مكتوب شيخ سلطان كربلائى از عراق به بابيان

المؤمنين الاوائل
أصلي عربي

مكتوب الشيخ سلطان الكربلائي – كتاب ظهور الحق، جلد ۳، ۱٦٥ بديع، ۱۹٤ - ۲۰٤

﴿ يا ذكر اللّه تعالى شأنك ﴾

﴿ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ﴾

من العبد الفقير الحقير المعترف بالقصور والتّقصير سلطان بن خلف بن الشّيخ حسن سلطان إليكم يا معشر الشّيعة من أهل الباب سلام اللّه عليكم ورحمة اللّه وبركاته

أمّا بعد بلا يخفى عليكم أيّها الأخوان إنّ من المعلوم الضّروري الّذي لا يحتاج إلى البيان أنّ العالم في التّرقّي والمدارك في ازدياد واللّه سبحانه في كلّ آن وزمان من احداث ابتلاء وامتحان لتزييل أهل الباطل من أهل الايمان قال اللّه تعالى: ﴿مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ﴾ وقال تعالى: ﴿الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ فلهذا الأمر المحكم صدر ما صدر ووقع ما وقع في هذه السّنة في شهر رمضان وإلى الآن من الاختلاف الشّديد فى الأقوال والأعمال والاعتقادات والكلّيّات والجزئيّات وسبب ذلك أنّ الملّا أحمد حيث سمّى نفسه من المصدّقين المسلمين لأمر الذّكر - عليه السّلام - وجلس في بيت باب اللّه المقدّم - سلام اللّه عليه - وجعل يفعل فعل المكذّبين المنكرين يجمع الناس الّذين أقرّوا باللّسان دون الجنان ويصنع لهم القهوة ويأمرهم بشرب الدّخّان في السّرّ والعلانية ولم يزل على هذا الحال حتّى جاء شهر رمضان واتّفق في ليلة منه وهو الثّالث والعشرون إنّ المصدّقين كانوا موعودين للإفطار وبعد الفراغ منه أمر الملّا أحمد لهم بالغليان فشرب بعضهم وكان ذلك بحضور رجل من السّابقين وهو جناب الملّا محمّد باقر فنهى الجماعة عن شرب الدّخّان وأكثرهم لا ينتهون فجعل جناب الآخوند يلوم الملّا أحمد على فعله والملّا أحمد يقول إنّما أفعل هذا للتّقيّة فقال له الآخوند إنّما التّقيّة تكون من الأغيار وأنتم كلّكم تدعون التّصديق والإيمان وليس معكم أحد من المنكرين ثمّ وأيّ التّقيّة في عدم شرب الدّخّان وما معنى التّقيّة وما حدّها وإنّ احترام هذا البيت لازم على جميع المؤمنين ولا يجوز فيه شرب الدّخّان فوصل هذا الخبر إلى العيال وإلى قرّة العين فأرسلوا إليه يلوموه كثيرًا وينصحوه ويعظوه أنّ الأمر عظيم والخطب جسيم وأنتم عنه معرضون وفي اللّذّات الفانية منهمكون وللدّخّان والقهوات شاربون ولا تنقطعون إلى اللّه ولا تسلكون سبيله وهو لا يسمع منهم ولا يلتفت إليهم وظلّ يتّهم جناب الآخوند ويقول هو فَضَحَنِي عند قرّة العين وعند العيال ولا أَرْضَ بعد ذلك يدخل عليّ لأنّه من المفسدين وصار الملّا أحمد كلّما يتكلّم جناب الآخوند بكلمة يردّه أن عرف حقيقتها أم لم يعرف حتّى أنّ يومًا من الأيّام كان جناب الآخوند يتكلّم بتنزيه الإمام - عليه السّلام - ويقول لا يجوز الكلام في وصف الإمام أبدا لأنّه - عليه السّلام - حقّ وما سواه خلق ولا يعرف الحقّ بالخلق ولا بالتّنزيه ولا بالنّفي ولا بالإثبات والملّا أحمد يقول يعرف بكلّ الصّفات والعلامات فقال له الآخوند إنّ الإمام - عليه السّلام - آية اللّه وهي لا تعرف لا بالإشارة ولا بنفيها بل بنفسها اعرفو اللّه باللّه كما قال الذّكر - عليه السّلام - في خطبته الغرّاء وليعلم الكلّ بسد السّبيل ومنع الطّريق بالوصول إلى شيء من معرفة إمامه وليأخذ الكلّ نصيبهم من الباب فقال الملّا أحمد نعم إنّ الإمام - عليه السّلام - له مقامان مقام الآية مقام الإمامة ففي مقام الآية كما تقول وفي مقام الإمامة تجري عليه الصّفات والأسماء والإشارات وعالم الظّاهر وعالم الإعراض فقال الآخوند نحن لا نفرّق بين المقامين وكلّ منهما عين الآخر كما قال الذّكر - عليه السّلام - في حديث الجارية إنّ مقام إمامته - عليه السّلام - لا يفقد مقام بيانه والملّا أحمد مُصِّر على الجدال والرّدّ على جناب الآخوند حتّى وصل خبره إلى جناب قرّة العين فأرسلت إليه أنّ الواجب عليك احترام جناب الآخوند والقبول منه لأنّه من السّابقين ولا يقول إلّا الحقّ وملّا أحمد لا يقبل شيئًا ممّا تقول فطلبته وأحضرته وأقامت عليه الحجّة وخصمته بأنّ الملّا محمّد باقر هو وما يقول حقّ وصدق وإذا خرج من عندها يرجع كما كان ولا يزداد إلّا عتوّا ونفورا وبينما هو وهي في هذا الحال من الجدال والقيل والقال

إذا وردت علينا كتابات وتوقيعات من الذّكر - عليه السّلام - في حقّ جناب قرّة العين - قرّة عينه عليه السّلام - ومنها ما يدلّ على درجات عالية ومقامات شريفة وأنا أذكر لكم بعض الفقرات منها ليكن عندكم معلوم قال - عليه السّلام: قل إنّ رجال تلك الفئة لا يلتفتوا بما عملوا وإنّ إحدى من المؤمنات قد أبطلت حكمهم في صحف ثلثة قل إنّ حرفا منها يكفيهم إلى يوم القيمة وقال (ع) قل: إنّها امراة آمنت بربّها واتّقت عن الشّهوات وكانت من القانتين قل اللّهمّ ارحم من اتّبعها في حكمك والعن من حجدها في وعدك فإنّها آمنت بذكر اسم ربّك قبل المؤمنات وإنّها كانت من الخاشعين وقد كان نزلت قبل هذه التّوقيعات كلمات في حقّها من الذّكر - عليه السّلام - في جواب مسئلتها وهي: وإنّ ما ذكرت تلقاء وجهك كلمة قد أجبتها لمّا سئلت من عندك فألهمها يا إلهي حكمك ما أنت أهله وأعصمها من كل شرّ ما أحاط علمك ومنها قوله - عليه السّلام: وأسئلك اللّهمّ يا إلهي أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن ترحم بحقّهم تلك الورقة المطهّرة من إشارات الباطلة وكيد أهل الباطل والفتنة وأنزل اللّهمّ على قلوب ذوي قرابتها كلمة العفو والرّحمة لئلّا ترى في شأن منهم أذيّة ولا تسمع منهم كلمة بعيدة وارحم اللّهمّ من أراد حكمك فيها وأخذل اللّهمّ من أراد سخطك في حقّها والحقير لمّا رأيت هذه التّوقيعات الشّريفة وعرفت بعض ما فيها رأيت أنّه يجب عَلَيَّ الأخذ عنها والرّدّ إليها والقول بقولها والتّسليم لأمرها وأنا كنت سابقا قبل نزول التّوقيعات اسمع عنهم تنقّل بعض البيانات الشّريفة الغريبة والمعاني البديعة واعترف لهم بالفضل إلّا إنّي كنت غافلاً عن عظمة‌ الأمر وما تنبّهت إلّا بعد نزول التّوقيعات فصرت في بعض الأوقات أطلب الإذن منهم بالحضور عندهم واسمع منهم بعض البيانات البديعة العالية الرّفيعة فرأيتها بحرًا ذاخرًا موّاجًا عميقا لا قعر له ولا ساحل تحيّر الأفئدة والقلوب من رشحات طفحه وينبت نبات أراضي الكينونات المستعدّة لقبول الفيوضات من قطرات فيضه وتندكّ جبال الإنّيّات عند سطوع تلك اللّمعات وظهور تلك الإشراقات من تلك البيانات الشّريفة وأنا أُشْهِدُ اللّه وأوليائه بأنّي منذ عرفتهم إلى الآن بالمعرفة القشريّة لا الحقيقية لأنّ محلّها الفؤاد وأنا لست من أهل ذلك الاستعداد ما سمعت عنهم ولا رأيت إلّا حقًّا وخيرًا وصدقًا في الأقوال والأعمال والحركات والسّكنات والسّلوات والمعاشرات وفي الأحوال والحالات والحبّ في اللّه والبغض في اللّه وتدعوا إلى اللّه