رسالة في بعض أسرار البسملة والحمد

السيد كاظم الرشتي
النسخة العربية الأصلية

رسالة في بعض أسرار البسملة والحمد

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد الحادي عشر

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين

اما بعد فيقول العبد الجاني كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي ان هذه كلمات عجيبة واسرار غريبة كتبها المعظم المكرم المفخم الاميرزا ( الميرزا خ‌ل ) على الطبيب الهندي بعد ما امليتها عليه وقررتها له لفظا ومعنى فهو البنان ( البنيان خ‌ل ) للبيان والله المستعان وعليه التكلان

قال الله عز وجل في مفتتح كلامه الشريف : بسم الله الرحمن الرحيم

قال امير المؤمنين عليه السلام كلما في القرآن في الحمد وكلما في الحمد في البسملة وكلما في البسملة في الباء وكلما في الباء في النقطة وانا النقطة تحت الباء وبيان ذلك هو ان العلماء العارفين اتفقوا على ان الكتاب التكويني طبق الكتاب التدويني والمراد بالكتاب التكويني هو العالم والمراد بالكتاب التدويني هو القرآن ولا شك ان للكتاب التكويني مبدء هو ( وهو خ‌ل ) محمد وآله الطاهرون ( الطاهرين خ‌ل ) وهم الاصل للعالم ولا يقوم العالم ( ولا بقاء للعالم خ‌ل ) الا بهم عليهم السلام ولا يتقوم العالم الا بنورهم وهم الذين جعلهم الله مقومين للعالم فهم ( مقومين فهم خ‌ل ) الاسم الاعظم الذي يدور عليه الوجود والكتاب التدويني هو القرآن وهو مبدؤ بالبسملة فتكون البسملة بيانا لوصفهم وصفتهم وحكاية لظهورات آثارهم فتكون البسملة هي الاسم الاعظم في مقام التدويني والالفاظ وهو قول مولانا الرضا عليه السلام ان البسملة اقرب الى الاسم الاعظم من سواد العين الى بياضه ولما كان الاسم الاعظم جامعا لكل الاسماء والصفات التفصيلية والاحوال الخلقية والقرآن كله شرح لتلك الاحوال كانت البسملة التي هي الاسم الاعظم جامعة لكل ما في القرآن ولما كان الاسم الاعظم له اربعة ( كان للاسم الاعظم اربعة خ‌ل ) اركان وكل ركن تفسيرا للاعلى كان سر تلك الاركان في الركن الاعظم والبسملة جامعة لهذا الاركان الاربعة وهي بسم الله الرحمن الرحيم ( الله والرحمن والرحيم خ‌ل )

ولما كانت الباء هي اصل للركن الاعظم كانت مشتملة لكل ما في هذه الاركان وهو قوله عليه السلام وسر البسملة في الباء ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم فتكون الباء هي الجامعة المراتب ( للمراتب خ‌ل ) كلها ولما كانت الباء انما تتقوم بالنقطة وهي الاصل لها ولكل الحروف كانت مشتملة وحاوية لجميع ما في الباء لانها من فروعها ومقامات تفصيلها ولما كان المراد من النقطة ( بالنقطة خ‌ل ) هو القطب الذي يدور عليه الوجود وكان عليّ امير المؤمنين صلوات الله عليه هو القطب الذي يدور عليه العالم كله قال عليه السلام انا النقطة تحت الباء

فالباء ثلثة صورة ونقطة وحركة فنقطة الباء هي الاشارة الى العين في عليّ عليه السلام وحركتها اشارة الى اللام في عليّ عليه السلام وصورتها اشارة الى الياء في عليّ عليه السلام والباء من حيث هي اشارة ( حيث اشارة خ‌ل ) الى ظهور عليّ عليه السلام في اطوار الكائنات وهو سر ما قال النبي صلى الله عليه وآله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم والباء من حيث هي في الرتبة الاجمالية اشارة الى محمد صلى الله عليه وآله والسين اشارة الى عليّ عليه السلام لانه اسم محمد صلى الله عليه وآله في يس والقرآن الحكيم

والسين ثلثة احرف في الزبر والبينات فينشعب ( فيشعب خ‌ل ) الى السينين وهما السين في الحسن عليه السلام والسين في الحسين عليه السلام والسين هي اللام لما تكررت والثالثة ( الثلثة خ‌ل ) المشار اليها بالسين هو قوله ( بالسين قوله خ‌ل ) تعالى مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان فالبحر الاول هو السين وهو مولينا ( مولينا عليّ خ‌ل ) امير المؤمنين عليه السلام والبحر الثاني هو النون وهي فاطمة عليها السلام وانما عبر عنها بالنون لانها صفة الميم اي بيناتها ( تبيانها خ‌ل ) والميم اشارة الى محمد صلى الله عليه وآله والفاطمة هي صفته ودليله ومهبط انواره ومغرس اشجاره ومسقط نجومه وموقع علومه والياء هي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله انما عبر بالياء لان الياء مبدء السين والنون واول مقام تشيء منه السين والنون لانها مبدء مقام العشرات وهي رتبة الثانية في المقامات التفصيلية والسين اشارة الى ظهور الياء في الواو التي هي عوالم الستة في هو والنون اشارة الى ظهور الياء في الهاء في هو فهو هو النون والسين اذا استنطقتها ( استنطقها خ‌ل ) يستنطق اسم عليّ عليه السلام قال تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وهو السين المنشعب من السين ( المتشعب من السينين خ‌ل ) فسمي به الحسن عليه السلام وزيد الياء في السين التي كانت مطوية في مقام البرزخ الذي بينهما فزيد في الحسن فاستنطق في الحسين عليه السلام وهما اللؤلؤ والمرجان اما اللؤلؤ فلبيامنه ( فلبياضه ظ ) المشار به الى البساطة وعدم الكثرة كما كان شان الحسن عليه السلام فانه في مقام الاجمال والبساطة فعبر عنه سبحانه وتعالى باللؤلؤ لهذا السر المخفي ( الخفي خ‌ل ) الذي ذكرنا والا فهو عليه السلام في ظاهر الامر يشار اليه بالزبرجد كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله مشيرا الى هذا المعنى من كون قصر الحسن عليه السلام في الجنة من زمردة خضراء واما المرجان فلتشعب نور الحسين عليه السلام الى اطوار الولاية الظاهرة في الهياكل العشرة كالمرجان فانه غصن في البحر ولظهور الحرارة الغريزية في الرطوبات البلغمية المقتضية للحمرة فان الحسين عليه السلام هو الشفق الذي اظهر النور في ليلة الديجور وهما المران ( المرادان خ‌ل ) بالسين في بسم الله الرحمن الرحيم فاريد بالسين الاول عليّ عليه السلام وبالسين الثاني الذي هو بينات السين الاول الحسن والحسين عليهما السلام ( السلام على ما وصفنا لك خ‌ل )

اما الميم فهي ثلثة احرف الميم الاول والميم الثاني وبيناتهما نونان وكل نون اشارة ( وكل اشارة خ‌ل ) الى قوله تعالى ن والقلم وكل نون دائرة ( زائدة خ‌ل ) لانه نونان وكل نون قوس فاجتماع النونين تمام الدائرة وفيه واو في المركز فالنون الاول اشارة الى محمد صلى الله عليه وآله لانه اول هاء ظهرت في القبضات العشر ( العشرة خ‌ل ) واستنطاقها نون ونون الثاني هو عليّ عليه السلام لانه مثل ( مثل نون خ‌ل ) رسول الله صلى الله عليه وآله والواو اشارة الى الايام الستة التي قال ( قال الله خ‌ل ) سبحانه ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة ايام وهي الايام التي قال عليه السلام لا تعادوا الايام فتعاديكم والايام هم آل ‌محمد عليهم السلام اذا ثنيت فكل نون تمام عدة اربعة‌ عشر فهو منطق اسم الله الوهاب والجواد وبه ظهر وجه الله وتثنية النون دليل تثنية ظهورات هذه الاربعة‌ عشر فقد ظهروا في الدنيا كمال الظهور في الرجعة ويظهرون في الآخرة لانهم سلطان الدنيا والآخرة وانما جعل النون في بينات الميم لبيان انها فروع الشجرة لان الميم اشارة الى محمد صلى الله عليه وآله وهو الشجرة قال صلى الله عليه وآله انا الشجرة وعلى اصلها وفاطمة فرعها والائمة اغصانها وعلومهم ثمرها ففي كل مقام من المقامين هو صلوات الله عليه شجرة وهذا ( هذه خ‌ل ) التفاصيل الاربعة ‌عشر انما نشئت منه كما نشئت الاصول والاغصان من الشجرة وكما نشئت البينات من الزبر فالميم هو الكرة المستديرة كالنون اوله عين آخره وظاهره حقيقة باطنه والياء هو المحاط بهذه الكرة المركز الذي تقع عليه اشعة ظهورات النجوم ( نجوم خ‌ل ) افلاك هاتين الكرتين اللتين هما كرة واحدة في الحقيقة بالحركة الاولية ففي الميم سر الرحيم وفي السين سر الرحمن ( السين الرحمن خ‌ل ) وفي الباء سر الله وهو احد حروف الاسم الاعظم واعلى الحروف واقواها وهو حروف لا اله الا الله كما قال موسى بن جعفر عليه السلام الاسم الاعظم على اربعة احرف ( احرف الحرف خ‌ل ) الاول لا اله الا الله و( والحرف خ‌ل ) الثاني محمد رسول الله (ص) و( والحرف خ‌ل ) الثالث نحن والحرف الرابع شيعتنا

