الرسالة اليومية (هل تم خلق السموات والارض في ستة ام ثمانية ايام؟)

السيد كاظم الرشتي
النسخة العربية الأصلية

الرسالة اليومية

في جواب مفتي الحنفية في بغداد

محمود شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد الحادي عشر

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ابتدع الستة لظهور التمام وبروز الكامل في التام فخلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام والصلوة على الواحد الوتد الراسي المبارك في الاطوار الاربعة بالانحاء السبعة لتقدير تأليف النظام فقدر فيها اقواتها في اربعة ايام وعلى آله واصحابه الذين بهم استوى الرحمن واثار الدخان فسمك سماء الامتنان لمبادي الانعام فاظهر الوجود ببعض الجود في اليومين المنطويين على الشهور والاعوام

اما بعد فيقول العبد الجاني والاسير الفاني المكفهرة عليه سحب الآمال والاماني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان سماء العلم المدرار وشمس الفضل الساطعة الانوار وعرش المجد والفخار وكرسي ثوابت الاسرار معدن العلوم الالهية ومنبع الحقايق القدسية ومخزن الدقائق الحكمية مفتي الشريعة بلب الطريقة وسر الحقيقة المؤيد بلطف الله الولي الودود سيد كاسمه محمود المفتي بدار السلام بغداد ايدت بصنوف الامداد سماه الله تعالى الى ذروة المجد وجعله من حملة لواء الحمد قد امرني ان املي كلمات ترفع الحجاب وتكشف النقاب وتفتح الباب لدخول مدينة علم آية من آيات الكتاب الذي هو حجاب الكبرياء وسر البدء ( البدو خ‌ل ) والاياب وتظهر لب اللباب من اطوار اصحاب الافئدة واولي الالباب وقد اتاني امره العالي في حال قد انهكتني الاعراض واشتملت عليّ الامراض فأخرت الى ان يطيب الحال لعلّي انال مما امرت به بعض الآمال من شرح عجايب الاحوال وبيان غرايب المقال فلم ‌ار الا انها في كل آن تزداد وتكثر وما لها من نفاد فبادرت الى الامتثال مع كمال الاختلال في الحال والبال وتوفر الاشغال وتواتر الامراض والاعراض المانعة من استقامة الحال وتقسم ( تقسيم خ‌ل ) القلب بمعاناة السفر بالحل والارتحال فشرعت في الاتيان بما عندي من البضاعة المزجاة فاوف لنا الكيل وتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين

قال ايده الله بتوفيقه قوله تعالى قل ءانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا ذلك رب العالمين وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقضيهن سبع سموات في يومين واوحى في كل سماء امرها الآية ثم قال اعزه الله بعد كلام يليق بمقامه لا بمقام اشباهي من الناقصين وامثالي من القاصرين : ظاهر الآية يدل على ان خلق السموات والارض في اربعة ايام وجعل الرواسي في الارض وما عطف عليه في اربعة ايام فيكون مجموع الايام ثمانية وقد جاء في غير الآية ما يدل على ان خلق السموات والارض في ستة ايام فالمأمول التوفيق بين هذا وذاك فهما بحسب الظاهر كالسمك والسماك وقد وفقوا بما لا ارى عليه آثار التوفيق ولا تلوح على آفاقه انوار التحقيق والمأمول ايضا بيان تخصيص سر هذه الاعداد وقد صرح بالعجز عن معرفة ذلك كثير من علماء الامجاد :

اليكم والا لاتشد الركائب ومنكم والا فالمؤمل خائب

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقول في هذه الآية الشريفة كغيرها من غوامض العلوم والاسرار ما لا تناله ايدي العقول والافكار كيف لا وهي من القرآن الذي هو دليل العلم الالهي ومفتاح الغيب السرمدي وهو كتاب فيه تبيان وتفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم وظاهره انيق وباطنه عميق لا تحصى عجايبه ولا تبلى غرايبه ولظهره ظهر ولظهر ظهره ظهر ولظهر ظهر ظهره ظهر الى السبعة او السبعين ولبطنه بطن ولبطن بطنه بطن ولبطن بطن بطنه بطن الى السبعة او السبعين ولتأويله تأويل ولتأويل تأويله تأويل الى السبعة او السبعين ولبطن تأويله بطن ولبطن بطن تأويله بطن الى السبعة او السبعين وبهذه الطرق وامثالها قد جمع فيه تفصيل كل شيء وتبيان حال كل موجود اذ الكلام دليل عقل المتكلم ففي القرآن ما احاط به العلم الظاهر في حقايق الامكان والاكوان والاعيان في الاسرار والاعلان وهو قوله تعالى فان لم يستجيبوا لكم فاعلموا انما انزل بعلم الله وان لا اله الا هو فحيث ان الكلام دليل علم المتكلم وعلمه سبحانه محيط جامع فيكون كلامه وخطابه كذلك وحيث ان لا اله الا الله فلا يمكن ثانيه فامتنع شريكه لامتناع شريك الله فمن الناس من قصر نظره الى ظاهر ما عليه كافة العرب من اهل اللغة الظاهرة ولم ينظروا الى حقايق البواطن والاسرار المشرقة من صبح الازل المستترة تحت الحجب والاستار فهؤلاء بخسوا حظهم ونقصوا نصيبهم ولم يعثروا على الحكم ولم يطلعوا على جوامع الكلم ولم يعرفوا رموز التعبيرات ولم يفهموا لحن اللغات واسرار اختلاف الكلمات فبقوا متحيرين وفي وادي الجهل هائمين سكنوا عند ما عرفوا من بعض القشور والظواهر واضطربوا عند ظهور المعاني والاسرار الزواهر فهيئوا لها حشوا من آرائهم الدواثر البواتر فسكنت ظواهرهم واضطربت بواطنهم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى وصدورهم ضيقة حرجة يكاد البرق يخطف ابصارهم كلما اضاء لهم مشوا فيه واذا اظلم عليهم قاموا ولو شاء الله لذهب بسمعهم وابصارهم ان الله على كل شيء قدير ومنهم من قصر نظره الى باطن القرآن ولم ينظروا الى شيء من اطوار ظاهره وصرفوا تلك الآيات البينات الى وجوه البواطن والتأويلات ولم يجعلوا الظواهر دليلا ولم يتخذوها سبيلا فهؤلاء فاتهم من العلم شطر عظيم وحرموا من السر وجاؤا بخطب جسيم وتعدوا ولم يهتدوا الى الصراط المستقيم ولم يعلموا ان الباطن على طبق الظاهر وان الاجساد على وفق الاشباح والارواح والظاهر مجلي الباطن ومظهره ومهبط انواره ومخزن اسراره الا ترى اختلاف الصور الانسانية والهيئات الحيوانية فانها دليل اختلاف بواطنها ومقتضيات ارواحها بالظهور في اشباحها واشكالها وقد قال السيد آصف بن برخيا عليه السلام الاشكال مقناطيس الارواح وحينئذ فالاخذ بالباطن والاعراض من ( عن خ‌ل ) مقتضي الظاهر جهل بحقيقة الباطن والظاهر الم ‌يعلموا ان الكل بيان للكل والهيئة الجامعة للهيكل القرآني مشتملة على الجمع بين الظاهر والباطن اشتمال الانسان على اطوار البواطن والارواح والاجساد فاختلاف الفاظها وتعبيراتها واختصاص عبارة بالذكر مع اداء غيرها مؤداها لاجل الدلالة الجامعة ( الجامعية خ‌ل ) على الوجوه الظاهرية والباطنية والاصلية والفرعية والذاتية و العرضية فمن نظر الى الوجهين ظهر له الوجه من البين بلا مين فهو على نور من ربه فيرى الاتفاق في عين الاختلاف والوصل في عين الفصل والجمع في عين الفرق ولذا قال صلى الله عليه وآله وسلم اختلاف امتي رحمة المعنى بقوله تعالى فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم فالناظر الى الظاهر والباطن نظر الاقتران هو الذي يضع الاشياء في مواضعها فيضم الالفاظ بعضها مع بعض ويخص كل مقال بمقامه وكل عبارة بما يناسبها من الوجهين فهو ذو العينين ولسان وشفتين فاذا تبين ما قلنا ظهر ان لا اختلاف ابدا في القرآن وقد قال تعالى ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والقيد بالكثير ليس لاجل الاتيان بالقليل لو قلنا بمفهوم العدد وانما هو من قبيل قوله تعالى وما ربك بظلام للعبيد وما قيل في امير المؤمنين عليه السلام كرار غير فرار

فاذا ظهرت هذه المقدمة النافعة فاعلم ان الكلام على وفق ما اراده السيد الامام يتم ببيان امور الاول في دفع ما يوهم التنافي بين الآية المذكورة وبين غيرها كما اشار اليها الثاني في اليوم واطلاقاته والمراد منه الثالث في سر تخصيص هذه الاعداد على هذا الوجه فنقول :

اما الامر الاول فاعلم ان التنافي والتناقض لا بد فيهما من الوحدات الثمان والكل منتف هنا فلا تناقض نعم لو قال جل شأنه خلق الارض في يومين وخلق ما بينهما في اربعة ايام وخلق السموات في يومين او يكون خلق وقدر وقضى من الالفاظ المترادفة او ذكر هو سبحانه في موضع آخر ان المراد بالخلق والتقدير والقضاء متى اطلق في القرآن شيء واحد ليكون ذلك حقيقة شرعية الهية دون المجاز في الاطلاق فانه لا يطرد كان اتجه التنافي واذ ليس فليس اذ لا ريب ان التقدير غير الخلق في المعنى والمدلول والقضاء غير القدر وقد نص الله سبحانه على ذلك في عدة مواضع من القرآن منها قوله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا فجعل التقدير بعد الخلق كما يفصح عنه الفاء الدالة على التعقيب ومنها قوله تعالى من نطفة خلقه فقدره لدلالة الفاء على التعقيب مع التعدد الذكري ومنها ( منها خ‌ل ) قوله تعالى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والترتيب الذكري قضاء للحكمة يدل على الترتيب الوجودي الا ما اخرجه الدليل على ان جماعة ذهبوا الى ان الواو للترتيب وقد قال سيدنا ومولانا الرضا عليه آلاف التحية والثناء ان القدر هو الهندسة ووضع الحدود ونص اهل اللغة بذلك كما في الطراز ان تقدير الله سبحانه هو تحديده كل مخلوق بحده ( تجده خ‌ل ) الذي يوجد له وجعل التقدير تحديد المخلوق فلو كان التقدير هو الخلق كان تحصيلا للحاصل وبالجملة فلا ريب ان القدر مبلغ الشيء وحدوده وهو لا يكون الا بالخلق وكذلك القضاء غير القدر والخلق وقد قال سيدنا الكاظم عليه السلام لا يكون شيء في الارض ولا في السماء الا بسبعة بمشية وارادة وقدر وقضاء واذن واجل وكتاب وقال عليه السلام في رواية اخرى بعلمه كانت المشية وبمشيته كانت الارادة وبالارادة كان القدر وبالقدر كان القضاء وكلمات اهل اللغة ومحاورات العرف كلها صريحة في المغايرة ولا يحتاج ذلك الجناب المرجع لاولي الالباب الى ذكر شواهد ما ذكرنا من كتب اللغة واهل العرف وذلك كنقل التمر الى هجر فاذا تحقق ان مدلول هذه الفقرات والالفاظ متغايرة وكل واحد منها موضوع لمعني غير ما وضع له الآخر فاذن لا يعقل ان يكون الحكم الثابت لاحدهما بعينه هو الحكم الثابت للآخر وعند الاختلاف يلزم التنافي والتناقض وهذا شيء معلوم فالآيات الدالة على الستة الايام كلها متواردة في الخلق وحده دون التقدير والقضاء وهي على ما ظهر لي بعد الفحص والتتبع التام سبع آيات والظاهر انها جميع الآيات الواردة في هذا الشأن الاولى في سورة الاعراف قال تعالى هو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار الثانية في سورة يونس قال تعالى ان ربكم الله الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر الثالثة في سورة هود هو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء الرابعة في سورة الفرقان الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش الرحمن فاسئل به خبيرا الخامسة في سورة الم السجدة الله الذي خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش السادسة في سورة ق ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب السابعة في سورة الحديد هو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض الآية وهذه الآيات صريحة الدلالة واضحة المقالة على ان خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام ونحن نقول بموجبها ونعترف بمضمونها ولكن هذا لا يستلزم ان يكون احداث جميع احوالها كتقدير اقوات الارض وجعل الرواسي عليها وانزال البركات فيها وجعل السموات سبع طبقات وساير صفاتها واحوالها واضافاتها في الستة فان الشيء له حكم من حيث ذاته ونفسه وله حكم من حيث صفاته واضافاته ونسبه وروابطه واقتضاءاته ومتمماته ومكملاته وساير ما يضاف اليه وكل تلك الاضافات لها اجل معدود وحد محدود يظهرها سبحانه في تلك الحدود بالازمان الخاصة بها والاوقات الموجلة لها وتلك الاوقات والازمان مختلفة متفاوتة فمنها ما يخلقه الله سبحانه في آن واحد كما قال تعالى وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر وهو عبارة عن قصر المدة وكناية عنه اذ لو امكن التعبير باقل منها لعبر ومنها ما يخلقه سبحانه في يوم واحد على اختلاف المراد منه كما قال تعالى كل يوم هو في شأن ومنها ما يخلقه سبحانه في ايام متعددة كخلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وتقدير اقوات الارض وجعل الرواسي عليها في اربعة ايام وكخلق عيسى عليه السلام في بطن امه في تسعة ايام وساير الاجنة في تسعة اشهر او اقل او اكثر وكخلق النباتات والاثمار والاشجار والمعادن في الاوقات والايام المعدودة المعلومة عند اهلها والحاصل ان الله سبحانه خلق السموات والارض وما بينهما في حد ذاتها في ستة ايام وذلك عند نشوها في ذاتها من خلقه سبحانه اياها من البحر الحاصل من ذوبان الياقوتة الحمراء لما نظر اليها سبحانه بنظر الهيبة فسلط عليه الريح فتموج الى ان حصل منه الزبد وصار الدخان فخلق السماء من الدخان والارض من الزبد فالسماء هو الدخان والارض هو الزبد وما بينهما هي النجوم والكواكب وكرة النار والهواء والماء والنجوم وان كانت هي المركوزة في اصل الفلك الذي هو السماء لكنها ليست من نفسها ولذا لما انشق القمر ونزل حتى دخل جيب رسول الله صلى الله عليه وآله ماانشقت السماء والمشتري لما نزل الى الارض وعلم رجلا ( رجل خ‌ل ) من اهل الهند علم النجوم ماانشق فلكه وماانخرق وبالجملة هي خلق آخر خلقه الله سبحانه واودعها في اصل السماء وهي والكرة الاثيرية والهواء بطبقاتها الاربع والماء هو ما بين السموات والارض لا ما قيل انه اقوات الارض فان اقوات اهل الارض هي المتولدات الحاصلة من الفصول الاربعة وقد قال تعالى اولم ‌ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي وقد روي عن اهل البيت عليهم السلام انه سبحانه فتق السماء بالمطر والارض بالنبات فكانت السموات والارض مخلوقة قبل انفتاقهما بالمطر والنبات وقد قال سبحانه انه خلق السموات والارض في ستة ايام فكانتا موجودتين قبل الاقوات الحاصلة من الماء والمطر