وحده وتأمر بالانقطاع إليه والإعراض عمّا سواه والدّخول في لجّة الأحديّة وبعد ورود تلك التّوقيعات وفيها يقول فلا تقصّري في ترويجه ونصرته وأنت مأمونة عليها وليس للظّالمين عليك يد طويلا قالت إنّ الذّكر - عليه السّلام - لا يريد من هذا التّرويج إلّا ترويج أمر السّابقين والنّصرة له في شرح مقاماتهم ونشر فضائلهم أنّهم سبل الذّكر وأبوابه - صلوات اللّه عليه وعليهم - ولا يريد من أحد إلّا ولايتهم كما قال - عليه السّلام - في التّفسير المبارك: يا عباد الرّحمن لا تتّخذوا الكافرين أولياء من دون السّابقين من المؤمنين [قيّوم الاسماء] ولا يريد من النّاس إلّا معرفتهم كما قال - عليه السّلام: أوعجبتم أن جائكم الذّكر على نفس منّا فيكم ليزكّيكم ويعلّمكم سبيل السّابقين [قيّوم الاسماء] ولا يريد إلّا الطّاعة لهم والأخذ عنهم والرّدّ إليهم كما قال - عليه السّلام: وإنّا قد قَدَّرْنَا بينك وبين المؤمنين قُرًى ظَاهِرَةً وقدّرنا فيها السَّيْرَ بإذن اللّه الحقّ بالحقّ فليسيرّن فيها لَيَالِيَ وَأَيَّامًا ناظرين إلى اللّه الحقّ [قيّوم الاسماء] فقامت بأمره - صلوات اللّه عليه - وأظهرت من فضل السّابقين أَلِفًا غير معطوفة فسمع الملّا أحمد وأصحابه شيئا من تلك البيانات وردّها بالشّتم والسّبّ بلا بيّنة ولا برهان وأنكروا فضل السّابقين وأكثروا الطّعن فيهم وقاموا معنا في مقام الجدال وأكثروا القِيل والقال وقالوا ليس كلّ من راح إلى الشّيراز صار من السّابقين قلنا نعم كلّ من راح في تلك الأيّام الّتي راحوا بها السّابقين لأجل طلب الدّين فهو منهم ولهذا لمّا راحا معهم رجلان من أهل كرمان وما كانوا قاصدين هذا الأمر ولمّا ظهر للسّابقين وبلّغوه لهما ولم يقبلا وقالا لا نريد غير الحاج محمّد كريم خان بدلا عن جناب السّيّد - عليه السّلام - فأخرجهما من السّابقين وأبعدهما وقال لأوّل مؤمن به - سلام اللّه عليه: قل للنّفسين السّائرين على الأرض الخبيثة تريدان النّفس البعيدة ... الخ وقال أيضا في السّابقين - عليه وعليهم السّلام: هذا كتاب في ذكر المقرّبين الّذين آمنوا بذكر اسم ربّك قبل الحجّ وهذا ظاهر معلوم بأنّه ما ظهر الأمر لأحد قبل أن يروح - سلام اللّه عليه - إلى الحجّ إلّا للسّابقين وما ظهر لغيرهم إلّا بواسطهم ولو لم يروحون إلى بلد الأمن لم يظهر ولمّا أراد اللّه سبحانه إظهار هذا الأمر أرسلهم الإمام - عليه السّلام - لقوله في التّفسير: إنّا نحن قد أرسلنا سيّارة الجُبِّ إلى هذا الجُبِّ فأدلى بنظر الفؤاد دلوه وقال يا بشرى هذا غلام [قيّوم الاسماء] وقوله - عليه السّلام: وقد قدّر اللّه أن يلتقطه بعض السّيّارة منكم ممّن كان في أمّ الكتاب على الحقّ بالحقّ في الإجابة على الباب حول الماء سابقًا محمودًا [قيّوم الاسماء] فقال الملّا أحمد لا يلزم أن يكونوا أيضًا في الرّتبة سابقين قلنا إنّ الذّكر - عليه السّلام - قال لهم سابقين ولم يقيّد ولم يخصص بوقت دون وقت أو بالظّاهر دون الباطل أو بالتّشريع دون التّكوين أو بالشّهادة دون الغيب وقوله - صلوات اللّه عليه - عامّ شامل لجميع ما ذكرنا وما لم نذكر ونحن ليس لنا أن نخصصّ كلامه - عليه السّلام - بوجه دون وجه وشيء دون شيء من قبل أنفسنا ما لم يرد عنه فإن ورد قلنا به وإن لم يرد فوجب علينا أن نأخذ كلامه - سلام اللّه عليه - على حقيقته وصرافته وأيضًا قال الإمام - عليه السّلام - هم القرى الظّاهرة بين الذّكر - عليه السّلام - وبين المؤمنين بقوله: وإنّا نحن قد قدّرنا بينك وبين المؤمنين قُرًى ظاهرة وقدّرنا فيها السّير بإذن اللّه الحقّ بالحقّ فليسيرّن بها ليالي وأيّامًا ناظرين إلى اللّه الحقّ [قيّوم الاسماء] ولو لم يكونوا سابقين في التّكوين والتّشريع لم يكونوا قرى ظاهرة ولم يأمر بالسّير فيها ولم يقل ناظرين إلى اللّه الحقّ ولو لا أن يكونوا كذلك لما قال الإمام - عليه السّلام: وإنّا قد جعلنا لكلّ وجهة وقد قدّرنا للسّابقين وجهتك [قيّوم الاسماء] وقال - عليه السّلام: وإنّ لهم في بين يدء وجه ربّك جنّات تجري من تحتها الأنهار وفيها عرش قد استقرّت على بحر ثلج بيضاء قل إذا رفعوا عليها قد وجدوا ما لا يحيط به علم ذلك من فضل اللّه للسّابقين وهذه الآية الشّريفة تدلّ على أنّ مقامهم فوق التّكوين والتّشريع والظّاهر والباطن لقوله - عليه السّلام: قل إذا رفعوا عليها قد وجدوا ما لا يحيط به علم والّذي لا يحيط به علم هو الغيب قل لا يعلم الغيب إلّا اللّه وأمّا ما سوى ذلك فهو معلوم محاط فقال الملّا أحمد الّذي يكون كما تقول لا يكون خاليًا من العلم وأنا أرى إنّي أعلم منهم قلنا ليس الميزان هذه العلوم ولا مدار هذا الأمر عليها وقد بيّن الذّكر - صلوات اللّه عليه: إنّ الميزان ليست هي العلم بشيء بل هي الفطرة الخالصة والحبّ للّه ولأوليائه والتّوجّه إلى اللّه في فؤاده وحقيقة بلا كيف ولا إشارة ولا علم ولا عبارة قال - صلوات اللّه عليه: فاعلم أنّ الشّرف للإنسان ما كان في حالة على علم بشيء وإنّ الشّرف الأشرف والكمال الأعظم محو الغير عند طلعة الرّبّ وقال - عليه السّلام: وإنّي بعزّتك لا أعلم شيئًا من الرّسوم ولا أرى لعلمها فضلاً عندك لأنّ ما سواك باطل عندك مضمحل لدى وجهك الكريم لأنّ كلّ الفضل حبّك وحبّ من أحبّك وكلّ الشّرّ سخطك والظّلم لأوليائك وقال أيضًا - سلام اللّه عليه: يا إلهي لتشهد أنّ السّائل قد أراد في الجواب سبل المجادلة على شأن القوم وإنّي ما أرى طرق علمهم من اصطلاح اللّغة وتركيب العبارة وتصريف الصّيغة وإثبات النّتيجة بعد ذكر المقدّمتين ولكن لأعلم أنّ تلك الآية لمّا ظهرت في خطّ الاستواء من شواهد الفطرة يصدّقها كلّ ذي علم بما استقر عنده وقال - عليه السّلام: وإنّك تعلم ما أردت الجواب لعبد من سبيل الاستدلال بل أشير إلى شأن الآيات بوجه الجلال والملّا أحمد لا يؤمن بذلك قال اللّه تعالى في حقّه وحقّ أصحابه: ﴿وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ ﴾ ﴿لَا يُؤْمِنُونَ﴾ ﴿حَتَّى يَرَوْا العَذَابَ الأَلِيمَ﴾ وبعد ذلك جاء الموت الأبيض وتمرّض فيه رجل من السّابقين وهو جناب الملّا محمّد باقر وكان يأوى في بيت باب اللّه المقدّم - عليه السّلام - وحيث كان غريبًا وليس عنده من يقوم بخدمته وقد عرفنا شيئًا قليلاً من واجب حقّه علينا صرنا إلى خدمته في ذلك البيت الشّريف في اللّيل والنّهار إلى أن عافاه اللّه سبحانه وله الحمد وكنّا ستّة نفر وهم جناب الشّيخ صالح والسّيّد هادي والشّيخ رضى والحاج محمّد والحاج إبراهيم والحقير وكنّا مشغولين بخدمته وبذكر السّابقين ونشر فضائلهم ومن جملة ما كنّا نقول أنّ من أراد معرفة الذّكر وأبوابه السّابقين - سلام اللّه عليهم أجمعين - بالدّليل والبرهان والحدود والإشارات فقد احتجب بها عن معرفتهم وأنّ معرفتهم لا تحصل إلّا في مقام الفؤاد والدّخول في اللّجّة الأحديّة بكشف السّبحات والإشارات ونستدلّ على ذلك