ألحمد اللّه الّذي هو مدهّر الدّهور ومدبّر الأمور تجلّى لخلقه بخلقه وقرب بهم إليهم لمشاهدة الظّهور وتجلّى بخلقه عن خلقه واحتجب بشعاع النّور عن نواظر الغيور فظهر بالنّور على النّور وأنزل النّور بالنّور على الطّور فجعله الكتاب المسطور في رقّ منشور أنزل بالإسم الأكبر الكتاب المسطور فأثبته في قلوب الصّافين الحافّين حول عرشه إلى بيت المعمور وأرجع بعزّ جلاله القلوب في مستسرّات الغيوب من البيان بالإخلاص الوحدانيّة وتحقيق الفردانيّة إلى الصّدور لتقرّ وتشهد بأن لا إله إلّا هو العليّ العظيم الوليّ القديم الرّؤوف الكريم الرّحيم الغفور جعل الشّمس ضياء فأضاء بها النّهار وجعل النّهار معاشا للأنام ليبتغوا فضلا من ربّهم الشّكور وأنار القمر المنير في سواد اللّيل المظلم الأليل الدّيجور ليعلموا عدد السّنين والحساب وتفصيل كلّ الأمور على نفحات خواطر الأوهام بسرّه وغيب المستور ودنى فنادى خلقه إلى نفسه بألسنة شتّى ولغات مختلفة وكينونات مفتقرّة من كلّ فجّ عميق ومن شواهق الجبل وأقعارالبحور وأوكار الطّيور بأنّي أنا اللّه لا اللّه إلّا أنا ربّ العزّة ومالك الظّهور ومقدّر الأمور وجاعل الظّلّ والحرور ومسجّر البحر المسجور ومنزل الفرقان العظيم والقرآن الكريم والتّوريٰة والإنجيل والزّبور وصلّى اللّه على محمّد نبيّه المحبور ذي الفخر المشهور والعزّ المذكور الّذي هو في مقامه المحمود حامد ومحمود وحبيب ومحبوب وذاكر ومذكور وشاكر ومشكور وعلى وصيّه الّذي أزاح به الظّلمات والشّرور وكسر به شكيمة كلّ مختال فخور وكلّ أخوان كفور وعلى آله الهداة المهدييّن الّذينهم هدى على هدى ونور على نور ونور فوق نوره ونور تحت نور ونور أضاء به كلّ نور خلق لمحبّيهم بمحبّتهم عن ظلّ محبّتهم دار السّرور ونواميس العصر ومدار الدّهور وأصحاب الحشر وولاة الأمر وحاملوا لواء الحمد في يوم النّشور فتمّت كلمتك صدقا وعدلا لا مبدّل لكلماتك ولا معقّب لآياتك بخاتمهم وقائمهم الغائب المستور المخفي عن عوالمهم ومواطن الظّالمين أهل الشّرور - عجّل اللّه فرجه - لاحياء الكتاب والسّنة وإظهار الإسم المكنون والكلمة المكنونة والسّرّ المستسرّ المستور اللّهمّ صلّ عليهم ما غرّد مغرّد على غصن من أغصان شجرة الخلد من الطّيور وعلى شيعتهم الطّيّبين التّابعين لأئمّتهم على الحقّ اليقين والمعترفين بمقامهم عند ربّ العالمين سيّما النّور المتألّق والضّياء المشرق والنّجم الثّاقب الطّارق والعلم النّور في طيخاء الدّيجور ومحلّ الإسم الأعظم وتمام السّرّ الأقدم والكلمة الأقوم الأتم والرّمز المستور صاحب الجبين الأزهر والخدّ الأنور والوجه المنوّر وحامل الرّكن الأيسر والنّور الأحمر ناشر عدل العلي الأكبر وماحي آثار الشّانئ الأبتر مظهر بطون شريعة جدّه الأطهر محمّد سيّد الأكبر ومجدّد آثار أبيه العليّ الأكبر السّيّد القسور النّادي من حول الضّريح والدّاعي إلى إجابة الملهوف بالصّوت الفصيح النّاصر للحقّ بالحقّ وعن الحقّ بالحقّ مؤيّد منصور وبعين النّاظرة ناظر منظور وبيد اللّه الباسطة من شرّ طوارق اللّيل والنّهار في عماء الأحديّة محجوب