تفصيل فيه تحصيل اعلم ان الله سبحانه خلق السموات من دخان البحر والارض من زبده والنجوم من الشعلات النارية المستجنة في زبد البحر والنار والهواء والماء من جسم اكثف من الدخان والطف من الزبد فهذه الذاتيات السماء والارض وما بينهما مما تعلق به الخلق والسماء حقيقة وحدانية في ذاتها ولها ( له خ‌ل ) صلاحية التعدد والكثرة على حسب بدو شأنها في علم الغيب فالدخان المثار وان كان واحدا لكنه صالح لتعدد المراتب وتكثرها وصالح لظهوره باطوار كثيرة من التعدد من كونه اثنين وثلاثة واربعة وخمسة وستة وسبعة وثمانية وغيرها فتعيينها بالسبعة على الجهة الخاصة ووقوع كل سماء في محلها الخاص مترتبا ( مرتبا خ‌ل ) عليها حكم خاص يحتاج الى جعل آخر ولا يكفي فيه الجعل الاول وهذا الجعل هو المسمى بالقدر وتعيين الحدود التي هي الهندسة الايجادية ولهذا الجعل احكام ومقتضيات اخر من تعيين ذلك الدخان وتحديده بالطبقات السبع دون غيرها بالاقتضاءات الخاصة والهيئات والاوضاع ولا دخل لهذا الجعل بالخلق الاول كخلق الخشبة مثلا صالحة للصور العديدة والحدود الكثيرة بان تكون صنما او سريرا او بابا او ضريحا او صندوقا او عمودا او غير ذلك وهذا متعلق الخلق واما جعلها سريرا على هيئات خاصة وحدود معينة وصورة مشخصة فلا بد ان يتعلق به جعل آخر ولا يكفي له خلق الخشبة وهذا الجعل متفرع على الخلق ونحوه غير نحوه قطعا وهذا هو التقدير المتفرع على الخلق وهو قوله تعالى وخلق كل شيء فقدره تقديرا فاذا عرفت ما ذكرنا عرفت ان الله سبحانه خلق من الدخان حقيقة السموات وهي في نفسها صالحة للتعدد باطوار عديدة فاختصاصها بالسبعة وجعلها طبقات حاوية ومحوية متحركات بالاستدارة وجعل كل سماء ذات مراتب من الخارج المركز والمتممين والممثل واختصاص بعضها بزيادة المدير وبعضها بزيادة الحامل وجعلها مختلفة الحركات بالجهات وبالجملة وقوع السماوات على هذا النظم بالحدود المعينة يحتاج الى جعل آخر وهو المسمى بالتسوية مرة وبالقضاء اخرى اما الاول ففي قوله تعالى ثم استوى الى السماء فسويهن سبع سموات فالسماء لا شك انها مخلوقة صالحة للتعدد حتى يتفرع عليها التسوية بالهيئات الخاصة المختلفة فان تسوية كل شيء بحسبه فلو لم تكن السماء في نفسها متعددة ومتكثرة بالصلوح والقابلية لماصح الاتيان بضمير الجمع في قوله تعالى فسويهن وبهذا الاعتبار يقال للسماء سموات في قوله تعالى خلق السموات والارض في ستة ايام والدليل على ان التسوية متأخرة عن الخلق متفرعة عليه قوله تعالى الذي خلقك فسويك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك فجعل سبحانه التسوية بعد الخلق فخلق سبحانه السماء اولا وهي من جهة صلوح التعدد والتكثر يقال لها السموات ثم سواهن سبعا فيحتاج التسوية الى جعل آخر غير خلقها فان عالم التفصيل دون عالم الاجمال ولا يوصف احدهما بما يوصف به الآخر وذلك معلوم ظاهر واما الثاني ففي قوله تعالى ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللارض ائتيا الى ان قال فقضيهن سبع سموات فقضاء ( قضاء خ‌ل ) الله سبحانه اياها سبع سماوات متأخر عن خلق السموات على جهة الاجمال والوحدة الصالحة لجميع الكثرات من سبعة وستة وثمانية وخمسة وتسعة واربعة وعشرة وثلاثة وهكذا فالاختصاص حكم آخر على السموات من الله سبحانه رب البريات وهذه التسوية لها اجل معدود وحد محدود وبالجملة فالذي استفدته من جميع الآيات القرآنية المتعلقة بهذا الباب ان خلق السموات والارض من حيث نفسها انما كان في ستة ايام وجمع ( جميع خ‌ل ) السموات اما لبيان التعدد الصلوحي والذكري وتعين حدوثها متعددة او تعددها حقيقة من كونها سبع كرات مرتوقة وعلى هذا تسويتها وقضائها سبع سموات عبارة عن تقسيم كل كرة الى افلاك جزئية والمتممين ( المتمين خ‌ل ) والممثل والاوج والحضيض وحركات افلاكها والحركات الاعتدالية والتقويمية فيكون ( فتكون خ‌ل ) المعنى خلق السموات السبع فقضيهن سبع سموات على الوجه الخاص والهيئة المخصوصة وقد كانت قبل مجملة غير مفصلة ولعل الثاني هو الاقرب والانسب لظاهر الجمع في الآيات المتعلقة بهذا الشأن ومحصول ما ذكرنا ان خلق السموات والارض من حيث نفسها انما كان في ستة ايام واما تقدير اقوات الارض واهلها وجعل الرواسي واعطاء البركة وتوليد المتولدات فلها ايام معدودات وحدود محدودات لا تدخل في ايام خلق السموات لانها لايجاد نفسهما ( نفسها خ‌ل ) واما ما عديهما ( عديها خ‌ل ) فتختلف ايامها وحدودها فمنها في يومين ومنها في اربعة ومنها في غيرها فالاربعة الايام التي لجعل الرواسي وتقدير الاقوات واحداث البركة ليست من تلك الستة وانما هي خارجة عنها وكذلك اليومان لتسوية السماء وقضائها سبع سماوات خارجة ( خارجان خ‌ل ) عن الستة الايام التي خلقت فيها السموات والارض نعم ذكر سبحانه في هذه الآية ان خلق الارض انما كان في يومين واما خلق السموات وما بينهما فمقدار تكوينها وتكونها لم يذكر الا ان يعرف لجهات اخرى بوجوه اخر وذلك معلوم ظاهر ان شاء الله تعالى فلا تنافي اذا بين الآية الشريفة وغيرها اذ لم يذكر ( لم يكن خ‌ل ) فيها ان خلق السموات والارض كان في ثمانية ايام حتى يتجه الايراد بل المذكور فيها ان خلق الارض في يومين وتقدير اقوات الارض في اربعة ايام وجعل طبقات السموات وتسويتها بعد خلقها في يومين والآيات الاخر دلت على ان خلق السموات والارض في ستة ايام واين الخلق من القدر والقضاء فلو قال سبحانه خلق الارض في يومين وقدرها في اربعة ايام لم يكن تناقضا فكيف ما اذا قال وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام ولا ريب ان القدر والقضاء متفرعان ومترتبان على الخلق وقد اجمع العلماء من اهل الباطن والظاهر انهما شيئان وان اختلفوا في معناهما وتقدم القدر على القضاء والعكس واي تناف حينئذ ولست ادري ان المفسرين لم لم ينظروا في مدلول الالفاظ الالهية بحسب القواعد القرآنية واللغوية حتى ينكشف المراد بتزييل الفؤاد ولم ارتكبوا التجوزات حتى اوقعوا انفسهم في الاشكالات وتخيل المناقضة والمنافاة في الآيات التي قد شهد الله تعالى لها بالوفاق وعدم الاختلاف الا في التعبيرات لاقتضاء الجمع بين الظواهر والبواطن بالآيات المحكمات والمتشابهات وذلك ليس باختلاف وانما هو تأسيس حكم الاتفاق مع ان هذه الآية ليست من هذا القبيل ولا اختلاف ايضا في ظاهر اللفظ ولا في التأويل فلا يحتاج اذن الى التكلفات التي تكلفوها والوجوه التي وجهوها والاقوال التي قالوها والاعتراضات التي اوردوها مما كتبوه في زبرهم وسطروه في دفاترهم وكتبهم وهي كما ذكر جنابك العالي المحروس عن طوارق الايام والليالي انهم قد وفقوا بما لا ارى عليه آثار التوفيق ولا تلوح على آفاقه انوار التحقيق فان قلت ان توهم المنافاة بين الآية والآيات لعله لاجل ما روي عن مولينا جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام وما ذكره صاحب الكشاف مسندا الى القيل ان الله سبحانه في يوم الاحد والاثنين خلق الارضين وخلق اقواتها في يوم الثلثا وخلق السموات يوم الاربعاء ويوم الخميس وخلق اقواتها يوم الجمعة وذلك قول الله سبحانه خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام قلت ان هذه الرواية منافية لصريح الآية لانه سبحانه نص على ان اقوات الارض في اربعة ايام كما قال سبحانه وجعل فيها رواسي وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام وفي هذه الرواية دلالة على ان اقوات الارض في يوم واحد واقوات السماء في يوم آخر وهذه منافاة ظاهرة مع كتاب الله ومنافية ايضا للمنظومة التي وردت عن امير المؤمنين عليه السلام :

لنعم اليوم يوم السبت حقا لصيد ان اردت بلا امتراء

وفي الاحد البناء لان فيه تبدى الله في خلق السماء

وهي كما ترى صريحة بان خلق السماء يوم الاحد وفي الرواية ان خلقها يوم الاربعاء وبالجملة فبعد الاغماض عن المناقشة في السند ومنافاتها للقرآن التي توجب طرحها اذ ليس هناك تخصيص حتى يقال ان الكتاب يخصص بالخبر الواحد ومنافاتها للمنظومة التي توجب وهيهنا نقول انه لا منافاة بينها وبين ما ذكرناه ( ذكرنا خ‌ل ) مما هو صريح القرآن واللغة بل العرف لان المذكور في الرواية المذكورة ان الاقوات قد خلقت في يومين لا انها قدرت وبين الخلق والتقدير بون بعيد كما اشرنا اليه سابقا مكررا فخلق الاقوات عبارة عن ايجاد ذاتياتها وموادها وعللها واسبابها التي منها خلق النجوم والكواكب والبروج والعناصر وهذه اسباب وعلل جوهرية منها فاعلية و منها مادية لتقدير الاقوات وتفصيلها وتمييزها على الحدود المعلومة المشخصة المعينة فاذا وجدت مادة الاقوات وذاتياتها المعبر عنها بالخلق قدرت وفصلت على الاطوار المعلومة من اطوار النبات والجماد والمعادن وساير الاطوار والادوار من الانواع والاجناس والاصناف وساير الاضافات والاحوال فهذا التقدير والتصوير انما كان في الاربعة الايام واصل الخلق في المادة الاولية انما كان في اليومين نعم قد ظهر من هذه الرواية ان خلق الاقوات التي هي ما بينهما في الكون الاول انما كان في يومين والله سبحانه قد نص ان خلق الارض ايضا في يومين فثبت بالضرورة بعد ضم الآية والرواية ان خلق السموات ايضا في يومين وذلك تمام الستة واما تسوية السموات سبعا والارضين سبعا فانما هي بجعل جديد في مدة على حدة وتلك المدة ايضا يومان كما نص عليه سبحانه وتقدير اقوات الارض اربعة ايام غير اليومين وغير الستة الايام وانما كررت العبارة ورددتها لزيادة البيان والتبيان فاني قد رأيت فحولا من العلماء الاعلام زلت لهم الاقدام في هذا المقام وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب هذا مختصر المقال مما يتعلق بالامر الاول