بالدّلائل الواضحات والآيات المحكمات وهي قول الإمام - عليه السّلام: يا أهل الأرض الم تنظروا كيف قد فعلنا على الحقّ بأصحاب السّبحات وإنّا قد رميناهم بحجارة السّجّيل من الإشارات اتّقوا اللّه وادخلوا الأبواب من هذا الباب [قيّوم الاسماء] أي ادخلوا أبواب الذّكر - عليه السّلام - من هذا الباب أي باب الفؤاد ولجّة الأحديّة وكشف السّبحات ونفي الإشارات وقال أيضًا - عليه السّلام - في عدم معرفة أحد بالذّكر - عليه السّلام: إنّ الّذين يظنّون أن يمسّوك في شيء بشيء من العلم فقد خرّوا من السّماء إلى أرض ميّتة مجتثّة وكان اللّه على كلّ شيء شهيدا وإنّ اللّه قد جعل ذاتك ممسوسة بذواتنا وكينونتك متلألأة من نور ذات اللّه القديم ربّنا وهو اللّه كان على كلّ شيء قديرا [قيّوم الاسماء] كذلك أبوابه - عليه وعليهم السّلام - حكمهم حكمه وأمرهم أمره لأنّ أبوابه آياته وعلاماته والآية ليست هي إلّا حكاية: (لا فرق بينك وبينها إلّا أنّهم عبادك) كما قال الإمام - صلوات اللّه عليه - في حقّه وحقّهم - عليه وعليهم السّلام: وليشهد المؤمنون في هذا الباب حكم كلّ الأبواب من الطّاعة المعصية وليعرف الموحّدون عند تجلّي آياته أي أبواب السّابقين حقّ التّجريد في لجّة الأحديّة وليأخذ الكلّ حظّهم عن هذه الهيكل البشريّة فيض اللّه الممكنة في حقّ البدئيّة والختميّة ونحن ما كان لنا قصد في هذا الكلام إلّا امتثالاً لأمر الملك العليم العلّام وإحياء لبيت باب اللّه - عليه السّلام - فلمّا رأى الملّا أحمد وأصحابه ذلك منّا قاموا معنا في مقام الجدال وأكثروا القيل والقال وبعد ذلك اعتزلوا عنّا وصاروا يفترون علينا ويشنّعون عند النّاس وينسبونا إلى الأقوال الباطلة والعقائد الفاسدة والنّاس يجيئون عندنا للتّفحّص يقولون أنّ الملّا أحمد وجماعة معهم ينسبون إليكم أنّكم تقولون أنّ الذّكر - عليه السّلام - ربّ من دون اللّه وأنّ بابه وأوّل مؤمن به جناب آخوند ملّا حسين - سلام اللّه عليه - هو محمّد ابن عبداللّه وأنّ ثاني مؤمن به جناب الملّا عليّ - سلام اللّه عليه - هو عليّ ابن أبي طالب وأنّ قرّة العين - سلام اللّه عليها - هي حقيقة فاطمة وأنّ السّابقين أحد عشرهم الأئمّة - عليهم السّلام - وأنّ الشّيخ والسّيّد خلقا من فاضل جسم السّابقين فلمّا سمعنا هذه الافتراءات والزّور والبهتان علمنا أنّهم سعوا في الأرض فسادًا بعد إصلاحها فجمعناهم ليلة في بيت باب اللّه المقدّم - عليه السّلام - لاصلاح هذا الفساد وتبرأ ممّا أشاروا إليه من الاعتقاد وهم الملّا أحمد والملّا حسين الخادم في ذلك البيت والسّيّد كريم والسّيّد عليّ الخراساني والحاج صادق والحاج عليّ الصّائغ وبعض الجهّال الأَرَاذِل من أمثالهم وقلنا لهم يا قوم لِمَ تشيعون الفاحشة في الّذين آمنوا بغير ما اكتسبوا وتحتملون إثمًا كبيرًا اتّقوا اللّه ولا تثيروا الفتنة فإنّها أشدّ من القتل وما جمعناكم في هذه اللّيلة إلّا لقطع النّزاع ورفع الخلاف ونبرء إلى اللّه من جميع ما أشرتم من الباطل وعلى تقدير صحّة ذلك نستغفر اللّه العليّ المتعال ونريد السّكوت بعد هذا المجلس وإطفاء الفتنة فما مضت بعد ذلك إلّا أيّام يسيرة أقل من اسبوع وإذا هو قد قام بين أصحابه منزّهًا لعيبه مبرّأ لجيبه ويقول قد نزل إِلَيَّ كتاب من الذّكر - عليه السّلام - ويقول إنّي أنا الباب والمرجع للنّاس فأخذ البيعة من أصحابه على ذلك وظلّ ينادي أنّ من لم يدخل إليّ ويحضر درسي