وقد ذكرنا ان البسملة هي الاسم الاعظم فترتبت على هذه الاربعة الاحرف فالبسم هو وان كان حرف واحد من هذه الكلمة وهي حرف لا اله الا الله لكنها جامعة لكل الحروف فالالف المطوية في البسم في اللفظ والخط هي الالف اللينية ( اللينة خ‌ل ) التي هي بازاء لا اله الا الله والباء وهي الالف القائم في الباطن الظاهر بالالف المبسوط هي حرف محمد رسول الله صلى الله عليه وآله والسين هي الالف ( والسين وهي الالف الراكدة الظاهرة في اطوار الوحدة خ‌ل ) المبسوط الظاهرة بالوحدة برد الصدر على العجز الذي هو مقام الكثرة هي حرف عليّ والائمة عليهم السلام والميم هي الالف الراكدة الظاهرة في اطوار الوحدة في مقامات الاجمال برد الصدر الى العجز وهي حرف شيعتنا وبها تمام الاسم الاعظم

واما الله فقد ورد عنهم عليهم السلام ان الالف آلاء الله على الخلق من النعيم ( النعم خ‌ل ) بولايتنا واللام الزام خلقه ولايتنا والهاء هوان لمن خالف ولايتنا فهذه الكلمة الشريفة جامعة لمقامات الاسم الاعظم وشارقة لما كان مطويا ( مطوية خ‌ل ) في البسم فالالف اشارة الى حرف لا اله الا الله وهي ظهور الالف المطوية في البسم واللام الاول اشارة الى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله في مقام ظهوره بالولاية الذاتية وان الولي والنبي شيء واحد كما قال عليه السلام انا محمد ومحمد انا وكما قال صلى الله عليه وآله كنت انا وعليا نورا واحدا ننتقل من الاصلاب الى الارحام فلما انتقلنا الى صلب عبدالمطلب ففرقنا وقيل للنصف كن محمدا صلى الله عليه وآله وللنصف الآخر كن عليا ومن هذه الجهة اشار ( اشارة خ‌ل ) الى مقامه صلى الله عليه وآله باللام فانها مقام عليّ عليه السلام واللام الثاني اشارة الى عليّ ولي الله والائمة اولياء الله وانما كانت اللام اشارة الى عليّ عليه السلام لانه القمر ( القمر هو خ‌ل ) يقطع الدورة ثلثون يوما ولانه عليه السلام به القابليات وظهور المقامات التفصيلية وهي لا تتم الا بثلثين مرتبة وتلك المراتب انما تحصل بالابتداع وعليّ عليه السلام حامل الابتداع ومن هذه الجهة نسبت اللام اليه واما الهاء فهي الاشارة ( اشارة خ‌ل ) الى رتبة الشيعة التي هي آخر الاسم الاعظم لان الهاء هي اول الرتبة الثانية التي نشأت بعد تمام المرتبة الاولى ولذا كانت نارية من حروف الدرجة تحت الالف وكذلك الشيعة اول فرع نشأ من اصل آل‌محمد صلى الله عليه وآله بعد اتمام مراتبهم وظهور التربيع الذي هو رتبة انتظام كينوناتهم في درجاتهم من المراتب النزولية والصعودية والهاء اشارة الى اول تلك المرتبة لانها انما تحصلت من ميل الباء على الدال وانما ( ولذا خ‌ل ) كانت صورة ظاهرها عين صورة باطنها لانها اشارة الى الرتبة العليا من اعلى الرتبة الثانية فهي مقام الوحدة الحقيقية فكان ظاهرها عين باطنها وصورة معناها عين صورة لفظها وقد ظهر ذلك في اعلى مقامات الحجاب كروبيين ( حجاب الكروبيين خ‌ل ) وهم قوم من شيعة آل‌ محمد صلى الله عليه وآله كما رواه الصفار في بصائر الدرجات عن مولانا الصادق عليه السلام انه سئل عن الكروبيين فقال ( وقال خ‌ل ) عليه السلام قوم من شيعتنا من الخلق الاول جعلهم الله خلف العرش لو قسم نور واحد منهم على اهل الارض لكفاهم فلما سئل موسى ( موسى من خ‌ل ) ربه ما سئل امر رجلا منهم فتجلى له بقدر سم الابرة فدك الجبل وخر موسى صعقا ولذا قلنا ان الهاء اشارة الى مقام الشيعة ولكنه اعلى مقاماتها ( مقامها خ‌ل ) وقد اشار بسر الهاء الى حقيقة الكاف في سر النون فتحققت لهم بذلك كلمة كن فتفرع عليها يكون فافهم وقد اشار مولينا الصادق عليه السلام الى هذه المراتب الاربعة بالتلويح في كل هذه الحروف وقال عليه السلام الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا وآلاء الله على قسمين تكوينية وتشريعية وجامع القول في آلاء الله بيان توصيفات الله نفسه ( توصيفات نفسه خ‌ل ) وخلقه لخلقه وهذا ( هذه خ‌ل ) التوصيفات تكون حالية ومقالية

فالحالية هي الكينونات وحقايق الموجودات لان لكل ( كل خ‌ل ) شيء له جهتان جهة الى ربه وبها وصف الله به نفسه ( الله نفسه خ‌ل ) لخلقه وجهة الى نفسه وبها وصف الله خلقه لخلقه وجهة ارتباطة ( ارتباطيته خ‌ل ) بينهما من حالة صدوره عن مبدئه وبها وصف فعله وتاثيره في ايجاد الاشياء وذوات الموجودات وبارتباط هذا الفعل الى الفاعل وصف سبحانه لخلقه اسمائه وصفاته واشعة اظلة كينوناته فحقايق الخلق هي بيان اعظم ( هي اعظم خ‌ل ) الآلاء والنعماء بل لا نعمة سواها لان جميع الخلق وشؤناتهم ( الخلق شؤناتهم خ‌ل ) ومنافعهم ومضارهم ومصالحهم ومفاسدهم كلها ترجع الى هذه الجهات الثلث فيكون هي الآلاء

واما الوصف المقالي فهي سطر وزبر في الكتاب والسنة وما فطرت عليه طبايع الخلق من اظهار مقالاتهم المنبئة عن هواجس سرائرهم ( عن ما هو احسن اسرارهم خ‌ل ) بالفطرة الاولية التي نشأت من اصل الحق ومخ الصدق وبها تختص كل طائفة الى لغتهم الخاصة لهم بحيث لا يمكنهم ان يتكلموا لغيرها ( بغيرها خ‌ل ) والفطرة الثانية وهي التي حصلت باللطخ والخلط من القرانات والاضافات الحقة او ( وخ‌ل ) الباطلة والصحيحة او الفاسدة والمليحة او القبيحة ولما كانت كينونات الخلائق انما تدور على هذه الاربعة الاحرف وهي تمام الآلاء وهي البدو ( البدء خ‌ل ) التكويني والوجه التعليمي الارشادي والخطاب الشفاهي والنقش الفهواني اشارة ( اشار خ‌ل ) اليها بالالف في الله فقال روحي فداه وعليه آلاف التحية والسلام ( الثناء خ‌ل ) الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا فجمع الآلاء واضافها الى الله اشارة الى العموم الاستغراقي الذي لا يشذ عنه فرد واحد كما ذكرنا ثم اضاف الخلق الذي هو المصدر الى الضمير ( الغير خ‌ل ) المجرور اشارة ايضا الى العموم المذكورة ( المذكور خ‌ل ) ليشمل كل الخلق في كل المراتب كما هو تقتضي ( مقتضى خ‌ل ) شمول الالوهية والهيمنة القيومية فشملت هذه الكلمة جميع مراتب الاسم الاعظم فدلت على ما دل عليه بسم الذي دل على جميع ما دل عليه القرآن الذي دل على جميع ما في العالم كما قال عز وجل ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقال ايضا وفيه تفصيل كل شيء وقال ايضا وفيه تبيان كل شيء

