(التاسع من عيد الرضوان) بسم الله المقتدر المختار

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

التاسع من عيد الرضوان – من آثار حضرة بهاءالله – ایام تسعه، الصفحة 313

﴿ بِسْمِ اللّهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُخْتَارِ ﴾

لَکَ الْحَمْدُ یَا إِلَهِي بِمَا جَمَعْتَ أَحِبَّائَکَ فِي عِیْدِکَ الْأَعْظَمِ الَّذِي فِیْهِ تَجَلَّیْتَ بِأَسْمَآئِکَ الْحُسْنَی عَلَی مَنْ فِي الْأَرْضِ وَالسَّمَآءِ وَفِیْهِ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْحَقِیْقَةِ مِنْ أُفُقِ مَشَیَّتِکَ وَاسْتَقَرَّ هَیْکَلُ الْقِدَمِ عَلَی عَرْشِ رَحْمَانِیَّتِکَ یَا إِلَهِي هَذَا یَوْمُ التَّاسِعِ مِنْ أَیَّامِ الرِّضْوَانِ وَاسْتَدْعَی أَحَدٌ مِنْ أَحِبَّائِکَ مَظْهَرَ ذَاتِکَ وَمَشْرِقَ أَنْوَارِکَ مِنْ مَحَلِّهِ فِي السِّجْنِ إِلَی مَحَلٍّ أَخَرَ مِنَ السِّجْنِ حُبًّا لِجَمَالِکَ وَشَغَفًا فِي حُبِّکَ وَأَحْضَرَ تِلْقَآءَ وَجْهِکَ مَا کَانَ مُسْتَطِیعًا عَلَیْهِ مِنْ نَعْمَائِکَ بَعْدَ الَّذِي غَارَ الْقَوْمُ مَا عِنْدَهُ وَعِنْدَ غَیْرِهِ مِنْ أَحِبَّائِکَ أَيْ رَبِّ لَمَّا جَمَعْتَهُمْ فِي حَوْلِکَ وَوَفَّقْتَهُمْ بِهَذَا الْفَضْلِ الْأَعْظَمِ فَاسْتَقِمْهُمْ عَلَی أَمْرِکَ وَأَلِّفْ قُلُوبَهُمْ عَلَی شَأْنٍ لَا یَعْتَرِیْهِ الْإِخْتِلَافُ ثُمَّ اجْعَلْهُمْ أَدِلَّاءً لِهَذِهِ الشَّمْسِ الَّتِي مَا رَأَتْ شِبْهَهَا عَیْنُ الْوُجُودِ وَمَا قُدِّرَ کُفْوُهَا فِي الْغَیْبِ وَالشُّهُودِ أَيْ رَبِّ أَنْتَ تَعْلَمُ بِأَنَّ مَنْ فِي حَوْلِکَ کُلُّهُمْ أَرَادُوا اسْتِدْعَائَکَ فِي أَیَّامِ الرِّضْوَانِ وَفَازَ بِذَلِکَ عِدَّةٌ مَعْدُوداتٌ عَلَی قَدْرِ وُسْعِهِمْ وَمُنِعَتْ عِدَّةٌ أُخْرَی بِمَا لَمْ یَسْتَطِیْعُوا أُولئِکَ اخْتَصَرُوا بِالْخَمْرِ الْحَمْرَآءِ فِي الْکُووُبِ الْبَیْضَآءِ الَّتِي طُبِخَتْ مِنْ وَرَقَةِ الصِّیْنِ یَا اِلَهِي أَسْئَلُکَ بِالْکَلِمَةِ الَّتِي جَعَلْتَهَا مِغْنَاطِیْسَ الْأَفْئِدَةِ وَالْقُلُوبِ وَبِهَا اجْتَذَبْتَ الْعِبَادَ إِلَی سَمَآءِ عِنَایَتِکَ وَأُفُقِ فَضْلِکَ وَأَلْطَافِکَ بِأَنْ تَقْبَلَ مِنْهُمْ مَا عَمِلُوا ثُمَّ اکْتُبْ لِلْآخَرِینَ جَزَآءَ مَا أَرَادُوا إِنَّکَ أَنْتَ ذُو الْجُودِ وَالْعَطَآءِ وَذُو الْفَضْلِ وَالْبَهَآءِ أَيْ رَبِّ عَرِّفْ بَعْضَهُمْ أَنْفُسَهُمْ ثُمَّ أَیِّدْهُمْ عَلَی