واما الامر الثاني فاعلم ان اليوم له اطلاقات كثيرة وتعبيرات عديدة فلنذكر ما وصل الينا من تلك الاطلاقات بعد اعطاء النظر حقه ثم ننظر اي اطلاق منها يصح حمل الآية الشريفة عليه فنقول ان اليوم يطلق على امور كثيرة : الاول وقت ما اي مطلق الوقت طال او قصر ليل او نهار كقوله تعالى ومن يولهم يومئذ دبره والامر يومئذ لله وامثاله من الآيات الثاني ما بين الطلوعين وما بين الغروبين ويسمى يوم الايلاج وهو من معاني قوله تعالى يولج الليل في النهار وذلك عند غيبوبة قرص الشمس يولج الليل في النهار الى ان يغشاه ويولج النهار في الليل وذلك من طلوع الفجر الصادق الى ان يغشي النهار الليل الثالث الغشيان اي غشيان الليل النهار وهو غروب الحمرة المغربية الى طلوع الفجر الكاذب وهو قوله تعالى يغشي الليل النهار ( النهار وغشيان النهار الليل خ‌ل ) وهو بعد طلوع الشمس الى سقوط القرص ومنه قوله تعالى فلما تغشيها حملت حملا خفيفا فافهم الدقيقة بسر الحقيقة ويسمى ذلك يوم الغشيان الرابع النهار وهو قوله تعالى سبع ليال وثمانية ايام ويقسم هذا اليوم في الغالب على اثنتي‌ عشرة ساعة لا تزيد ولا تنقص طال النهار او قصر وتسمى ( يسمى خ‌ل ) تلك بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الايام طولا وقصرا وتسمى بالساعات الزمانية ايضا لانها نصف سدس زمان النهار وتعرف تلك الساعات بنقصان الظل وزيادته بحسب الاقدام والمراد بالقدم سبع الشاخص فالساعة الاولى من اول طلوع الشمس الى ان يصير الظل ثمانية وعشرين قدما الثانية من ذلك الحد الى ان يبلغ ثمانية‌عشر قدما الثالثة ( الثالثة منه خ‌ل ) الى ان يبلغ تسعة اقدام الرابعة منه الى ستة اقدام الخامسة منه الى ان يصير الظل ثلاثة اقدام السادسة منه الى تمام الظل او منتهي حد النقصان وهو الزوال والنصف الآخر من النهار على حسب زيادة الظل من الزوال على النحو المذكور الى ان يبلغ ثمانية وعشرين قدما والباقي الى تمام غروب الشمس هي الساعة الثانية عشرة وهذه القسمة بهذه النسبة لا تختلف بحسب طول النهار وقصرها ويقسم الليل ايضا على مقايسة النهار حرفا بحرف واغلب احكام اهل النجوم واهل الاوفاق واهل البسط والتكسير واهل الشرع مبنية على هذه الساعات ولكل من ساعات الليل والنهار اسماء معروفة عند العرب اما اسماء ساعات النهار فالاولى تسمى البكور والذرور والثانية الشروق والبزوغ والثالثة الغدو والضحى والاشراق والرابعة الضحى والغزالة والراد والخامسة الهاجرة والضحى والسادسة الظهيرة والزوال والمتوع والسابعة الرواح والدلوك والهاجرة والثامنة العصر والاصيل والتاسعة القصر والاصيل والعصر والعاشرة الاصيل والصبوح والقصر والحادي عشرة العشا والحدود والثقل والثاني عشر الغروب وللصبح اسماء كثيرة وهي الفلق والسطيع والصديع والصرام والصريم والشميط والصدف والشق والفتق واما ساعات الليل واسماؤها الاولى الشفق الثانية الغسق الثالثة العتمة الرابعة السدفة الخامسة الجهمة السادسة الزلفة السابعة البهرة الثامنة السحرة التاسعة السحرة العاشرة الفجر الحادي عشرة الصبح الثاني عشرة ( الثانية عشر خ‌ل ) الصباح واما الليل والنهار فلهما اسماء كثيرة عند العرب والذي وقفت عليه منها ( فيها خ‌ل ) الدائبان والصرفان ( الصيرفان خ‌ل ) والجديدان والاجدان والحاديان والاصرمان والملوان والعصران والردفان والصرعان والاثرمان والمتباديان والفتيان والطريدان وابناسبات وابناجمير وابناسمير وللغداة والعشي اسماء منها البردان والابردان والعصران ( العصران والصرعان خ‌ل ) والضرعان والقرنان والكرتان وهذه الاسماء وان طال بذكرها الكلام الا ان ذكرها ( بذكرها خ‌ل ) لا يخلو من فوائد فلنرجع الى اطلاقات اليوم فنقول الخامس مقدار حركة كرة الفلك الاعظم المسمى بالعرش والاطلس ومحدد الجهات وفلك الافلاك من نقطة مفروضة الى انتهاء الحركة اليها وهو اليوم المعروف بين عامة الناس وخواصها وعليه بنيت الاسابيع والشهور والاعوام لنسبة الى مبدء الاجسام واعظم الافلاك واشرف الكرات وحركته اسرع الحركات واولها وهذا هو مجموع الليل والنهار كما في قوله تعالى آيتك الا تكلم الناس ثلثة ايام الا رمزا ويختلف الليل والنهار في هذا اليوم حسب اختلاف الآفاق والاقاليم فمنها يتفق دور جميع الكرة نهارا ومنها ليلا ومنها مختلفة في الطول والقصر بحسب الفصول والآفاق وهما وان كان تمايزهما بالشمس ولا دخل لهما باصل اليوم ولكنه حيث ان الشمس مسخرة لهذا الفلك الاعظم والارض حائلة تحقق الليل والنهار بحسب خفاء الشمس تحت الارض وبروزها وطلوعها فوق الارض ( الافق خ‌ل ) والا فمدار اليوم على حركة الفلك الاعظم لا غير وهو لكونه مبدء الاجسام كان الطفها فكان اخفها فكان اسرعها فيقطع الدورة لكمال السرعة في اربعة وعشرين ساعة وفي كل ساعة يقطع خمس عشرة درجة فقسمت ايامها باربع وعشرين ساعة السادس مقدار قطع الفلك الثامن فلك البروج فلك المنازل تمام الدورة وهو المسمى بيوم الكرسي ومقدار هذا اليوم على ما يرجح عندي ويقوى في نظري مما استنبطته من الاخبار وصحيح الآثار وبرهان ( البرهان خ‌ل ) العقل المستنير ودليل الحكمة الذي هو الكتاب المنير مقدار ثلثين‌ الف سنة من سني الفلك الاعظم ولا تختلف هذه الايام بالطول والقصر كغيرها من الايام وانما تختلف مقادير الليل والنهار بحسب مكث الشمس فوق الارض وتحتها وينقسم هذا اليوم الى اربع وعشرين ساعة وكل ساعة الف ومأتان وخمسون سنة السابع مدة قطع اوج زحل تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج زحل ومقداره كيوم الكرسي يوما وساعة الثامن مقدار مدة قطع الفلك الممثل لزحل تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل زحل ومقداره كيوم اوجه يوما وساعة التاسع مدة مقدار قطع الفلك الخارج المركز لزحل وهو المسمى بيوم حامل زحل ومقداره تسع وعشرون سنة وخمسة اشهر وعشرة ايام واربع ساعات وكل ساعة من هذا اليوم اربعة عشر شهرا وثمانية وعشرون يوما واربع ساعات وثلاثون دقيقة من الفلك الاعظم العاشر مقدار مدة قطع فلك تدوير زحل تمام الدورة وهو سنة وثلاث‌ىعشر يوما وكل ساعة منه خمسة ‌عشر يوما وثلاث ‌عشرة ( ثلاث ‌عشر خ‌ل ) ساعة وهو المسمى بيوم تدوير زحل الحادي‌ عشر مقدار مدة قطع الكوكب زحل بالحركة الاعتدالية تمام الدورة وهو المسمى بيوم زحل وهو ثلاثون سنة وكل ساعة من يومه سنة وثلاثة اشهر الثاني عشر نهار السبت وليلة الاربعاء وهو المسمى بيوم زحل ايضا لكن لا على المعنى السابق الثالث ‌عشر مجموع الساعات الاربع والعشرين الممتزجة في ايام الاسبوع وهو المسمى بيوم زحل من ايام الشأن فالساعة الاولى وهي الساعة الاولى من يوم ( ايام خ‌ل ) السبت والثانية هي الثامنة ( الثانية خ‌ل ) منه والساعة الثالثة هي الخامسة ( الخاصة خ‌ل ) من يوم الاحد الساعة الرابعة هي الثانية عشر منه الساعة الخامسة هي الثانية من يوم الاثنين الساعة السادسة هي التاسعة منه الساعة السابعة هي السادسة من يوم الثلثاء الساعة الثامنة هي الساعة الثالثة من يوم الاربعاء الساعة التاسعة هي العاشرة منه الساعة العاشرة هي السابعة من يوم الخميس الساعة الحادية ‌عشر ( الحادية‌ عشرة خ‌ل ) هي الرابعة من الجمعة الساعة الثانية عشر ( الثانية عشرة خ‌ل ) هي الحادية‌ عشرة من يوم الجمعة الساعة الثالثة‌ عشر هي الاولى من ليلة الاربعاء الساعة الرابعة‌ عشر هي الثامنة من ليلة الاربعاء الساعة الخامسة ‌عشر هي الخامسة من ليلة الخميس الساعة السادسة‌ عشر هي الثانية عشرة من ليلة الخميس الساعة السابعة‌ عشر هي الثانية من ليلة الجمعة الساعة الثامنة‌ عشر هي التاسعة منها الساعة التاسعة‌ عشر السادسة من ليلة السبت الساعة العشرون الثالثة من ليلة الاحد الساعة الحادية والعشرون العاشرة من ليلة الاحد الساعة الثانية والعشرون هي السابعة من ليلة الاثنين الساعة الثالثة والعشرون هي الساعة الرابعة من ليلة الثلثا الساعة الرابعة والعشرون الحادية ‌عشرة من ليلة الثلثاء وهذا المجموع يسمى بيوم السبت وعلة الامتزاج اختلاط الطبايع وتعديلها لحصول المزاج ليوجد شأن من الشؤن الالهية ويبدو وجه من الخزاين الغيبية الرابع ‌عشر مقدار مدة قطع اوج المشتري تمام الدورة ويسمى بيوم اوج المشتري وهو كيوم الكرسي حرفا بحرف يوما وساعة الخامس ‌عشر مقدار مدة قطع الفلك الممثل للمشتري تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل المشتري وهو كيوم اوجه حرفا بحرف يوما وساعة السادس ‌عشر مقدار مدة ( مدة قطع خ‌ل ) فلك الخارج المركز للمشتري تمام الدورة وهو المسمى بيوم حامل المشتري ومقداره احدى‌ عشرة سنة وعشرة اشهر و احدى ‌عشرة ساعة من ايام الفلك الاعظم وكل ساعة يكون خمسة اشهر وخمسة ‌عشر يوما وسبع وعشرين دقيقة وثلثين ثانية السابع‌ عشر مقدار مدة قطع تدوير المشتري تمام الدورة وهو المسمى بيوم تدوير المشتري وهو سنة واربع وثلاثون يوما وكل ( يوما كل خ‌ل ) ساعة منه ستة‌ عشر يوما وعشر ساعات من ايام الفلك الاعظم وساعاته الثامن ‌عشر مقدار مدة قطع المشتري بالحركة الاعتدالية تمام الدورة وهو المسمى بيوم المشتري وهو اثنتا عشرة سنة فيكون كل ساعة منه ستة اشهر التاسع‌ عشر نهار الخميس وليلة الاثنين لظهور سلطنة المشتري ومعظم آثاره فيهما ومجموعهما هو ( وهو خ‌ل ) المسمى بيوم المشتري العشرون مجموع الساعات الاربع والعشرين الممتزجة في ايام الاسابيع لتحقق الايتلاف ودفع التنافر والاختلاف وحصول المزاج وظهور الابتهاج الساعة الاولى هي الساعة الاولى من يوم الخميس الثانية هي الثامنة منه الثالثة هي الخامسة من يوم الجمعة الرابعة هي الثانية عشرة منه الخامسة هي الثانية من يوم السبت السادسة هي التاسعة منه السابعة هي السادسة من يوم الاحد الثامنة هي الثالثة من يوم الاثنين التاسعة هي العاشرة منه العاشرة هي السابعة من يوم الثلثا الحادية‌ عشرة هي الرابعة من يوم الاربعاء الثانية عشرة هي الحادية ‌عشرة من يوم الاربعاء الثالثة‌ عشرة ( الثالثة‌ عشر خ‌ل ) الاولى من ليلة الاثنين الرابعة ‌عشرة ( الرابعة‌ عشر خ‌ل ) الثامنة من ليلة الاثنين الخامسة‌ عشرة ( الخامسة ‌عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة الثلثا السادسة‌ عشرة ( السادسة‌ عشر خ‌ل ) الثانية عشرة منها السابعة‌ عشرة ( السابعة‌ عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة الاربعاء الثامنة‌ عشرة ( الثامنة‌ عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة‌ عشرة ( التاسعة‌ عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الخميس العشرون الثالثة من ليلة الجمعة الحادية والعشرون العاشرة منها الثانية والعشرون السابعة من ليلة السبت الثالثة والعشرون الرابعة من ليلة الاحد الرابعة والعشرون الحادية ‌عشرة من ليلة الاحد وهذا المجموع يسمى بيوم الخميس من ايام الشأن الحادي والعشرون مقدار مدة قطع اوج المريخ تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج المريخ وهو ثلاثون ‌الف سنة على المختار من ايام الفلك الاعظم وكل ساعة منه الف ومأتان وخمسون سنة الثاني والعشرون مقدار مدة قطع الفلك الممثل للمريخ تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل المريخ وهو كيوم اوجه حرفا بحرف الثالث والعشرون مقدار مدة قطع الخارج المركز ( للمركز خ‌ل ) للمريخ تمام الدورة وهو المسمى بيوم حامل المريخ وهو سنة وعشرة اشهر واحد وعشرون يوما وثلاث وعشرون ساعة من ايام الفلك الاعظم وكل ساعة منه سبعة وعشرون يوما واربع‌عشرة ساعة الرابع والعشرون مقدار مدة قطع فلك تدوير المريخ تمام الدورة وهو المسمى بيوم تدوير المريخ وهو سنتان وتسعة واربعون يوما وكل ساعة منه احد وثلاثون يوما وساعة واحدة الخامس والعشرون مقدار قطع الكوكب المريخ تمام الدورة بالحركة الاعتدالية وهو اثنان وعشرون شهرا وخمسة ‌عشر يوما وكل ساعة من يومه ثمانية وعشرون يوما وثلاث ساعات وخمسون دقيقة السادس والعشرون نهار الثلثا وليلة السبت لظهور سلطنته فيهما وبروز آثاره لديهما السابع والعشرون مجموع الساعات الاربع والعشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولى الاولى من يوم الثلثاء الساعة الثانية الثامنة من يوم الثلثا الثالثة الخامسة من يوم الاربعاء الرابعة الثانية عشرة من يوم الاربعاء الخامسة الثانية من يوم الخميس السادسة التاسعة من يوم الخميس السابعة السادسة من يوم الجمعة الثامنة الثالثة من يوم السبت التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم الاحد الحادية‌ عشرة الرابعة من يوم الاثنين الثانية عشرة الحادية ‌عشرة منه الثالثة ‌عشرة ( الثالثة ‌عشر خ‌ل ) الاولى