ثم لما ذكر رأيت ( ذكر مراتب خ‌ل ) الخلق في جهات الاسم الاعظم بظهور البدو في العلم الحقيقية ( في القلم الحقيقة خ‌ل ) اراد عليه السلام ان يشير اليها في العالم التكليفي من المراتب التي حصلت في القوس النزولي ( النزول خ‌ل ) والصعودي قبل ان يصل الى العود فقال عليه السلام واللام الزام خلقه ولايتنا فمما ( فما خ‌ل ) الزم الخلق ولايتهم في التكوين والتشريع قول لا اله الا الله الذي هو الحرف الاول من الاسم ( اسم خ‌ل ) الاعظم وقول محمد رسول الله (ص) الذي هو ( هو الذي خ‌ل ) الحرف الثاني منه وقول امير المؤمنين (ع) والائمة اولياء الله الذي هو الحرف الثالث منه وقول اوالي من والوا واعادي من عادوا الذي هو الحرف الرابع منه ومقتضى هذا الالزام يجري في علم الشريعة من الاعمال الصالحة واجتناب المحرمات القبيحة والمكروهات وفي علم الطريقة من تهذيب الاخلاق وتزكية النفس وتحليتها بالفضائل وتخليتها ( تخليها خ‌ل ) عن الرذائل والوقوف على حد اليقين وفي علم الحقيقة بالاعتقادات الصالحة والمعرفة النورانية والخروج عن الملاحظات الامكانية وقطع الالتفات عما سوى الذات البحت البات فدلت هذه الكلمة على جميع الوجوه ( وجوه خ‌ل ) الاسم الاعظم في العوالم الثلثة عالم الصور من المجردة والمادية ( عالم الصور المجردة من المادة خ‌ل ) وعالم المعاني الكلية وعالم المثل النورانية والحقايق الالهية ودلت على ما دل عليه الالف بزيادة وقوع التكليف في العالم ( عالم خ‌ل ) الاوسط الذي هو بين عالم البدو وعالم العدد ( العود خ‌ل )

ثم لما اشار الى هذا العالم الاوسط في مقام الظهور اراد ان يشير الى عالم البدو في مقام الظهور ايضا فقال ( قال خ‌ل ) عليه السلام والهاء هوان لمن خالف ولايتنا فقد اشار الى سر العود الذي هو حقيقة البدو فان ( فانما خ‌ل ) كل شيء يعود الى ما منه بدء فان كان بدؤه يوافق ولايتهم فعوده الى جهة الموافقة فهو جنة ونعيم وان كان بدؤه من المخالفة فعوده اليه وهو الهوان الاكبر والهلاك الاعظم فقد اشار الى الشق الثاني الذي هو يد الشمال تصريحا للامر واثباتا على ان الهلاك والهوان منحصر في مخالفتهم فاذا ثبت ان الهوان الاعظم ودخول النيران انما هو بمخالفتهم فتثبت ( فثبت خ‌ل ) ان دخول الجنة والنعيم الاكبر والحياة الابدية انما هو بموافقتهم ( بموافقهم خ‌ل ) فدل على المطلوب باللفظ المرغوب ولم يذكر احوال المستضعفين في العود اذ لا استضعاف هناك لان في ذلك المقام مقام ظهور ( ظهوره خ‌ل ) قوله تعالى هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فالكافر هو المخالف بمقتضى ولايتهم على جهة العموم في كل مقام بحسبه فكافر هو مؤمن ومؤمن هو كافر كما قال صلى الله عليه وآله حسنات الابرار سيئات المقربين وقال صلى الله عليه وآله ان الشرك في هذه الامة له دبيب اخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فافهم فدلت الهاء على ما دلت عليه اللام والالف من جهات الاسم الاعظم واركانه وظهوره ومراتبه واحواله وشؤنه واطواره واوطاره وآثاره وفي الهاء اشارات اخر تضيق الصدر باظهارها ولا يضيق بكتمانها ولا باس بالاشارة الى نبذة يسيرة ( يسرة خ‌ل ) على جهة التلويح ليصون عن الجاهل المرتاب ويطلع عليه الفطن من اولي الالباب

فنقول اعلم ان الهاء هي اول خاتم خماسي الاركان مبدء اسم الله الاعظم ولذا صار ظاهرها في باطنها وباطنها في ظاهرها وهي لما تكررت يعني اشبعت ( اشتعب خ‌ل ) حصل عنها الواو وكان بها تمام الاسم الاعظم وهو هو فلما تنزل هذا الاسم الى رتبة الظهور ظهر في مبدء الاسماء واولها واشرفها عند الله واعظمها لديه واقربها منه الوسيلة واكرمها عنده منزلة وهو الاسم العلي لان الهاء اذا تنزلت ( نزلت خ‌ل ) كانت عنها ( منها خ‌ل ) النون والواو اذا تنزلت كان عنها ( منها خ‌ل ) السين فاذا جمعت بين النون والسين كان ( وكان خ‌ل ) الحاصل مائة وعشرة وهو استنطاق اسم العلي فعليّ اعظم الاسماء واولها كما قال مولينا الرضا صلوات الله عليه ان الله اول ما اختار لنفسه العلي العظيم وقد عرفت ان العلي هو اول ظهورات هو فقد جمع مراتب الاسماء الحسنى كلها وهو قوله تعالى وهو العلي العظيم مع الاشباع في تفسير الظاهر الظاهر ( تفسير الظاهر خ‌ل ) وهو قوله تعالى وانه في ام الكتاب لدينا لعليّ حكيم من غير الاشباع فسر عليّ هو وسر هو ها هذا اعتبار ظهور الهاء في الاسماء الحسنى واما ظهورها في الابداع والايجاد فاعلم ان الهاء لما تكرر ( تكررت خ‌ل ) حصلت لكل من الجهتين نسبة الى الاخرى ( الآخر خ‌ل ) فكانت اربعة وفي كل من الاربعة ظهور الهاء فاذا كررت الهاء اربعة مرات تكون عشرين واستنطاقها الكاف ثم اذا كررت ( كررتها خ‌ل ) مرة ثانية كان عنها الياء فاذا ضربت الهاء في الياء كان عنها النون وتمت بذلك كلمة كن وهي الكلمة التي انزجر له العمق الاكبر واذا جمعت بين الكاف والنون استنطق عنهما ( عنها خ‌ل ) العين وظهرت ذلك في مبدء اسم تعين الاول ثم اذا اضفت الكاف على العين فاستنطقت صاد وهو البحر ( والبحر خ‌ل ) الذي به حيوة الاشياء وهو الذي نودي رسول الله صلى الله عليه وآله يا محمد (ص) ادن من ( عن خ‌ل ) صاد وتوضأ لصلوة الظهر والاشارة الى جميع ما ذكرنا في قوله عز وجل كاف ها يا عين صاد فان الهاء هي الاصل فكررت اربع مرات كما ذكرنا فصار عنها الكاف ثم تكررت مرة واحدة فصار عنها الياء ثم ضربت الهاء في الياء فصارت خمسون والمتحصل من المجموع العين ولذا اردفها سبحانه بالياء بعد الهاء ثم لما ظهرت الكاف في العين حصلت منهما الصاد وهو الوجود الذي به قيام الاشياء وهو امر الله قام به كل شيء هذا بيان ظهور الهاء في الصنع والابداع واما ظهورها في الخلق الاول وانشعاب ( انبعاث خ‌ل ) المخلوق الاول منها فاعلم انه كان محمد صلى الله عليه وآله وعليّ عليه السلام نورا واحد وذلك في حجاب الهاء المشبعة ( المشعبة خ‌ل ) المتحققة عنها كلمة هو فاذا لاحظت زبر هذه الكلمة مع بيناتها كانت تسعة‌ عشر وهي استنطاق الواحد والواحد له من الحروف الالف والالف اذا كررت يكون عنها الباء والباء اذا كررت يكون عنها الدال والدال اذا كررت يكون عنها ( منها خ‌ل ) الحاء والحاء اذا كررت خمس مرات يكون عنها ( منها خ‌ل ) الميم فيتم بذلك كلمة الحمد فاذا ظهر الاصل الواحد الذي ( التي خ‌ل ) تحصلت هذه الكلمة منه فيظهر اسم احمد (ص) وهو اسمه صلى الله عليه وآله في السماء فما ورد عنه صلى الله عليه وآله ان اسمي في السماء احمد واذا ارادوا تسميته لاهل الارض مقام الكثرة زادوا الميمين لسر وقع في العين فقيل محمد صلى الله عليه وآله وقد روي ( ورد خ‌ل ) عنه صلى الله عليه وآله ان اسمي في الارض محمد (ص) فهذا صورة نشو ( نشوء خ‌ل ) محمد من الاسم الاعظم هو واما نشو ( نشوء خ‌ل ) اسم عليّ عليه السلام فكما ذكرنا سابقا من ان الهاء والواو اذا تنزلت في الرتبة الثانية كانت مائة وعشرة وهو استنطاق اسم عليّ عليه السلام فقد اشتملت الهاء ( اشتملت احوالها خ‌ل ) على جوامع مقامات الاسم الاعظم فقد اشرت لك الى سر دقيق ما اسعدك لو وفقت لفهمه وما اخفينا اكثر واغرب والله الهادي الى الصواب وعليه المعتمد في المبدء والمعاد

