الحمد للّه الّذي قد خلق لحفظ دينه في عوالم الغيب والاشهاد محمّدا وآله ثمرة جوهريّات الانوجاد فجعلهم قائمين مقامه في الأداء إذ كان لا تدركه الأبصار ولا يصعد إلى فنائه أدنى جواهر الأفكار ولا ينال إلى قدس ساحته أعلى بواطن خفيّات الأسرار والأنوار إذ لا إله إلّا هو وهو العزيز القديم فهو اللّه سبحانه قد نَزَّهَهُم عَنْ أَرْجَاسِ الإِشَارَاتِ وَقَدَّسَهُم عن القرب إلى السّكون في طمطام الحجبات والغفلات إذ هم عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ فسبحان جاعلهم عن وصف حقائق اللّاهوت والإقتران بطلعات الهويّات بما في سماء أحديّات الجبروت وما به القدس في ذروات قدّوسيّات الملك والملكوت فله الحمد اللّامعة بسرّ الإنقطاع وله الشّكر السّاطعة بما قد مَنَّ علينا من سرائر الامتناع وله محو الموهومات بما قد تَرَشَّحَ من رشحات سرّ الاختراع وهو الكاشف لكلّ ضرّ ألواح الموجودة بالآلام الظّاهرة من طلعات الحجبات من الانقطاع فلا إله إلّا هو وهو العليّ العظيم ثمّ المذكور في ساحة قدس الموجود ممّا به العروج إلى مقامات الصّعود وتلألوء لمعان الأنوار على أغصان شجرة الكافور في الشّهود وتشعشع نور شمس الهداية على أجمات الطّلعة في الصّعود إذ لا إله إلّا هو وهو العليّ الحكيم وبعد الإشارات إلى ساحة قدس أنوار البدايات هو أنّ المقصود إلى اطّلاع الأخبار لدى جنابكم جناب العالم الرّفيع ذي الحسب الشّامخ المنيع وذي الفضل الباذخ الجميع وذي الفطرة العالية والرّتبة السّامية إنّي وإن كنت من أهل ذلك البلد إلّا انّي قد ربيت في الأرض المقدّسة ونشوت في تلك التّربة الزّكيّة وبلغت ما مَنَّ عَلَيَّ ربّي في تلك العتبة العلية - روحي وروح من في ملكوت الأمر والخلق فدا - للجسد المدفون فيها والجثّة المحتجبة بحجابها ولمّا أنّ اللّه سبحانه قد أراد لي الرّجوع إلى بلدتي هذه قد اطعت أمره حتّى قد وردت عليها وإلى الآن من يوم الورود يقرب بثمانية أشهر قد جلست بيتي وحيدًا وإنّ كان يجب لمثلي أن أَتَشَرَّفَ إلى ساحة قدسكم كثيرًا وأزوركم في كلّ وجه وشأن جديدًا إلّا أنّ الأمر لمّا كان أزمته بيد اللّه العليّ جميعًا ما جرى القدر بذلك وما جرت الأسباب لذلك مع أنّي كثيرًا شائق إلى زيارتكم ومشتاق لرؤيتكم ولكن في ملأ من النّاس لاختلال الحواس وكثرة المشاغل مع النّاس لا يَتَحَصَّل ذلك فإن أراد جنابك السّامي ذلك فأيّ زمان أراد لنشرّف بزيارتكم ولنستفيض بساحة قدسكم لعلّ اللّه يحدث أمرًا ما يريد لِلْقَلْبِ السَّلِيم السَّدِيْدِ فَإِنَّهُ بِكُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَشَهِيدٌ وَلَا يَكُون فِي ذَلِكَ رَقِيبًا وَالحَمْدُ للّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ العَالَمِينَ