ويأتمّ بي فهو من الضّالّين المرتدّين فقلنا في أنفسنا يا سبحان اللّه كيف يكون بابًا من يدعو إلى غير اللّه ويردّ على ذكر اللّه - صلوات اللّه عليه - كلّ ما نزل في فضل أبوابه وأصفيائه السّابقين - سلام اللّه عليهم - ثمّ طلب منّا الحضور في درسه فأجبناه لذلك وحضرنا عنده وقرأنا كتابه ومن جملة ما فيه إنّه - عليه السّلام - يوصيه بالعيال حرم باب اللّه المقدّم - عليه السّلام - خيرًا وإحسانًا ويقول: واذكر في البيت أهلهن وسلّم منّي عليهنّ وفي كتابه الآخر يقول عليك: ولا تغفل من ثمرات شجرة العدل ولا حكم أهل البيت وأحسن في أحكامهن ولا تنس أمرهنّ وسلّم منّي عليهن وقل للّتي أحسنت عملها قد عملت بما أرسلت في سبيل اللّه وقد خالف بعد ذلك أمره - عليه السّلام - وأساء مع الّتي أحسنت عملها حرم باب اللّه الصّغير أي الّتي هي في الحقيقة كبرى لما قصدت حجّ بيت اللّه الحرام بعد الاستطاعة وتيسير الأمور ومعها قرّة العين وجاء الميرزا حسن الهندي للمشايعة وبعث الميرزا محيط يلتمس منهم الدّعاء وجاء المكاري لحمل الأمتعة والأسباب وإذا بالملّا أحمد والملّا حسين خادمهم وكم جاهل من الآرَذِال جائوا لمنع العيال فطردو المكاري ووصل الخبر إلى العيال وإلى جناب قرّة‌ العين فأرسلوا خلف الملّا أحمد والملّا حسين خادمهم وثمّ قالوا لماذا هذا المنع فقال الملّا حسين لأنّه قد نزلت في حقّ الملّا أحمد آية بأنّه المرجع والباب ولم تستأذنوا منه للرّواح قالوا إنّ اللّه قد أذن لنا واوجب علينا بقوله: ﴿وللّهِ عَلَى النَّاسِ حِجِّ البَيْتِ مَن اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ وها نحن قد استطعنا ولا يمكننا التّأخير وقال النّبيّ - صلّى اللّه عليه وآله: ﴿مَن اسْتَطَاع إِلَيْهِ﴾ ولم يحج فليمت إن شاء يهوديًا وإن شاء نصرانيًّا وأنت ليس لك أن تمنع من جميع الجهات خصوصًا حجّ بيت اللّه الحرام ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ اتّق اللّه وافعل ما أمرك به ذكر اللّه - صلوات اللّه عليه – بقوله: وأحسن في أحكامهنّ ولا تنس أمرهنّ وسلّم منّي عليهنّ وها أنت قد خالفت أمره واسئت معنا فقال ليس لكم إلى ذلك من سبيل وإنّي لأمنعكم أشدّ المنع واستعين عليكم بالأعداء والحكّام واسعى بأذيّة كلّ من رضي برواحكم وهم فلان وفلان وذكر جماعة من المؤمنين وقال أخبر الحكّام بأنّ عيال السّيّد مع امرأة يقال لها قرّة ‌العين يروحون إلى الباب لا إلى مكّة وإنّ فلان وفلان هم الّذين دعوهم إلى الرّواح وهم من البابيّة فغضبوا العيال وقرّة‌ العين من كلامه وقالوا اخرج من البيت يا ملعون فإنّك رجيم بعد أن وعظوه وخوّفوه اللّه وذكّروه وهو لا يرجع عن قصده ولا يرتدع عن غيه ولا يعقل ولا يسمع كأنّ في أذنيه وقرا فسبّوا العيال وشتموهن وتكلّموا بالكلام الوعر القبيح قال الملّا حسين يا حميراء لا تحاربين الملّا أحمد وقال الملّا أحمد ما خالفت حمراء وها صفرائها فوقعت العيال المكرمة المحترمة مغشيًّا عليها من عظم ما أصابها من يد هذا الظّالم وتمرّضت بعد ذلك وامتنعت عن الرّواح لامهم الويلات ما ذنب هاشم عليها أما كفوا إذا لم يساعدوا ولكن ما كان بدعا من الأقوام ما فعلوا وقد سبقهم آبائهم بمثل ما فعلوا وقد أمره الذّكر - عليه السّلام - أيضا في كتابه: قال ربّ بإذني ابن كاظم بالحقّ وقال وادرس بآيات علم الجلال وما نراك تربيه بالحقّ بل بالباطل ولا نراك تدرسه بآيات علم الجلال بل