من ليلة السبت الرابعة‌ عشرة ( الرابعة‌ عشر خ‌ل ) الثامنة منها الخامسة‌ عشرة ( الخامسة‌ عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة الاحد السادسة‌ عشرة ( السادسة‌ عشر خ‌ل ) الثانية عشرة منها السابعة ‌عشرة ( السابعة‌ عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة الاثنين الثامنة‌ عشرة ( الثامنة‌ عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة‌ عشرة ( التاسعة‌ عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الثلثا العشرون الثالثة من ليلة الاربعاء الحادية والعشرون العاشرة منها الثانية والعشرون السابعة من ليلة الخميس الثالثة والعشرون الرابعة من ليلة الجمعة الرابعة والعشرون الحادية‌ عشرة من ليلة الجمعة وهذه الساعات الممتزجة المتداخلة المعوجة هي المسماة بيوم الثلثا الثامن والعشرون مقدار مدة قطع اوج الشمس تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج الشمس وهو كيوم الكرسي يوما وساعة التاسع والعشرون مقدار مدة قطع الفلك الممثل للشمس تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل الشمس وهو كيوم اوجه حرفا بحرف الثلاثون مقدار مدة قطع الفلك الخارج المركز للشمس تمام الدورة وهو المسمى بيوم الخارج المركز وهو سنة وخمسة ايام وست ساعات تقريبا وكل ساعة منه خمسة‌ عشر يوما وخمس ساعات وخمس عشرة دقيقة الحادي والثلاثون مقدار قطع كوكب الشمس بالحركة الاعتدالية وهو ثلثمأة وخمس وستون يوما وكل ساعة من يومه خمسة‌ عشر يوما الثاني والثلاثون نهار الاحد وليلة الخميس وهو المسمى بيوم الشمس لظهور سلطنتها فيها ( فيهما خ‌ل ) وبروز غالب آثارها لديها ( آثارهما لديهما خ‌ل ) الثالث والثلثون مجموع الساعات الاربع والعشرين ( العشرون خ‌ل ) الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولى الاولى من يوم الاحد الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الاثنين الرابعة الثانية عشرة ( الثانية عشر خ‌ل ) منه الخامسة الثانية من يوم الثلثا السادسة التاسعة منه السابعة السادسة من يوم الاربعاء الثامنة الثالثة من يوم الخميس التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم الجمعة الحادية ‌عشرة الرابعة من يوم السبت الثانية عشرة الحادية‌ عشرة منه الثالثة‌ عشرة ( الثالثة‌ عشر خ‌ل ) الاولى من ليلة الخميس الرابعة ‌عشرة ( الرابعة‌ عشر خ‌ل ) الثامنة منها الخامسة ‌عشرة ( الخامسة ‌عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة الجمعة السادسة‌ عشرة ( السادسة‌ عشر خ‌ل ) الثانية عشرة منها السابعة‌ عشرة ( السابعة‌ عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة السبت الثامنة‌ عشرة ( الثامنة‌ عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة‌ عشرة ( التاسعة‌ عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الاحد العشرون الثالثة من ليلة الاثنين الحادي ( الحادية خ‌ل ) والعشرون العاشرة من ليلة الاثنين الثاني ( الثانية خ‌ل ) والعشرون السابعة من ليلة الثلثا الثالث ( الثالثة خ‌ل ) والعشرون الرابعة من ليلة الاربعاء الرابع ( الرابعة خ‌ل ) والعشرون الحادية‌ عشرة منها وهذا المجموع الممتزج هو المسمى بيوم الاحد من ايام الشأن الرابع والثلاثون مقدار ( مقدار مدة خ‌ل ) قطع اوج الزهرة تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج الزهرة وهو كيوم اوج الشمس حرفا بحرف يوما وساعة الخامس والثلاثون مقدار مدة قطع الفلك الممثل للزهرة تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل الزهرة وهو كيوم اوجه بلا خلاف السادس والثلثون مقدار مدة قطع الفلك الخارج المركز للزهرة تمام الدورة وهو المسمى بيوم حامل الزهرة وهو ثلثمأة وخمس وستون يوما وربع يوم الا جزء من ثلثمأة جزء وكل ساعة منه خمسة‌عشر يوما وخمس ساعات وخمس عشرة ( خمس‌عشر خ‌ل ) دقيقة من ايام الفلك الاعظم وساعاته ودقائقه السابع والثلاثون مقدار مدة قطع فلك تدوير الزهرة تمام الدورة وهو المسمى بيوم تدوير الزهرة وهو سنة وثمانية اشهر وتسعة ايام وكل ساعة منه سبعة ‌عشر ( ساعة سبعة ‌عشر خ‌ل ) يوما وتسع ساعات الثامن والثلاثون مقدار قطع كوكب الزهرة تمام الدورة بالحركة الاعتدالية وهو المسمى بيوم الزهرة وهو كيوم الشمس حرفا بحرف التاسع والثلاثون نهار يوم الجمعة وليلة الثلثا لظهور سلطنته فيهما وبروز معظم آثاره لديهما الاربعون مجموع الساعات الاربع والعشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولى الاولى من يوم الجمعة الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم السبت الرابعة الثانية عشرة منه الخامسة الثانية من يوم الاحد السادسة التاسعة منه ( منها خ‌ل ) السابعة السادسة من يوم الاثنين الثامنة الثالثة من يوم الثلثا التاسعة العاشرة من يوم الثلثا العاشرة السابعة من يوم الاربعاء الحادية ‌عشرة الرابعة من يوم الخميس الثانية عشرة الحادية ‌عشرة منه الثالثة ‌عشرة الاولى من ليلة الثلثا الرابعة ‌عشرة ( الرابعة‌ عشر خ‌ل ) الثامنة منها الخامسة ‌عشرة ( الخامسة‌ عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة الاربعاء السادسة‌ عشرة ( السادسة‌ عشر خ‌ل ) الثانية عشرة منها السابعة ‌عشرة ( السابعة ‌عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة الخميس الثامنة ‌عشرة ( الثامنة‌ عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة ‌عشرة ( التاسعة ‌عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الجمعة العشرون الثالثة من ليلة السبت الحادي ( الحادية خ‌ل ) والعشرون العاشرة منها الثاني ( الثانية خ‌ل ) والعشرون السابعة من ليلة الاحد الثالث ( الثالثة خ‌ل ) والعشرون الرابعة من ليلة الاثنين الرابع ( الرابعة خ‌ل ) والعشرون الحادية عشرة منها وهذا المجموع الممتزج هو المسمى بيوم الجمعة من ايام الشأن الحادي والاربعون مقدار مدة قطع اوج مدير عطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج المدير وهو كيوم اوج الزهرة حرفا بحرف الثاني والاربعون مقدار مدة قطع اوج كوكب عطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج عطارد وهو كيوم اوج المدير حرفا بحرف يوما وساعة الثالث والاربعون مقدار مدة قطع الفلك الممثل لعطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم ممثل عطارد وهو كيوم اوجه يوما وساعة الرابع والاربعون مقدار ( مقدار مدة خ‌ل ) قطع فلك مدير عطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم المدير ومقداره سنة وخمسة ايام وست ساعات تقريبا وكل ساعة منه نصف شهر وخمس ساعات وربع الخامس والاربعون مقدار مدة قطع الخارج المركز لعطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم حامل عطارد وهو كيوم حامل الزهرة يوما وساعة السادس والاربعون مقدار مدة قطع فلك تدوير عطارد تمام الدورة وهو المسمى بيوم تدوير عطارد ومقداره ثلاثة اشهر واحد وعشرون يوما واثنان وعشرون ساعة واربعون دقيقة تقريبا وكل ساعة منه اربعة ايام وثلاث‌ عشرة ساعة واربع دقايق وست ثواني السابع والاربعون مقدار مدة قطع عطارد تمام الدورة بالحركة الاعتدالية وهو المسمى بيوم عطارد وهو كيوم الزهرة حرفا بحرف الثامن والاربعون نهار يوم الاربعاء وليلة الاحد لظهور سلطنته فيهما وبروز آثاره لديهما التاسع والاربعون مجموع الساعات الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولى الاولى من يوم الاربعاء الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الخميس الرابعة الثانية عشرة منه الخامسة الثانية من يوم الجمعة السادسة التاسعة من يوم الجمعة السابعة السادسة من يوم السبت الثامنة الثالثة من يوم الاحد التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم الاثنين الحادية ‌عشرة الرابعة من يوم الثلثا الثانية عشرة الحادية ‌عشرة ( الثانية عشر الحادية‌ عشر خ‌ل ) منه الثالثة‌ عشرة ( الثالثة ‌عشر خ‌ل ) الاولى من ليلة الاحد الرابعة ‌عشرة ( الرابعة ‌عشر خ‌ل ) الثامنة منها الخامسة‌ عشرة ( الخامسة ‌عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة الاثنين السادسة‌ عشرة الثانية عشرة ( السادسة‌ عشر الثانية عشر خ‌ل ) منها السابعة ‌عشرة ( السابعة‌ عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة الثلثا الثامنة ‌عشرة ( الثامنة ‌عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة ‌عشرة ( التاسعة ‌عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الاربعاء العشرون الثالثة من ليلة الخميس الحادي ( الحادية خ‌ل ) والعشرون العاشرة من ليلة الخميس الثاني ( الثانية خ‌ل ) والعشرون السابعة من ليلة الجمعة الثالث ( الثالثة خ‌ل ) والعشرون الرابعة من ليلة السبت الرابع ( الرابعة خ‌ل ) والعشرون الحادية ‌عشرة منها وهذا المجموع الممتزج هو المسمى بيوم الاربعاء من ايام الشأن الخمسون مقدار مدة قطع اوج القمر تمام الدورة وهو المسمى بيوم اوج القمر ومقداره اثنان وثلاثون يوما وكل ساعة منه اثنان وثلثون ساعة من ساعات الفلك الاعظم وايامه الحادي والخمسون مقدار مدة قطع جوزهر القمر تمام الدورة وهو المسمى بيوم الجوزهر ومقداره مقدار الممثلات حرفا بحرف يوما وساعة الثاني والخمسون مقدار مدة قطع الفلك المائل للقمر تمام الدورة وهو المسمى بيوم المائل وهو اثنان وثلاثون يوما وكل ساعة منه اثنان وثلاثون ساعة الثالث والخمسون مقدار مدة قطع فلك الحامل للقمر تمام الدورة وهو المسمى بيوم حامل القمر وهو سبعة وعشرون يوما وسبع ساعات وثلاث واربعون دقيقة وخمسون ثانية وكل ساعة منه سبع وعشرون ساعة وتسع‌ عشرة دقيقة واربعون ثالثة تقريبا الرابع والخمسون مقدار مدة قطع فلك تدوير القمر تمام الدورة وهو المسمى بيوم تدوير القمر ومقداره سبعة وعشرون يوما وثلاث‌عشرة ساعة وتسع‌عشرة دقيقة فيكون ساعته يوما ( فيكون ساعة ويوما خ‌ل ) واحدا وثلاث ساعات وثلاث وثلاثين دقيقة وسبع ‌عشرة ثانية وثلاثين ثالثة الخامس والخمسون مقدار مدة قطع كوكب القمر بالحركة الاعتدالية تمام الدورة وهو المسمى بيوم القمر ومقداره يكون سبعة وعشرين يوما وثلث يوم فيكون كل ساعة من يومه سبعا وعشرين ساعة وعشرين دقيقة السادس والخمسون نهار يوم الاثنين وليلة الجمعة لظهور سلطانه وعظم ( اعظم خ‌ل ) برهانه فيهما السابع والخمسون مجموع الساعات الاربع والعشرين الممتزجة المتداخلة في ايام الاسبوع الساعة الاولى الساعة الاولى من يوم الاثنين الثانية الثامنة منه الثالثة الخامسة من يوم الثلثا الرابعة الثانية عشرة منه ( منها خ‌ل ) الخامسة الثانية من يوم الاربعاء السادسة التاسعة منه السابعة السادسة من يوم الخميس الثامنة الثالثة من يوم الجمعة التاسعة العاشرة منه العاشرة السابعة من يوم السبت الحادية‌ عشرة الرابعة من يوم الاحد الثانية عشرة الحادية عشرة من يوم الاحد الثالثة ‌عشرة ( الثالث‌ عشر خ‌ل ) الاولى من ليلة الجمعة الرابعة ‌عشرة ( الرابعة ‌عشر خ‌ل ) الثامنة منها الخامسة‌ عشرة ( الخامسة‌ عشر خ‌ل ) الخامسة من ليلة السبت السادسة‌ عشرة ( السادسة ‌عشر خ‌ل ) الثانية عشرة منها السابعة‌ عشرة ( السابعة‌ عشر خ‌ل ) الثانية من ليلة الاحد الثامنة‌ عشرة ( الثامنة‌ عشر خ‌ل ) التاسعة منها التاسعة‌ عشرة ( التاسعة‌ عشر خ‌ل ) السادسة من ليلة الاثنين العشرون الثالثة من ليلة الثلثا الحادي ( الحادية خ‌ل ) والعشرون العاشرة منها الثاني ( الثانية خ‌ل ) والعشرون السابعة من ليلة الاربعاء الثالث ( الثالثة خ‌ل ) والعشرون الرابعة من ليلة الخميس الرابع ( الرابعة خ‌ل ) والعشرون الحادية عشرة من ليلة الخميس وعدم تبادر اليوم من هذه الاطلاقات عند عامة الناس وعدم تنصيص الاغلب بذلك ليس لعدم صحة الاطلاق بل لعدم ظهورها وتمايزها وتشخصها منفردة الا ترى ان في ارض التسعين لما انفردت حركة الشمس وتشخصت قالوا ان السنة يوم واحد وكذلك لو فرض تمايز الكرسي حركته عن حركة العرش لظهر وتميز يومه عن يومه واطلق على كل يومه كما يكون ذلك في اواخر الوجود التي هي اوايله من ظهور المهدي ( عليه السلام وعجل الله فرجه خ‌ل ) وخروج دابة الارض وما ورائها الى ما شاء الله فعدم الاطلاق لعدم ظهور الموضوع منفردا بالحكم واما اولياء الله العارفون به حيث انهم حكماء علماء يضعون الاشياء في مواضعها ميزوا احكامها وعرفوا ايامها فان بواطن الاخبار وتأويلات الآيات ومعرفة كلمات العلماء العارفين والعرفاء الواصلين منوطة بمعرفة هذه الايام فافهم فقد اسمعتك تغريد الورقاء على الافنان بفنون الالحان