واما الرحمن فقد ورد انه اسم خاص لصفة عام والرحيم بعكس ذلك فهو اسم عام لصفة خاصة ومجمل بيانه ان الفيض الاقدس اي الالوهية المطلقة والربوبية اذ لا مربوب عينا الذي ( عينا الله خ‌ل ) هو مقام الاسم المقدس لما تعلقت بالقوابل الكونية ( الكينونية خ‌ل ) والماهيات ظهرت الرحمة الواسعة التي هي اعطاء كل ذي حق حقه والسوق الى كل مخلوق رزقه وهذه العناية الالهية هي رحمة الرحمن وبها قد استوى الرحمن على العرش فليس شيء اقرب منه الى شيء كما قال عز وجل الرحمن على العرش استوى فالعرش في هذا المقام المراد به اعلي مراتبه ومقاماته وهو الصاقورة التي ذاق روح القدس في جنانها الباكورة وهو العرش الاعظم اول باستوى الرحمن برحمانيته ( برحمانية خ‌ل ) التي هي نفس العرش الذي هي ( هو خ‌ل ) ظهور الرحمن وظهور تلك الرحمانية هي الماء الذي كان العرش عليه قبل خلق السموات اي المقبولات والارض اي القابليات وقد سئل عليّ عليه السلام كم بقي العرش على الماء قبل خلق السموات والارض قال عليه السلام اتحسن ان تحسب قال السائل بلى قال عليه السلام اخاف الا تحسن قال بلى فقال ( قال خ‌ل ) عليه السلام لو صب خردل حتّى ملأ الفضاء وسد ما بين الارض والسماء وانت لو عمرت وكلفت مع ضعفك ان تنقل ( تنفق خ‌ل ) هذا الخردل حبة حبة من المشرق الى المغرب حتّى ينفد لكان ذلك اقل ( لكان اقل خ‌ل ) من جزء من مائة ‌الف جزء من راس الشعير مما بقي العرش على الماء قبل خلق السموات والارض واستغفر الله عن التحديد بالقليل فرحمة الى الرحمن ( فرحمة الرحمن خ‌ل ) لما ظهر على هذا العرش تشعبت ( تشعب خ‌ل ) جهاته بحسب تشعب متعلقاته ( متعلقاتها خ‌ل ) فانقسمت الى رحمة الفضل ورحمة العدل وهو قوله تعالى ورحمتي وسعت كل شيء والالف المطوية خطا في الرحمن هي الالف المبسوطة التي هي الباء وقد قال النبي صلى الله عليه وآله اشارة الى هذا المقام ظهرت الموجودات من باء ( باء اسم خ‌ل ) بسم الله الرحمن الرحيم

فالرحمة الواسعة بها ظهرت الموجودات واقتضت الكينونات مقتضياتها من خير وشر وسعادة وشقاوة ونور وظلمة وحق وباطل فلزمت بالرحمة الواسعة اللوازم لملزوماتها والمسببات اسبابها ( باسبابها خ‌ل ) فشملت الرحمة الكافر في النار بتخليد العذاب وتسديد ( تشديد خ‌ل ) العقاب وشمل المؤمن في الجنة بالثواب والنعيم والرحمانية مقام تحت مقام الالوهية وهي مصدر الرحمة الواسعة ويختص لله سبحانه وتعالى ولذا قال عليه السلام اسم خاص اختصاصه بالله بصفة عامة لكونه هي الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء ولذا لا يجوز اطلاق هذا الاسم على غير الله سبحانه فافهم

واما الرحيم فهو صفة الرحمة ( الرحمن خ‌ل ) وليس هو صفة بعد صفة لله كما زعم ( زعموا خ‌ل ) بعض النحاة وهو الاشارة الى النور المقصود بالذات الذي ( التي خ‌ل ) اشرق من صبح الازل الذي هو الرحمن وهو الصاد اي المداد وهو النون في قوله تعالى ن والقلم وما يسطرون هو ( وهو خ‌ل ) نور الانوار وهيولي الهيوليات والاسم الذي به اشرقت الارضون والسموات والاسم الذي به استضاء الكائنات وهو نور واحد قد تشعب على حسب القرانات وظهور الماهيات وتحقق الهياكل والانيات فاول ما تشعب الى اربعة‌ عشر هيكلا وهم هياكل التوحيد وقصبة الياقوت وحجاب الملكوت ثم تشعشع من تلك الهياكل نور آخر باسم الرحيم فانشعب ذلك النور الى مائة‌الف واربعة وعشرين‌ الف شعبة فظهر من كل شعبة ولي الله وحجة من حجج الله ثم تشعشع من تلك الانوار من حيث الوحدة نور واحد باسم الرحيم فانشعبت ذلك النور بما لا نهاية له من الحدود والصور والاشخاص ثم تشعشع من المجموع من حيث الوحدة نور آخر فانشعبت ذلك النور ملزوم الماهيات وقران الانيات الى ما لا نهاية له من الحدود والجهات فظهر ( وظهر خ‌ل ) في كل جهة ملك من الملائكة ونور من الانوار وكل ملك محل اسم من الاسماء ومظهر ( فظهر خ‌ل ) صفة من الصفات ثم تشعشع من ذلك النور نور آخر تشعب بلزوم اللوازم وقران الشرايط الى شعب كثيرة وقرائن عديدة فظهر في كل ( فظهر كل خ‌ل ) مرتبة جن من الاجنة وكل ذلك باسم الرحيم موادهم ( مدادهم خ‌ل ) وهياكلهم واشباحهم اذا ظهرت تلك المواد ( المداد خ‌ل ) على ما تقتضيه من هياكل التوحيد وصفة التفريد والتجريد ثم بعد ذلك تشعشع من تلك الذوات من حيث الوحدة نور آخر وتركمت الظلمة وعلنت واستولت فتصورت ( فتصعدت خ‌ل ) شعب تلك الانوار على خلاف ما تقتضيه ( يقتضيه خ‌ل ) من سر العبودية فظهرت في هذه المقامات وما بعدها الحدود الشيطانية وهياكل الشرك والكفر فظهر ( فظهرت خ‌ل ) الصور ( الصور المنكوسة خ‌ل ) المنكسة الرؤس كما اشار اليه سبحانه وتعالى ناكسوا رؤسهم عند ربهم فتنكرت اعيانهم وقبحت هياكلهم وظهرت ( فظهرت خ‌ل ) ذلك النور المتقدم باسم الرحيم في تلك الهياكل على قدر ما يمسكها ويقيمها ( يقبضها خ‌ل ) وليس له اثر ( له اي خ‌ل ) فيها الا الوجود وابقاء الشهود فاسم الرحيم به ظهر ( ظهرت خ‌ل ) ذلك النور ولما كان كل نور له ظلمة تقابله وكل حق له باطل يعانده كان اسم الرحيم يتضمن بدلالة التضاد اسم المنتقم لان الرحمن هو محل الاجتماع وتحت حجاب الرحمانية تفصلت الاشياء والاسماء فكان اول اسم تفصل من باطن الرحمن اي من قبضة يمينه هو الرحيم والاسم الآخر الذي ظهر من ظاهره اي من قبضة الشمال هو اسم المنتقم وكلتي القبضتين يمين ( يمني خ‌ل ) واليه الاشارة في تاويل قوله تعالى فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فالسور في هذا المقام هو اسم المبارك الله لانه الاسم المحيط بكل الاسماء الجامع لها والباب هو الاسم المبارك الرحمن لانه جهة تفاصيل ذلك الصور ( السور خ‌ل ) واول ما فصل ( ما فضل الله خ‌ل ) من باطنه اي من جهة موافقته ومحبته وكونه متصورا ( مقصودا خ‌ل ) لذاته هو الرحيم واول ما ظهر من جهة ظاهره اي مخالفته ومعاندته وخلاف محبته الاسم المنتقم وانما لم يذكر الله سبحانه وتعالى الاسم الثاني اي المنتقم في بسم الله الرحمن الرحيم اكتفاء بذكر الرحيم ( بذكر الرحمن الرحيم خ‌ل ) واستغناء به عنه ولبيان انه بالعرض ودلالة الرحيم عليه بالتضاد وكون متعلق ذلك الاسم المنسيون الذين نسوا الله فنسيهم كما قال تعالى نسوا الله فانساهم انفسهم والانفس المنسيين الذين نسوهم هم متعلق اسم الرحيم حال كونهم محالا لظهور متعلق اسم الرحمن ( متعلق اسم الرحيم حال كونهم محالا لظهور متعلق اسم الرحماني خ‌ل ) فلما نسوهم بانسائهم الله تعالى اياهم بكفرهم وعتوهم نسيهم الله اي تركهم في غير جهة محبته فهم حينئذ مخلدون في نار جهنم اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون

فهذه نبذة من تأويل بسم الله الرحمن الرحيم على ما وصل الينا من اشارات اخبار الائمة الطاهرين عليهم السلام

واما باطن هذه الكلمة وان كنا قد اشرنا اليه لكنا نذكر شيئا يسيرا من ذلك رعاية لتفاوت افهام الناظرين ليعلم كل اناس مشربهم وينال كل احد مطلبهم

فنقول ان النقطة في البسملة اشارة الى رسول الله صلى الله عليه وآله وقول امير المؤمنين عليه السلام انا النقطة تحت الباء اشارة الى جهة الاجتماع كما قال عليه السلام انا محمد ومحمد انا وقوله عليه السلام كلنا محمد اولنا محمد وآخرنا محمد واوسطنا محمد وهذا في محل الاجتماع الا ان المقام له صلى الله عليه وآله والباء اشارة الى مولينا امير المؤمنين عليه السلام لانه محل التفصيل ومقام الاختلاف كما قال تعالى عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون وقال عليه السلام اي نبأ اعظم مني ولانها مقام الحشر الاول الظاهر في الحشر الثاني المسمى بالقيمة الكبرى كما قال الله تعالى كما بدأكم تعودون على ان الما مصدرية وان المشية ( المشبه ظ ) عين المشبه به كما هو المحقق عندنا في القرآن وفي احاديث اهل البيت عليهم السلام فيكون بدؤكم عودكم فالحشر الاول هو الحشر الثاني والقيمة الكبرى هي القيمة الاولى ( الاول خ‌ل ) والصراط الممدود على جهنم هو الصراط الاول وجهنم الاولى هي ( هو خ‌ل ) الثاني والجنة التي خرج الخلق منها والميزان الذي ( الذين خ‌ل ) التي وزنت وتوزن بها اعمال الخلائق على اختلاف مقاماتها وفصل القول ان الاول هو الآخر فلما ظهرت الموجودات التفصيلية في ذلك العالم فتحقق اجتماعها هناك ولذا قال النبي صلى الله عليه وآله ظهرت الموجودات من باء بسم الله الرحمن الرحيم ولما كان مولينا عليا عليه السلام هو صاحب العرض الاكبر في العرض الاكبر وهو الذي يحاسب الخلائق وهو الكتاب الاكبر الذي فيه تفصيل كل شيء قلنا انا ( ان خ‌ل ) الباء اشارة اليه عليه السلام وحروف هذه الكلمة المنشعبة ( المتشعبة خ‌ل ) من النقطة الظاهرة في الالف المفصلة في الباء هي اشارة الى الائمة المهديين ( المهذبين خ‌ل ) صلوات الله عليهم لانهم حروف نشأت من النور العلوي وتمام الكلمة الشريفة من حيث المجموع ومن ( من حيث خ‌ل ) كونها جامعة وحاوية للحروف الحاوي للالف والنقطة اشارة الى موليتنا وسيدتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى ابيها لانها عليها السلام هي ( هو خ‌ل ) الوعاء الذي ( التي خ‌ل ) حوت وحملت تلك الذوات المقدسة والى ما ذكرنا الاشارة في قوله تعالى حم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فيها يفرق كل امر حكيم على ما روي عن مولينا امير المؤمنين عليه السلام ان حم هو رسول الله صلى الله عليه وآله والكتاب المبين هو امير المؤمنين عليه السلام انا انزلناه يعني زوجنا عليّا عليه السلام في ليلة مباركة وهي فاطمة عليها السلام يعني زوجنا عليّا عليه السلام من فاطمة عليها السلام فيها يفرق كل امر حكيم اي في فاطمة يمتاز ويظهر كل امام حكيم بعد امام حكيم وايضا في قوله تعالى واذ استسقى موسى لقومه وموسى في الباطن هو رسول الله صلى الله عليه وآله فقلنا اضرب بعصاك الحجر وعصى هو عليّ عليه السلام كما قال عليه السلام انا عصى موسى وانا آية محمد صلى الله عليه وآله والحجر هي فاطمة فانفجرت منه اثنتاعشرة عينا وهم الائمة عليهم السلام قد انفجرت من العين الصافية الطاهرة التي هي فاطمة عليها السلام

وايضا في قوله تعالى في الباطن انا انزلناه في ليلة القدر يعني زوجنا عليّا عليه السلام من فاطمة عليها السلام وما ادريك ما ليلة القدر اظهار لشرفها وفخرها ليلة القدر خير من الف شهر يعني ان فاطمة صلوات الله عليها خير من كل ذرات ( ذوات خ‌ل ) الوجود انما ( وانما خ‌ل ) عبر عنها ( منها خ‌ل ) بالف شهر لان ( لانها قد تمت بها خ‌ل ) كل مرتبة من مراتب الوجوب لها ثلثون مرتبة وبها تمام الشهر ( السفر خ‌ل ) فكل ذرة من الموجودات بهذا الاعتبار شهر ( شهرا خ‌ل ) لانها قد تمت بها دورة الشمس ( شمس خ‌ل ) الوجود الظاهرة في كل مرتبة وانما كان الف اشارة الى تمام مراتب الوجود لان الالف هو نهاية مراتب الاعداد الاربع فكذلك الموجودات انما تتم في اربع مراتب مرتبة الجماد ومرتبة النبات ومرتبة الحيوان ومرتبة الانسان فنسبة الانسان الى المراتب الاخر كنسبة الالف الى ساير مراتب الاعداد ( ساير الاعداد خ‌ل ) فكما ان الانسان حاو لجميع المراتب كذلك الالف حاو لجميع المراتب ولذا قال عز وجل وان يوما عند ربك كالف سنة مما تعدون تنزل الملائكة والروح الملائكة هم الائمة عليهم السلام وانما عبر عنهم بالملائكة لكونهم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون والملك مشتق من الملك فيعبر عنه للعبيد كما يقال فلان سيء الملائكة اي سيء الصنع مع عبيده وفلان حسن الملائكة اي حسن ( احسن خ‌ل ) الصنع مع عبيده ولما كانوا عليهم السلام متمحضين في مقام العبودية حتّى كان افضل مناقب الرسول صلى الله عليه وآله الذي هو فخرهم وسيدهم العبودية ولذا قدمت على الرسالة في قولهم اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلح للتعبير عنهم بالملائكة والروح هو عليّ عليه السلام لان هذا هو الروح من امر الله كما قال عز وجل يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربي وقال عز وجل ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده وقال امير المؤمنين عليه السلام انا الروح من امر ربي وهذا هو ( وهذا خ‌ل ) روح القدس وهو خلق اعظم من جبرئيل وميكائيل فيها اي في فاطمة عليها السلام اما نزول عليّ عليه السلام فيها فبتزويجه اياها واما نزول الائمة سلام الله عليهم فيها فبكونهم في رحمها ( فيكونهم في رحمتها خ‌ل ) وهي حامل لهم ووعاء لانوارهم ولذا سميت الزهراء لكون تلك الانوار تزهر من ( تزهرت خ‌ل ) ناصيتها الشريفة في الاوقات كلها وتظهر مبادي تلك الانوار في مبادي الاوقات فكان يظهر ( تظهر خ‌ل ) منها صلوات الله عليها في وقت الظهر نور اصفر يتشعشع ويتلألأ حتّى تصفر جميع بيوتات المدينة وحيطانها وفي وقت المغرب كان يظهر منها نور احمر يتشعشع ويتلألأ حتّى تحمر ( يحمر خ‌ل ) جميع بيوتات المدينة وحيطانها وفي وقت الصبح يظهر منها نور ابيض يتشعشع ويتلألأ حتّى يبيض ( تبيض خ‌ل ) جميع بيوتات المدينة وحيطانها وهي المراد من قوله تعالى سلام هي يعني هي سلامة عن كل ما يخالف محبة الله لان فيها انوار احباء الله حتّى مطلع الفجر الفجر هو الحسين عليه السلام وتلك الانوار الظاهرة من تلك الصديقة الطاهرة كانت على حالها من الظهور الى ان تولد الحسين عليه السلام ثم خفيت وانما عبر عن الحسين عليه السلام بالفجر لانه ازال ظلمة الشكوك والشبهات والاوهام والخيالات عن قلوب الناس كالفجر مزيل لظلمة الليل وتلك الازاح انما كانت بشهادته عليه السلام وهو قوله تعالى ان قرآن الفجر كان مشهودا اي مستشهدا لعن الله قاتليه فدلت هذه الآيات وامثالها في باطن التفسير على ان موليتنا فاطمة الزهراء صلوات الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها هي الكلمة ( الكاملة خ‌ل ) التامة الجامعة الحاوية لتلك الحروف العاليات المفصلة من الالف اللينية ( اللينة خ‌ل ) المنبسطة من النقطة ولذا قلنا ان تمام بسم الله الرحمن الرحيم اشارة اليها فلنقتصر على ما ذكرنا فانه كافية لاهل الاشارة وبيان الكل مما لا يمكن بل لا يجوز