بالصّرف والنّحو واللّغة والمنطق وهذه ليست آيات علم الجلال بل آيات علم الضّلال ثمّ الدّرس العام الّذي تأمر النّاس باستماعه أيضا ليس هو من آيات علم الجلال بل من ظواهر كتب البابين المتقدّمين - سلام اللّه عليهما - فقال أن كتبها هي آيات الجلال قلنا إنّ الذّكر - عليه السّلام - يقول لبعض الرّجال في جوابه أن اتّكل على اللّه وامح الكتب كلّها وخذ عطاء ذكر اسم ربّك وقال (ع): ولكلّ من صدّق بآياتنا فرض أن يمحو كلّ ما كتب القوم إلّا بعضا من آيات البابين من قبل حكم البدع ونهى - عليه السّلام - عن التّكلّم في هذا البعض في شرح أقول إلّا بالصّبغ البديع قال (ع): ومن أراد التّكلّم في آيات البابين فقد أخذ قطرة من هذا الماء الأحمر وصبغ الكلّ على تلك الورقة وتكلّم هنالك يقال له إنسان من حول أهل الباب فلا يجوز التّكلّم بها حتّى تصبغ بالصّبغ البديع أي المعنى الجديد الّذي لم يكن قبل ذلك منه شيئا أبدا كما قال - عليه السّلام: قل يا أهل الفرقان فهل تجدون في الكتاب من قبل آية بديعة فما لكم كيف تكفرون باللّه ولا تشعرون وقال (ع): بلى قد نزّلنا في الكتاب بعضا من آيات باطن القرآن وأنتم من قبل ذلك حرفا منه في كتاب لا تدرسون ولا يريد - عليه السّلام - من آيات الجلال إلّا الآيات البديعة ولا يريد من أحد غيرها لقوله - عليه السّلام: وما كنت في شأن وما نحكم بحرف وما نلقي روحا إلّا بأمر بديع وليس الدّين غير البديع لأنّه (ع) حصر الدّين فيه بقوله (ع): إنّما الدّين في كتاب اللّه من آمن باللّه وآياته واتّبع حكم البدع من لدنا فأولئك هم المهتدون وقال - عليه السّلام: وما من نفس قد سمع حكم البدع ويعرض من حكم ربّه إلّا ويحشر يوم القيمة في تابوت من حديد فلمّا رأى هذا الرّجل عدم قبولنا لدرسه والرّدّ عليه ولم نكن اتباع كلّ ناعق اجتمع هو وأصحابه علينا وطردونا مرّات عديدة ونحن نرجع إليهم ونعتذر منهم في كمال الخضوع والمذلّة والمسكنة حتّى أنّ بعضا منّا قبّل يد الملّا أحمد كلّ ذلك امتثالا لأمر الذّكر - عليه السّلام - حيث أمر باحياء بيت باب المقدّم - عليه السّلام - لنجتمع هناك ونتلو من الآيات البديعة في اللّيل والنّهار وما قبلوا منّا عذرنا وطردونا بالسّبّ واللّعن والشّتم والطّعن وآثاروا الفتنة وشيّعوا الفاحشة وافتروا علينا الأقوال الباطلة وأوصلوها إلى الأعداء وألزمونا بيوتنا وكثر الكلام والسّبّ والطّعن علينا من كلّ مكان وحرّكوا الملّا حسن گوهر علينا فقام يخطب في كثير من الأيّام في مجلسه ومجلس الميرزا محيط وكلّ مجلس جلس فيه بملأ من عامّة النّاس وهو يقول أيّها النّاس إنّ هؤلاء الضّالّين المضلّين خرّبوا الشّريعة وأفسدوا في الدّين فالواجب عليكم حفظ دينكم والذّبّ عنه بكلّ ما يمكنكم ولا تسكتوا عنهم واذكروا أحوالهم واعتقاداتهم في جميع المجالس ليعرفوهم النّاس ويجتنبوهم ثمّ أنّ الملّا أحمد أخبر السّيّد عليّ الكرماني والميرزا محيط أنّ الحاج محمّد كريم خان كتب كتابًا رادًّا على الذّكر - عليه السّلام - وأنّ قرّة‌ العين كتبت على ردّه ردًّا وأنّ الّذين وافقوا على ذلك فلان وفلان وذكرنا عندهم فصاحوا وناحوا وأعانهم علينا كلّ أحد وظلّوا يتوعّدون ويتهدّدون وظلّ الملّا أحمد وأصحابه يثيرون الفتنة ويضرمون نارها بلا فتور فكتبوا كتبًا عديدة بمضامين مختلفة وعبارات متفاوتة لكلّ أحد بحسب ما يلائم طبعه ومزاجه وكتبوا فيها تلك الافتراءات الأوّليّة الّتي تقدّم