
(الترجمة العربية)
لقد وصلت الرّسالة الأخرى من ذاك المحبوب والّتي يرد فيها ذكر أيّام الرّضوان الطّيّبة المباركة. الحمد لله، إنّ نفحة روضة المعارف والمعاني تتضوّع منها. لو أراد أهل الأرض طرًّا أن يذكروا الأيّام الّتي مضت في بستان نجيب باشا المسمّى بالرّضوان، لما تمكّنوا ولأقرّوا بالعجز.
في الحقيقة لم تر عين العالم شبهًا لها، ولم يفز بصر الأمم بمشاهدة نظير لذلك اليوم. إنّ توجّه مقصود العالمين إلى ذلك البستان ودخوله إليه واستقراره على عرش البيان وما خرج من فمّ المشيّة في ذاك الآن كلّها خارج عن أذكار العالمين. كلّ الأوصاف من كلّ واصف وكلّ الثّنايا من كلّ مثني لم يصل إلى التّرب الّذي تشرّف بقدومه فكيف عرشه العظيم وإستوآئه المبين وبيانه النّافذ المحيط. مجمل القول هو أنّ إشراقات ذلك اليوم وتجلّياته تقع خارج نطاق عرفان العالم وإدراكه.
وقد اختُصّ أن يُذكر ذلك البستان باسم البوّاب الّذي يُدعى رضوان، وكانت أيام تَجَلَّى الرّحمن بكلّ أسمآئه على من في أرضه وسمآئه. لقد فاز جمعٌ من الأوليآء بمشاهدة تلك الأيّام وبلقآئها وبما ظهر فيها. إنّ في ورود جمال القِدم وخروجه لآياتٌ وبيّنات إلهيّة ظاهرة وباهرة ومكشوفة، ونور التّجلي ساطع ولائح وبهيّ، جلّت عظمته وعلت قدرته وظهر سلطانه.
يسئل الخادم ربّه بأن يكتب لأوليآئه أجر ذاك اليوم وما أشرق فيه من أفق مشيّة ربّنا العليم الحكيم. و بعد از قرائت و اطّلاع بر نامۀ آنمحبوب قصد مقرّ عرش نموده امام وجه تمام نامه عرض شد و بشرف اصغا فائز گشت. قوله تبارك و تعالى
يا عليّ عليك بهآئي وعنايتي. قد فزت بذكري وعنايتي من قبل ومن بعد وبالبحر وأمواجه وبالنّور وإشراقه وبالسّدرة وأثمارها وبالشّمس وأنوارها. قد أنزلنا عليك من سمآء العناية والألطاف ما عجز عن إحصآء آثاره كلّ عالم بصير وكلّ عارف خبير. نسئل اللّه تبارك وتعالى أن يؤيّدك فيكلّ الأحيان عليّ خدمة أمره بين عباده ويرزقك فيكلّ الآوان كوثر عرفانه من كأس عطآئه ليقرّب النّاس إلى ساحة قدسه وبساط عزّه إنّه هو المقتدر القدير.
قد ذكرتَ أيّام الرّضوان والّذين اجتمعوا في بيتك وبيوت أخرى لذكر اللّه ربّ العرش والثّرى ومالك هذا اليوم البديع. طوبى لبيت فاز بعنايتي وارتفع فيه ذكري وتشرّف بحضور أوليآئي الّذين نطقوا بثنآئي وتمسّكوا بحبل عنايتي وفازوا بتلاوة آياتي. إنّهم عباد مُكْرَمون الّذين وصفهم اللّه في قيّوم الأسمآء وفي كتب أخرى إنّه هو السّامع وهو النّاظر وهو المجيب.
إنّا سمعنا ذكرهم وثنآئهم في هذا النّبأ الّذي به نادى الملأ الأعلى تاللّه هو النّبأ العظيم الّذي كان مذكورًا في الفرقان ومن قبله في كتب اللّه ربّ العالمين. إنّه يشكر نفسه من قِبَلِهم ويذكره من ألسنهم إنّه هو الفيّاض الكريم. طوبى لمستقيم ما حرّكته قواصف شبهات المعتدين ولثابت ما اضطربته صفوف الظّالمين وسطوة المعرضين الّذين اتّبعوا أهوآئهم وكفروا بالّذي آمنوا به أَلا إنّهم من الأخسرين في كتابي المبين.
يا عليّ اذكر أوليآئي من قِبَلي وبلّغهم ذكري وثنآئي وتكبيري ليأخذهم عَرف عناية ربّك ويجذبهم إلى اللّه العزيز الحميد ونَذكر أمآئي وأوراقي اللّائي تمسّكنَ بسدرتي وتشبّثن بذيلي العزيز المنير. البهآء عليك وعليهم وعليهنّ من لدى اللّه المشفق الغفور الرّحيم.