تنبيه اعلم ان اوج الكواكب عبارة عن تمام دورة حركة نقطة مشتركة بين الممثل والحوامل في العلويات والزهرة وبين الممثل والمدير وبين المدير والحامل في عطارد وبين المائل والحامل ( في عطارد وبين الجوزهر والمائل خ‌ل ) في القمر وبين الممثل والخارج المركز في الشمس والحركة الاعتدالية عبارة عن الحركة الحاصلة لكل كوكب بعد تمام حصول الحركات المختلفة الثابتة لافلاكها مثلا الكوكب المشتري له ثلاث حركات مختلفة حركة باعتبار فلك ممثله واوجه وهي على ما عرفت مقدار مدة ثلاثين الف سنة وحركة باعتبار حامله وهو مدة احدى ‌عشرة سنة واحد عشر ساعة وحركة باعتبار تدويره وهو مقدار مدة سنة واربعة وثلاثين يوما وله حركة اخرى خاصة به حاصلة بعد تمام حصول تلك الحركات المختلفة ومصادمة بعضها بعضا وملاحظة التفاوت الواقع بين الحركات الثلاث وزيادتها ونقصانها بحيث يحصل للكوكب ( الكوكب خ‌ل ) في كل يوم حركة متشابهة لحركة اليوم الثاني والثالث وهكذا وهذه الحركة هي المسماة بالحركات الاعتدالية وهي مختلفة في الكواكب كما ذكرنا فلنرجع الى ما كنا فيه من ذكر اطلاقات اليوم فنقول : الثامن والخمسون مقدار مدة الف سنة من ايام الفلك الاعظم وهو المسمى باليوم الربوبي كما قال تعالى وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون وهذا اليوم هو اليوم الواحد المترقي بالمراتب الاربع في كل ما ينسب الى الله لا الايام المتعددة المنضمة بعضها ببعض حتى تبلغ الفا وهذه تظهر كمال الظهور فاليوم الآخر وان ظهر في هذه الدنيا للقاطنين فيها فهو في اليوم الآخر ايضا فافهم التاسع والخمسون مقدار مدة خمسين‌الف سنة وهو المسمى باليوم الالهي كما في قوله تعالى من الله ذي المعارج تعرج الملئكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ‌الف سنة على الوجه الذي ذكرنا في اليوم الربوبي والسر في ذلك ان المراتب اربع الملك والملكوت والجبروت و اللاهوت وكل مرتبة عليا محيطة بالسفلى واعلى منها بعشر درجات لانها تمام المرتبة فان الله سبحانه تعالى خلق الاشياء من عشر قبضات يعني من سر عشر مراتب وهي الافلاك التسعة والعناصر في كل عالم بحسبه فاذا تمت العشرة ووجدت وتحققت كانت محققة وموجدة للمرتبة السفلى فتكون العليا اوسع احاطة من السفلى بعشر درجات ولذا ترتبت مراتب الاعداد على الاربع فالعشرات اوسع من الآحاد بعشر بمعنى ان كل واحد من العليا عشرة من السفلى والمئات اوسع من كل من العشرات بعشرة والالف اوسع من كل من المئات بعشر فالوحدة في العليا والكثرة في السفلى والالف منتهى المراتب واقصى الغايات ولذا لم ‌تكن مرتبة فوقها الا ما يتفرع منها من اعداد مراتبها ولما كانت العبودية تنتهي الى الربوبية وان الى ربك المنتهى وعن طريق اهل البيت عليهم السلام العبودية جوهرة كنهها الربوبية فما فقد في العبودية وجد في الربوبية وما خفي في الربوبية اصيب في العبودية الحديث فما كان في هذه المرتبة اي مرتبة الربوبية الواقعة في الرتبة الرابعة من اضافة النسب والكثرات من جهة التعلقات لا من حيث الذات البحت البات بل من حيث قران الحدود والانيات يعد الفا فان كان واحدا فهو الف وان كان اثنين فهو الفان وهكذا الى ما لا نهاية له فما نسب الى الرب اي الى وجهة الحق كانت هي الغاية القصوى بالنسبة الى ما عداها ولذا قال سبحانه ان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون ولم يقل كالف يوم لان السنة ايضا في الرتبة الرابعة بالنسبة الى الايام و الاسابيع والشهور فما ( كما فيما خ‌ل ) نسب الى الرب كما ان في الآحاد يعد الفا كذلك في الايام يعد سنة والسنة تعد الفا فكان اليوم الواحد كالف سنة والواحد يترقى الى الف واليوم يترقى الى سنة وما ذكرنا من اليوم الواحد هو المستفاد من قوله تعالى وان يوما فان النكرة تدل على واحد لا على التعيين فعلي هذا التحقيق يكون اليوم في كل مقام من المقامات المذكورة يوما واحدا وذلك اليوم اذا اعتبر في اعلاه بمرتبة يكون عشرا واذا اعتبر ترقيه في الرتبة الثالثة يكون ( تكون خ‌ل ) مأة واذا اعتبر ترقيه في الرتبة الرابعة يكون الفا فيوم العرش مثلا في هذا الوقت قبل ظهور المهدي ( عليه السلام خ‌ل ) وخروج الدابة هو اليوم الواحد المقدر باربع وعشرين ساعة المقدرة بطلوع الشمس وغروبها وهو اليوم المتعارف المعلوم عند عامة الناس بلا زيادة و( ولا خ‌ل ) نقصان فاذا ترقى الكون واقتضى ظهور المهدي عجل الله ظهوره وخروج دابة الارض كان مقدار ذلك اليوم عشرة ويترقى يوم العرش الى عشرة في ذلك الوقت وكذلك يوم الكرسي يترقى الى عشرة بحسب مقداره ونسبته مع يوم العرش وكذلك ايام ساير الكواكب تترقى الى عشرة والنسبة بين بعضها مع بعض هي بعينها النسبة التي بينها في هذه الدنيا حرفا بحرف اذ ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فاذا ترقى الكون بحيث اقتضى انتقال النشأة الى النشأة الاخرى وعدم تحمل النشأة الاولى لاظهار مقتضياتها كترقي الجنين في بطن الام الى ان يقتضي تحوله وانتقاله لعدم تحمل بطن الام لاظهار شؤناته بتلك الحالة كان اليوم في ذلك المقام اي الحالة بين العالمين والحالة المتوسطة بين النشأتين وهي حالة فقدان احكام الطرفين كحالة انتقال اليقظان الى المنام ولا ريب انه لا يحس بها احساسا يجري عليها حكم النوم واليقظة والا لكان اما نائما او مستيقظا هذا خلف فالحالة المتوسطة بينهما لا توصف باحوال احدهما والا لكانت احدهما فاذا ترقى الكون وتأهل للانتقال الى النشأة الاخرى كانت الحالة المتوسطة بين النشأتين رتبة ثالثة وهي بين النفختين فاليوم هناك مأة سنة كما ورد في ( كما في خ‌ل ) الاخبار وصحيح الآثار عن اهل البيت الاطهار ان ما بين النفختين اربعمأة سنة لا تزيد ولا تنقص انما كانت المدة اربعمأة سنة دون مأة يوم على مقتضى القاعدة التي قررناها لان الحالة بين النفختين هي حالة الموت الاكبر للعالم الاكبر والنوم دليله في هذه الدنيا ولا يكون ذلك الا بعد تمام فصول العمر الاربعة للجسد والارواح الثلاثة اي الروح النباتي والحيواني والانساني وهي مع الجسد اربعة يقع الموت عليها فالاربعة لهذه الاربعة والسنة ( الستة خ‌ل ) لتمام فصول العمر والمأة لمقتضى المرتبة فتكون اربعمأة سنة ولما انقضت مدة سني نفخة الصعق وترقى الكون واقتضى ظهور النشأة الاخرى وبروز آثار الاسم الاعظم الله ظهر الكون والاكوان والمكونات في محشر واحد كما هو مقتضى ظهور ذلك الاسم في مقام الالوهية في رتبة الجامع من قوله تعالى رفيع الدرجات ذو العرش فظهرت الاكوان على مراتبها في الاعيان عودا كما كان بدوا فظهر سر النون من كلمة كن لظهور فيكون فظهر الخمسون في العود كما نزل في البدو وهو قوله تعالى كما بدءكم تعودون فكان اليوم الواحد في الدنيا عند الله يعني عند ظهور هذا الاسم الاعظم في الجهة الجامعة الوجه الجامع التفصيلي المفصل ( المفصلي خ‌ل ) بكتاب الابرار وكتاب الفجار خمسين ‌الف سنة فالالف لترقى ( ترقى خ‌ل ) الواحد ولما كانت المراتب خمسين كان خمسين ‌الفا فلما كان اليوم واحدا في الدنيا كان سنة في الاخرى فكان ذلك اليوم اي يوم الحساب خمسين‌ الف سنة فكان متحد المصداق متوافق المراد مع قوله تعالى وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون وهو مقتضى اليوم الربوبي وحيث كان اليوم الالهي مقام الجمع اجتمع فيه ظهور اسم الرب عند ظهور الاسم الله والخمسون تفاصيل ذلك الظهور في عالم الامر الذي هو اول مراتب التفصيل في قوله تعالى كن وانما كان اول ظهور التفصيل خمسين لان التوحيد الظاهر في النقطة والالف والحروف والكلمة التامة والدلالة التي هي تمام الخمسة انما كانت في عشرة عوالم لمراتب ( المراتب خ‌ل ) التعينات او لان الطبايع الاربع مع ( الطبايع مع خ‌ل ) حصول المزاج لظهور طبيعة خامسة وبها تمام الخمسة انما كان في عشرة عوالم بحسبها فكان المجموع خمسين اما العوالم العشرة فهي عالم الامكان وعالم الفؤاد وعالم القلب وعالم العقل وعالم الروح وعالم النفس وعالم الطبيعة وعالم المادة وعالم المثال وعالم الاجسام والخمسون في وجه الرب ووجهة الحق في العالم الاول الذي هو الآخر يكون خمسين ‌الف سنة واليه يشير قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان المحشر له خمسون موقفا وكل موقف يقف الخلايق فيه الف سنة فيكون المجموع خمسين‌ الف سنة وهذا مجمل المقال في هذه الاحوال الستون الحقيقة المحمدية باعتبار ظهورها في حدود الولاية المطلقة كما قال سيدنا ومولينا عليّ بن محمد الهادي العسكري في تفسير قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا تعادوا الايام فتعاديكم نحن الايام فمن عادانا في الدنيا نعاديه يوم القيمة فالسبت ( فالسبت هو خ‌ل ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والاحد امير المؤمنين عليه السلام الحديث الحادي والستون الاصول والفروع كما روي عن طريق اهل البيت عليهم السلام السبت نحن والاحد شيعتنا والاثنين بنوامية والثلثا شيعتهم والاربعاء بنو العباس والخميس شيعتهم والجمعة هو الاسم الاعظم الثاني والستون النعماء وقد صرح به في القاموس من اطلاقات اليوم الثالث والستون الثواب والعقاب كما ذكر اهل التفسير في قوله تعالى وذكرهم بايام الله اي بثوابه وعقابه الرابع والستون المرتبة كما افاد الشيخ العلامة الاوحد استادنا وسنادنا وعمادنا الشيخ احمد بن زين ‌الدين في بعض فوائده ان كل شيء انما يتكون في ستة ايام اي في ست رتب اليوم الاول يوم الكم واريد به القدر الجوهري اي قدر المادة قلة وكثرة لا الكم الاصطلاحي فانه من الاعراض وان كان جسما نورانيا لكن اهل البيت يسمونه ظل النور وانه عندهم بدن نوراني لا روح له اي لا مادة فيه واليوم الثاني الكيف بجميع انواعه واليوم الثالث الوقت وهو في كل شيء بحسبه واليوم الرابع المكان وهو ظرف للحال فيه ويكون من نوعه واليوم الخامس الجهة وهي وجه الشيء الى اصله والى توجهه اليه وهي جهة الاستمداد ( هي الاستمداد خ‌ل ) من مبدئه واليوم السادس الرتبة وهي مكان الاثر من مؤثره بالقرب والبعد وهذه الستة المسماة بالايام الستة هي اطوار المحدث كما قال تعالى خلقكم اطوارا وذلك جار في كل مخلوق وهي متممات القابلية وقال ايضا تغمده الله برحمته الانسان خلق في ستة ايام يوم النطفة والعلقة والمضغة والعظام ويكسى لحما وينشئ خلقا آخر بان تنفخ فيه روح الحيوة والسموات والارض خلقهما الله سبحانه في ستة ايام اي في ست رتب العقل والنفس والطبيعة والمادة والمثال والجسم انتهى كلامه رفع في الدارين اعلامه ولا يخفى عليك ان اطلاق اليوم في كلمات العارفين بالاسرار على الذوات المحدودة المتميزة المتشخصة كثيرة نظرا الى علاقة التحديد والتشخيص كاجزاء الزمان المشخصة ( المتشخصة خ‌ل ) المحدودة ان لم نقل بانه حقيقة في تلك الذوات وحقيقة بعد حقيقة في اجزاء الزمان التي هي من بعض الحدود والمشخصات لبطلان الطفرة وامكان الاشرف في اسرار الخليقة واطوار الحقيقة مع ان المجاز عندهم وضعه نوعي ثانوي ( ثانوي وخ‌ل ) يتحقق عند العلاقة ولا يحتاج الى استعمال اهل اللسان بعد الوضع العام ان لم ينصوا على نفيه