قال تعالى الحمد لله رب العالمين

اعلم انه قد ذكرنا في كثير من مباحثاتنا ورسائلنا ان العالم شخص واحد قد انفصلت اجزائه وافراده وجزئياته وشؤنه واطواره في اكواره وادواره باوطاره تفصلت من النقطة الواحدة وهذه النقطة لها ثلث جهات الجهة العليا الاولى فيها حكاية عن ( من خ‌ل ) المبدء وظهوراته واحواله وافعاله وصفاته وتاثيراته والجهة الوسطى الثانية فيها حكاية عن ( من خ‌ل ) الاثر وسريانها في المؤثرات وعن ( من خ‌ل ) الفعل وجريان تعلقه بالمفعولات واحوال هذين الاصلين ومراتبهما وشؤنهما واطوارهما وساير احوالهما والجهة السفلى الثالثة فيها شرح احوال المفعولات ومراتبها وعللها واسبابها وشرائطها ولوازمها وكيفية اشتقاقها من ذين الاصليين ( الاصلين خ‌ل ) واختلاف احوالهما وسببه تباين ( تباني خ‌ل ) مقاماتهما ولما كان القرآن عالم تدويني تبيان وتوصيف للعالم التكويني اجرى الحق سبحانه اياه ذلك المجري فجعل فيها نقطة والاصل الاول والاصل الثاني ولما كان في عالم الظهور التفصيلي بتقديم الاصل الاول لقوله عليه السلام ما رايت شيئا الا ورايت الله قبله وان كان في الواقع متاخر من ( عن خ‌ل ) النقطة وانما هو ظهور منها وثمرة لشجرتها مثاله الصورة التي في المرآة فان ظهور المقابل فيها وان كان متأخرا عنها لانه انما يكون لها فلا يتقدم عليها ولكن توجه الناظر الى تلك الجهة العليا والتفاته الى المقابل قبل نفس الصورة من حيث هي قبل الاقتران بالمشخصات ولذا قلنا ان الاصل الاول مقدم وان كان مؤخرا ولما كان الامر كذلك اجري الله سبحانه الخلق الثاني الذي هو القرآن الكريم والذكر الحكيم في العالم الوصفاني على ذلك المنهج فوسط النقطة التي هي الحمد وقدم الاصل الاول الذي هو البسملة فان البسملة نسبتها الى الحمد نسبة الاسم الفاعل الى المصدر فالحمد جامع للبسملة وهي جامعة له ولذا ورد عنهم عليهم السلام كل امر ذي بال لم يبدأ ببسم الله فهو ابتر وورد ايضا كل امر ذي بال لم يبدأ فيه بالحمد لله فهو ابتر ويريد عليه السلام بقوله هذا الذي ذكرنا من الاتحاد فان الابتداء بالحمد هو الابتداء بالبسملة والابتداء بها هو الابتداء بالحمد فلا منافاة اذا بين الحديثين ولكنهما اذا اجتمعا تكون البسملة مقدمة لانها بالنسبة الى الحمد كالشكل المستدير بالنسبة الى الشكل المثلث فان الاستدارة وجه من وجوه التكليف والمثلث هو الاصل لها ففي مقام ذكر الاستدارة مع التثليث تقدم الاستدارة لبساطتها ( لبساطها خ‌ل ) وشرفها وكذلك البسملة بالنسبة الى الحمد وهذا هو النسبة بين ارض كربلاء على مشرفها آلاف التحية والثناء وبين ارض مكة وقد ( فقد خ‌ل ) صارت مكة مطاف العالمين مع ان ارض كربلاء اشرف منها وهي انتسبت ( انتسب خ‌ل ) الى الله وكونها جامعة لبيت الله دون كربلاء مع ان مكة انما حصلت ووجدت بارض كربلا والله سبحانه قد خلقها ( سبحانه خلقها خ‌ل ) قبل ارض مكة والاراضي كلها باثنين وعشرين الف عام الا ان نسبتها الى ارض مكة كنسبة القلب الى الراس فان الظهور والمعرفة المختصة بالشخص انما يكون في الوجه الذي في الرأس وحقيقته واصله الذي به قوامه انما هو في القلب فالحمد قلب والبسملة رأس وباقي القرآن بمنزلة ساير الاعضاء والجوارح وكلها تفصيل للحمد ولذا قدم الله سبحانه البسملة على الحمد وقد اشتق الحمد من البسملة بعد ما اشتقت البسملة عنه كما تقول ( نقول خ‌ل ) ان الفعل متقوم بالفاعل ومتأصل منه مع ان الفاعل مشتق من الفعل ومتاثر به ومعمول له فكذلك الامر هنا فان من البسملة يستنطق الواحد لان عدد حروفها في المكتوب تسعة ‌عشر وهو استنطاق الواحد والواحد له من ( الواحد من خ‌ل ) الحروف الالف والالف اذا كررت تكون باء والباء اذا كررت تكون دالا والدال اذا كررت تكون حاء والحاء اذا كررت خمس مرات تكون ميما واذا اجمعت ( اجتمعت خ‌ل ) هذه الاحرف تركبت وتألفت منه كلمة الحمد اذا ( انما خ‌ل ) كررت الالف في الباء والباء في الدال وظهر في الدال في هذه ( وظهر في هذه خ‌ل ) الكلمة المباركة اشارة الى حكم التاليف والتركيب لظهور الطبايع الاربع وابانة لقوله عز وجل ومن كل شيء خلقنا زوجين ولا شك ان الزوجين لا يكونان الا اربعة ( الاربعة خ‌ل ) لان الزوج فردان واظهارا لظهور اول نقطة الامكان واتفقت عليه العقول من ان كل ممكن زوج تركيبي ولذا كان مدلول هذه الكلمة ومسمى هذا الاسم واثر هذا الطلسم يومه يوم الجمعة وكوكبه الزهرة واحلت له النساء ( المنشاء خ‌ل ) كيف ما يشاء لطف من الله العزيز الحكيم وشرحا لذلك السر المستودع في ذلك الاصل القديم وانما كررت الدال في الحاء لبيان شرط تمامية الوجود ولظهور سر الجود ( المعبود خ‌ل ) وهو مقام الاجمال والتفصيل فالدال في رتبة الاجمال والحاء في مقام التفصيل وفي هذا المقام ظهرت حملة العرش واستوى العرش على الفرش واستوى ( استوى العرش واستوى خ‌ل ) عليه الرحمن فاظهر ( فاذا ظهر خ‌ل ) سر الديان ولذا كانت حملة العرش ثمانية هو قوله عز وجل ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية وانما كررت الحاء في الميم اي خمس مرات اشارة الى كف الحكيم وهو ظهور هذه الثمانية في خمسة عوالم الاول عالم الجبروت وحجاب اللاهوت ومبدء ظهور الماهوت وهو الحجاب الابيض الاعلى الثاني عالم الملكوت الاعلي الثالث عالم الملكوت الاوسط الرابع عالم الملكوت الاسفل والخامس عالم الملك فاحطوت ( فاحصرت خ‌ل فاحتوت ظ ) هذه الكلمة المباركة جميع اسرار الوجود من الغيب والشهود وحكت سر المعبود واوضحت المقام المحمود وهو قوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فانقذكم منها الآية