ذكرها وغيرها وأرسلوها إلى سائر الأمصار والأقطار ونشروها في جميع الآفاق والبلدان مثل النّجف والكاظمين وسرّ من رأى [سامرّاء] وبغداد وشيراز واصفهان وقزوين وخراسان وغيرها من البلاد وشوّشوا قلوب أولئك المؤمنين مثل جناب سيّد عليّ شبر الكاظمي كتب لي كتابًا يقول فيه قد سمعنا أشياء عجيبة وأمورًا غريبة تفتت الأكباد وتهجّر العيال والأولاد وكلّ هذه الأمور والفتنة صدرت من الملّا أحمد وأصحابه وهو مأمور في كتابه أن لا يفرح ولا يحزن بتصديق أحد ولا بتكذيبه بقوله - عليه السّلام: أوصيك أن لا تفرح بتصديق أحد ولا بتكذيب نفس من أهل القيل والقال وقد خالف وفرح وحزن وهو مأمور أن لا يحدث فتنة في دين اللّه بقوله - عليه السّلام: أن اتّبع يا أحمد حكم ربّك من قبل ولا تحدث فتنة في دين اللّه وقل للنّاس قولا معروفا وكتب له الملّا شيخ عليّ وقال له عن جانب الذّكر - عليه السّلام: وأعطيك أصلا من عنده بأن تتكلّم أين ما كنت بكلام لا يترتّب عليه لك ولغيرك فتنة وفسادا عظيما وقد خالف الأمر وتكلّم بالفساد عند الأعداء هو وأصحابه وأحدثوا الفتنة وآثاروها وأشعلوا النّائرة وضرموها وما اللّه بغافل عمّا يعملون ثمّ وأنّ هذا الرّجل أعلى ما عنده من الحجّة وأقوى ما بيده من المستمسك بأنّه الباب والمرجع للرّعية قوله - عليه السّلام: فإنّ اليوم لا مفرّ لمن أراد اللّه وأوليائه إلّا وأن يدخل في ذلك البيت عليك ولا تغفل عن ثمرات شجرة العدل وهو يأوّل هذه الفقرة أنّه لا مفرّ لأحد إلّا وأن يدخل هذا البيت إلى أي بيت السّيّد - سلام اللّه عليه - بيت الطّين والأحجار فقلنا على هذا إذا يجب على كلّ المسلمين المصدّقين أن يجيئون من جميع الأطراف إلى كربلاء ويدخلون في بيت السّيّد (ع) بيت الطّين والأحجار إليك حتّى يقبل إيمانهم انظروا إلى سخافة هذا الرّجل وجهله هل يتفوّه عاقل بهذه الكلمات وهل يريد الذّكر - صلوات اللّه عليه - هذا البيت وهو - عليه السّلام - ينادي للأمر البديع ويدعو للدّخول في البيت الأوّل بيت الولاية لجّة الأحديّة من دخله كان آمنا وقلنا له ما بقي عندك شيء إلّا أن تقول أنا هذا البيت أو بابه أي إنّي أنا الذّكر - صلوات اللّه عليه - أو جناب الآخوند ملّا حسين - سلام اللّه عليه - لأنّ الذّكر - عليه السّلام - هو البيت وجناب الآخوند بابه وأوّل مؤمن بنفسه وهذا القول لا يخفى بطلانه على جميع المؤمنين والظّاهر من قوله - عليه السّلام - فإنّ اليوم لا مفرّ لمن أراد اللّه وأوليائه إلّا وأن يدخل في ذلك البيت أي بيت الولاية الّذي من دخله كان آمنا محلّه الفؤاد وهو اللّجّة الأحديّة وقوله عليك غير متّصل بقوله في ذلك البيت بل هو كلام جديد ليس له مدخليّة مع ما قبله فيكون سبكه وسياقه عليك ولا تغفل من ثمرات شجرة العدل أي اللّازم والواجب عليك أن لا تغفل من ثمرات شجرة ‌العدل ووجه آخر لقوله - عليه السّلام: لا مفرّ لمن أراد اللّه وأوليائه إلّا وأن يدخل في ذلك البيت أي بيت الأحديّة الّتي هي محلّ ظهورها الفؤاد عليك أي يكون عدوّا عليك كما قال الحسين - عليه السّلام - يوم الطّف للحرّ: (يا حرّ أنت لنا أم علينا فقال الحرّ لك يابن رسول اللّه لا عليك) ومثل قول اللّه سبحانه ﴿ادْخُلُوا عَلَيْهِم البَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ﴾ اللّهمّ انصرني على نفسي واجعلني من الغالبين بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين

المصادر
المحتوى
OV