تحقيق الهي اعلم ان يوم النشر ويوم الحشر ويوم القيمة ويوم الحساب اربعة ايام متغايرة فالاول وقت نشر الاموات من القبور بعد اتصال الروح بالجسد وذلك عند النفخة والثاني وقت جمع الخلايق في صعيد واحد مساحته ثلثمأة ‌الف فرسخ مربعة وحضورهم جميعا هناك والثالث وقت قيامهم بين يدي رب العالمين ووقوفهم في طرفي منبر الوسيلة عن يمينها وشمالها والوسيلة منبر ينصب في وسط المحشر لها الف مرقاة من مرقاة الى مرقاة مسيرة الف سنة ونبينا صلى الله عليه وآله جالس عليها والخلق وقوف وسكوت ينتظرون امره ويرتقبون حكمه ثم يجثون لقرائة الكتاب وهو قوله تعالى وترى كل امة جاثية كل امة تدعي الى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون وهو يوم القيمة والرابع وقت مرور ( الرابع مرور خ‌ل ) الخلايق على الصراط ووقوفهم في كل موقف من المواقف الخمسين للحساب واجراء ما في الكتاب ان في ذلك لذكرى لاولي الالباب واما يوم الجمعة الذي في الجنة وهو ساعة اجتماع القابل مع المقبول والفيض ( المفيض خ‌ل ) مع المفاض عليه بتمام الافاضة المقتضي لاستفاضة ( لافاضة خ‌ل ) فيض آخر فهناك كل آن جمعة لعدم التراخي لتتميم القابليات وهذا الذي ذكرنا هو ما وصل الينا من اطلاقات اليوم واذ قد عرفت اطلاقات اليوم فاعلم ان السموات والارض وما بينهما لها اطلاقات كثيرة نذكر منها ما يسهل بيانه على حسب الاقبال والنشاط فالاول ( الاول خ‌ل ) الافلاك السبعة للكواكب السبعة السيارات وهي الخنس الجوار الكنس وهي السموات والارض هي عنصر التراب وما عليه من الاخلاط والاعراض وما بينهما النجوم وكرة النار والهواء والماء والمتولدات والثاني الافلاك التسعة التي هي السبعة المذكورة والفلكان الاعظمان والارض وما بينهما هي التي ذكرناه وبيناه ( ذكرناها وبيناها خ‌ل ) والثالث محدب الفلك الاعظم ومقعره ومقعر جميع الكرات التي تحته سماء ومحدب الفلك الثامن ومحدب جميع الكرات التي تحته ( تحتها خ‌ل ) ارض وكل ارض يختص بسمائها ومقعر فلك القمر سماء لمحدب كرة النار ومقعر كرة النار سماء لمحدب كرة الهواء وكرة الهواء بطبقاتها سماء في المحسوس لكرة الماء والتراب كما ذكره بعض المفسرين في تفسير الحديث الوارد عن مولينا وسيدنا الرضا عليه آلاف التحية والثناء في قوله تعالى والسماء ذات الحبك ومنه قوله تعالى وفي السماء رزقكم ( رزقكم وما توعدون خ‌ل ) وانزلنا من السماء ماء طهورا وهو سماء البخار الممتزج بالهواء فيكون ما بين السماء والارض الجهات الرابطية ( الرابطة خ‌ل ) مثل المتممين في الافلاك وقرانات العناصر عند الامتزاج فيها والرابع المجردات المفارقة عن المواد الجسمانية وارض هذه السموات الماديات وما بينهما البرازخ والخامس عالم العقول وارضها عالم النفوس وما بينهما عالم الارواح وهي الرقايق وورق الآس والسادس المقبولات وهي الفيوضات الالهية الواردة من مبدء الغيب على المستعدين على اختلاف الجهات فارضها هي القابليات المتممة المستعدة لتلقي الفيض من المبدء الفياض وما بينهما المعدات المتممة للقابليات وهذا كل الموجود اذ الحادث لا يخلو منهما ولا يظهر كن فيكون الا بهما والسابع الحقيقة المحمدية فارضها ( فارضها هي خ‌ل ) الولاية المطلقة وما بينهما الروابط والنسب الموجبة لتعدد جهات الولاية وتكثر اطوارها والثامن الاسماء الفعلية المقترنة والمتعينة بالحدود والتعينات وارضها متعلقاتها ومطارح اشعة افاضاتها والتاسع كلمة كن وارضها يكون وما بينهما مقام التعلق والعاشر رتبة المقامات والعلامات اي مقام البيان وارضها المعاني والمعاني وارضها الابواب والابواب وارضها النبوة الظاهرة وما بينهما هي الروابط فافهم والله خليفتي عليك وهذه المراتب يصلح ان يطلق عليها السماء والاطلاق حقيقة في القدر المشترك ويصدق على الافراد بالتشكيك ولما كان القرآن ليس خاصا بالعوام بل انما هو لجميع الخلق على تفاوت درجاتهم في افهامهم وجب ان يفسر على ما يوافق جميع المراتب ويطابق جميع الدرجات والمقامات التي تتفاوت في ادراكها الافهام وتختلف لفهمها الاحلام لا انه ( لانه خ‌ل ) يختص بما يفهمه العوام الذين هم كالانعام وعلى من يفهم الكلام السلام فاذ قد علمت اطلاقات ( علمت ان اطلاق خ‌ل ) السموات والارض فاعلم ان خلق السموات والارض في ستة ايام يحتمل معنيين احدهما سبق الزمان بوقوع الخلق فيه والثاني مساوقة الزمان للخلق بحيث لا يتقدم احدهما على الآخر وبين الزمان والشيء الواقع فيه تساوق وتحاوي لا يتقدم احدهما على الآخر ويتوقف احدهما على الآخر حين توقف الآخر عليه المعبر عنه بالدور المعي والتساوقي فاذا علمت هذه الامور الثلاثة اي اطلاقات اليوم واطلاقات السموات والارض ومعنى خلق الشيء في الزمان فاعلم انك تعلم ببديهتك ان الشيء قبل تكونه لا تظهر آثاره قطعا والا يلزم تقدم الشيء على نفسه فحينئذ لا يصح ارادة النهار من هذه الايام التي خلق فيها السموات والارض لان النهار انما يكون اشراقا من اشراقات الشمس والليل ظلها فلا يصح وجودها قبل وجودها فاذا بطل ارادة النهار فتبطل ارادة يوم الايلاج ويوم الغشيان سواء اوجبنا سبق الزمان في الخلق في الايام او المساوقة فلم ‌يبق الا ارادة ما سوى النهار من جزء الزمان المعين بحركة الافلاك فان اعتبرنا سبق الزمان وتقدمه في الايجاد فلا يصح ارادة الايام المنسوبة الى الكواكب السبعة بجميع الوجوه المذكورة الا ان يراد مقدارها قبل تشخصها وامتيازها وكذلك القول اذا اريد بالسموات ما يعم السبعة والفلكان الاعظمان فان يوم العرش ويوم الكرسي لا يعقل وجودهما قبلهما الا بارادة مقدارهما من المدة البسيطة من غير نسبة معينة فحينئذ صحة هذا القول مبنية على القول بصحة وجود الزمان مستقلا مفارقا عن الجسم وقد برهن في محله ان الزمان من مشخصات الجسم لا يمكن فرض وجود الزمان بدون الجسم ولا فرض وجود الجسم بدون الزمان فمحدد الجهات هو العرش المساوق للزمان وقد ذكر بعض العارفين في تفسير قوله تعالى وكان عرشه على الماء ان العرش هو الفلك الاعظم والزمان هو الماء ولم يزل العرش اي الجسم المحدد مقترنا بالزمان ومتصلا به لا يفارق احدهما صاحبه بحال من الاحوال نعم اذا تحقق الفلكان وتحقق اليومان امكن اعتبار الايام الستة من ايام الفلك الاعظم في خلق السموات السبع والارضين السبع لتأخر ( السموات السبع لتأخر خ‌ل ) السموات السبع عنهما وجواز ان يكون التأخير بهذا المقدار من الزمان لحكم ومصالح نذكرها في ما بعد ان شاء الله تعالى عند بيان الامر الثالث والقول بان هذا التأخير يوجب الخلأ مدفوع ومردود لان وجود الماء الذي بدخانه خلق السموات السبع ومن زبده خلقت الارضون السبع يدفع الخلأ والقول بان الايام انما كانت بطلوع الشمس وغروبها ولم يكن ثمة شمس حتى تطلع وتغرب باطل لان هذه الايام من ايام الفلك الاعظم اي مقدار مدة قطعه ( مقدار قطعه خ‌ل ) دورة واحدة وهو موجود قبل الشمس نعم ظهور تلك المقادير لتميزها انما كانت بالشمس وحيث لا شمس لا ( ولا خ‌ل ) ظهور وظهور الشيء غير وجوده فمن حيث عدم ظهورها للخلق ووجودها في الواقع اخبر الله سبحانه عنها ولك ان تجعل الايام من ايام الفلك الكرسي ولا استبعاد في طول المدة اذا استبعده مستبعد لخفاء اسرار الخليقة ومصالح اقتضاء الموجودات في بروزها وظهورها بمشية الله سبحانه وتعالى سرعة وبطؤا لدقائق وحقايق لم يطلع عليها الا من اشهده الله خلق السموات والارض وخلق نفسه ولا استحالة في ايجاده سبحانه تعالى السموات والارض بهذه المدة المتطاولة ولا ينافي هذه الايام تعددها وتكثرها قوله تعالى وما امرنا الا واحدة لان الوحدة في اصل الوجود المطلق في مقام اللاتعين والكثرة بالايام والاوقات في مقام التعين والبروز فلا منافاة واما ايام الكواكب على التفصيل المذكور فلاتصح ارادتها ان اعتبرنا سبق الزمان وتقدم الايام او لم نعتبر وهذا الذي ذكرنا من ارادة ايام الفلك الاعظم او فلك الكرسي انما يجري في اطلاق السموات والارض على الوجه الاول والثاني والثالث واما على باقي الوجوه فلا تجري هذه الايام قطعا لان هذه الايام حدود ازمنة خاصة بالاجسام واما المجردات والعقول المفارقات والحقايق المقدسات ( المقدمات خ‌ل ) فلا تجري فيه ( فيها خ‌ل ) هذه الايام لامتناع وجود السافل عند ذات العالي الا بنحو اشرف اللهم الا ان تعم الايام بحيث تشتمل الايام المجردة والمدد الدهرية فحينئذ جميع ما ذكرنا في هذه الايام الجسمانية يجري في تلك الايام وتلك السموات والارض حرفا بحرف ولك ( كذلك خ‌ل ) ان تحمل الايام في هذه الآية الشريفة على مطلق الوقت فقوله تعالى خلق السموات والارض في ستة ايام اي في ست اوقات اذ بعد ما ثبت بالبراهين القطعية ان كل شيء له وقت واجل وانه مساوق لوجود الشيء فكل مرتبة من مراتب الشيء الموجود له وقت ايضا توجد تلك الرتبة في ذلك الوقت وقد نص الله سبحانه على ذلك في خصوص السموات والارض بقوله الحق ما خلق الله السموات والارض وما بينهما الا بالحق واجل مسمى والاجل المسمى هو الوقت المعين للشيء من حيث المجموع ومن حيث الاجزاء ولا ريب ان الشيء يدور في تكونه على ثلاثة امور المادة والصورة والنسبة بينهما ولما كانت النسبة هي الهيئة الارتباطية ولا تكون الا من الطرفين فلا بد ان يكون لكل منهما نسبة الى اخرى غير نسبتها اليها والا لما كانت بين الطرفين كما قالوا ( قال خ‌ل ) في ضرب المركب في المركب انه اربعة كما في علم الحساب فاذا حصلت الاربعة بملاحظة المادة من حيث هي والصورة من حيث هي ونسبة المادة الى الصورة ونسبة الصورة الى المادة وبعد تمام النسبة تحصل المقارنة وهي مبدء الاتصال ثم اجتماع ( الاجتماع خ‌ل ) التام المعبر عنه بجميع المراتب والمقامات في المادة والصورة تحققت ستة اشياء الاول المادة والثاني الصورة والثالث نسبة المادة الى الصورة والرابع نسبة الصورة الى المادة والخامس مبدء الاتصال وحصول القران المقتضي للطبيعة الخامسة والسادس تمام الاجتماع وغيبة صورة الاجزاء وظهور الهيئة الجامعة والحقيقة الواقعة والذات المركبة والطبيعة الواحدة مع اختلاف اجزائها ولما كان اقل مراتب التركيب المادة والصورة وهما جزءان اولان لكل ممكن وهما الزوجان اللذان تركب منهما كل حادث وهما لا يجتمعان بحيث تحصل الصورة الواحدة النوعية الا بهذه الستة فهي اقل مراتب الكثرة التي لا يمكن خلو حادث منها ولما كان كل شيء له وقت معين واجل مسمى اقتضى ان تكون هذه المراتب الست لكل واحد منها وقت مخصوص وهو ( مخصوص هو خ‌ل ) ظرف ايجاد ذلك الشيء فيه فالوقت الذي وجدت فيه المادة هو المسمى بيوم الاحد لانه اول الاوقات اذ لم يسبق المادة شيء في الحدوث ووقته يجب ان يسمى بالاحد لان الاحدية انما تظهر باكمل الظهور في المادة وهي متعلق الكاف في كن ومبدء الاختراع والوقت الذي وجدت فيه الصورة وجب ان يسمى بيوم الاثنين لان الصورة ثانية المادة وقرينتها وزوجتها التي خلقت من نفسها والاثنينية انما حصلت في هذا المقام والوقت بمناسبة الحال فيه يجب ان يسمى بالاثنين وانما سمي اثنين ولم يسم زوجين لان الزوجية انما تتحقق ( تحققت خ‌ل ) بالنسبة وهذا المقام مقام نفس الصورة قبل اعتبار النسبة فان الزوجين اربعة بخلاف الاثنين ولم تتحقق الزوجية بعد ولما كان كل اثنين لا يمكن ان يوجدا في الكون الخارجي الا بالنسبة الارتباطية والرابطة الايتلافية والقاضي الذي يشير اليهما بالتراضي وجب ايجاد النسبة اي نسبة كل من المادة والصورة الى اخرى وهو قوله تعالى وجعل بينكم مودة ورحمة ففعل وله الحمد والشكر اثباتا لقوله تعالى ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون فالوقت الذي خلق فيه نسبة المادة الى الصورة وجب ان يسمى بالثلثا لانه ثالث المرتبة متأخرة عن الاثنتين والوقت الذي لنسبة ( نسبة خ‌ل ) الصورة الى المادة يجب ان يسمى بالاربعاء لانه رابع المرتبة وبها تم الزوجان وآن اوان الاجتماع والاتصال والوقت الذي لاول قران الزوجين وملتقى العالمين ومزج الوحدة بالكثرة في البين يجب ان يسمى بالخميس لانه انيس وفيه اول المزاج ومبدء الاتصال والامتزاج وهو يوم الايلاج وبه يحصل الابتهاج فلما تم الامتزاج كمل المزاج واجتمع الزوجان وقارن السعدان وتولد الولد اي الشيء المركب في برج الاقتران فوقت هذا المولود المسعود يجب ان يسمى بالجمعة لاجتماع المراتب العالية والسافلة فيه وهو السائل الذي يجيب اذا دعي والمضطر الذي يحتاج الى العطية والحباء ولذا كان ( كان كل خ‌ل ) يوم الجمعة يوم العيد ويوم الدعاء وعنده تمام الستة التي هي العدد التام فكل شيء يجب ان يتكون ( يكون خ‌ل ) في ستة ايام التي هي ستة اوقات وهي اوقات يتم بها ظهور الشيء الواحد بمراتبه ونسبة الذاتية ولا يخلو منها حادث من الحوادث وكون من الاكوان وموجود من الموجودات فكل ما تفرضه واحدا مركبا تجتمع فيه الاجزاء والمراتب يجب ان يكون وجودها في ستة اوقات في مقام التفصيل ولما كانت السموات والارض وما بينهما من حيث النسبة الارتباطية والتأليفية شيء واحد كالانسان الواحد وجب ان يكون مخلوقا في ستة ايام واذا لاحظت كل جزء جزء اي كل سماء سماء منفردة وجب ان يكون خلق ذلك المنفرد ايضا في ستة ايام اي في ست اوقات ووقت كل جزء مساوق لوجوده وهذا البيان التام يجري في جميع اطلاقات السماء وان اردت بالسموات العلويات اللاهوتية وبالارضين السفليات الناسوتية يكون المراد ان هذه الجملة المسمى بالعالم في مبدء الوجود في اول التركيب انما خلقت في هذه الاوقات فالعقلانيون في اوقات عقلانية والروحانيون في اوقات روحانية والنفسانيون في اوقات نفسانية واهل الطبيعة في اوقات طبيعية واهل الاظلة في اوقات هبائية واهل عالم الاشباح في اوقات مثالية واهل الاجسام في اوعية زمانية محسوسة بحواس جسمانية وان خصصت السموات والارضين بما هو المتعارف بين الناس فكذلك الا انه من باب ذكر بعض افراد الشيء وتخصيصها بالذكر لانها الاوضح من افراد الموجودات بغيبها وشهادتها والذي هو خارج عنها هو الذي ليس بظاهر ولا مضمر لا يدركه الا اخص الخواص واوحدي الناس وهي الحروف التي تخججت فتأمل وفقك الله للارتقاء الى اعلى الدرجات ولما كان التمام في اليوم السادس اي تمام الشيء من حيث كينونة ذاته وروابط صفاته كان اليوم السابع لظهور الشيء بعد تمامه بآثاره ومقتضياته ولذا كان سبتا وهو يوم العقل الكلي الذي امر بالاقبال والادبار فخلق باقباله وادباره المعبر عنهما بقوسي الصعود والنزول جميع الوجود فافهم الاشارة بطي العبارة وتعيها اذن واعية وانا بحمد الله في راحة مع من اخاطب لانه بلغه الله مناه واجزل عطاياه بدقة فهمه وواسع علمه يظهر خبايا الاسرار ويشرف على مطالع الانوار ليشاهد اشراق شمس الحقايق على آفاق تلك العوالم والديار ولك ان تحمل الايام في الآية الشريفة على المراتب كما افاده شيخنا العلامة رفع الله اعلامه من المراتب الست في السموات والارض من غيبها وشهادتها فان العارفين الكاملين قد اجمعوا على ان الاناسي الثلثة متطابقة الانسان الكبير وهو العالم الكبير والانسان الصغير وهو العالم الانساني والانسان الوسيط وهو المولود الفلسفي المسمى عند القوم بعبد الكريم ( بعبد الكبير خ‌ل ) وعبد الواسع وعندي بعبد الله الشجاع الذي يهزم الصفوف ولا يكترث بالالوف مرآة الحكماء ومصباح العلماء سراج العارفين نور الموحدين اخت النبوة وعصمة المروة الناس يعلمون ظاهرها ومولينا امير المؤمنين عليه السلام يعرف ظاهرها وباطنها وكل من هذه الثلاثة يشهد على الآخر حرفا بحرف ولما كان الانسان الصغير خلق بدنه الجسماني في ست مراتب النطفة والعلقة والمضغة والعظام واكتساء اللحم وانشاء الخلق الآخر وخلق ظاهره وباطنه ايضا من ست وهو الجسم والمثال والمادة والطبيعة والنفس والعقل وكذلك المولود الفلسفي خلق من التساقي الست في ( وخ‌ل ) ثاني الدورة في الدورة الثاني و( الثانية خ‌ل ) من التساقي الست في آخر الدورة في الدورة الرابعة ومن المياه الستة المستخرجة من المادة الواحدة ( من الواحدة خ‌ل ) في اول الدورة الثالثة وهي الماء الرقيق ذو الوجهين كوكب زحل والماء الابيض الغربي اشبه الاشياء بالزيبق وهو الكوكب القمر والماء الاصفر الفاقع لونه يسر الناظرين وهو الكوكب الزهرة والماء الاحمر القاني وهو الكوكب المريخ والماء الاحمر الذي هو الصبغ الذي هو الاصل في هذه الادوار والاطوار وهو الكوكب الشمس والماء الغليظ المسمى بالجسد الجديد والارض المقدسة بعد تصفيتها من القوم الجبارين والغراب المنحول بالعقاب لما ازيل ريشه وبهذه الستة مع التساقي الست المذكورات تتم ولادة هذا الانسان وبالستة الاخرى الاخيرة في آخر الدورة الرابعة كمل وبرز في عالم الشهود مظهر سر المعبود بمفارقته للاضداد ومشاركته للسبع الشداد فاذا كان الامر في الانسانين كذلك والله سبحانه يقول وما امرنا الا واحدة وما ترى في خلق الرحمن من تفاوت وما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة وجب ان يكون الامر في الانسان الكبير كذلك فخلق الله سبحانه في العالم الكبير السموات والارض كذلك فان حمل السموات والارض على الاطلاق الاول والثاني والثالث والرابع والمراد بالايام الستة العوالم الستة عالم العقول وعالم النفوس وعالم الطبايع وعالم المواد وعالم المثال وعالم الاجسام وبهذه المراتب الست تتم كينونة السموات والارض بمراتبها ولعل وجهها على الاطلاق الاول والثاني والثالث لا يخلو من غموض فلا بأس بالاشارة اليه فنقول ان هذه السبعة السموات انما تمت تذوتاتها وتحققاتها في الايام الستة التي هي المراتب الست لانها حيوانات متحركة بالارادة متعلقة بها نفوس حيوانية حساسة لها شعور وادراك وعقل ولب اما سمعت ما قاله سيد الساجدين في دعاء الصحيفة خطابا للقمر ايها الخلق المطيع الدائب السريع المتردد في منازل التقدير الى ان قال وفي كل ذلك انت له مطيع والى ارادته سريع فجسمها ما يتراءي بالحركات البطيئة والسريعة واختلاف المحاذاة بين بعضها مع بعض وبينها وبين الارض ورؤية الكواكب من السيارات والثوابت وروحها الغايب فيها الظاهرة ( الظاهر خ‌ل ) بالحركات على وفق محبة الله سبحانه وبين العقل والنفس روح برزخ متوسط بينهما وبين النفس والجسم مادة ومثال وبهذه الاطوار تمت تلك الاكوار وهو قوله تعالى ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم اطوارا واما ظهور هذه المراتب في الاطلاق الرابع ظاهر واضح وان حمل السموات والارض على الاطلاق الخامس فالمراد بالستة الايام المراتب الست وهي ظهور الثلاثة التي هي اول الفرد في العالمين عالم الاجمال في العقول وعالم التفصيل في النفوس والمراد بالثلاثة الكيان الغيبي والشهودي والمجموع هو الستة وكذلك في الاطلاق السادس واما على الاطلاق السابع فلما ذكرنا في الاوقات الستة من المادة والصورة والنسبة بينهما ومبدء الاقتران وتمام الاجتماع فظهور الوحدة التي من شأن المادة في الحقيقة المقدسة وظهور الكثرة التي هي شأن الصورة في الولاية المطلقة والنسب هي الروابط ومبدء الاتصال اول ظهور الاجتماع في مقام الجمع والجمعة التي هي عبارة عن تمام الاجتماع في مقام جمع الجمع المدلول عليه باشتمال العبا والاجتماع تحت الكساء واما على الاطلاق الثامن فالمراتب الست الذات الظاهرة وذكر المتعلق فيها والتوجه الى التعلق وحدوث المتعلق وحكايته لها وحمل آثار فعله منها كالقائم مثلا فانه اسم يدل على ذات بحت وعلى صلاحية تلك الذات للتعلق وذكر التعلق فيها وعلى توجهها للتعلق وعلى حصول التعلق وعلى وجود المتعلق وعلى حمل المتعلق بالفتح لما يرد عليه من فيض المتعلق بالكسر واما على الاطلاق التاسع فمراتبها هي النقطة والالف والحروف والتأليف والدلالة وتمام الكينونة واما على الاطلاق العاشر فالمراتب الست هي الذات الظاهرة بالفعل ونفس الفعل وصلاحيته لاحداث المفعول وتأكيد المفعول للفعل والمصدر والمفعول المطلق ولو اردنا ان نشرح هذه الاحوال ونفصل هذه المراتب لطال بنا المقال والاشارة كافية لذلك السيد المفضال والحاصل ان كل ما يطلق عليه اليوم مما ذكرنا ما عدا ايام الافلاك السبعة ( التسعة خ‌ل ) وما عدا يوم الايلاج ويوم الغشيان واليوم الذي هو النهار وما عدا اليوم الذي بمعنى الثواب والعقاب يصح حمل الآية الشريفة عليها ولا منافاة ولا مناقضة مع قاعدة من القواعد وقانون من القوانين الشرعية والعرفية واللغوية اما حمل اليوم على الحقيقة المحمدية وعلى الاصول والفروع فله وجه بعيد غامض يضيق صدري باظهارها ولا يضيق بكتمانها فكتابته تجب ان تكون في الصدور لا في السطور :

