقه ومطلع القدرة لكلّ عارف بصير قدّرنا فيه ماء وسمّيناه بالفرار وربّينا أرضه بهذا الماء إلى أن صعد بقوة الماء الدّهن الّذي كان مستورًا فيه وإنه لكبريت الأحمر وإكليل الأكاليل والنّفس الّتي تكلّمت فيها الحكماء وماتت في حسرتها خلق كثير وإنّه ماء في منظره ونار في طبيعته وهواء في سرّه وقدّرنا فيه الأرض وسقيناها بمائه وأنبتنا منها رياحين الحكمة وإنّه لسرّ عظيم فاعلم بأنّ من الحجر يتمّ هذا العمل وحده ولا يدخل فيه خارج ولا يخرج منه داخل قد خلقه الله آية قدرته بين العالمين وإنّه لأصل الّذي تكلّم فيه الحكماء والزّيبق ماء الّذي يقطر منه وإنّ هذا الماء مفتاح الأمر لو أنت من العالمين وإذا حصل لك المفتاح فافتح به أبواب كنائز ربّك في هذا الحجر الّذي منه ينفجر الأنهار من لدن حكيم خبير وهذا المفتاح في منظره ماء وفي باطنه نار وإذا سلّطّته على الأرض يصعد بقوة الماء دهن الحكماء إنّه قد سمّي بكلّ اسم وإنّه لهو الدّم الأطهر والهواء النّافذ والذّهب الطّاير والنّفس الرّطبة وإنّه لجوهر الفاعل الّذي من فعله تحيّرت أفئدة البالغين فلمّا عرفت الحجر وأخذت على قدر حاجتك ظهّره ثمّ فصّله من النّار إذًا يظهر لك عناصر الأربعة وتجد نفسك في حيرة عظيم خذ مائه وإنّه هو الذَّكر وزوجه باخته الّتي سمّيت بالكبريت وإذا مضت أيّام يعقد الماء نفسه ويظهر المولود وإذا رأيت فاشكر اللّه ربّك وربّ العالمين إنّه لهو البيضة الشّقراء وقدّرنا فيه الرّوح والنّفس والجسد وإنّا سمّينا هذه البيضة بالحجر تاللّه كشفنا ما هو المستور عن أعين العلماء والعرفاء والحكماء وكان ربّك على ما أقول شهيد وإذا بلغت إليه ورزقك اللّه به هذا أوّل مقام التّدبير خذه بحول اللّه وقوّته ثمّ أخرج منه الرّوح والنّفس والجسد ثمّ طهّر كلّ واحد منها ثمّ مزجها في قرعة عمياء ليصير كلّها شيئًا واحدًا إذا تيم لك العمل وترى قدرة ربّك وتجد نفسك متحيّرًا في هذا الصّنع العظيم وإذا لو تلقي درهمًا منه على ألف ألف من أجساد المعتدلة له ليقلّبها بإذن اللّه خالق البريّة وتجدها شمسَا إبْرِيْزًا خالصًا كذلك بيّنا لك بيانًا شافيًا يستغني به الفقراء والمساكين ينبغي لمن عرفها بأن لا يصنعه لنفسه ويكون من المتّقين تاللّه عند ربّك علم الأوّلين والآخرين وكلّما سمعت من الّذي كفر باللّه إنّه افترى قل يا أيّها الكاذّب فأتِ بسرّها إنّك لتجده في خسران عظيم إنّه يكتب بعض ما سمع منّا وما اطّلع بظاهر ما جرى من قلمنا ولساننا وإنّك تصدّقني لو تكون من المنصفين إنّه لا يعرف اليمين عن الشّمال وكيف ما ستر في سرادق عظمة ربّك المقتدر الحافظ العليم إنّا نزّلنا في كلّما سئَلتَ ألواحًا شتّى لو تريد فانظر فيها لتوقن بأنّ العلوم كلّها عند ربّك وما اطّلع بها إلّا نفسه العليم

المصادر
المحتوى
OV