واما سر هذه الترتيب من تقديم الحاء على الميم والميم على الدال مع ان مقتضى الترتيب الوجود ( الوجودي خ‌ل ) العكس اي تقديم الدال على الحاء والحاء على الميم كما هو مقتضى التكرير وحكم التقرير لبيان سر الآخر وهو ان القرآن في هذا الزمان كشف سر القوس الصعودي بعد القوس النزول ( النزولي خ‌ل ) وذلك مقتضى تقديم الكثرة على الوحدة فاخرت الدال من هذه الجهة فان قلت على مقتضى ما ذكرت بحسب تقديم الميم على الحاء والحاء على الميم لان الميم اعظم كثرة من الحاء قلت نعم كان ينبغي كذلك الا انه يفوت بيان امر آخر وهو ان الصورة هي الام والمادة هي الاب والظهور والتشخيص والتشكيل والتحديد انما يكون في بطن الام لا في صلب الاب والولد يتولد منهما فهو كالجامع البرزخ بينهما فهو الجامع لشئونهما والحاوي لاطوارهما فيقتضي ان يكون متوسطا بينهما ولذا قال مولينا الحسن بن عليّ بن ابي ‌طالب عليهما السلام ان الولد يتكون من اربعة ‌عشر شيئا اربعة من الام واربعة من الاب وسبعة من الله اما الاربعة ( الاربعة التي خ‌ل ) من الاب فهي العظم والمخ والعصب والعروق واما التي من الام فهي اللحم والدم والشعر والجلد واما التي من الله سبحانه وتعالى وهي الحواس الخمس والعقل والنفس فيبني ( فبين خ‌ل ) عليه السلام ان الولد من الوالدين فهو الجامع لاطوارهما والحاوي لاحوالهما فلذا توسطت الميم بين الحاء والدال فالدال هي المادة وهي الاول فيقتضى ان يكون آخر لان كل اول يكون آخرا ( آخر خ‌ل ) والحاء هي الآخر فيكون اولا لان كل آخر يكون اولا وانما كانت الحاء الآخر لان الحاء هي الحيوة وهي متقدمة بجوهر ( بجوزهر خ‌ل ) الفلك القمر وانما كان آخرا ( آخر خ‌ل ) لان فلك ( ذلك خ‌ل ) القمر آخر الكواكب وفلكه ( ذلك خ‌ل ) آخر الافلاك واقربهما الى المتولدات وانما كان القمر آخرا ( آخر خ‌ل ) لانه حامل ( اصل خ‌ل ) الرطوبات والبرودات وهما محلان للحرارة واليبوسة وهذا هو سر ( هذا سر خ‌ل ) التقاطع فلك الشمس والقمر ولما كان هذا الفلك حامل هذه الاشياء وهي اسفل المراتب كان آخرا ( آخر خ‌ل ) وانما كان اولا لان اول ما ينشأ ان منه التميز الرطوبة والبرودة ثم يظهر محل التقاطع وهو مظهره القلب وهو اللحم الصنوبري ثم يظهر مقتضى الحدود ومراتب الشهود ومقامات التفصيل وما يقتضيه ( تقتضيه خ‌ل ) من الانوار المتعلقة لمحال ( المحال خ‌ل ) ما يظهر من القوى والمشاعر ثم بعد اكمال كل ذلك تظهر مقتضى الاجمال ومقتضى الحرارة الغريزية ومرتبة الشمس وهو العقل ولذا كان باردا يابسا فافهم ان كنت تفهم والا فاسلم تسلم

وانما قلنا ان الحاء اشارة الى الحيوة مع ما قلنا انها هي الحملة للعرش لان الصورة التي هي الحيوة انما تحصلت من حملة العرش او حملة العرش هي ( تحصلت من جهة من حملة العرش هي خ‌ل ) مقامات الكرسي فافهم فظهر الحمد في مادة التربيع وفي صورة التثليث اي مادته مربعة وصورته مثلثة اما الاول فلأن ( فان خ‌ل ) الحمد مادتها الدال ولها مخرج ( يخرج خ‌ل ) الربع والحاء والهاء مخرج ( يخرج خ‌ل ) الربع والميم والهاء ايضا مخرج الربع واما الثاني فلانه تألف من ثلثة احرف على التاليف المخصوص ( للخصوص خ‌ل ) فاذا ضربت المادة في الصورة اي لاحظت نسبة المادة الى جميع مقامات الصورة يظهر البروج الاثني‌ عشر والشهور الاثني ‌عشر والنقباء الاثني‌ عشر والاسباط الاثني ‌عشر والعيون الاثني‌ عشر وكلمة التوحيد لا اله الا الله التي هي لا اله الا الله اثني‌ عشر ( وكلمة لا اله الا الله التوحيد التي هي اثني ‌عشر خ‌ل ) ومحمد رسول الله اثني ‌عشر وعليّ ولي الله اثني‌ عشر وامير المؤمنين والائمة الاثني‌ عشر بظهور القوى الاثني ‌عشر وهي ( وامير المؤمنين اثني ‌عشر والائمة الاثني ‌عشر وهو خ‌ل ) رتبة التمام وعلى من يفهم الكلام والسلام ( الكلام السلام خ‌ل ) وهذا ( بهذا خ‌ل ) هو السر في تثليث الكلمات الاربعة سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر في الركعتين الاخيرتين في الصلوة لتمام اثني‌ عشر الذي هو العدد الزائد وكذلك حكم تثليث الذكر في الركوع والسجود سبحان ربي العظيم وبحمده وسبحان ربي الاعلي وبحمده وذلك لتمام الاثني ‌عشر وانما شرع ذلك حكاية عن الائمة الاثني ‌عشر لان الصلوة صفتهم واسمهم ورسمهم وحكايتهم وكل ما في الصلوة يدل عليهم وما في الصلوة هي مجموع الكرتين وسر العالمين وحقيقة الامر بين الامرين وشرح احوال النشأتين

واذا جمعت المثلث والمربع ظهر المسبع ( السبع خ‌ل ) وهو اشرف الاشكال لانه يحكي الجلال والجمال وعنده سر الكريم المتعال وانما كان اشرف الاشكال لانه مبدء الكمال بل هو عين الكمال بل كل كمال لا يتعداه وكل قول لا يتجاوز عنه لان مرجع الكمالات العددية ( العدية خ‌ل ) اما الى الثلث وهي اول الفرد ( المفرد خ‌ل ) واما الى الاربع وهي اول زوج واذا تالفت الثلثة مع الاربعة تكون سبعة وهي تحكي عن الظهورات الثلثة في الكيفيات الاربع اما الظهورات الثلثة في عالم الناسوت فهو العقل والنفس والجسد والكيفيات الاربعة فهي النار والهواء والماء والتراب واما في عالم اللاهوت فالظهورات الثلثة مرتبة الظاهر ومرتبة الظهور ومرتبة المظهر والكيفيات الاربعة هي النار والتراب والهواء والماء وكل ذرة من ذرات الوجود من الغيب والشهود لا تخلوا عن هذه السبعة ولذا اشتهر عندهم ان السبعة عدد الكامل ولذا جعلوا من الواو واو الثمانية فان الثمانية كابتداء ( من الواو والثمانية كابتداء خ‌ل ) بعد انتهاء ولذا ادخل ( دخل خ‌ل ) الواو عليها والسبعة اول خلق برز في الوجود ولذا كان الحمد سبعة آيات وهو قوله تعالى ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم والسبعة هي اول مكون ظهر باول التكوين بل هو نفس التكوين لان ( هي اول مكنون ظهر باول الوجود التكوين لان خ‌ل ) المراتب واذا ( وان خ‌ل ) كانت هناك منتفية في ذاتها لكنها مثبتة عند التعلق ( المتعلق خ‌ل ) بالمتعلقات فهناك مقامان احدهما مقام الجمع وهو مقام التكوين اي مقام الواحد وهو قولهم عليهم السلام كلنا واحد وكلنا محمد وامرنا واحد وقولنا واحد قال الله عز وجل في التأويل حكاية عنا لهم عليهم السلام حين نقول ( يقول خ‌ل ) لا نفرق بين احد منهم ونحن له مسلمون ففيه سر الواحد الاحد لكنه في ظهورات ( لكن في الظهورات خ‌ل ) السرمد واليه الاشارة بقوله عليه السلام كنا بكينونته كائنين غير مكونين ازليين ابديين منه بدانا واليه نعود فقوله عليه السلام غير مكونين يريد به نفس التكوين فان المكون تكون بالتكوين وهو نفسهم الشريفة وقوله عليه السلام ازليين ابديين يريد به الازل الثاني كما قال امير المؤمنين عليه السلام انا الازلية الثانية انا صاحب الازلية الاولية والله عز وجل ازل الآزال وابد الآباد