ومستخبر عن سر ليلي اجبته بعمياء من ليلى بلا تعيين

يقولون خبرنا فانت امينها وما انا ان خبرتهم بامين

والاشارة الى ذلك ان الولاية في التعين الاول لما كانت هي اليد الباسطة بالافاضة والاعطاء وهي في ذاتها مثلثة واذا تعلقت كانت مسدسة لان مقام التعلق ثاني مقام الحقيقة وهي الستة الايام التي عليها النظام وحينئذ يحمل في بمعني ( معنى خ‌ل ) الباء وعلى من يفهم الكلام السلام واما اليوم الربوبي والالهي حيث كان متعلقا بالربوبية والالوهية بحسب النسبة والاضافة فكانت الستة الايام من ايام الفلك الاعظم ستة‌آلاف سنة يعني الستة الايام من اليوم الربوبي ستة‌آلاف سنة من ايام الفلك الاعظم والستة الايام من اليوم الالهي ثلثمأة‌ الف سنة من ايام الفلك الاعظم وان كان ذلك يعني هذه المدة تنقضي في اقل من طرفة عين كما عرج رسول الله صلى الله عليه وآله الى المعراج وسار جميع العوالم ووقف على جميع الاشياء ( الانبياء خ‌ل ) حين تكونها وتجاوز عنها حتى نظر الى الرب من نور العظمة بعد قطع العرش بسرادقاته السبعين‌ الالف وكل سرادق بحيث قد طار ملك بتسعمأة‌ الف جناح وكل جناح ما بين المشرق والمغرب في مأة ‌الف وعشرة ‌آلاف سنة ولم يبلغ ذروة سرادق واحد من تلك السرادقات كل هذا في اقل من الساعة الزمانية وذلك ليس على الله بعزيز فان قلت ان قولك يصح حمل الايام في الآية الشريفة على جميع ما يطلق عليه اليوم سوى المستثنى فيه كلام منحل الزمام وقول مختل النظام لا ينكشف به المرام ولا يتضح الامر في المقام فان الواقع الاولى انما هو واحد والستة الايام التي خلق الله سبحانه فيها السموات ( السموات والارض خ‌ل ) اطلاق واحد من تلك الاطلاقات اذ لا يعقل ان يكون الله سبحانه خلق السموات والارض في ازمنة مختلفة متضادة وذلك في البطلان بمكان وانما المراد تحقيق القول وتعيين الواحد من تلك الايام وتشخيص ذلك وتمييزه بالدليل والبرهان وفي ما ذكرت لا ينفتح الباب ولا يؤدي الى الصواب بل يزيد في الابهام ولا يظهر به المرام قلت ما ذكرته من صحة الحمل على تلك الاطلاقات لبيان جوازها وصلاحية كل منها وعدم صحة ما ذهب اليه بعض الاوهام الناقصة من امتناع الحمل على اجزاء الزمان او امتناع الحمل على الستة الايام المعروفة من ايام الفلك الاعظم ووجوب الحمل على اليوم الربوبي والالهي او امتناع حمل الايام في الآية الشريفة على الرتبة وامثالها مما ذهبت اليه الاوهام الضعيفة الناقصة ولا ريب ان المراد من الايام واحد وانما هو الرتبة والوقت المساوق لها وبيان ذلك ان شأن الفياض على الاطلاق الافاضة وعدم تعطيل الفيض والا لم يكن حكيما فاذا وجبت الافاضة لا يجوز التراخي والتعطيل نعم قد يحصل التراخي الزماني في الماديات السفلية والمتولدات الارضية في عالم الكون والفساد لمكان اللطخ وخلط الغرايب والاعراض واما المواد العلوية الصافية عن تلك الغرائب القابلة المستعدة للجعل والانوجاد فلا تأخير بحسب المدد الزمانية اماسمعت ان عيسى روح الله بقي في بطن امه تسع ساعات او اقل لصفاء بنية ( بنيته خ‌ل ) بخلاف ساير الاجنة فانها تبقى تسعة اشهر او اقل او اكثر وقد تواترت الروايات من الانبياء والائمة البررة السادات ان نعيم الجنة والمتكونات فيها كلها دفعية لاستعداد القابل وفيض الفاعل لوجود المقتضى وعدم المانع اما وجود المقتضى فدوام الافاضة وعدم التعطيل في الفيض واما عدم المانع فان المانع العوارض الغريبة وعدم اعتدال الطبيعة ومزج الصافي بالكدر والغريب بالغريز وهذه الامور انما تحصل في القوس الصعودي بعد النزول في الارض قبل تصفيتها وتعديلها وتبديلها لغيرها ( بغيرها خ‌ل ) واما بعد التعديل وتمكين القابلية وحصول التهيأ والاستعداد للقبول فلا معنى للتأخير مع اتقان صنع الموجد واحكام تدبيره وعدم تعطيل فيضه واجراء عادته سبحانه على الافاضة الابدية وهكذا حكم الافلاك والسموات فانها بعيدة عن شوب تلك الكدورات ومزج تلك الكثافات وعروض الغرايب المانعات فالتراخي الزماني حينئذ يكون تعطيلا للفيض وهو محال على الفياض على الاطلاق فلم ‌يبق القول في الايام الستة الا الاوقات اي وقت كل رتبة كما قدمنا ذكره او نفس الرتبة وهما متساوقان وكل منهما لا يفارق الآخر واما ما سويهما من اطلاقات الايام فهو بمعزل عن التحقيق لا لما قالوا من لزوم الخلأ وعدم تحقق اليوم لعدم الشمس المحققة لليوم والذي ذكرنا من صحة ارادتها فانما هو لمحض الاحتمال والجواز وابطالا لقول اولئك واما في الحقيقة فيأبى الله سبحانه وتعالى ان يؤخر فيضه وكرمه مع استعداد القابل وعطائه الفاضل فافهم راشدا واشرب عذبا صافيا وهذا الذي ذكرنا مجمل ما يتعلق بالامر الثاني ولولا كثرة الاعراض والامراض والاشتغال وتبلبل البال واختلال الاحوال لاطلقت عنان القلم في هذا الميدان ولاريت من عجايب الكلام وغرايب المقال ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر الا الذي ورد العل والنهل من مائنا واكل هنيئا مريئا من زادنا