إِمْسَاکِ أَلْسُنِهِمْ لِئَلَّا یَتَکَلَّمُوا بِمَا تَضِیْعُ بِهِ مَقَامَاتُهُمْ وَتَحْبَطُ أَعْمَالُهُمْ إِنَّکَ أَنْتَ عَلَی کُلِّ شَيءٍ قَدِیرٌ أَيْ رَبِّ تَسْمَعُ حَنِیْنَ الْمُخْلِصِیْنَ مِنْ أَحِبَّتِکَ الَّذِیْنَ مُنِعُوا عَنْ لِقَائِکَ فِي هَذِهِ الْأَیَّامِ الَّتِي جَعَلْتَهَا عِیْدًا لِبَرِیَّتِکَ وَذُخْرًا وَشَرَفًا لِأَهْلِ مَمْلِکَتِکَ ..... إِلی قوله تعالی فَوَعِزَّتِکَ یَا إِلَهِي یَنْبَغِي لِکُلِّ نَفْسٍ أَنْ یَفْدِيَ نَفْسَهُ لِأُذُنِکَ الَّتِي تَسْمَعُ نِدَآءَ الْعُشَّاقِ مِنْ کُلِّ الْأَفَاقِ وَصَرِیْخَ أَحِبَّتِکَ لإِبْتِلَائِهِمْ بَیْنَ یَدَيْ أَعْدَآئِکَ الَّذِینَ ارْتَفَعَ صَرِیْخُهُمْ فِي حُبِّکَ وَاشْتَعَلَتْ قُلُوبُهُمْ مِنْ نَارِ الْفِرَاقِ فِي أَیَّامِکَ نَفْسِي لِحِلْمِکَ الْفِدَاءُ یَا طَلْعَةَ الْبَهَاءِ وَرُوحِي لِاصْطِبَارِکَ الْفِدَاءُ یَا مَنْ بِیَدِکَ مَلَکُوتُ الْأَرْضِ وَالسَّمَآءِ فَوَعِزَّتِکَ یَا مَحْبُوبَ الْمُشْتَاقِیْنَ وَمَقْصُودَ الْعَاشِقِیْنَ لَوْ یَنْظُرُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّظَرِ هَذَا اللَّوْحَ الْأَطْهَرَ لَیَجْرِي مِنْهُ الدَّمُ الَّذِيْ ذَابَ مِنْ کَبِدِيْ بِمَا احْتَرَقَ فِي حُبِّکَ وَحُبِّ الَّذِیْنَ مُنِعُوا عَنْ لِقَائِکَ بَعْدَ الَّذِي أَقْبَلُوا إِلَیْکَ وَاَسْتَقَرُّوا فِي الْمَدِیْنَةِ وَحَوْلِهَا مِنْ دِیَارِکَ کُلِّي لِصَبْرِکَ الْفِدَآءُ یَا سُلْطَانَ الْقُدْرَةِ وَالْإِقْتِدَارِ کُلِّي لِسُکُونِکَ الْفِدَآءُ یَا مَنْ مِنْ خَشْیَتِکَ اضْطَرَبَ مَنْ فِي مَلَکُوتِ الْأَسْمَآءِ وَالْحَمْدُ لَکَ یَا سَکِیْنَةَ أَفْئِدَةِ أَهْلِ الْبَهَآءِ أَشْهَدُ یَا إِلَهِي بِأَنَّ دُونَکَ لَمْ یَبْلُغُوا إِلَی حِکْمَتِکَ وَحَقَائِقِهَا وَأَسْرَارِهَا فِي کُلِّ مَا ظَهَرَ مِنْ شُؤُنَاتِ قُدْرَتِکَ وَظُهُورَاتِ مَشِیَّتِکَ ثُمَّ أَسْئَلُکَ یَا إِلَهِي بِأَنْ تُؤَیِّدَ أَحِبَّائِي لِیُضَیِّفُوکَ بِأَخْلَاقِهِمْ وَأَدَابِهِمْ لِیُبْسَطَ بِهَا خُوَانُ مَکْرُمَتِکَ بَیْنَ بَرِیَّتِکَ وَتَجْمَعَ حَوْلَهُ مَنْ عَلَی الْأَرْضِ کُلِّهَا هَذَا حَقُّ الضِّیَافَةِ بَیْنَ الْبَرِیَّةِ إِنَّکَ أَنْتَ عَلَی کُلِّ شَيءٍ لَمُقْتَدِرٌ قَدِیرٌ وَالْحَمْدُ لَکَ یَا إِلَهَ الْعَالَمِیْنَ وَالْمُقْتَدِرُ عَلَی مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِیْنَ.

المصادر
المحتوى
OV