رسالة رمزية الى بعض العلماء العارفين

السيد كاظم الرشتي
النسخة العربية الأصلية

رسالة رمزية الى بعض العلماء العارفين

من مصنفات

السيد كاظم بن السيد قاسم الحسيني الرشتي

جواهر الحكم المجلد الرابع عشر

شركة الغدير للطباعة والنشر المحدودة

البصرة – العراق

شهر جمادي الاولى سنة 1432 هجرية

بسم الله

هذا ما كتبت الى بعض المعاصرين من العلماء العارفين :اعلى الله درجتك ورفع مرتبتك انه على كل شيء قدير

اما بعد فاعلم انه لما ظهر ما ظهر كما ظهر لما ظهر بما ظهر تثلثت ما ظهر كما ستر بما ستر لما ظهر فتربع ما خفي بما بطن لما ظهر كما ظهر فكان العرش فوق الكرسي فلذا صدرت بالله على المعنى الليسي والايسي فكان الالف قبل اللام والهاء بعدها للاشارة الى الابتداء والانتهاء وللتلويح الى ان المبدأ نفس المنتهى لان الكرة دارت على نفسها فكان قطبها محورها فتحققت به الكاف فصارت مبدأ اللام فظهر الميم فتشخص النون فتعمم بالبياض وتسربل بالسواد وتقمص بالزرقة وتردى بالخضرة فقعد بعد ما قام واضطجع فنام فمات ودفن وسئل وقبل ثم حشر ونشر كما كان قد خفي وستر في البعث الاول والحشر الثاني بالموت الثالث والمسألة الرابعة فاحاط الكرسي بالعرش فانقلب العرش بالفرش كما ترى الآن وان خفي على ابناء الزمان وهو قول العلي العظيم في منتهى الآية العلي العظيم

فلك را عادت ديرينه اين استكه با آزادگان دايم بكين است

لقد علوت علوا ثم دنوت دنوا فقربت اقترابا فخالفت وفاقا ووافقت خلافا فصعدت في الايس وغمضت عن الليس وطرت في هواء اللاهوت فجلست على غصن الناسوت ونزلت الى الملك بهموت هذا حالك وحالي ومقامك ومقامي ومحلك ومحلي ومنزلك ومنزلي قد جمعتهما في كمال المفارقة وفرقتهما في كمال الموافقة وبينت المقامين على اكمل البيان واوضح التبيان وهل ازيدك كنا في شجرة واقفين وبالبيت العتيق طائفين فطرت الى الحقيقة وبقيت على المجاز فصعدت الى الحقيقة فلك المجاز في الطريقة فحصل الاختلاف وانقطع الايتلاف ففارقنا بعضنا بعضا والحمد لله رب العالمين فاقول مخاطبا لمقامك ومشيرا الى بعض ما لك وملوحا الى حالك ومآلك كأنك قد استغنيت بالمصباح عن الاصباح واكتفيت بالسراج عن الصباح أما قرع سمعك حيّ على الفلاح حيّ على الفلاح فان الديك قد صاح وريح الروح قد فاح هذا هو المطلوب يا صاح وبه القلوب ترتاح واقوى لها من السفرجل والتفاح وهو الرواح ومراح الارواح ومقوي الاجساد والاشباح ومورث الرشاد والنجاح ومبين الفساد والصلاح وكيف تستغني وما فرقت بين الميم واللام وما ميزت بين الخاص والعام حسبت الخاص عاما وتخيلت بالشيء لا شيئا مع ان اللاشيء نفس الشيء والخاص عين العام زوج صاحب القباء الاصفر الماشي على الارض بالتبختر لصاحبة الحسن والجمال وجامعة الجمال والكمال وكاملة الكمال والجلال كأنها الكوكب الدري والنجم المضيء والقمر الجلي ومظهر التجلي والمتجلي ليتولد منهما النور الزاهر والدر الفاخر قطط الشعر حسن المنظر قد افتتن بحبه الجن والبشر العالم النحرير الكامل الذي ليس له نظير ليعرفك سر الالف والباء ويعلمك حقيقة السين في الميم ويريك عين الاعيان وحقيقة الانسان في بسم الله الرحمن الرحيم فكن لربك شكورا وعلى بلاياه صبورا ولا تنظر الى من قال وانظر الى ما قال ليوصلك الى الكمال ويعرفك الجلال والجمال ويهديك الى الوصال ويخرجك عن القيل والقال ويشرفك الى المثال مقام الفناء والزوال وهو عين البقاء والاستقلال وظهور الرب الكريم ذي الجلال فتعرف اذن المبدأ والمآل وتتميز بين الحال والقال وتفرق بين الرشد والضلال هيهات هيهات لا يمكن لمن الهاه التكاثر حتى زار المقابر وذكر اسمه على المنابر وكتب وسطر في الدفاتر ونسى ما هو عليه في الماضي والغابر وتفاخر على الاصاغر وتصاغر للافاخر وتكبر مع الاكابر وخضع للاواخر ألم ‌يعلم ان ربه لقاهر وعلى جميع اسراره لناظر وعليه لقادر الى هنا ختمت المقال واظهرت حقيقة الحال واكملت الحجة واوضحت المحجة فان قبلت فطوبى لك ثم طوبى لك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتب منشيها ومبديها كاظم بن قاسم الحسيني الرشتي يوم الجمعة سادس شهر رجب المرجب سنة ١٢٣٤

المصادر
المحتوى