واما الامر الثالث فاعلم ان الواحد هو الاصل في كل شيء لانه صفة الواحد تخلقوا باخلاق الله ولكن لما كان الامكان شأنه الكثرة واصله التعدد ولا يمكن الوحدة فيه بوجه من الوجوه والا لشابه ( ولا تشابه خ‌ل ) الازل مع امتناعها في ذاتها واقل مراتب الكثرة بحيث لا يمكن اقل منه هو الثلاثة لان كل ممكن زوج تركيبي واقل التركيب من اثنين والهيئة التركيبية ثالثة فلا يمكن فرض رتبة اقل من الثلاثة والا لم يكن مركبا فلا يكون ممكنا هذا خلف ولذا قال العرفاء ان الثلاثة اول الفرد والاربعة اول الزوج والواحد الذي هو مبدء الاعداد ثلاثة غلبت عليها جهة الوحدة كما تقول للشخص المركب من الاخلاط الاربعة عند غلبة المرة الصفراء صفراوي وان الانسان من بني آدم خلق من التراب مع انه مخلوق من العناصر الاربعة وكذلك الواحد ثلاثة ظهرت فيها جهة الوحدة والاثنان اربعة غلبت فيها جهة الاثنينية وخفيت جهة النسبة اي نسبة كل منهما الى الآخر فاذا كانت الثلاثة اول المبدء الفعال ومبدء العدد وجب ان تكون عند التعلق ستة لان التعلق بالاثر لا يكون الا بالوجه الثاني لان الشيء في رتبة ذاته غيره في رتبة تعلقه فهنا رتبتان ولما كان التعلق بالاثر متصلا كان او منفصلا اول الظهور التفصيلي ( لظهور التفصيل خ‌ل ) للمبدء وجب ان يكون المبدء من حيث المتعلق ستة يعني ظاهرا بالمراتب الستة التي هي الشؤنات الاولية للتعين الاول لان اول تفصيل الثلاثة تكريرها ولما كان هذا العدد ظهر فيه وجه المبدء بل هو المبدء الاول وآدم الاول كان عددا تاما مطابق ظاهره باطنه وسره علانيته ولفظه معناه واجزاؤه كله فاستنطق به الواو فصارت علامة الجمع لانها اول مقام التعدد وحيث كان فيه ظهور المبدء من حيث التعلق والهيمنة والاستعلاء والاستيلاء كانت ( فكانت خ‌ل ) علامة الجمع للذكور دون الاناث فظاهرها وباطن ظاهرها ستة وباطنها وسر سرها ( وسرها خ‌ل ) ثلاثة‌عشر واستنطاقه ( استنطاقها خ‌ل ) احد فسر الواو احد وهو الربوبية التي هي كنه العبودية وفي الانجيل يا انسان اعرف نفسك تعرف ربك ظاهرك للفناء وباطنك انا فالستة اول ظهور الكثرة لتحقق العبودية والهوية التي القى فيها مثال الاحد وصفته وغيبها الربوبية في العبودية فالواو الظاهر اذا اضيف الى باطنه استنطق منها الواحد فكان بذلك مأوى الاعيان الثابتة في العلم ومجمع الاسماء الحسنى والصفات العليا ومنتهى التعلقات والغاية القصوى للنسب والاضافات واذا ازلت الاغيار بعدم ( لعدم خ‌ل ) ملاحظة الستة الايام التي هي الواو يظهر سر الاحد الماحي لكل شيء والمفني لكل غير فالستة مجلى الاحدية ومظهر الواحدية ومعدن الاسماء الحسنى ومأوى الفيض الاقدس ومبدء الفيض المقدس فاذا قارنت الواو بالهاء فعند التكرار بعدد الهاء يستنطق اللام وهي نون قارنها الالف اللينية والنون نون كن والالف اللينية هي الصاد اول المداد فكان اصل اسم الولي الظاهر بالولاية المطلقة المعطي كل ذي حق حقه والسايق الى كل مخلوق رزقه ثم اضيفت الياء بعد اللام في الولي ليلاحظ نسبة الواو الستة في الياء العشرة فتستنطق منه السين يس والقرآن الحكيم والسين لكونها تنزل الواو التي هي الستة كان ظاهره عين باطنه وزبره طبق بيناته وهو العدل ( العدد خ‌ل ) التام ولذا كان قلب القرآن فالستة باطنها وحدة وظاهرها في اشرف مراتب الكثرة وهي ظهور المبدء باشرف احواله اي بذاته الظاهرة وقيوميته المحيطة بكل شيء وهو مظهر الحي القيوم الاسم الاعظم والنور الاقدم والرمز المعمى والسر المنمنم ولما وجب ان يكون المبدء الظاهر بالافاضة الباسط يده بالاعطاء وظهور الولاية هي الستة التي هي العدد التام وباب المقام وسر الملك العلام ولما كانت السموات هي المبادي العاليات المفيضة الى القابليات في السفليات يجب ان تكون ظاهرة على مقتضى الكينونة العليا فيجب ان تكون مراتبها ستة وحدود ذاتها ستة واوقات وجودها وشهودها ستة والفعل المتعلق بها ستة فيجب ان تكون خلقها من حيث انها سماء محيطة بالارض وخلقة الارض من حيث تعلقها بالسماء ظاهرة بالستة بذاتها واوقات حدودها ومراتب شهودها ووجه آخر ان السموات والارض هما تمام الكون والوجود وحيث ان فعله سبحانه وتعالى تام كامل وجب ان تكون ( يكون خ‌ل ) مخلوقه كذلك لقضاء الحكمة ووجوب ان لا يكون في الاكوان ابدع مما كان وجب ان تكون السموات والارض في ستة اطوار وستة اوقات وست مراتب لا غير للدلالة على التمام والاعتدال الشامل العام ولما تم الشيء ظهرت آثاره وبرزت اطواره وسطعت انواره في اليوم السابع والرتبة السابعة ذلك تقدير العزيز العليم

تحقيق انيق اعلم ان ما ذكرناه من الستة يجري في كل شيء وكل موجود لا خصوصية له بالسموات والارض في المتعارف لان صنع الله واحد وحكمه غير متعدد وما امرنا الا واحدة وما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة وخص سبحانه السموات والارض وما بينهما لملاحظة انهما شيء واحد ملاحظا للهيئة الارتباطية بلا ملاحظة فصل كل جزء عن الآخر وهي انما تكون في ست مراتب على المعاني كلها اقتضاء لحكمة الوجود واتقان الصنع في كل غيب وشهود وموجود ومفقود فالاختصاص بالسموات والارض بملاحظة انهما عبارة عن كل الوجود اما ابتداء واما باللزوم اما على الاطلاق العاشر فلان رتبة المقامات مقام الآية والآية تستدعي ذا الآية ومجلاها ومظهرها فذكر الآية تدل على جميع الوجود من العلة والمعلول فان الآية لا تكون الا وان يكون لها اصل هو المنظور المشهود ومجلي ( المشهور مجلى خ‌ل ) وهو الناظر والمشاهد وهو معنى قوله تعالى سنريهم آياتنا في الآفاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق فالمقامات هي الآيات والآيات هي الربوبية التي هي كنه العبودية والعبودية هي الآيات الآفاقية والانفسية فهذه السموات والارض بمطارح اشعتها ومواقع كينونتها هي كل الوجود واما على الاطلاق التاسع فظاهر انها كل الوجود لان كلمة كن فيكون لا يشذ عنها موجود بجميع الانحاء واما على الاطلاق الثامن فان الاسماء تشتق عند وجود الاثر كالضارب عند الضرب والقاتل عند القتل وكل اثر مبدء اشتقاق اسم لمؤثره وحيث ان الموجودات كلها آثار الله سبحانه فكل ذرة من الذرات الوجودية يشتق منها اسم لمؤثرها فالاسماء الالهية كلها بمبادي اشتقاقاتها ( اشتقاقها خ‌ل ) التي هي مطارح اشعة افاضاتها عبارة عن كل الوجود واما على الاطلاق السابع فان الحقيقة المحمدية حاملة للولاية المطلقة والموجودات كلها مندرجة تحتها محاطة لها ظاهرة على كينونتها واما على الاطلاق السادس فظاهر واما على الاطلاق الخامس فان ذلك تمام الخلق الاول من عالم الغيب ويلزمه الخلق الثاني من عالم الشهادة اذ الروح لا يتم الا بالجسم وكل واحد على طبق الآخر ويحكي مثال الآخر فما اقتضاه الغيب على جهة الوساطة تقتضيه الشهادة على جهة الكثافة فجريان الستة في العالم الاول يقتضي جريانها في العالم ( عالم خ‌ل ) الشهادة واما على الاطلاق الرابع فظاهر ايضا واما على الاطلاق الثالث والثاني فعلي عكس الاطلاق الخامس حرفا بحرف فان الشهادة تدل على الغيب كما ان الغيب يدل على الشهادة واما على الاطلاق الاول فهي كون ثانوي من الخلق الثاني الجسماني وبيانه ان العرش والكرسي هما الاصل في الافاضة وسر الولاية في المواد الجسمية اما العرش فمنه الفيض الاجمالي واما الكرسي فمنه الفيض التفصيلي ولما كانت الاجسام السفلية العنصرية عالم الكون والفساد في الغاية من التدنس والتكثف لا قابلية لها لاستشراقات انوار العرش والكرسي والاستفاضة من فيضهما بلا واسطة فخلق الله سبحانه السموات السبع بابا لهما وبرزخا متوسطا بينهما تستفيض منهما وتفيض اليها والاصل في هذه السبع الشمس فانها وجه للسموات التي غير سمائها وبابا للافاضة عليها بالاستفاضة منهما ويدا لهما في ايصال الفيض اليها فهي تأخذ من باطن العرش وتمد السماء السابعة التي سلطانها زحل وتأخذ من ظاهر العرش وتمد سماء ( السماء خ‌ل ) الدنيا التي سلطانها القمر وتأخذ من باطن الكرسي وتمد السماء السادسة التي سلطانها المشتري وتأخذ من ظاهر الكرسي وتمد السماء الثانية التي سلطانها عطارد وتأخذ من باطن نقطتي تقاطع دايرتي معدل النهار ومنطقة البروج وتمد السماء الخامسة التي سلطانها المريخ وتأخذ من ظاهر النقطتين وتمد السماء الثالثة التي سلطانها الزهرة فالاصل واحد وهو الشمس واطوارها وتفاصيلها ستة فالواحد الكامل دائما له ستة اطوار فاذا لاحظت الاطوار كانت ستة واذا لاحظت الاصل مع اطواره فالسابع هو الاصل في الوجود لكنه متأخر في الظهور فهذه السموات السبع على الوجه المذكور مرتبطة بالارضين ومتصلة بها فكان المجموع شيء واحد خلق في ستة اطوار وست مراتب التي هي الستة الايام واما معنى ما ذكرنا في امداد الشمس واستمدادها على الوجه المفصل فقد ذكرناه في عدة مواضع بعضها في الرسالة التي كتبناها في بيان نوع علم الهيئة على الوجه المقرر عند العارفين بالله وباوليائه ومنها في اجوبة المسائل التي اتت من ارض النجف الاشرف على مشرفها آلاف التحية والشرف في تفسير عباير الحكماء المتقدمين قبل اليونانيين من الملطيين وعبارة للسيد آصف بن برخيا وساير الحكماء فاني قد بسطت المقال في شرح هذه الاحوال وفي ما ذكرناه كفاية لاهل الكفاية ثم اعلم ان كل شيء فيه ما في السموات والارض قد خلق في ستة اطوار وكل جزء من السموات والارض المذكورة جامع لما في الكل:

كل شيء فيه معنى كل شيء فتفطن واصرف الذهن الي

كثرة لا تتناهى عددا قد طوتها وحدة الواحد طي

( تمت الرسالة بحول الله حامدا ومصليا على النبي وآله والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته خ‌ل )

المصادر
المحتوى