وبالجملة فهم في عالم التكوين واحد وهو مقام النقطة في بسم الله الرحمن الرحيم كما قال امير المؤمنين عليه السلام انا النقطة تحت الباء مع ان رسول الله صلى الله عليه وآله اعظم ولا مقام فوق النقطة ان كان ( كانت خ‌ل ) المراد بها الكلية لا المخصصة تحت الباء وثانيهما مقام الفرق وهم في هذا المقام سبعة :

الاول محمد صلى الله عليه وآله وهو ( هو النقطة خ‌ل ) الكلية الالهية التي هي مبدء المبادي ( مبدء المبدء خ‌ل ) ونور الانوار و( وهو خ‌ل ) النور الذي ( الذي نور خ‌ل ) بها الانوار والسر المقنع المجلل المستسر ( المستتر خ‌ل ) بالاسرار وهو مقام حكاية الواحد ( الوحدة خ‌ل ) القهار واليه اشارة ( اشار خ‌ل ) مولينا امير المؤمنين عليه السلام بقوله استخلصه في القدم على ساير الامم وهو مركز التوحيد وسر التجريد والقدس ( المقدس خ‌ل ) الذي ملأ الدهر كما قال صلى الله عليه وآله في خطبة يوم الغدير الذي ملأ الدهر قدسه

والثاني مقام عليّ عليه السلام وهو الالف المنبسطة من النقطة الظاهر بالتفصيل والهداية كما قال تعالى انما انت منذر ولكل قوم هاد قال النبي صلى الله عليه وآله انا المنذر وعليّ الهادي لان الهداية هي الايصال الى المطلوب او ارائة الطريق ويجمع المعنيين قولنا اعطاء كل ذي حق حقه والسوق الى كل مخلوق رزقه وهذه العطية العظمي والهداية الكبري صاحبها ومنشائها عليّ عليه السلام حامل اللواء وهو نفس الله الكبرى كما في الزيارة على ما رواه صفوان عن الصادق (ع) السلام على نفس الله القائمة فيه بالسنن وهو ذات الله العليا وشجرة طوبى وسدرة المنتهى وجنة وهو نفس النبي صلى الله عليه وآله وذاته كما قال ( ذاته قال خ‌ل ) عز وجل انفسنا وانفسكم وكما قال واصطنعتك لنفسي ويحذركم الله نفسه وامثالها من الآيات وهو نفس العالم كما قال عليه السلام انا ذات ( الذات خ‌ل ) الذوات انا الذات في الذوات للذات ( الذات للذات خ‌ل ) وقال عليه السلام نحن صنايع ربنا والخلق بعد صنايع لنا بل العالم نفسه بمعني انه نفس الله بلا فرق كما انه عليه السلام عبد من عبيد الله ويصدق عليه انه نفس الله كما سمعت في الاخبار كذلك يصدق على الخلق انهم نفسه بل قد اشار ( بل اشار خ‌ل ) الى هذه الدقيقة لاهل اللطائف واللطيفة وقال في خطبة البيان وغيرها من الخطب انا آدم انا نوح انا موسى انا عيسى وانما اقتصر بالانبياء خاصة لتمحصهم في هذا المعنى وخلوصهم في الحكاية بخلاف غيرهم نعم يظهر ذلك من ( يظهر من خ‌ل ) عرفه بالنورانية او انكره عن معرفة بصيرة اذا التفت الساق بالساق وجاء يومئذ المساق فيظهر لهم سر من عرف نفسه فقد عرف ربه فيشاهد عليّا عليه السلام وساير الائمة بما ظهروا له من نور كينونتهم في حقيقة كينونته ولا يتعدى احد رتبة مقامه لان الادوات انما تحد ( الادوات تحد خ‌ل ) انفسها وتشير الآلات الى نظائرها ولهذا قال امير المؤمنين عليه السلام فيما نظمه الحميري :

يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن او منافق قبلا

الخ والمراد بهذا الموت يحتمل ان يكون كما هو المعروف المتبادر وذلك واضح ظاهر وقد دلت الاخبار وشهدت الآثار وتواردت الروايات من طرقنا وطرق مخالفينا على ذلك في حق المؤمن الماحض الايمان والمنافق الماحض النفاق كما في حديث طلحة وقد رواه عمار من ( حين خ‌ل ) رآه يجود بنفسه وقد رمى بالنبل فقال من رماك يا طلحة قال رماني عليّ بن ابيطالب عليه السلام قال يا ويحك ان عليّا عليه السلام ما يرمى بالنبل وانما يقاتل بالسيف قال له طلحة افتح عينك وانظر اليه عليه السلام كيف يصعد الى السماء وينظر الى السماء الارض ( يصعد الى السماء والارض خ‌ل ) وياتي الى المشرق والمغرب ويقاتل بالسيف ويرمى بالنبل ويقول مت يا عدو الله فيموت في ساعة ( ساعته خ‌ل ) الحديث وكان الرامي له مروان ابن الحكم (لع) فظهر لمن يفهم ويعرف ويؤمن ان الخلق نفس عليّ عليه السلام كما ان عليّ عليه السلام نفس الله لا كما زعمه بعض الجهال والملاحدة من الصوفية والمتصوفة من القول بوحدة الوجود وسريان النور في القيود والحدود فيرجع الاصل الى شيء واحد والحدود اعراض ( اعراض حق خ‌ل ) تذهب وتضمحل لا بقاء لها فان هذا القول زندقة صرفة وكفر محض سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا وانما المراد ان عليّا عليه السلام خلق من خلق الله ونور من نور الله واسم من اسماء الله وصفة من صفات ( صفات الله خ‌ل ) يدل على كمال وحدانيته وفردانيته وصمدانيته وقهاريته وقدرته الشاملة وعلمه الواسعة ( الواسع خ‌ل ) الذي احاط بكل شيء وهو كما قال الحجة المنتظر عجل الله فرجه في الدعاء في الاشارة اليه عليه السلام والى ساير آبائه الكرام عليهم السلام لا فرق بينك وبينها الا انهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها منك وعودها اليك اعضاد واشهاد ومناة واذواد وحفظة ورواد وبهم ملات سمائك وارضك حتّى ظهر ان لا اله الا انت فانهم ( فافهم خ‌ل ) السر وكن به ضنينا ( حفيظا خ‌ل ) والله يحفظ لك وعليك

والثالث مقام الحقيقة الحسينية ( الحسنية ظ ) على جده وابيه وامه واخيه وبني اخيه صلوة المصلين وهذا اول حرف من حرف ( حروف خ‌ل ) العاليات واول قبسة نور اقتبس من تلك القبسات واول غصن ينبت من شجرة طوبى فصار بذلك احد حملة العرش وثاني رتبة الولاية الكلية ونتيجة ثمرة النبوة الاحمدية فشهد اسمه (ع) بكمال شخصه فالحاء اشارة الى حملة العرش ففيها اشارة الى انه (ع) احدهم واشارة الى ان الحملة ( الحمد خ‌ل ) ثمانية والسين اشارة الى انه اول تفصيل من شجرة الولاية اي لواء الحمد الذي ابوه الطيب الطاهر عليهم السلام حاملها فلما كان اسمه (ع) اللام جعله في اسم الحسن عليه السلام السين فان السين تكرار اللام كما ان الحسن تفصيل لعليّ عليه السلام فاسمه السين واسمه اللام وعلى من يفهم الكلام السلام والنون اشارة الى انه نتيجته ( نتيجة خ‌ل ) ثمرة الدوحة الاحمدية عليهم السلام فان النون بينات للميم الذي في اسم محمد صلى الله عليه وآله وانما جعل جزء اسمه بينات الميم لبيان الاصل فيه الولاية وهو السين وهو اصل اسمه الشريف وان ( انما خ‌ل ) النبوة تحت الولاية ونسبة النبوة اليه اضعف من النسبة ( نسبة خ‌ل ) الولاية اليه لان نسبة النبوة من جهة الام ونسبة الولاية من جهة الاب وجهة الاب اقوى من جهة الام وتكرار الزبر اقوى من الاتيان ببينات الحرف ...

( الى هنا وجد في النسخة )

المصادر
المحتوى