مستور اللّهمّ يا مفرّق النّهار من اللّيل الدّيجور ويا من بطاعة أمره تنشقّ عن أهلها القبور يا نور النّور اجعلني بعزّ عزّك من المقرّبين الفائزين بالشّهادة لدى مصباح النّور وألق عليّ منه محبّة كاملة تجذبني إلى مقام الظّهور وتصرفني عن ما في الغيور أسئلك بالإسم الّذي أحطته بحجاب النّور نور السّمٰوات والأرض الّذي يضيء به أبصار النّاظرين إليك بالنّور أن تلقي في قلوب عبادك الصّالحين وقلبي منه عزّا وهيبة ووقارا وسكينة كما تريد منّا يا عليما بما في الصّدور واجعلنا ممّن يسمع قوله ويرفع أمره على كلّ أمر فأنا عبدك وابن عبدك الفقير إلى رحمتك وعفوك يا عفوّ يا غفور يا عزيز يا شكور اجعلنا به عاليا متعاليا على الأعداء أعدائك فإنّك على كلّ شّيء قدير أدرء بك على أعدائك في النّحور وأستعيذ بك من الشّرور ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم فقلت وقولك الحقّ ﴿إِنْ نَشَأُ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ وَقُلْتَ وقولك الصّدق ﴿وَنُريِدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ﴾ وقولك حقّ ﴿إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحْدٌ إِلَّا امْرَأَتِكَ إِنَّهُ مُصِيْبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ﴾ وَ ﴿كَتَبَ اللّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ﴿يَا مُوْسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ﴾ أسئلك بعزّ عزّك أن ترزقنا التّجافي عن دار الغرور والصّلاح والفلاح والنّعمة والعافية في كلّ الأُمور وحسن العاقبة والفوز بدار السّرور إنّك أنت وليّنا في جميع الأُمُور والعَالِم بما في الضّمائر والصّدور وَأَمَّا بَعْدُ
فقد صدر أمره العالي المبرم وحكمه السّامي المحكم وخطابه الفصل الّذي ليس بالهزل إلى عبيد عبيده بلا شكّ ومين ابن عبداللّه محمّد حسين يسئل اللّه به النّجاة من مخاوف الدّارين ومهالك النّشأتين له وللوالدين والاخوان من أهل المغربين والمشرقين آمين يا ربّ العالمين بحقّ الحسن والحسين أن يجمع ما برز من مكمن الغيب المستور وأشرق من مشرق الظّهور ورشح من فوّارة النّور أعني ما جرى بقلمه في لوح المسطور لانتباه الغافلين عن حقيقة هذا السّرّ المستور من الأقاصي والأداني والأحبّة والغيور ليجعلوه ذكرا لقلوبهم ويأخذوه زادهم ليوم النّشور أسئل اللّه أن يفتح عن معضلاته ويكشف عن خفيّات أسراره وخبايا بطونه ومشكلاته لكلّ صبّار شكورا
المقام الأوّل
بسم الله البديع الّذي لا إله إلّا هو إنّ الله سبحانه قد جعل لظهوره لخلقه بخلقه مقامات المشار إليها والمرموز عنها في كلمات آل الله – عليهم السّلام – بالأسرار السّرّ والسّرّ السّرّ والسّرّ المقنّع بالسّرّ والسّرّ المستسرّ ويعبّر عن الأوّل بالنّقطة والنّقطة قطب كتاب الله في التّكوين والتّدوين وعليها يدور رحى الموجودات في كلّ العوالم بما لا نهاية إلى ما لا نهاية كما في علم الله سبحانه وإنّ الله سبحانه قد تجلّى لهذه النّقطة بهذا النّقطة وألقى في هويّتها مثاله أي مثال تجلّيه فأظهر منها أفعاله ... إلى آخر الرسالة ...